محتويات
تربية التوائم
من المؤكد أن الحمل بتوأم وولادتهما أمر مختلف تمامًا عن الوضع الطبيعي، وتوجد العديد من الجوانب التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار؛ إذ إن العام الأول سيحتاج إلى جهد متواصل، ففي بداية الأمر عند ولادة التوائم ستحظى الأم بمساعدةِ الممرضات في جناح ما بعد الولادة، وغالبًا ما يحتاج 40% من التوائم إلى رعاية خاصة لفترة من الوقت، بالإضافة إلى ضرورة تقسيم الوقت بينهما؛ وبالتالي الشعور بإرهاق شديد بالنسبة لك، وقد تحتاجين لمساعدة الآخرين في تربية التوائم والعناية بهم أحيانًا، واحرصي على دمج التوائم في روتينك وتعويدهما على ذلك؛ فحددي روتينًا يناسبك من حيث إرضاع التوائم واللعب والنوم، بحيث يلائم أيضًا بقية أفراد العائلة، وفي هذا المقال سيتم التحدث عن نصائح حول إرضاع التوائم[١].
5 نصائح لكِ لإرضاع أطفالكِ التوائم
بعد انتهاءِ رحلةِ وهنٍ على وهن مع التوأم، تبدأ رحلة جديدة معهما تحتاج المزيد من العناية والاهتمام بهما، فقد أصبحا الآن بحاجة للمزيد الأمور التي لا بد من معرفتها مثل إرضاع التوأم وتنظيم نومهما وغيرها من الأمور، ولكن ينبغي التنويه إلى أن التوأم بحاجة للمساعدة الإضافية لتعليمهم كيفية الرضاعة والأمور الأخرى على خلافِ المواليد المنفردين تقريبًا، وتاليًا نصائح حول إرضاع التوائم لتصبح حياتكِ أسهل[٢]:
البدء بالرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة
تعيش الأم بدوامةِ الخوف من عدم توفير الكمية الكافية من الحليب الطبيعي لطفليها بعد ولادتهما، إذ إن الأمر يتطلب التحفيز المستمر والمنتظم للثدي لإدرار المزيد من الحليب لكفايةِ الأطفال، ومن الأفضل البدء بالرضاعة الطبيعية للتوأم في ظرفِ ساعةٍ بعد الولادة والتحسن قليلًا؛ سواء كان لأحدهما أو كليهما معًا في كل مرة تظهر عليهما إشارات الجوع، أما إذا كان التوأم بحاجة للبقاء في الخداج لفترة؛ فمن الأفضل للأم استخدام المضخة لسحب الحليب وتحفيز الثدي على إنتاج الحليب، مع ضرورة مساعدة الأطفال على كيفية الإمساك وأيضًا إرضاع التوائم بشكل صحيح.
النوم بالقرب من التوائم
من الأفضل لكِ البقاء بالقربِ من التوأم بعد ولادتهما مباشرةً لتتمكني من إرضاعهما وتحفيز إنتاج الحليب في الثدي، كما يفضل أيضًا استخدام سرير مشترك وقريب منكِ لتكوني على اطلاعٍ مباشر فور ظهور علامات الجوع والحاجة لتغذية الأطفال والاستجابة لهما فورًا.
ممارسة الرضاعة بالتناوب
تكون هذه الرضاعة الطبيعية من خلال إرضاع التوائم في آنٍ واحد؛ بحيث يرضع كل منهما من ثدي، ويعود ذلك بالنفع بحصولكِ على وقتٍ من الراحة والاسترخاء في وقتِ نومهما، وقد يحتاج منكِ الأمر في البداية إرضاعهما واحدًا تلو الآخر حتى يتمكنا من الرضاعة والإمساك بالحلمة بأسلوبٍ صحيح، وقد تحتاجين لمساعدةِ الآخرين في الأمر، ومن المؤكد أن الأمر قد يحتاج لبعض التعوّد منكِ ومن طفليكِ إلا أنه سيكون أفضل لاحقًا.
الحصول على المساعدة
من الطبيعي أن تشعر الأم بالتعب والإرهاق خلال الفترة الأولى من إرضاع التوائم خلال التعافي من الولادة، لذلك لا بد من الحصول على الدعم والمساعدة خلال الفترةِ الأولى على الأقل، فعند اتخاذ القرار بإرضاعهما طبيعيًا لا بد لكِ من طلب العون من أفراد الأسرة خلال ساعات النهار وأحيانًا ليلًا للقيامِ بذلك حتى تصبحين بأفضل حال.
الحصول على نصائح لتحفيز إدرار الحليب
ننصحكِ بالحصولِ على الدعم والاستشارة من الخبراء المختصين حول إرضاع التوائم وكل ما يتعلق بذلك، بالإضافة إلى الأدوات التي تحتاجين إليها في التناوب بالرضاعة بينهما، وأيضًا كيفية إدارار الحليب الكافي لكليهما وإنهاء رحلة الرضاعة الطبيعية بنجاح، وينبغي التنويه بأنه بالرغم من كونهما توأم فإنهما مختلفين بالاحتياجات من حيث الرضاعة والنوم وغيرها، لذلك فإن الصبر سيد الموقف.
كيف تستعدّين لإرضاع أطفالكِ التوائم؟
على الأم اتخاذ الكثير من الأمور بعين الاعتبار بعد ولادتها للتوائم، وتكون مسألة إرضاع التوائم على رأس القائمة دائمًا؛ إذ تُعدّ المهمة الأكثر صعوبة إجمالًا، قد تكونين كأيِ أمٍ مرضع؛ إلا أنكِ بحاجة للمزيد من التأقلم مع الوضع الجديد لإرضاع طفلين أو أكثر، ويدخل في ذلك العديد من الأمور مثل عدد مرات الرضاعة ومضاعفات الرضاعة الطبيعية وغيرها الكثير من الأمور، وتاليًا سيتم التحدث عن كيفية الاستعداد لرحلةِ إرضاع التوائم طبيعيًا[٣]:
- استعدي مسبقًا قبل الولادة، إذ عليكِ التهيؤ مسبقًا للرضاعة الطبيعية للتوائم؛ حتى وإن سبق لكِ الرضاعة، لا بد من الحصول على استشارة الخبراء حول الأمر، وتتعدد الأمور والأساسيات حول ذلك، كما يمكنكِ التواصل مع أمهات توائم أخريات والقراءة عبر الإنترنت حول كيفية إرضاع التوائم طبيعيًا وتنظيم الوقت.
- استعيني بالعائلة والأصدقاء، إذ من الأفضل لكِ طلب المساعدة من أفراد العائلة المقربين للمساعدة في شؤون المنزل، وذلك لتتمكني من التركيز على الرضاعة الطبيعية، إذ إن رضاعة التوائم ستحتاج لوقت طويل لا محالة، كما أن ساعات نومكِ ستكون محدودة جدًا، لذلك أطلبي المساعدة.
- حاولي أن تُنشئي التلامس بينكِ وبين أطفالكِ فور ولادتهم، إذ يحقق فرصة أفضل للبدءِ بالرضاعة الطبيعية، لذلك لا بد من رسم خطة مسبقة قبل الولادة ومناقشتها مع زوجك لتنظيم أموركِ في منح التوائم للرعاية الخاصة، وكلما كان الوقت مبكر في إرضاع التوائم بعد الولادة فإن ذلك سيكون أفضل حتى وإن كانت الولادة قيصرية.
معلومات عامة حول الرضاعة الطبيعية
تاليًا بعض المعلومات حول إرضاع التوائم طبيعيًا على كل أم معرفتها[٤][٥]:
- إنتاج الحليب: من الأفضل للأم البدء في إرضاع التوائم منذ الساعةِ الأولى بعد الولادة ليحصل الوليد على 5 مل من اللبأ، وتستمر هذه الكمية لمدةِ يومين بعد الولادة ليبدأ بعدها نشاط إفراز الحليب في الثدي، فترتفع الكمية لتصبح بين 37-169 مل في اليوم، ويعد الأسبوع الأول بالغ الأهمية بالنسبةِ للرضع، وبعد مضي اليوم الثالث إلى الخامس يبدأ الرضيع بفقدانِ 7% من الوزن الإجمالي له، أما بعد الأسبوع الأول من عمره فيبدأ باكتسابِ ما بين 15-30 جم يوميًا، وذلك لارتفاع كمية الحليب ما بين 556-705 مل يوميًا، وستزداد الفائدة وتعظم كلما تكررت مرات الرضاعة خلال الأيام الأولى بعد الولادة، كما سيحفز ذلك على إدرار الحليب باستمرار لمدةِ شهر كامل، ودون أدنى شكٍ أنكِ تسعين لتلبية احتياجات التوائم من الرضاعة الطبيعية، فعند بلوغ سن من شهر إلى 6 أشهر سترتفع الكمية التي يحتاجها من الحليب إلى 800 مل، وتزداد إلى 1220 مل لدى الرضع الذين تنمو أجسامهم طبيعيًا، ومن توجيهات إرضاع التوائم ينصح بإرضاعهما ما بين 8-12 يوميًا لتعزيز إنتاج الحليب.
- تركيبة حليب الأم، الرضاعة الطبيعية باستمرار تترك أثرًا في نسبة الدهون في الحليب قبل الرضاعة وبعدها، ويشار إلى وجود علاقة وثيقة بين نسبة امتلاء الثدي وكمية الدهون في الحليب، إذ إن الحليب الذي يرضعه الطفل في البداية يكون قليل الدسم، أما في نهاية الرضاعة فترتفع نسبة الدهون فيه.
- القلق وإدرار الحليب، قد تجهل بعض الأمهات المرضعات أن القلق والتوتر والإجهاد يتسبب في تراجع كميات الحليب المنتج من الثدي، وبالتالي عدم إرضاع التوائم بكمياتٍ كافية نتيجة قلة الحليب المدر، لذلك لا بد من استخدام مختلف الطرق في تحفيز الثدي على إنتاج الحليب منها التدليك، والاسترخاء، والحصول على راحة نفسية كافية والاستماع للموسيقى المفضلة.
- مبدأ إدرار الحليب، على كل أم مقبلة على مرحلة الولادة والرضاعة فهم آلية إدرار الحليب؛ فكلما رضع الطفل أكثر من ثدي أمه كانت كمية الحليب المنتجة أكثر لاحقًا، لذلك تنصح الأمهات بتلبية متطلبات الوليد كلما احتاج للحليب، أما في حال إرضاع التوائم فإن الحاجة ستزداد لإخراج الحليب من الثديين لزيادةِ إنتاج كمية كافية لهما، وفي الأسابيع الأولى ستحتاجين للمساعدة حتمًا، وفي غضونِ الأيام اللاحقة ستزداد حاجة الأطفال إلى المزيد من مخزون الحليب والرضاعة أكثر، ويستوجب عليكِ العلم بأن تكرار مرات طلب التغذية أحيانًا يكون دليلًا على عدم كفاية الحليب وجوع الرضيع باستمرار، لكن عند حصوله على الحليب الكافي سيكون الوزن أفضل عند حديثي الولادة وتزداد عدد مرات تغيير الحفاض.
- وسادة الرضاعة، تساعد وسادة الرضاعة على تقديم تجربة إرضاع التوائم معًا أو كل منهما منفصلًا، والمواقف التي ستمرين بها خلال تربية التوائم كثيرة، وقد تعد رضاعة الطفلين معًا جيدة إجمالًا للحصول على كمية حليب أكبر وبسرعة أكثر، إلا أنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أنكِ وأطفالكِ لا تزالون قيد التعليم حول أمر الرضاعة الطبيعية في حال كانت هذه التجربة الأولى، وقد توفر في الوقت الحالي وسائد الرضاعة على شكل حرف V ليتخذ كل رضيع موقعًا مناسبًا له حلًا ممتازًا لكِ.
- فوائد الرضاعة الطبيعية، غالبًا ما تحدث الولادة مبكرة في حال الحمل بتوأم، وسيؤثر ذلك على كمية الحليب وخصائصه كثيرًا، وبشكل عام فإن حليب الأم مفيد جدًا للأطفال لتقوية مناعتهم ضد الأمراض الخطيرة والوقاية منها، ويحتاج التوأم الذين ولدوا مبكرًا لتغذية خاصة جدًا بواسطةِ أنبوب متخصص للرضاعة الطبيعية، بحيث يسحب الحليب بواسطته ويُمدون به لمنحهم أفضل فائدة من حليب الأم، أما فائدة الرضاعة الطبيعية للأم فإنها تتمثل بمنح الأم الاسترخاء والراحة وليس كما هو شائع التعب والإرهاق، إلا أنه ينبغي الحصول على نظام غذائي صحي ومتوازن، وتشير المعلومات إلى أن الرضاعة الطبيعية تحفز جسم الأم على إفراز هرمونات محددة تحقق لها الاسترخاء، ويعد ذلك مفيدًا أكثر في حال إرضاع التوائم، بالإضافة إلى تعزيز انقباض الرحم وعودته إلى شكله السابق وحجمه الطبيعي، والتخلص من الوزن الزائد بعد الولادة بأسرع ما يمكن.
إنّ اتخاذ القرار بالرضاعةِ الطبيعية أمر بالغ الأهمية بالنسبةِ للأم والمواليد، إذ سيحصل الرضيع على المواد الغذائية من البروتينات والفيتامينات والدهون الضرورية لنموه، كما أنه مثالي لتسهيل عملية الهضم، ليس ذلك فحسب؛ بل إن حليب الأم غني بالمواد المضادة للبكتيريا والفيروسات، ويشار إلى أن إرضاع التوائم طبيعيًا خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم يوفر لهم المناعة إزاء الحساسية والربو وأمراض الجهاز التنفسي، كما توجد علاقة وثيقة بين الرضاعة الطبيعية وارتفاع درجات الذكاء لديهم[٦].
- الحليب الصناعي، قد يلجأ البعض لنصحكِ بدمجِ الرضاعة الطبيعية مع الصناعية؛ إلا أن ذلك يعود بالضرر على عدم قدرة الثدي على إنتاج الكمية السابقة من الحليب، كما أن الطفل يصبح أقل قبولًا للثدي وتوجهه إلى الرضاعة الصناعية، إلا أنه يمكن سحب الحليب من ثدي الأم ووضعه في زجاجة الحليب للحصولِ على مساعدةِ الآخرين في إرضاع التوائم وتحقيق الراحة للأم، ولا تقتصر المساعدة التي يمكنكِ الحصول عليها بمسألةِ الرضاعة؛ إنما يكمن ذلك في تغيير الحفاض أو حمل الطفل، أو تقديم الطعام للأم واستحمام الأطفال أو غسل ملابسهما والكثير من الأمور الأخرى.
من حياتكِ لكِ
تتساءل الكثير من أمهات التوائم فيما إذا كان سيكفي الحليب في إرضاع التوائم وإشباعهما، وتاليًا أهم الأمور التي ستفيدكِ حتمًا[٣]:
- يشار إلى أن كمية الحليب ستكفي للتوائم حتمًا، فكلما ازدادت مرات إرضاع التوائم سيزيد إدرار الحليب في الثديين مرة تلو الأخرى، وقد كشفت الأبحاث بأن أمهات لثلاثةِ توائم تمكّنّ من إنتاج نحو 3 لتر حليب في يومين، بحيث لا يتجاوز مقدار شرب الطفل لـ 831 مل يوميًا.
- احرصي على إرضاع طفليكِ خلال أول يومين إلى أربعة أيام حتى يحصل على فائدة حليب اللبأ.
- لبّي رغبات ومتطلبات الطفل فورًا، فتوجهي للرضاعة الطبيعية فورًا عندما تظهر على أحد التوائم علامات الجوع المعروفة مثل إصدار الأصوات أو مص الشفاه أو التحرك خلال النوم والبكاء دون سبب، وقدمي له الحليب الطبيعي فورًا، وسيعود ذلك بالنفع بإدرار المزيد من الحليب.
- ناقشي مع أخصائيي الرعاية الصحية ما عليكِ فعله في حال عدم قدرتك على إرضاع التوائم طبيعيًا فقط، إذ قد يكون ذلك غير كافٍ لإشباعهما وتغذيتهما، قد تكون هناك العديد من الخيارات الأخرى.
- وفري وضعًا مريحًا للطفل خلال الرضاعة، ولضمان حصول طفلكِ على رضاعة أفضل ننصحكِ باستخدام وسادة الرضاعة ليحظى الطفل براحة جيدة، كما أنها تحد من الضغط على الأكتاف والذراعين والظهر.
- اشربي كمية وفيرة من الماء بعد كل جلسة إرضاع للتوائم، مع الحصول على قسطٍ من الراحة.
- ينصح بإمداد الطفل بالحليب الطبيعي قدر الإمكان لمنحه الفائدة العظيمة منه، وقد تواجهكِ بعض الأمور التي تحول دون حصوله على الكمية الكافية من الحليب مثل الحاجة لبقائهِ في المستشفى لغايات رعايته الصحية، كما قد يصعب على أحد التوائم الإمساك والرضاعة، وحاولي خلال هذه الفترة اتباع أساليب مضمونة في تحفيز الثدي على إنتاج الحليب بعد استشارة مختصين في ذلك لحين تمكنه من الرضاعة مباشرة.
- تتساءل أمهات التوائم حول أفضل طريقة في إرضاع التوائم بالتناوب أو معًا، ويشار إلى أن كل طريقة لها ميزات منفردة، فيمكن البدء بإرضاع كل منهما منفردًا ثم الانتقال إلى إرضاعهما معًا، وتوجد الكثير من أوضاع الرضاعة الطبيعية التي قد تفيدكِ في تغذية أطفالك؛ منها الوضع الموازي أو الاستلقاء وغيرها.
المراجع
- ↑ "Your newborn twins", nhs.uk, 2019-05-13, Retrieved 2020-08-08. Edited.
- ↑ ada Shapiro, "7 Tips for Breastfeeding Twins", mother.ly, Retrieved 2020-08-08. Edited.
- ^ أ ب "Breastfeeding twins or multiples", medela.com, Retrieved 2020-08-08. Edited.
- ↑ Jacqueline C. Kent, Danielle K. Prime, and Catherine P. Garbin, "Principles for Maintaining or Increasing Breast Milk Production", jognn.org, Retrieved 2020-08-08. Edited.
- ↑ "Breastfeeding Twins", abm.me.uk, Retrieved 2020-08-08. Edited.
- ↑ "Breastfeeding Overview", webmd.com, Retrieved 2020-08-08. Edited.