محتويات
النفط
النفط مادة كيميائية غير قطبية ومحايدة بدرجات الحرارة المحيطة تكون سائلةً ولزجةً وقابلةً للذوبان في الكحول والإيثر، لكن لا يُمكن خلطه مع الماء، يتكون من مئات من جزيئات الهيدروكربونات المختلفة التي تحتوي على الهيدروجين والكربون، ويُعد مادةً قابلةً للاشتعال، ويوجد منه ما هو متطاير وما هو غير متطاير، كما أن النفط مصدر وقود أحفوري ناتج عن تحلل نباتات وحيوانات ما قبل التاريخ[١][٢].
مراحل استخراج النفط وإنتاجه
يمرُّ النفط بخمس مراحل لاكتشافه وإنتاجه، تبدأ باكتشاف الهيدروكربونات، وتنتهي بإيقاف تشغيل حقل النفط والغاز، وفيما يأتي توضيح المراحل[٣]:
التنقيب
يُنَقِّب علماء الجيولوجيا البترولية والجيوفيزيائيون عن النفط والغاز تحت سطح الأرض، باستخدام التكنولوجيا الأوليّة كالمسح السيزمي، وحفر الآبار في الأرض، حتى يتمكنوا من تحديد مواقع حقول النفط والغاز، وتُكلف عملية التنقيب أموالًا طائلةً، وهي عملية محفوفة بالمخاطر، فبالمعدل العام اثنان من كل ثلاثة آبار تحفر لا تحتوي على آثار للهيدروكربونات، لذا فإن الأمر قد يتطلب عقودًا وسنواتٍ من البحث وحفر الآبار لإيجاد النفط والغاز، وقد تخلص بعض عمليات البحث هذه لعدم العثور على شيء.
أثناء عمليات التنقيب وحفر الآبار تُجمَع معلومات مهمة عن كل من الماء والنفط والغاز لاكتشاف ما يأتي:
- وجود أي مركبات هيدروكربونية في الموقع الذي يتم التنقيب فيه.
- كميات النفط والغاز في المنطقة في حال وجودها.
- العمق الذي تتواجد فيه مخزونات النفط والغاز.
تكون عملية التنقيب محفوفةً بالكثير من المخاطر وذلك بسبب:
- المواقع الجغرافية النائية وصعوبة التضاريس وحساسية المجتمعات الحيوية والبيئية.
- السلامة العامة، إذ توجد العديد من الحوادث التي قد يتعرض لها العاملون أثناء عمليات المسح اللازمة وعمليات حفر الآبار، وتُشكل السلامة العامة مشكلةً أخرى تُشكل تحديًا للشركة المنقبة عن النفط حتى بعد استثمار الوقت والمال في الحقل المكتشفة، قد تَحدُّ أحيانًا من إمكانيتهم على تطوير هذا الحقل.
التقييم
بعد الانتهاء من عمليات الحفر الاستكشافية للتنقيب عن النفط بنجاح تبدأ مرحلة التقييم، والهدف من هذه المرحلة تحديد خصائص النفط والغاز في الحقل، وكذلك للتقليل من احتمالية حدوث خسائر في حجم النفط أو الغاز، وفي هذه المرحلة كما في المرحلة السابقة تحفر آبار الغرض منها هنا هو جمع المزيد من العينات للحصول على المزيد من المعلومات حول احتياطي النفط، ويُعاد في هذه المرحلة المسح السيزمي للحصول على معلومات أكثر وأدق، إذ تساعد هذه المسوحات علماء جيولوجيا النفط على فهم طبيعة الخزان النفطي أفضل، كل هذه الإجراءات تتطلب المزيد من الوقت والمال بالطبع.
التطوير
هذه العملية تحدث بعد مرور عملية التقييم بنجاح وقبل البدء بعملية الإنتاج، وتضم هذه العملية العديد من الأنشطة وهي:
- وضع الخطة لتطوير حقل النفط والغاز، مع تحديد عدد الآبار اللازم حفرها للإنتاج، ويقوم بهذا كل من الجيولوجيين والجيوفيزيائيين ومهندسي الخزان.
- اختيار التصميم الأفضل لآبار الإنتاج ويتخذ هذا القرار مهندسو الحفر.
- تحديد المنتجات اللازمة لعملية إنتاج النفط والغاز قبل الإرسال إلى المصفاة أو العميل ويحدد هذا مهندسو المنشآت.
- تحديد الطريق الأفضل للتصدير وهذا ما يقوم به مهندسو الخدمات اللوجستية.
تحتاج هذه المرحلة للعديد من المهندسين لإكمالها، منهم مهندسو الحفر المسؤولون عن حفر المرحلة الأولى من آبار الإنتاج، ومهندسو المشروع الذين يساعدون في إعمار المخططات، وتخلق هذه المرحلة العديد من فرص العمل لبناء المنشآت اللازمة للمشروع، لكن يجدر بالذكر أن خطر الحوادث هو الأعلى في هذه المرحلة نسبةً للعدد الكبير من العمال في موقع البناء.
تصل كلفة تطوير حقل النفط في بعض الأحيان لمئات المليارات من الدولارات، ويحتاج تطويره لفترة زمنية تمتد من 5 إلى 10 سنوات، يعتمد هذا على كل من موقع المنشآت، وحجمها، ومدى تعقيدها بالإضافة إلى عدد الآبار اللازم حفرها، ويجدر بالذكر أيضًا أن المنشآت على اليابسة تكلفتها تقل كثيرًا عن المنشآت في المسطحات المائية، بعد كل ما ذكر بالتأكيد فإنّ الشركات تكون بحاجة لإجراء تحليل مسبق لتحديد تكاليف عمليات التنقيب والتطوير والأرباح المتوقعة قبل البدء بالمشروع، لكن الأمر الأكثر أهميةً من هذا هو التأكد من حماية النظم البيئية المحيطة بالحقل النفطي وعدم تعرضها للضرر.
الإنتاج
يُعدّ الإنتاج المرحلة الأخيرة في صناعة النفط والغاز وفي الوقت ذاته المرحلة التي فيها تستخرج الهيدروكربونات من الآبار، بعدها تأتي الإيرادات عند بيع النفط أو الغاز، إذ يجب أن تتجاوز هذه الإيرادات المبلغ المستثمر في الحقل النفطي، لتتمكّن الشركة من تحقيق الأرباح، قد يستمر الإنتاج في الحقل النفطي من عدة سنوات حتى أربعين سنةً، وذلك يعتمد على حجم النفط الموجود، ومدى تكلفة إبقاء الإنتاج مستمرًّا، فمبالغ كبيرة من الأموال تُصرَف على تشغيل الحقل وصيانته لإبقائه آمنًا، وللحفاظ على سلامة العاملين، وعدم الإضرار بالبيئة، ولضمان استمرار الإنتاج على مدار الساعة فإن العاملين يتّبعون نظام المناوبات في عملهم، فالمهندسون على سبيل المثال مقيدون بدوام كامل في المنشآت النفطية من أجل ضمان استمرار الإنتاج بفعالية، أما مهندسو الخزان أو الاحتياط النفطي يتحققون من سلامة الأداء في الحقل النفطي باستمرار ويختارون الخطة الأمثل للإبقاء على الإنتاج مستمرًا، كالحاجة لحفر آبار جديدة على سبيل المثال.
إيقاف التشغيل
هي المرحلة التي تزال فيها منشآت الإنتاج وتُستعاد مواقع النفط والغاز التي لم تعد مربحةً، ولأن منشآت النفط البحرية قد تكون منصاتٍ واسعةً يحتاج بناؤها كمياتٍ كبيرةً من المواد، فإنها تحضر إلى اليابسة لتتفكك، بعدها إمّا يُتخلّص منها، وإما تستعاد المواد المستخدمة في بنائها.
أهمية النفط
يُعدّ النفط الوقود الأول من حيث الأهمية في العالم بعد أن أُنتِج وكُرِّر تجاريًا منذ عام 1850 ميلاديًا، فقد ضمن للإنسان سبل العيش برفاهية والتنقل بسرعة وحرية، إذ تعتمد أنظمة النقل على منتجات عملية تكرير النفط، مثل: البنزين، والديزل، وينتج أيضًا عن عملية التكرير هذه الكيروسين المستخدم في التدفئة، وما ينتج عن النفط من منتجات ثانوي مهمة، فتُستخدم لإنتاج المواد البلاستيكية، والكيميائية، والعديد من زيوت التشحيم، والشمع، والإسفلت، ويجدر بالذكر أن معظم المبيدات الحشرية والعديد من الأسمدة هي من منتجات النفط[٤].
المراجع
- ↑ "Definitions for OIL", definitions, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ↑ "Petroleum – Oil and Natural Gas", energy4me, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ↑ "The Exploration and Production Life cycle of oil and gas", reportingoilandgas, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ↑ "What is oil?", appea, Retrieved 17-11-2019. Edited.