مفهوم الفلسفة اليونانية

مفهوم الفلسفة اليونانية

مفهوم الفلسفة اليونانية

الفلسفة اليونانية هي طريقة في التفكير تعتمد على العقل بدلًا من الحواس والعواطف، لتفسير الظواهر المختلفة في الكون ولإيجاد حلول لبعض المشكلات، كما أنّها طريقة تفكير تنظيرية تعتمد على المنطق والبرهان لفهم الوجود وتفسيره، وتتناول الفلسفة اليونانية الوجود بجميع جوانبه، وتدرسه وتحاول تفسيره ضمن أقل مبادئ عامة ممكنة، أي أنّها لا تتناول جانب معين من الكون بل تنظر إلى الكون كنسق متآزر واحد للأشياء، بمعنى آخر هي علم الأشياء بصفة عامة.

وهي غير مختصة بجانب معين من الكون كالفلك مثلًا، والعالم بجوانبه الكونية هو موضوع دراستها، ظهرت الفلسفة اليونانية في القرن السابع قبل الميلاد وامتدت حتى بداية الحكم الروماني في القرن الأول الميلادي[١][٢].


مدارس الفلسفة اليونانية القديمة

نشأت في فترة ظهور الفلسفة اليونانية خمس مدارس وهي[٢]:


المدرسة الأفلاطونية

سُميت بذلك نسبة للفيلسوف أفلاطون، الذي عاش في الفترة ما بين (347-427 قبل الميلاد)، ويُعد أفلاطون من الشخصيات المركزية في الفلسفة اليونانية، فهو أول مؤلف كتبَ بكميات كبيرة عن الفلسفة اليونانية، إذ شملت كتاباته تقريبًا جميع القضايا الرئيسية الفلسفية، واشتهر بنظريته عن المسلّمات وتعاليمه السياسية، عاش أفلاطون في أثينا، وأنشأ فيها مدرسة الأكاديمية في بداية القرن الرابع قبل الميلاد، وبقيت حتى عام 83م، وكانت لهذه المدرسة ومن تبنّى نظرياته الفلسفية أثرًا في شهرة اسمه.


المدرسة الأرسطية

سُميت بذلك نسبة لمؤسسها أرسطو، عاش أرسطو في الفترة ما بين (322-384 قبل الميلاد) أي أنّه عاصر أفلاطون، فقد كان أرسطو تلميذًا لأفلاطون، وهو من أكثر الفلاسفة تأثيرًا حتى وقتنا الحاضر، ومن مميزات أرسطو ما قدّمه من إسهامات في تطوير المنطق، بالأخص في نظرية القياس المنطقي، كما أنّه ساهم في تطوير نظريات عن البلاغة وعلم الأحياء، وامتدت نظرياته لتشمل الدراسة في جوهر الأشياء، وفي أخلاقيات الفضيلة، ولنشر أفكاره وتعاليمه أسّس مدرسة الليسيوم في أثينا، كما كانت لمدرسة أرسطو تأثير هائل على التقاليد الغربية، بل وامتد تأثيرها على التقاليد الهندية مثل مدرسة نيابا الهندية والتقاليد العربية مثل ابن رشد، فُقِدت الكثير من أعمال أرسطو، وجُمِعت أعماله التي نقرأها اليوم لأول مرة في عام 100 قبل الميلاد.


المدرسة الرواقية

نشأت الفلسفة الرواقية في أثينا مع بداية عام 300 قبل الميلاد، وتركزت في نظرياتها على إحدى المبادئ الميتافيزيقية والتي سُبق أن طُوّرت، وهدف الفلسفة الرواقية هو خلق جو من الهدوء المطلق، يتم تحصيل ذلك من خلال التعلّم التدريجي حتى يصل إلى حالة من الاستغناء عن احتياجات الفرد، أي أنّ الإنسان يتدرب حتى يستطيع الاستغناء عن احتياجاته الجسدية والاجتماعية، حتى أنّه يحاول التخلص من جميع المشاعر، لئلا تُكبّله فيصبح عبدًا لها، فمن هنا يصبح كأنّه منسجم مع نفسه والكون في حالة من الهدوء.


وهذا لا يعنى أنّ الفيلسوف الرواقي لا يبحث عن المتعة أو النجاح أو العلاقات طويلة الأمد، ببساطة أنّه لا يجعل هذه الأمور هدفًا وسببًا لعيشه، ومن أكثر من تفاعل مع الفلسفة الرواقية؛ الإمبراطور ماركوس أوريليوس، والاقتصادي هوبز، والفيلسوف ديكارت.


المدرسة الأبيقورية

نظام فلسفي قائم على تعاليم أبيقور، تأسست حوالي 307 قبل الميلاد، تتركز أهداف نظريات أبيقورفي الوصول إلى الهدوء والطمأنينة وإلى حالة من التحرر من الخوف، والغياب عن الألم الجسدي، ويعتقد أبيقور بأنّ وصول الإنسان إلى هذه الحالات الثلاثة تحقق له السعادة في أعلى أشكالها، ويقول أبيقور بأنّ هذه الحالة من السعادة يصل إليها الإنسان من خلال معرفة العالم والحد من الرغبات، أي أنّه يدعو إلى الاستمتاع والتلذذ بالأشياء ولكن باعتدال، أي بالزهد[٣].


المدرسة الشكية

أول من قام بطريقة الشك هو بيرون أو بيرو من منطقة إليا الواقعة في جنوب اليونان في الفترة من حوالي (270-360 قبل الميلاد)، وتأثر بيرو بالتقاليد البوذية في عصره، كان هدفه من الفلسفة الحفاظ على حياة كل إنسان في حالة من الاستفسار الدائم، أي أنّ المنهج يحث على التساؤل في كل شيء وذلك باتباع طريقة الشك، ومن هنا يدعو بيرو إلى تعليق الحكم على الأشياء، والشك في كل شيء، وأنّه لا يوجد شيء لا يمكن الشك فيه، وقد تأثر العديد من الفلاسفة الغربيين الرئيسيين بالمدرسة الشكية[٤].


خصائص الفلسفة اليونانية

تتميز الفلسفة اليونانية بعدة خصائص منها[٥]:

  1. تبحث في الوجود الطبيعي؛ أي في طبيعة الأشياء الموجودة وخصائصها من أصغرها وجودها إلى أكبرها، وتبحث عن ماهيتها.
  2. يشمل دراسة ما وراء الطبيعة جزءًا من أهداف الفلسفة اليونانية، وهي الأمور التي لا علاقة لها بالعلوم الطبيعية، مثل صفات الله، وأصل النفس وخلودها.
  3. تشكل نظرية المعرفة جزءًا من موضوعاتها، وهي النظرية التي تبحث في كيفية الحصول على المعارف، ومصادرها، وكيفية التمييز بين المعلومات الصادقة من الكاذبة، ومن نظرية المعرفة تتميز المعلومات المكتسبة من التجربة عن المعلومات البديهية.
  4. تبحث الفلسفة اليونانية عن القيم (الأكسيولوجيا)، والمقصود بالقيم هنا؛ هي تقدير أهمية الأشياء وتقويمها لكونها وسائل لتحقيق الغايات، أو لكونها غايات في حد ذاتها.
  5. تعتمد الفلسفة اليونانية على النقد والتحليل، وكشف طبيعة الكون لفهمه وفهم الحياة وعلاقة الإنسان بالكون عبر العصور المختلفة.


5 أفضل كتب لفهم الفلسفة اليونانية

فيما يلي أفضل 5 كتب لفهم الفلسفة اليونانية:

كتاب تاريخ الفلسفة اليونانية

يأتي الكتاب في 328 صفحة لمؤلفه يوسف كرم، يُعد من أفضل المراجع التي أرّخت للرحلة التي قطعتها الفلسفة عبر الزمن، يتضمن الكتاب مقدمة في الفكر اليوناني قبل الفلسفة، ثم انتقل إلى مرحلة نشأة الفلسفة النظرية والعملية، ثم انتقل إلى دراسة فلسفة أفلاطون، ودراسة فلسفة أرسطوطاليس، كما كتب عن مرحلة ربط الفلسفة بالأخلاق[٦].


كتاب تاريخ الفلسفة اليونانية (A history of Greek philosophy)

يحتوي الكتاب على 316 صفحة، لكاتبه وولتر ستيف، تُرجم للعربية بواسطة مجاهد عبد المنعم، ويعتني الكتاب بالأفكار الفلسفية وحقيقتها ومعناها ودلالتها، كما يعرض ويناقش التصورات الفلسفية المختلفة[٧].


كتاب تأريخ الفلاسفة اليونان الأوائل

يتضمن الكتاب على 260 صفحة، لمؤلفه شرف الدين عبد الحميد، ويتناول الكتاب بالمجمل عرض للفلاسفة اليونانيين قبل سقراط، ممّن ساهموا في تشكيل الفكر والوعي الأوروبي والعالمي، ويهدف الكاتب لتأسيس تأويل جديد بديل للتأويل الأرسطي الشائع، من خلال منهج هرمنيوطيقي يؤول الشذراتِ الباقيةَ من فلسفة الفلاسفة اليونان الأوائل، ويتميز الكتاب بلغته الفلسفية السلسلة[٨].


كتاب الفلسفة اليونانية: تاريخها و مشكلاتها

يحتوي الكتاب على 527 صفحة، لمؤلفته د. أميرة حلمي مطر، تدرس الكاتبة الفلسفة اليونانية وتتحدث عن أهميتها وتتحدث عن مراحلها وتأثيراتها على عقول ومخيلة جميع من تعاطى الفكر الفلسفي ماضياً وحاضرًا، وعلى كل من سيتعاطاها مستقبلًا[٩][١٠].


كتاب الفلسفة اليونانية حتى أفلاطون

يحتوي الكتاب على 304 صفحة، لمؤلفه عزت قرني، يتضمن في البداية تمهيد في موضوع الحضارة اليونانية حتى الفلاسفة الطبيعيين، ثم يتحدث عن ثلاثة أبواب للفلسفة، الباب الأول يتحدث عن الفلسفة الطبيعية، والباب الثاني موضوعه الفلسفة الإنسانية، والباب الثالث عن أفلاطون، وملحق بعنوان أربعة نصوص من أفلاطون[١١].


المراجع

  1. ولتر ستيس، تاريخ الفلسفة اليونانية، صفحة 13-14. بتصرّف.
  2. ^ أ ب Andrea Borghini (30/5/2019), " The 5 Great Schools of Ancient Greek Philosophy ", thoughtco, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  3. " Epicureanism and Religion", philosophybasics, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  4. محمد جلوب فرحان (21/8/2013)، "المدرسة الأبستمولوجية – الشكية البايرونية"، موقع الدكتور محمد جلوب فرحان، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2021. بتصرّف.
  5. محمد عبيس حميد اليسار (13/12/2017)، "موضوعات الفلسفة"، كلية التربية الاساسية ، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2021. بتصرّف.
  6. هلا رشيد أمون ، " تاريخ الفلسفة اليونانية "، جودريدز، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2021. بتصرّف.
  7. "تاريخ الفلسفة اليونانية"، مجلة الكتب العربي، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2021. بتصرّف.
  8. "تأريخ الفلاسفة اليونان الأوائل: قبل سقراط إعادة بناء وتأويلُ جديد"، كتب قوقل، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2021. بتصرّف.
  9. "تحميل كتاب : الفلسفة اليونانية "، مقهى الكتب، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2021. بتصرّف.
  10. "الفلسفة اليونانية: تاريخها و مشكلاتها"، كتب قوقل، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2021. بتصرّف.
  11. " الفلسفة اليونانية حتى أفلاطون "، جودريدز، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :