أحتاج إلى من يحبني حقًا، من يهرع من نومه للاطمئنان على أحوال نومي، شخص يستطيع فهم مكنونات نفسي عند النظر في عيني والاستماع إلى صوتي حتى وإن كان عبر الهاتف، أحتاج إلى إنسان يقيني من شرور الناس وسوء ظنهم، أريد رجلًا يحتوي أشلائي لا يمزق أنوثتي. أريد فتاة تفهم ما الذي أتحدث عنه، أريدها عاقلة وتحترمني، أريدها تعطيني الحنان والعطف الذي أحتاج إليه بعد يوم عمل شاق، أحتاج إليها تحبني ولا ترفض لي طلبًا، أريدها لا تقلل من رجولتي، ولا تنازعني على قيادة المنزل، أريدها تفهم كوني أنا الربان، أحتاج إليها مستقرة لا تحب السفر والخروج من المنزل دائمًا، أريدها مطيعة لا عناد ولا غضب، أريدها أنثى في حضوري ورجلًا في غيابي، هكذا أريدها وهذا ما أحتاج إليه.
أيها الإنسان أيا كان جنسك وأيًا كان لونك ومن أي عائلة كنت، هل أنت بحاجة للحب؟ هل أنت بحاجة لمن يحتويك؟
إن الحب لا يختبئ خلف أبواب الغرف ولا يمكن إيجاده أسفل المركبات، ولا يمكنك إيجاده في هاتفك ولا على مواقع التواصل الاجتماعي، كما ولا يمكنك إيجاده في الهواء الطلق أو على قمة جبل إيفرست ولن تتمكن من رؤيته في أعماق البحر الأحمر، إن الحب هو شعور داخلي لا يمكن إيجاده والبحث عنه بل هو من سيأتي إليك ليتسلل في دقيقة إلى قلبك ليصيبه برعشة غريبة تزلزل كيانك، وتشعر بالقشعريرة تسري في جسدك وكأن هناك من ألقى بك من جهنم إلى أعلى مناطق البرودة في القطب الجنوبي، وهذا هو ما يسمى بالحب، هو شعور لحظي تشعر به في لحظة واحدة، لن تجده مهما بحثت عنه بل هو من سيأتي إليك على قدم وساق.
ما الذي تبحث عنه هنا؟ هل تبحث عن القشعريرة لتسري في دمك مع كل كلمة ألقيها على مسامعك وأتحدث بها بصوت مبحوح عن الحب، لن أخبرك عنه أبدًا، لن أكسر جمود لقائكما الأول، نعم جمود! فلكل فعل رد فعل وردك على تلك الأحاسيس الغريبة والقشعريرة المريبة والرعشة والزلزال والبركان الذي سينفجر في داخلك لينذرك أن قلبك أخيرًا قد قتل في سهام الحب ستقع ضحية الجمود، ستتوسع حدقة عينك ولن تشعر بأطرافك وكأن طبيب جاء مسرع لإعطائك أهم حقنة مخدرة في حياتك.
توقف عن البحث، توقف عنه الآن وإن أردت البحث فلتبدأ بنفسك، قم بتغيير نفسك والتلاعب عليها والمحايلة إلى أن تصل لما تريده فعلًا، عزيزي القارئ إن الحب الذي تبحث عنه ستجده أمام عينيك ولن يتحرك من أمامك غير أن أدرت ظهرك له، سيبتسم لك في كل مرة يراك فيها، وسيتفقد ملامحك جيدًا فور تفقدك لملامحه، إن استطعت أن تحبه فأنت قد وجدت الحب منذ الأزل.
عزيزي القارئ هناك من يشعر بالحب الآن ويستحقه بكل معانيه وكلامك المعسول ورعشته، كل ما عليك هو حب نفسك فهي التي تستحق الحب حقًا.
بقلم هديل هندي، دمتم بوّد.