محتويات
ما هي أسباب انتشار التنمر بين الأطفال والمراهقين؟
أكدت الدراسات الاجتماعية الحديثة أن التنمر هو شكل شائع وخطير من أشكال العنف بين الأطفال، فهو لا يؤذي ضحايا التنمر فقط، بل يؤثر أيضًا على الجو الدراسي العام، والتعلم بطريقة صحيحة، كما يرتبط التنمر في الصغر بالسلوك الإجرامي في سنوات لاحقة من العمر، وتعمل قوانين محاربة العنف على الحد من التنمر في المدارس، وتحفّز المعلمين على تطوير سلوكيات الطلاب، والتدخل المبكر لوقف العنف، وتدعو الآباء للاهتمام والمتابعة وتوعية الأطفال، فانتشار التنمر قد لا يعني شيئًا لكثير من الآباء، ويعدونه مضايقة عادية تحدث بين الطلبة، بينما يتعرض الأطفال في الواقع للأذى الجسدي أو اللفظي، مثل: الضرب أو الركل، أو السخرية، أو استبعادهم من الأنشطة، ومن أهم أسباب انتشار التنمر هو عدم التوازن في القوة الحقيقية أو الظاهرية بين المتنمر والضحية، في ظل غياب الرقابة المدرسية، كما قد يكون المتنمرون ضحايا للاعتداء الجسدي أو التعنيف، أو لإصابتهم بالاكتئاب أو إحساسهم بالغضب أو الانزعاج من بعض المواقف في المدرسة أو في المنزل، فيستغلون وجود الأطفال الضعفاء الذين يسهل تخويفهم، والذين يبقون وحدهم طوال الوقت، بغض النظر عن جنسهم أو دينهم أو عرقهم أو وضعهم الاجتماعي أو الاقتصادي، وقد يكون الاختلاف في الجنس والدين واللون والعرق والوضع الاجتماعي، أحيانًا سببًا للعدوانية[١][٢][٣].
متى يكون التنمر أكثر تأثيرًا على الأطفال أم المراهقين؟
للتنمر آثار سلبية كثيرة على الأطفال والمراهقين، ومنها[٤][٥][٦]:
- الانطواء الاجتماعي، فالأطفال الذين تعرضوا للتنمر، كانوا بطبيعتهم هادئين وخجولين، ومنعزلين عن الآخرين، وتعرضهم للتعنيف القاسي سيزيد صعوبة تفاعلهم مع أقرانهم، وإذا كان تعرضهم للإذلال مستمرًا، سيدخلون في حالة من الانطواء المزمن على أنفسهم سيصعب عليهم الخروج منها، فتؤثر على علاقاتهم بالآخرين وحياتهم الاجتماعية.
- القلق وصعوبات النوم، فالاكتئاب والحزن والوحدة التي يمر بها الطفل الذي تعرض للتنمر، قد تؤثر في قدرته على النوم أو الأكل، وقد يصبح غير قادر على الاستمتاع بالأنشطة التي كان يمارسها سابقًا، وقد يعاني من اضطرابات الهلع، والرهاب الاجتماعي.
- تدني التحصيل الدراسي، إذ يميل الطالب الذي تعرض للإهانة إلى الغياب عن المدرسة، وقد يترك المدرسة نهائيًّا.
- الغضب والعصبية، فغضب الطفل المُعنَّف هو رد فعل عاطفي محتمل على تعرضه للمعاملة القاسية.
- الانتحار فالقلق المفرط الذي يشعر به الطفل المُعنف، وتعرضه للتنمر المتكرر، قد يدفعه للانتحار.
- المشكلات العاطفية، فالأطفال الذين يتنمرون على أقرانهم، ويستفزونهم ليتشاجروا معهم هم عرضة لخطر المشكلات العاطفية قصيرة الأمد وطويلة الأمد، تمامًا مثل ضحاياهم، وقد يشعرون بالوحدة والعزلة لأنهم لا يملكون الكثير من الأصدقاء، وهم في بعض الأحيان ينتمرون لوجود أصدقاء يفرضون عليهم سلوك التنمر على الآخرين.
- إدمان الكحول والمخدرات، فسلوك المتنمرين يسبب لهم الكثير من المشكلات النفسيّة مما يدفعهم لتعاطي الكحول والمخدرات كمراهقين.
- التخريب، قد يقود العنف بعض الطلبة للتسرب من الدراسة وتخريب ممتلكاتها، أو افتعال الحوادث فيها، وهذا يسبب لهم أزمات نفسية شديدة في مرحلة البلوغ.
- انعدام الثقة بالنفس، فالطفل الذي يتعرض للإهانة والتعنيف أمام الآخرين، سيفقد ثقته بنفسه، وقد يُشفى من الضرر الجسدي الذي تعرض له بسبب الضرب، لكن شعوره بأنه شخص مكروه وغير مرغوب وضعيف ويائس سيرافقه طوال حياته، كما ستنعدم ثقته بالآخرين، ولن يتمكن من الدفاع عن نفسه، أو التعبير عن رأيه حتى لو كان مقتنعًا به، وسيشعر بأنه لا يستحق الاحترام أو التقدير.
- فشل العلاقات الاجتماعية، فالطلبة المتنمرون يميلون مستقبلًا للانفعالات السريعة، وردود الفعل العنيفة، فيتجنبهم الناس، ويواجهون مشكلات في الاستمرار بالعمل، والحفاظ على الصداقات، والحفاظ على العلاقات العاطفية أو العائلية.
- المشكلات الصحيّة والعقلية، وتعود لأنماط النوم والتغذية السيئة لدى الأطفال الذين يتعرضون للتنمر، مما يسبب لهم أضرارًا صحية.
- الأضرار الجسدية، وهي مجموعة من الأمراض مثل: صداع التوتر الذي يسبب الألم حول الجبهة والرقبة، والإجهاد، وآلام العضلات بسبب انكماش العضلات المتكرر عند الخوف وضعف تدفق الدم إليها، ومتلازمة القولون العصبي، والإصابة بالإمساك والانتفاخ وصعوبات الهضم، وتغيرات في الوزن، إذ يزداد إنتاج الكورتيزول استجابة للتوتر ويخزّن الدهون ويؤثر على الشهية، وقد يقبل المراهق على الطعام بشراهة كتعويض عمّا يمر به، وقد يمتنع فيصاب بالهزال، إضافة إلى تدني المناعة فيُصاب بنزلات البرد والتهابات الأنف والحلق والتهاب المفاصل، والاضطراب الهرموني، وأمراض القلب.
كيف تساعدين طفلكِ إذا كان يتعرض للتنمر؟
إليكِ هذه النصائح لمساعدة طفلكِ الذي تعرض للتنمر[٧]:
- استمعي لطفلكِ دون غضب أو انزعاج، وشاركيه التفكير في حل مشكلته، ولا تتعهدي بحل المشكلة وحدكِ، حتى لا يشعر بالاستبعاد وانعدام الثقة، فيزيد توتره وخوفه.
- طمئني طفلكِ، وأخبريه أنه ما تعرض له ليس بسبب ذنب اقترفه، أو خطأ، وأن العديد من المشاهير تعرضوا للتنمر أيضًا، وأن التعرض له لا يعني أنّه ضعيف، وأن التنمر لا يعني القوة، وشجعيه ليحاول التكلم بثقة بلغة الجسد ونبرة الصوت، فيكتسب الثقة تدريجيًّا.
- وضحي لطفلكِ أن المتنمرين يقولون الأشياء البذيئة فقط ليتسببوا بالانزعاج والإغاظة، وعليه تجاهلهم حتى يتوقفوا عن محاولة شتمه مجددًا.
- ساعدي طفلكِ في تطوير مهارات جديدة في مجال جديد، كالانضمام إلى نادٍ أو نشاط مثل المسرح أو فنون الدفاع عن النفس، ليبني ثقته بنفسه، ويكوّن صداقات جديدة، ولا يعطي المتنمرين أكثر من حجمهم، كما يجب التخفيف من لومه، أو التذمر من تصرفاته، مثل تأنيبه على عدم ترتيب غرفته.
- لا تتجاهلي شكوى طفلكِ، أو تخبريه أنه أمر عادي يتعرض له باقي الأطفال، وأن تعرضه لتلك المواقف يزيد من خبراته وهو جزء من تطوره ونموه، وأن عليه التعايش مع المتنمرين في المدرسة، فهذا سيعرضه للأذى والخذلان.
من حياتكِ لكِ
من الأسباب التي تجعل طفلكِ متنمِّرًا[٨]:
- المشكلات الأسرية، فغالبًا ما يكون التنمر سلوكًا مكتسبًا عند طفلكِ الذي يعاني من الإهمال، وغياب عناية الوالدين ومراقبتهما، أو الخلافات المستمرة بين الوالدين، أو التعرض للاعتداء الجسدي أو العاطفي أو الجنسي، والحرمان من العاطفة والحنان، وغياب قواعد السلوك والعقوبات.
- الشخصية، فقد تميل شخصية ابنك للعنف، والسخرية من الآخرين، وقد يكون بطبيعته عدوانيًّا، ومندفعًا، ولديه هوس السيطرة، ولا يجيد مهارات التواصل الاجتماعي، ولا يتعاطف مع الآخرين.
- الإجهاد فقد يتعرض طفلكِ، أو ابنكِ المراهق لضغوط مختلفة، فيجد في التنمر متنفسًا لضغوطه، مثل عدم وجود أصدقاء لدعمه، أو ضغط الدراسة.
- الثقة الزائدة بالنفس، فقد يتنمر ابنكِ المراهق على زملائه ليس لشعوره بتدني احترامه لذاته، بل لثقته الزائدة بنفسه، لأنه أذكى أو أطول أو أغنى أو أكثر شهرة أو أفضل من المراهقين الآخرين، وتعامله القاسي معهم يُشعره بالقوة والسيطرة.
- انعدام الشعور بالحب والدعم، فقد يلجأ طفلكِ لمضايقة زملائه للفت انتباه الطلبة، وكسب شعبية في المدرسة، وجعل الآخرين يضحكون لانعدام شعور الحب والأمان لديه.
المراجع
- ↑ Susan P. Limber, Maury M. Nation, "Bullying Among Children and Youth"، ojjdp, Retrieved 6/7/2020. Edited.
- ↑ aacap team (8/4/2016), "Bullying"، aacap, Retrieved 6/7/2020. Edited.
- ↑ secureteen team (8/7/2019), "Guide for Teachers: Main Causes of Bullying in School"، secureteen, Retrieved 7/7/2020. Edited.
- ↑ Dr. Jessica Nicklin, "The Psychological Effects of Bullying on Kids & Teens"، mastersinpsychologyguide, Retrieved 7/7/2020. Edited.
- ↑ stopbullying team, "Effects of Bullying"، stopbullying, Retrieved 7/7/2020. Edited.
- ↑ americanspcc staff (15/7/2014), "PHYSICAL EFFECTS OF BULLYING"، americanspcc, Retrieved 8/7/2020. Edited.
- ↑ bullyingco team, "What to do if your child is being bullied"، bullying, Retrieved 8/7/2020. Edited.
- ↑ McKayla Arnold, " 5 Reasons Teens Become Bullies"، crchealth, Retrieved 8/7/2020. Edited.