مفهوم الذوق السليم

مفهوم الذوق السليم

مفهوم الذوق السليم

كلمة ذوق من الكلمات التي ارتبطت ارتباطًا كبيرًا بالاحترام والرقي في التعامل، وهي من الصفات التي كانت تميز أصحاب العائلات الكبيرة، بل كانوا يدرسونها في مدارس خاصة بتعليم الذوق، حتى يبدو الشخص منهم بصورة جميلة ومحببة لدى الجميع.

ولكنّ صفة الذوق السليم هي صفة يمكن لأي شخص أن يتحلى بها في تعامله مع كل من هم حوله، فالذوق يعبّر عن احترام الشخص لمبادئ وأمور معينة والتعامل معها بكل حذر، وكذلك احترام الشخص لنفسه ولكل من هم حوله ومراعاة مشاعرهم في كل ما يصدر منه من قول أو فعل، والسعي جاهدًا بعدم تسبيب الأذى النفسي أو الجسدي لهم بما لا يتعارض مع كرامته وشخصيته وصورته المتسامحة والقوية في الوقت ذاته.

وفي اللغة الفرنسية الذوق هو الإتكيت، وهذه الكلمة تعني بالمعنى الحرفي اللباقة والاحترام وحسن التصرف مع الآخرين.


مظاهر وعلامات التمتع بالذوق السليم

  • الاستئذان قبل أي عمل يقدم عليه الشخص في حال كان له تأثير على الآخر أو في حال كان فيه استخدام لشيء يخص الآخر أو استخدام عبارة اعتاد على ترديدها.
  • المبادرة في المصافحة عند الالتقاء بالآخرين وملازمة الضحكة للوجه مهما كان الشخص يشعر بضيق أو كدر.
  • الاعتدال في الصوت وميله إلى الانخفاض عند الحديث مع الآخر أو الحديث في الأماكن العامة.
  • الاهتمام الشديد بموضوع النظافة وإيلائها أهميةً كبيرةً في البيت والعمل والشارع وفي كل مكان.
  • تجنب السخرية من الآخر مهما قال ومهما فعل ومهما كان قريبًا أو بعيدًا.
  • التعامل الراقي والمنمق بين الرجل والمرأة والمبني على الاحترام المتبادل دون أي انتقاص.


أساليب لتكوين الذوق السليم وتنميته

  • التعرف على الأسس المهمة والضرورية للذوق، والبحث عن الأمور التي يجوز فعلها وقولها والأمور التي يجب تجنبها، وممارسة هذا الأمر يوميًّا حتى يصبح عادةً وجزءًا من شخصية الفرد.
  • تنمية الأحاسيس الجمالية لدى الإنسان، فعندما يبدأ الإنسان بتنمية الجمال من الداخل يصبح قادرًا على التصرف بذوق واحترام ورقي تلقائيًّا.
  • الالتزام بالقيم المثلى والآداب التي من شأنها أن تعزز الخلق الحسن في نفس الإنسان وترفع قيمته.
  • تطوير الإبداع والإحساس به، فالشخص المبدع دائمًا يسعى للقيام بالأمور على أكمل وجه وبأفضل صورة، ومن أجل ذلك فإنّ تطوير وتنمية الإبداع في النفس يأخذه إلى الشعور بالقيم العليا للجمال مما ينعكس بصورة جلية على السلوك مع الآخرين.


تاريخ الذوق

لا يعدّ الذوق وليد العصر الحديث، وربما وُضعت له مدارس وبروتكولات خاصة حديثًا، ولكنّه موجود منذ القدم، وخاصةً عند العرب، فهم معروفون بالكرم وحسن استقبال الضيف والترحيب بكل زائر وعيادة المريض والعطف على الفقير، ومساعدة كل ذي حاجة، وعدم المنة أو المعايرة، وكل هذه الأمور جاءت من العادات الأصيلة والراسخة لدى العرب، والتي جاءت في مجملها من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وهي من عادات العرب أيضًا حتى قبل ظهور الإسلام وانتشاره.

فيديو ذو صلة :