الأخلاق
يجب أن يتمتع الإنسان بالأخلاق الحميدة، وسواء كان مسلمًا أم مسيحيًا أم يهوديًا، فكل الأديان السماوية جاءت لتحث البشرية على الأخلاق، والدليل على هذا هو أنَّ فطرة الإنسان دائمًا ما تقوده إلى عمل الخير وطلبه حتى لو كان ضعيف الإدراك، فالخير والأخلاق الحميدة جزء من طبيعته. الأخلاق الكريمة كثيرة ومتنوعة منها الكرم والإيثار واللطف واللين والتسامح والصفح والعفو والحب دون مقابل والعطاء وغيرها الكثير من الأخلاق الحميدة، وإلى جانب الأخلاق الحميدة توجد الأخلاق السيئة المؤذية للآخرين والمنافية لأوامر الله عز وجل، منها البخل والحقد والضغينة والحسد والفظاظة وغيرها الكثير[١].
معنى كلمة فظ
الفظاظة من أسوأ الأخلاق على الإطلاق، ولعلها تتسبب بالكثير من الأذى للناس، والبحث في معنى كلمة الفظاظة يجد أنها تعني الغلظة والقسوة في الطباع، فالشخص الفظ هو الشخص القاسي في تعامله مع الآخرين فيتجرد من المشاعر اللطيفة والتعامل الرقيق ويجعل كل تعامله قائمًا على أساس القسوة والمبادرة بالسوء والتجرد من المشاعر الرقيقة والإحساس الآخر وتحكيم كل الأمور وإعادتها إلى العقل، مع تنحية القلب تنحيةً تامةً في إصدار الأحكام.
الشخص الفظ لا يحبه الناس ولا يحبه الله عز وجل، وقد جاء خطابًا صريحًا واضحًا من الله عز وجل إلى نبيه الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، قال تعالى: {ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك} [آل عمران: 159] وهذا إشارة وتأكيد من الله عز جل على أنَّ الرسول الكريم كان لين الطباع ولم يكن فظًا أبدًا رغم أنه سيد البشرية ورغم كل ما تعرض له من قسوة وفظاظة، وهذا ما سمح للدين الإسلامي أن يدخل القلوب قبل العقول[٢].
الفظاظة في التعامل
الفظاظة في التعامل لها آثار سلبية على الشخص وعلى من حوله، ومن هذه الآثار نذكر ما يأتي[٣]:
- القسوة في القلب، فكلما كان الشخص فظًا في التعامل تجرد من المشاعر الإنسانية شيئًا فشيئًا حتى تصبح القسوة جزءًا لا يتجزأ من شخصيته ومن أسلوب حياته.
- ابتعاد الناس عن الشخص الفظ، فالناس لا تحب من يتعامل معها بقسوة وبفظاظة، بل النفس جُبلت على أن تحب من أحسن لها وعاملها بلين ولطف، وفي حال وجدت هذه النفس تعاملًا قاسيًا من شخص ما فإنها تنفر منه وتبتعد عنه شيئًا قشيئًا ليجد الشخص الفظ أنه أصبح وحيدًا.
- عدم الامتثال لأوامر الله عز وجل ورسوله الكريم، فالله عز وجل أمر بالاقتداء بالرسول الكريم، والرسول كان من ألطف الأشخاص وأكثرهم لينًا، والفظاظة تخالف خلق وطباع النبي.
عندما يفكر الإنسان بأن هذه الحياة آيلة إلى زوال وأن كل ما فيها لا يستحق القسوة والطبع الخشن الذي يعيش به الإنسان ويتعامل به مع من حوله، مما يعكر حياته ويحولها إلى مشاحنات دائمة، على عكس الشخص الرقيق واللطيف الذي يملأ حياته بالحب والأصدقاء الحقيقين الذي اجتمعوا حوله وأحبوه بصدق وجعلوا حياته جميلةً وباعثةً للتفاؤل.
المراجع
- ↑ "القسوة والغلظة والفظاظة"، kalemtayeb، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى فظاظة في معجم المعاني الجامع -"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "لماذا الفظاظة في التعامل "، الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.