ما هو دور المدرسة في مواجهة التنمر، وفي تنمية آثاره؟

ما هو دور المدرسة في مواجهة التنمر، وفي تنمية آثاره؟

تعرّفي على أسباب التنمر في المدرسة

للتنمر أسباب مختلفة، إذ يمكن أن يتعرض له أي طالب في المدرسة، بغض النظر عن جنسه أو دينه أو عرقه أو وضعه الاجتماعي، أو الاقتصادي، ولمحاربة التنمر، يجب أولًا فهم أسبابه، ومنها: الاختلافات في الجنس والدين واللون والعرق والوضع الاجتماعي، فبعض الطلاب لديهم مشاكل في ثقتهم بأنفسهم، لأنهم قد حُرموا من العطف والمعاملة الحسنة، فلا يجيدون التعامل بتعاطف مع الآخرين، ويتصرفون بطريقة عدوانية كلما شعروا بأنهم مهددون، أو يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم أقوياء بما يكفي لإيذاء الآخرين، ويعود ذلك لتعرضهم للإساءة والإهمال في المنزل، فيجدون في التنمر متنفسًا لغضبهم وإحباطهم، وغالبًا ما يشعرون بالاكتئاب والوحدة، ويستهدفون الطلاب الضعفاء في المدرسة، ويجب على المعلمين مراقبة هذا السلوك، واتخاذ خطوات مهمة لمكافحته في المدارس[١].


هل يمكن للمدرسة أن تنمّي آثار التنمر؟

قد تنمّي المدرسة آثار التنمر دون قصد، باتباع بعض الأساليب العقابية التقليدية كجزاء للطالب على سلوكه السلبي، وتعد شكلًا من أشكال التسلط، فالبيئة العقابية تشجّع عصيان الطالب المتنمر، وتطالبه بالانضباط قسرًا مما يزيد تمرده، مثل فرض الحرمان، ولن تكون ناجحة في معالجة كل الحالات، لأنها لا تعزّز علاقات الطلبة، وليس لها نتائج إيجابية دائمًا، والحل لا يكون بفرض عقاب فوري لتنتهي المشكلة، بل بتطوير بيئة ودّية وصريحة تضم جميع الطلبة، وهذا يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، مثل زيادة ثقة الطلبة المراهقين بأنفسهم، إذ نجد بعضهم يعبرون بكل وضوح عن تعرضهم للإيذاء عبر الإنترنت، بينما لا يستطيعون مناقشة الأمر نفسه وجهًا لوجه، ولا يملكون الشجاعة لحل مشكلتهم، فهم بحاجة إلى الكثير من التوجيه لتطوير قدراتهم على التعبير عن أنفسهم بوضوح وشفافية، دون خوف أو اضطراب، وكذلك توجيه ذويهم لمنح هؤلاء الطلاب المراهقين الوقت والاهتمام للاستماع إليهم، ومعرفة ما يعانون منه، كتنظيم حوار مفتوح في المدرسة مع جميع الطلاب وعائلاتهم والتركيز على التصالح مع الآخرين وتعزيز العلاقات بين جميع الأطراف، للحد من التسلط والسلوك السلبي، كما يفضّل تجنب لوم المتنمرين وعدم التركيز عليهم كأفراد، بل بإصلاح العلاقات بين المعلم والطالب، وبين الطالب وزملائه[٢].


كيف تواجه المدرسة التنمر؟

من الطرق التي يجب على المدرسة اتباعها لتواجه التنمر، ما يلي[٣]:

  • وضع تعريف واضح للتنمر: بتوحيد المقصود بممارسات البلطجة والوصول لتعريف مشترك، بأنه السلوك العدواني المتعمد بالطرق المادية واللفظية، ويجب التحدث إلى الضحية ومعرفة الأحداث بالتفصيل، ويجب التفريق بين التنمر والإغاظة، فالإغاظة تتم لإثارة غضب الآخرين، وتشتيت انتباههم وإزعاجهم، أما التنمر فيمارسه الطلاب غالبًا لإثبات قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم بأشكال مختلفة مثل: التهديدات، والمضايقة، والتنابز بالألقاب، ومنع الآخرين من الذهاب إلى حيث يريدون أو فعل ما يريدون، والضغط النفسي، والضرب، وجميع أشكال العنف الجسدي، فللتنمر درجات متفاوتة، إضافةً إلى التنمر الإلكتروني، الذي يسبب الكثير من المشاكل، ويكون باستخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي من خلال الأجهزة الإلكترونية لمضايقة الآخرين أو تخويفهم أو السيطرة على أجهزتهم، مثل: كتابة المنشورات، ورسائل البريد الإلكتروني، ونشر مقاطع الفيديو، والمشاركات، و رسائل وسائل التواصل الاجتماعي، وهنا يجب أن تدرب المدرسة موظفيها على التعرف على سلوك التنمر الإلكتروني والواقعي، وإفهامهم سياسات المدرسة وقواعدها، وكيفية تطبيق تلك القواعد للحد من التننمر.
  • تجنب إصدار الأحكام: بل معالجة سلوكيات المتنمر والضحية، ومعرفة حقيقة الموقف قبل وصفه بالتنمر، ويجب أولًا تنبيه الطالب المسيء إلى خطورة ما فعله، وحجم الأذى الذي يشعر به الطالب الذي تعرض للإساءة، حتى يدرك الخطأ الذي ارتكبه، وإذا كرر سلوكه الخاطئ وهو على علم بعواقبه، فيجب استدعاء والديه، وتعريفهم بأن ابنهم يضايق الطلاب الآخرين، ويعطلون سير الحصة الصفيّة، ليكون لهم دور في ردع أبنائهم.
  • وضع قواعد وعقوبات واضحة:على أن تكون قابلة للتنفيذ، ومناسبة للفئة العمرية، فكلما كان الطلبة في عمر صغير، يجب أن تكون القوانين والعقوبات بسيطة ومفهومة، ومُصاغة بعبارات إيجابية، وأن تشمل حالات متعددة، وأن تُعرض على الطلبة، ويُعطى مثال سلوكيّ على كل قاعدة، وأن تتضمن فرض الاحترام والمسؤولية والسلامة، ويجب تنفيذها بحزم في كل الحالات، فالتقيد بها سيمنح المعلم السيطرة على الحصة الصفيّة، وتجنب الطلبة التعرض للإيذاء.
  • مكافأة السلوك الإيجابي: يجب تعزيز السلوك الإيجابي داخل الفصل الدراسي باستمرار، وعدم الالتفات للسلوك السلبي فقط، لا سيما عند الطلبة المتنمرين، فالتعزيز يشجعهم على ممارسة السلوك الإيجابي مرة أخرى، ولذلك يجب أن يكون ضمن قواعد السلوك في المدرسة، لأثره الإيجابي على الطلبة، ويجب تجنب التوبيخ العلني، والانتقادات الشخصيّة.
  • التواصل بين المعلمين والطلبة: فهو مفتاح بناء العلاقات المتينة بينهما، إذ سيتحدث الطلبة مع معلميهم عن مشاكلهم بصراحة، وذلك بعقد الاجتماعات الدوريّة داخل الفصل الدراسي لمناقشة الشكاوي النفسيّة والاجتماعية، ليطّلع المعلمون على تفاصيل حياة الطالب، ويرحبوا بمقترحاتهم، فيرتاح الطلبة لاهتمام معلميهم الفعلي، وقد لا يتجرأ بعضهم للحديث أمام الفصل كله، فيلجأ لمعلمه على انفراد، وينبغي أن تتيح المدرسة للمعلم الحرية في الإبلاغ عن حوداث التنمر، وإعداد تقرير مفصّل وتسليمه للجهات المعنيّة، بإنشاء تطبيق سرّي وسهل الاستخدام، فتكون المدرسة هي وسيلة الحماية للطالب من حوادث التنمر المستقبلية، ويمكن أن يكون التواصل بوضع لافتات تعزز السلوك الإيجابي، في أروقة المدرسة الداخلية والخارجية.


من حياتكِ لكِ

إليكِ بعض النصائح لمساعدة الطفل الذي تعرّض للتنمر[٤]:

  • كوني هادئة حين يخبرك الطفل بما حدث معه، واستمعي له باهتمام، وادعميه ليشعر بالراحة، فغالبًا ما يكون الأطفال مترددين في إخبار البالغين عن التنمر لشعورهم بالحرج والخجل، أو القلق من أن والديهم سيصابون بخيبة أمل أو انزعاج أو غضب.
  • امدحي الطفل لتصرفه بشكل صحيح حين يخبرك عما تعرض له، ليطمئن ويشعر أنه على حق، فبعض الأطفال يظنون أنهم تعرضوا للتعنيف لخطأ ارتكبوه، ويتمنون لو أنهم تصرفوا بشكل مختلف، ويخافون أحيانًا من أن يعرف المتنمرون بأنهم قد بلّغوا عنهم، فيزداد تنمرهم، ويخاف بعضهم من عدم تصديق آبائهم لهم، أو أنهم سيحثونهم على القتال ضد المتنمرين.
  • ذكّري الطفل أنه ليس وحده من تعرض للإساءة، وأن الكثير من الناس يتعرضون للتخويف في مرحلة ما من حياتهم، وركّزي على أن المتنمر هو من يتصرف بشكل سيئ وليس هو، وطمئنيه بقولك أنك ستجدين حلًا مناسبًا لمشكلته.
  • أخبري أي شخص مسؤول في المدرسة، المدير أو المشرفة الاجتماعية، أو أحد المعلمين عن المشكلة، واطلبي منهم المساعدة، ومنع تكرار الإساءة للطفل.
  • تصرفي بحزم وجدية إن علمتِ أن التنمر يزداد، فإذا اكتشف المتنمر أن طفلك قد أخبرك سيكون معرّض للتهديدات أو الضرر الجسدي، ويمكنك التقرب من ذوي الطفل المتنمر، لكن من الأفضل أن تتركي هذه المهمة للمعلمين أو المستشارين الاجتماعيين.
  • تعرّفي على قوانين التنمر، وإن زادت مخاوفك حول سلامة الطفل، فعليكِ إبلاغ السلطات القانونية.


المراجع

  1. secureteen team (8/7/2019), "Guide for Teachers: Main Causes of Bullying in School"، secureteen, Retrieved 5/7/2020. Edited.
  2. Richard Wells, "Are schools accidentally encouraging bullying?"، eduwells, Retrieved 5/7/2020. Edited.
  3. crisisprevention team, "10 Ways to Help Reduce Bullying in Schools"، crisisprevention, Retrieved 6/7/2020. Edited.
  4. D'Arcy Lyness, "KidsHealth / for Parents / Helping Kids Deal With Bullies Helping Kids Deal With Bullies"، kidshealth, Retrieved 6/7/2020. Edited.

فيديو ذو صلة :