محتويات
أسباب ظاهرة الغياب عن المؤسسات التعليمية
تُعدّ ظاهرة التغّيب عن المدارس والجامعات مشكلة مزمنة، وتعود أسبابها للعديد من العوامل المحيطة بالطالب، ومن أبرزها ما يأتي[١]:
- بناء المؤسسة التعليمية: وتتمثّل هذه المشكلة في عدم اتّساع البناء التعليمي، وقلة الملاعب والمختبرات، وقلة الاهتمام مرافق المؤسسة التعليمية، وعدم وجود مرافق حديثة، إضافةً إلى ازدحام الطلاب في الفصل التعليمي الواحد.
- المناهج الدراسية: تتمثّل هذه المشكلة في اعتماد المناهج الدراسية على الطرق التقليدية التي تعتمد على التلقين والحفظ، ولا تواكب التطور المعرفي الحديث، أو تراعي بيئة الطالب واهتماماته، أو تتناول مشكلات تلامس واقعه الاجتماعي والاقتصادي.
- طرق التدريس: يُعدّ أسلوب التعليم الشائع الذي يعتمد على التعليم التلقيني من أسباب نفور الطالب من التعلّم، كما أنّ شح استخدام الوسائل السمعية والبصرية في أسلوب التدريس التقليدي يُشعر الطالب بالملل لعدم وجود أي عنصر إثارة أو تشويق في أسلوب التعليم التلقيني.
- الاختبارات: يدفع نظام الامتحانات التقليدية الطالب إلى الحفظ السريع الذي قد يفتقد أحيانًا إلى الفهم، ممّا يؤدي إلى لجوء بعض الطلاب إلى محاولات الغش، وهذا على عكس أسلوب الامتحانات الحديث الذي يقيّم معرفة الطالب بناءً على فهمه وليس حفظه المجرد من الاستيعاب.
- المدرّس: يرتبط نجاح العملية التعليمية والتربوية بوجود مدرّس كُفء وصاحب أخلاق عالية، وملتزم بالمبادئ والقيم العليا، ومتقن تمامًا للمادة التعليمية التي يدرّسها، إضافةً إلى تعاونه مع طلابه وزملائه والإدارة التعليمية، وتمتّعه بشخصية قوية ومتوازنة، فكل هذه الصفات تساعد في تكيّف الطالب مع بيئة الدراسة، وعدم توفّرها يتسبّب في إبعاد الطالب عن المؤسسة التعليمية.
- تأخر القدرات الدراسية للطالب: يرجع تدنّي مستوى الطالب الدراسي إلى أسباب لها علاقة بالطالب مباشرةً مثل الأسباب النفسية أو العقلية أو الجسدية، وأسباب غير مباشرة تتعلّق بالظروف البيئية الخارجية المحيطة بالطالب مثل المشاكل الأسرية، ومن العلامات التي تظهر على الطالب المتأخر دراسيًّا تكرار رسوب الطالب في نفس المادة الدراسية، أو الهروب من المبنى التعليمي، والشعور بالنقص والخجل وعدم الثقة بالنفس.
- التعرّض للعقاب الجسدي أو المعنوي من قبل المدرّسين: قد يتعرّض الطالب لعقاب جسدي أو معنوي من قِبل مدرّسيه بسبب قيامه ببعض السلوكيات السلبية مثل التأخّر والتغيّب عن المدرسة، وإثارة الفوضى داخل الفصل، وعدم قيامه بواجباته الدراسية، مما يدفعه للانصراف عن العملية التعليمية بأكملها والابتعاد عن المؤسسة التعليمية.
- التنمُّر بين الطلاب: إضافةً إلى الصعوبات الأكاديمية التي قد تُعيق التزام الطالب عن دراسته فإنّ التنمر يعد مشكلة تؤدي إلى تغيّب الطالب عن مؤسسته التعليمية، فتعرّض الطالب للتنمر من أي أحد في المؤسسة التعليمية يمكن أنْ يُشعره بعدم الأمان الجسدي والعاطفي، وهذا يدفعه للهروب من المحيط الذي يوجد الذي يُمارس فيه التنمّر عليه[٢].
ما الآثار السلبية التي يؤدي لها الغياب؟
ينعكس تغيّب الطلاب عن مؤسساتهم التعليمية سلبًا على نجاجهم، ومن الآثار السلبية التي يؤدي لها الغياب ما يأتي[٣]:
- يؤدي تغيّب الطالب في الصفوف الأساسية المبكرة إلى تخلّفه عن اكتساب مهارات القراءة والكتابة الأساسية التي سيبني عليها مهاراته اللّاحقة الأكثر صعوبة.
- يمكن أنْ يصبح غياب الطالب المتكرر عادة طويلة الأمد، مما يؤثر على مستوى تحصيله الدراسي، ونجاحه في تخطي المراحل الدراسية التي يمر فيها.
- يتسبّب بصعوبة في التعلّم والتفكير لديه، وسيصعب عليه إتقان دروسه حتى بمساعدة المدرس وصعوبة تخرّجه من المدرسة، والانتقال إلى مراحل دراسية أخرى.
أبرز الحلول لظاهرة الغياب
إنّ جيل الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل وبناة المجتمع وعصب الأمة، وإنْ صلحوا صلح حال الأمة، لذلك يجب السعي للقضاء على ظاهرة الغياب عن الدراسة، ومن أبرز الحلول لهذه الظاهرة ما يأتي[١]:
- تخصيص نسبة من درجات المقرّرات الدراسية للحضور والغياب: إذ إنّ إصدار قرار بخصم درجات من الطالب الذي يتغيّب عن دراسته وتطبيقه بحزم سيقلّل من نسبة تغيّب الطلاب عن مؤسساتهم التعليمية، وسيجبرهم على الالتزام بدوامهم الرسمي.
- تنوّع مصادر تمويل المؤسسات التعليمية: من المهم أنْ يُصدر قرار يقضي بالسماح للمؤسسات التعليمية حرية تدبير شؤونها، والبحث عن مصادر تمويل أخرى، وعدم الاعتماد كليًّا على الميزانية المخصّصة لها من قِبل الدولة، ممّا يتيح للمؤسسة التعليمية تطوير مرافقها العامة وأثاثها، ومختبراتها وأدواتها التكنولوجية، وتقديم الحوافز والمكافئات المعنوية والمادية للطلبة والمدرسين، مما يساهم بزيادة ارتباط الجميع بمؤسستهم التعليمية.
- توفير الأنشطة: يجب على المسؤولين عن المؤسسات التعليمية أنْ يوفروا الأنشطة التي تنمّي قدرات ومهارات الطالب، وتلبي احتياجه في تفريغ طاقاته، وذلك في إطار تنافسي تُخصّص له مكافآت وجوائز، لتشجيع الطالب وتحفيزه على المشاركة في هذه الأنشطة، مما يخلق دافع لدى الطالب لحب مؤسسته التعليمية.
- تطوير المناهج: تُنفّر المناهج الدراسية التقليدية الطالب من التعليم، لذلك يجب إعادة النظر في محتوى المناهج الدراسية، والتي تعتمد في معظمها على الحشو، وتحميل الطالب عبئًا يفوق قدراته.
- تطوير أساليب التدريس: لا بد من عقد دورات منتظمة للمدرسين لإطلاعهم على أساليب التدريس الحديثة والمختلفة وتدريبهم عليها، وأنْ يبقى هناك تواصل بين المعلّمين والمشرفين عليهم لمتابعة قضايا المعلمين ومشكلاتهم والرد على استفساراتهم المهنية والأكاديمية.
- مراعاة الفروقات الفردية للطلاب: يجب أنْ تراعي المنظومة التعليمية تباين الفروق في مستويات التعليم والاستيعاب والذكاء لدى الطلاب، وذلك من خلال التعاون مع الطلاب ذوي القدرات التعليمية الأقل، ومساعدتهم في التخلّص قدْر الإمكان من مشكلتهم، لمجاراة باقي زملائهم الأعلى مستوى منهم، وتوفير معلّمين مؤهلين لهذا الأمر.
- توطيد العلاقة بين المؤسسة التعليمية والأسرة: يجب أنْ يكون هناك علاقة تواصل بين الكادر التدريسي والإداري مع أولياء أمور الطلبة، من خلال اطلاع ولي الأمر على كل ما يخص ابنه سلوكيًّا ودراسيًّا، وعقد اجتماعات منتظمة تجمع الكادر التعليمي مع أولياء أمور الطلاب لمناقشة كل ما يخص العملية التربوية والتعليمية، ودعوة أولياء الأمور إلى الاحتفالات التي تٌقيمها المؤسسة التعليمية في المناسبات.
نصائح للأم لتحبيب طفلها بالذهاب للمدرسة
إليكِ عزيزتي الأم العديد من النصائح التي يمكنكِ اتّباعها لتُحبّبي طفلكِ بالذهاب إلى مدرسته، ومن أبرز هذه النصائح ما يأتي[٤]:
- كوني نموذجًا يحتذي به طفلكِ: فإذا رأى طفلكِ أنّكِ مهتمة بالتعلّم والقراءة، من خلال قراءة الكتب، أو أخذ دورات تدريبية تنمّي مهاراتكِ، فإنّه سيتّخذكِ قدوةً إيجابيةً له تحفّزه على حب التعلّم.
- علّمي طفلكِ احترام مدرّسيه: يجب عليكِ أنْ تُظهري الاحترام لمدرّسي طفلكِ أمامه، بغض النظر عمّا إنْ كان لديكِ بعض الملاحظات حول أسلوب أحدهم أو بعضهم في التدريس، وهذا الأمر سيؤدي تلقائيًّا إلى تعليم طفلكِ احترام معلّمه وطاعته له.
- شجّعي طفلكِ على المشاركة في أنشطة ممتعة بعد المدرسة: فتشجيع طفلكِ على ممارسة أنشطة خارجية مثل الرياضة بعيدًا عن الجو الدراسي سيمنحه تغييرًا يبعده عن الشعور بالملل في مدرسته.
- تجنّبي المبالغة في ملء جدول مهام طفلكِ: فالطفل يحتاج إلى فترات راحة، لذلك حاولي عدم المبالغة في إلزام طفلكِ بأنشطة خارجية متعدّدة، ممّا سيكوّن عبئًا ثقيلًا عليه، يُضاف إلى واجباته الدراسية.
- وفّري جو دراسي مريح لطفلكِ في المنزل: تُعدّ الواجبات المنزلية جزء مهم من العملية التعليمية، لذلك اتركي طفلكِ يحل واجباته المدرسية في الجو والمكان المريح له، واسمحي له بفترات راحة قصيرة أثناء ذلك.
- شجّعي طفلكِ على تكوين صداقات مع زملائه، فوجود أصدقاء مقرّبين لطفلكِ سيشجّعه على الذهاب إلى مدرسته للاستمتاع معهم.
- أظهري الاهتمام بدراسة طفلكِ، إذ استفسري من طفلكِ عن يومه الدراسي، وأظهري الاهتمام بدروسه ويومياته، وشاركيه في حل واجباته المدرسية المنزلية.
- نظّمي أوقات نوم طفلكِ، فقد يجد الطفل صعوبة في الاستيقاظ مبكّرًا للذهاب إلى مدرسته وهو لم يأخذ قسطًا كافيًا من النوم، لذلك ضعي برنامج لنوم واستيقاظ طفلكِ بحيث ينام ساعات كافية، ليتمكّن من الذهاب إلى مدرسته وهو في كامل نشاطه وحيويته.
المراجع
- ^ أ ب د. ظلال محمد عادل سليمان، "رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية"، جرنال، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "Six Causes—and Solutions—for Chronic Absenteeism", naesp, 1/9/2016, Retrieved 28/2/2021. Edited.
- ↑ Kate Kelly, "Chronic Absenteeism: What You Need to Know", understood, Retrieved 28/2/2021. Edited.
- ↑ Elizabeth Sanfilippo (8/8/2019), "10 ways to get kids to love school", care, Retrieved 28/2/2021. Edited.