محتويات
التعامل مع الأولاد
قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: 46]، ويقول عليه الصلاة والسلام: (ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهى مسؤولة عنهم، والعبد راع على مال سيده، وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع مسؤول عن رعيته) [صحيح البخاري: 2409| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وجميعنا يعرف أنّ أعظم وأصدق الكلام كلام الله ثمّ رسوله لذا ممّا سبق نرى أنّ الإسلام أعطى أهميةً كبيرةً للأبناء وذكرهم من باب النعم التي أنعمها الله على البشر، لذا من الواجب علينا شكر نعم الله، ويكون ذلك بحسن رعايتهم، والاهتمام بهم، لينشئ جيل صالح يرعى مصالح المجتمع، وينشر الفضيلة، وينبذ الرذيلة، وفي هذا المقال سنُسلّط الضوء على أساليب التعامل مع الأولاد والمشكلات التي يقع بها بعض الآباء والأمهات[١].
كيف أتعامل مع أولادي؟
من المفترض بالوالدين التعامل مع أبنائهم بطريقة صحيحة حتى يتمكّنوا من تحقيق التطلعات المرجوّة منهم في المستقبل، وفيما يأتي بعض النقاط المهمة للتعامل مع الأبناء بالطريقة الصحيحة[٢]:
- الحوار: من الضروريات في التعامل مع الأبناء تفعيل مبدأ الحوار واحترام آراء الأبناء وأفكارهم، فهذا ما قد يُشجّع الأبناء على الثقة بالنفس والقدرة على مساعدة الذات في تحقيق الأحلام والطموحات التي من شأنها تقدّم ورفعة الفرد والمجتمع معًا.
- اللعب: من الأشياء المُفضّلة عند الأولاد أوقات اللعب، ومن الجيّد أن يشاركهم الوالدان ذلك فهذا من الأوقات التي تُقرّب القلوب، وتزيد الألفة والمحبّة، كما أنّ الوالد الجيّد من يغرس في أبنائه القيم والمبادئ والأخلاق النّبيلة من خلال وقت اللعب معهم فهي الطريقة المُثلى لتعليم الأبناء دون إشعارهم بذلك.
- القدوة: الجميع ينظر للأولاد في صغرهم كيف يقلدون آباءهم وأمهاتهم، ومن الطريف أننا نرى كيف يحاول الطفل الصغير ارتداء بعض ملابس والديه، لذا فهم دائمًا ما يرون في والديهم القدوة لهم في كافة أمور حياتهم، فإذا أردنا أن نعلم أبناءنا القرآءة مثلًا فالخطوة الأولى في ذلك أن نقرأ أمامهم إذ إنهم في غالب تصرفاتهم يقلدون آباءهم وأمهاتهم.
- الاحتواء: مهما كبر الأولاد فهم بحاجة لعطف الوالدين واحتوائهم، لذا من المهم أن يكون الوالدان الملجأ لأولادهم بعد الله كما يجب التعامل مع أخطائهم بطريقة صحيحة ورويّة وعدم التسرع أو التعنيف.
- الدعاء: الدعاء للأولاد من الحاجات الضرورية لحياتهم، والتي من الممكن أن تُليّن قلوبهم وتزيد من المحبة المتبادلة بين الولد وأهله.
- نقاط أخرى للتعامل معهم، منها ما يأتي:
- على الأم أن تمدح طفلها أمام الآخرين وترفع من شأنه لتزداد ثقته في نفسه، وأن تتجنّب مقارنة الطفل مع أحد من أصدقائه، لأنّ الطفل سيصبح غيورًا وسيؤدي ذلك إلى العدوانية.
- على الأم معرفة المشكلات التي تواجه طفلها وتتحاور معه على حلّها، وعليها ألا تذمه وتعاقبه حتى تزداد ثقته فيها.
- على الأم ألّا تجبر طفلها على فعل سلوك ما؛ لأن هذا سيؤدي إلى عدم استجابته وتصرّفه بعند، بل يجب عليها أن تعامله باللين واللطف.
- على الأم أن تُوضّح لطفلها سبب رفضها لسلوك غير لائق يتّبعه.
كيف أتعامل مع الطفل الغيور؟
توجد العديد من الأسباب التي تكون سببًا في نشأة الغيرة عند بعض الأطفال، وتوجد بعض الأساليب للتعامل مع الطفل الغيور منها[٣]:
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه في كل وقت أمام الآخرين.
- العدل بينه وبين إخوته وعدم تفضيلهم على بعض.
- استغلال طاقة الطفل في الألعاب والأنشطة، ممّا يُضيف لديه تقبل الآخرين، وتقبّل مشاعر الفوز والهزيمة والإحساس بالتعاون مع الآخرين.
- توطيد معاني الخير والحب والمساواة بين الأبناء، وبذلك يستطيع الأهل التغلب على الغيرة التي تحدث ما بين أبنائهم.
- عدم أخذ شيء من ممتلكاته وإعطائها للغير دون موافقته لأن ذلك سيزيد من شعور الغيرة داخله.
- تحفيز الطفل وتشجيعه إذا لم ينجح في أمرٍ ما.
ما هي الأخطاء الشائعة للتعامل مع الأولاد؟
توجد العديد من الأخطاء الشائعة والتي يقع فيها الكثير من الآباء في التعامل مع أولادهم وفيما يأتي ذكر لأهمها[٤]:
- عدم التواصل مع الأبناء: يظن بعض الآباء أن مسؤليتهم في حياة أولادهم هي في مرتبة القيادة وتوجيه الأوامر فقط دون تفعيل مبدأ الاستماع للأبناء ووجهات نظرهم وتطلعاتهم للحياة سواء أكانت خاطئةً أم صحيحةً وهذا ما يسبب مشكلات وفجوات كبيرة بين الولد ووالديه.
- عدم احترام مبدأ الاختلاف: مما لا شك فيه أن الله تعالى لم يخلق الجميع بالصفات والأفكار نفسها لذا نجد حتى بين أفراد الأسرة الواحدة الكثير من الأختلافات والتوجهات الفكرية، ومن أكبر الأخطاء التي تحدث في الأسر عدم احترام هذه الاختلافات والتعامل معها على أنها شذوذ عن الطريق الصحيح فلا بأس إذا كان الأبناء مختلفين في قدراتهم العقلية والجسمانية والفكرية، بل يجب البحث عن نقاط القوة في كل واحد منهم على حدة والتركيز على تقويتها.
- عدم مراعاة العمر: من المشكلات الشائعة أيضًا أن يعامل الوالدان أولادهم بالوتيرة نفسها طيلة سنوات حياتهم، فمن الواجب أن يعطي الوالدان كل مرحلة عمرية حقها في الرعاية والاهتمام وأساليب التعامل.
- النظر للجانب السيئ والقارنة بالغير: من الأسباب المدمرة للأبناء التركيز على مقارنته بغيره وتفضيل الآخرين عليه، فبدلًا من ذلك يكون من واجبات الوالدين التركيز على إيجابيات أولادهم وتقويتها وحل السلبيات بالطرق الصحيحة.
- التفريق: من الأخطاء الكبيرة التفريق بين الأولاد بالمعاملة والحب كأن يقسو على واحد ويعطف على آخر لأي سبب كان فهذا ينمي شعور الكره والحقد بين الأبناء.
- الدلال أو القسوة الزائدان: من الأخطاء الكبيرة هو المبالغة بالحب أو العنف مع الأبناء، لذا من الواجب استعمال كل شيء في إطاره المعقول فكلاهما يفسد الأبناء.
كيف تُصحّحين أخطاء أطفالكِ؟
كجزء من التعامل مع أطفالكِ، قد تواجهين بعض العقبات مع كيفية تعاملكِ مع أخطائهم بطريقة صحيحة، كي تُعلّميهم التصرّف الصحيح، دون التأثير عليهم سلبيًّا، ولذلك نُقدّم لكِ بعض النصائح لمساعدتكِ على تصحيح أخطاء أطفالكِ بطريقة سليمة[٥]:
- لا تبدئي بتوضيح الخطأ لطفلكِ مباشرةً، إذ يجب أن تستمعي لقصّة طفلكِ وتفسيره للأمر حتى النهاية، فقد تكتشفين من كلامه سبب تصرّفه الخاطئ مثلًا، ممّا يُساعدكِ على حلّ المشكلة.
- فرّقي للأطفال بين التصرّف الصحيح والخاطئ، وذلك باستخدام كلمات يفهمونها، وبأسلوب مناسب وهادئ.
- بيّني لأطفالكِ قواعد المنزل، فعلى سبيل المثال في حال عدم امتثالهم للتصرّفات الصحيحة، كترتيب ألعابهم بعد الانتهاء منها، يمكنكِ إخبارهم بهدوء بأنّ عدم ترتيبهم لألعابهم قد يتسبّب بأخذكِ إيّاها لبقيّة اليوم.
المراجع
- ↑ "الأولاد نعمة تستحق الشكر"، youm7، 25-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "كيف أتعامل مع أولادي الذكور والإناث ؟"، alukah، 25-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "كيف أتعامل مع الطفل الغيور.. تعرف على علامات الغيرة لدى الطفل وكيفية التغلب عليها"، murtahil، 26-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "أخطاء في تربية الأبناء"، saaid، 25-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "What’s the Best Way to Discipline My Child?", healthychildren, Retrieved 7-4-2020. Edited.