أسباب الصداع بعد الولادة القيصرية

أسباب الصداع بعد الولادة القيصرية

الصّداع بعد الولادة القيصريّة

تُعرّف الولادة القيصريّة بأنّها عملية جراحيّة يُخرج من خلالها الجنين من بطن الأم بدلًا من الولادة المهبليّة الأكثر شيوعًا، وتستمر هذه العمليّة لمدّة ساعة واحدة تقريبًا، تُعطى فيها الأم الحامل تخديرًا موضعيًّا أو كاملًا قبل إجراء العمليّة الجراحيّة، ثمّ يقوم الجرّاح بفتح شقّ أفقيّ في بطن الحامل ويُجرى شق آخر لرحمها، ثمّ يُشفط السائل الأمينوسي، ليُخرج الطفل بعدها من رحم أمّه، وقَد تَحدُث الولادة القيصريّة لأسباب متعددّة، منها: وجود الجنين بوضعيّة غير مناسبة للولادة الطبيعية، ووجود مشاكل في المشيمة أو في الحبل السّريّ، ووجود مشاكل في الوضع الصحيّ للجنين، أو وجود انسداد في قناة الولادة يَمنع الولادة الطبيعية، أو لغيرها من الأسباب.[١][٢] ويَحدُث الصّداع بعد العملية القيصرية عادةً بسبب ثقب غير مقصود في منطقة الجافية، وقد يَحدُث هذا الثُقب بنسبة 1.5 % من النساء اللواتي يُجرين العملية بعد أخذهم لإبرة فوق الجافية، ويَحدُث الصّداع بنسبة 52.1% من النساء اللواتي يحدُث لديهم هذا الثقب. يَحدُث هذا الصّداع نتيجة انخفاض في ضغط سوائل الدماغ، خلال ال 72 ساعة الأولى بعد حدوث ثُقب الجافية، وعادة ما يكون علاجه بسيطًا ويختفي بعد عدة أيّام من حدوثه.[٣]


أسباب الصّداع بعد الولادة القيصريّة

يُعدّ الصّداع الذّي يصيب المرأة بعد الولادة القيصرية أمرًا شائع الحدوث، وتُقسَم الأسباب إلى ما يلي:[٢][٤]

  • السبب الرئيسي: يُعّد التّخدير المستخدم أثناء إجراء العمليَة القيصريّة السبب الأساسي لحدوث الصّداع بعد، إذ إن التّخدير فوق الجافيَة أو ما يسمى بالتخدير النصفيّ الّذي يتمُّ عن طريق حقن المخدر بإبرة رفيعة في العمود الفقريّ أسفل الظهر لتصل إلى منطقة فوق غشاء الجافيَة، والجافية هي تجويف داخل الدماغ والحبل الشوكيّ يحتوي على السائل الدماغي الشوكي لحمايتهم من الصدمات الخارجيّة، لكن في بعض الأحيان قَد تَصِل هذه الإبرة إلى هذا التجويف لأسباب تَعتَمِد على خبرة طبيب التخدير أو لأسبابٍ خاصّة بظروفِ المريض مما يُؤَدّي إلى تسرّب السوائل خارج الحبل الشوكي إلى المنطقة المحيطة به، مما يُؤدّي إلى انخفاض ضغط السوائل المتبقي داخل الدماغ وحدوث الصّداع الشديد المُؤلم، يستمر هذا الصّداع لمدة 48 ساعة بعد العمليّة القيصريّة، وعادةً ما يختفي هذا الثقب في التجويف وحده دون الحاجة إلى علاج بعد أسابيع قليلة من العمليّة، ليعود إلى وضعه الطبيعيّ ويعود حجم السائل في التجويف إلى الحجم الطبيعي.
  • الأسباب الثانوية: يُمكن أن يحدث الصّداع بعد العملية القيصريّة لأسباب بعيدة عن التخدير، يُذكر منها ما يلي:
  • الأسباب ناردة الحدوث: من الحالات النادرة التي قد تَحدُث بعد الولادة والتي تُؤدّي إلى صداعٍ مؤلم هي تسمّم الحمل، وعادةً ما يأتي مصاحبًا لارتفاع في ضغط الدم وارتفاع نسبة البروتين أيضًا، ويمكن تمييز إذا ما كان الصّداع بسبب تسمّم الحمل أو لا عن طريق مصاحبة هذا التسمّم لمجموعة من الأعراض الأخرى، يُذكَر منها ما يلي:
    • صداع شديد.
    • تَغيُّر وغباش في الرُّؤية.
    • ألم في منطقة البطن العلوية.
    • عدم الشعور أو انخفاض الشعور بالحاجة إلى التبَوُّل.

إذا ظهرت هذه الأعراض مباشرة بعد الولادة، فإنها تحتاج إلى علاج فوري لضمان عدم حدوث مضاعفات.


أعراض الصّداع بعد الولادة القيصريّة

تختلف شدة صداع بعد الولادة القيصريّة من خفقان خفيف إلى ألم شديد في مُؤخّرة الرأس وخلف العين، وعادةً ما تزداد حِدّتُهُ عند الوقوف أو الجلوس في وضع مستقيم، ويَقلُّ في وضعية الاستلقاء، وقد يصاحِب الصّداع مجموعة من الأعراض الأخرى، يُذكَر منها ما يلي:[٢][٥]


علاج الصّداع بعد الولادة القيصريّة

يكون عادة علاج الصّداع بعد الولادة القيصريّة عن طريق محاولة تعويض السائل الشوكي المفقود، وتقليل توسّع الأوعية الدماغيّة، ويُقسم العلاج إلى نوعين:[٥][٣]

  • العلاجات غير الدوائية: تتمثّل بمجموعة من التدابير التي تخفّف من شدّة الصّداع، يُذكر منها ما يلي:
    • شرب السوائل الكافي يساعد على رفع كميّة السوائل الموجودة في النخاع الشوكيّ وبالتالي رفع الضغط فيه وفي الدماغ، مما يقلل من حدّة الصّداع.
    • تناول المشروبات الغنيّة بالكافيين .
    • الرّاحة في الفراش، فقد يتطلب الصّداع الرّاحة من 24-48 ساعة.
  • العلاجات الدوائيّة: يُذكر من هذه العلاجات ما يلي:
    • مسكنّات الألم: عادةً ما تكون مسكنّات الألم كالباراسيتامول أو الديكلوفيناك علاجًا كافيًا للتخلص من الصّداع.
    • الكافيين: يُعدّ الكافيين مضيّقًا للأوعيّة الدماغيّة، لكن لا يزال استخدامه لعلاج صداع بعد العمليّة القيصريّة مثيرًا للجدل وقد يكون علاجًا مؤقّتًا، فضلًا عن وجود بعض المخاطر التي قد يسبّبها استعماله، لذا عادةً ما يقوم الأطبّاء بتشجيع المريض على تناول المشروبات الغنيّة بالكافيين بدلًا من أخذِه كدواء.
    • سوماتريبتان: تُعدّ هذه التركيبة منشطة لمستقبلات السيروتونين، التي تعمل على تضييق الأوعية الدماغيّة، حيثُ تُشير بعض نتائج الدراسات أنّها قد تُعطي فعاليّة في علاج الصداع إذا أُعطيَت تحت الجلد، إلا أنها تحتاج إلى العديد من الدراسات لتأكيد استخدامها كعلاج للصداع.
    • هيدروكورتيزن: قد يزيد الهرمون من إنتاج السائل النخاعيّ، إلا أن الدراسات لم تُثبت بعد فاعليته في تخفيف الصّداع أو علاجه.
    • رُقعة الدّم: إذا استمرّ الصّداع يقوم طبيب التّخدير المختص بإنشاء رقعة الدم عن طريق إدخال الإبرة في مكان دخول إبرة التخدير أو جوارها، ثم يأخُذ كمية صغيرة من دم المريض ويقوم بضخّها في منطقة فوق الجافية؛ لتتخثّر هذه الكمية من الدم وتقوم بإغلاق الفتحة التي حدث منها تسرّب السائل الدماغي الشوكي، وتُشير الدّراسات إلى أن أفضل وقت لإجراء هذه الرقعة هو ال 24 ساعة الأولى من حدوث الصّداع للحصول على نتائج أفضل، أمّا كميّة الدّم التي تُضَخ في منطقة الجافيّة، فأثبتت الدراسات أن الحجم الأمثل المناسب هو 20 مل، حيثُ يقوم بعض المختصّين بضّخ كميّة من الدم تَصِل إلى 30 مل، أو إلى الحد الذي يستطيع المريض تحمّله دون الإحساس بآلام في منطقة الظهر أو الأرداف أو الساقين.


المراجع

  1. "C-section", mayoclinic,9-6-2018، Retrieved 11-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت Alex Snyder (17-7-2018), " Headache After C-Section"، healthline, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب A Sabharwal (5-10-2011), "Postpartum headache: diagnosis and management"، academic, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  4. "Headache after an epidural or spinal anaesthetic", pat,1-2-2016، Retrieved 11-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب Jennifer Robinson (27-8-2018), "Spinal Headaches"، webmd, Retrieved 11-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

600 مشاهدة