محتويات
شجر الدر
اسمها عصمة الدين أم خليل ولقبها شجر الدر، وقيل إنها سورية أو أرمينية، وقد كانت جارية من جواري الملك الصالح ولم تكن كباقي الجواري إذ تميزت بالذكاء الحاد والفطنة والجمال وكانت صاحبة علم، واشتراها نجم الدين ثمَّ أعتقها بعد ذلك وتزوجها وحظيت بمنزلة عظيمة عنده، وأنجبت منه ابنها خليل الذي توفي عام 1250، وبايعها المماليك وأعيان الدولة فتولت شجر الدر عرش مصر لمدة ثمانين يومًا بعد وفاة زوجها السلطان الصالح نجم الدين، ثم تنازلت بعد ذلك عن العرش لزوجها الثاني عزالدين أيبك، وتوفيت شجر الدر ضربًا بالقباقيب حتى الموت بأمر من زوجة المعز أيبك الأولى.[١]
زواج شجر الدر من الملك الصالح نجم الدين أيوب
تزوجت شجر الدر من الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي تولى حكم مصر وانتقلت معه إلى مصر، وهناك حصلت على مكانة عالية بدأت حين نابت شجر الدر عن زوجها في حكم مصر خلال أوقاته التي كان فيها خارج البلاد، وأثناء خروج الملك الصالح لمعركة دارت بينه وبين الأيوبيين في الشام كان الملك لويس التاسع ملك فرنسا في ذلك الوقت يقود حملة صليبية لغزو مصر، وبالفعل أنزل قواته في دمياط ووقعت بيد الصليبيين، حزن الملك الصالح حزنًا شديدًا عندما بلغه الأمر وتوفي على أثر ذلك، بعد حكمه لمصر 10 سنوات، بعد موت الملك خافت شجر الدر أن تضعف الروح المعنوية للجيش لذلك أخفت خبر موت زوجها ونقلت جثته سرًّا إلى جزيرة الروضة في القاهرة، وقد وقف معها في ذلك الأمير فخرالدين، وباتت شجر الدر تدير الدولة باسم زوجها وتصدر الأوامر السلطانية بدلًا عنه وزعمت أنّ مرضًا قد اشتد به ولا يرغب برؤية أحد، ولكن سرعان ما أوشك خبر وفاة الملك على الانتشار، ووصل الخبر للصليبيين الذين توجهوا فورًا إلى القاهرة وعندما علمت شجر الدر الحاكمة الفعلية للبلاد بالخبر أصدرت الأوامر لسكان المدينة بالتزام الصمت حتى تخدع جموع الصليبيين وتستدرجهم نحو القصر السلطاني وفعلًا عند توجههم للقصر باغتهم المماليك وألحقوا بهم الهزيمة.[٢]
تولي توران شاه الحكم بعد أبيه
بعد النصر الذي تحقق على الصليبيين بفضل ذكاء شجر الدر تنكّر السلطان الجديد توران شاه لمعروف زوجة أبيه بعد توليه زمام الحكم، وأخذ يطالبها بأموال أبيه فكانت إجابتها أنها أنفقت الأموال في شؤون الحرب وتدبير أمور الدولة، فلما اشتد عليها الأمر خافت من غدره ورحلت إلى القدس.
واصل توران شاه طغيانه وحقده ليشمل أمراء المماليك الذين كان لهم الفضل في تحقيق النصر الكبير على الصليبيين، وبدأ يفكر في التخلص منهم، غير أنهم كانوا أسبقَ منه وأسرع في التنفيذ فقتلوه وتخلصوا منه، في ظل الوضع الجديد وجد المماليك أنفسهم أصحاب الكلمة الأولى في البلاد وبيدهم زمام الحكم وكان عليهم أن يختاروا سلطانًا لبلادهم، فلم يجدوا أفضل من شجر الدر لتحكم البلاد، وما أن جلست شجر الدر على العرش حتى أحكمت إدارة شؤون البلاد وأول ما قامت به هو إنهاء الوجود الصليبي في البلاد، وكان ذلك بالاتفاق مع الملك لويس التاسع الذي كان أسيرًا بالمنصورة بأن يسلم الصليبيين دمياط على أن تخلي سبيله ومن معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة مقدارها 800000 دينار، وبهذا أنهت شجر الدر الوجود الصليبي في مصر.[٣]
المراجع
- ↑ "شجر الدر "، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 31-8-2019. بتصرّف.
- ↑ هدير محمد ، "شجر الدر .. سلطانة مصر"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 31-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "السلطانة الحكيمة"، islamonline، اطّلع عليه بتاريخ 31-8-2019. بتصرّف.