الشاعر بشار بن برد

الشاعر بشار بن برد

من هو الشاعر بشار بن برد؟

هو بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي، ويُكنّى بأبي معاذ، ولِد عام 96هـ وهو أعمى، وتوفي عام 168 هـ، وهو إمام الشعراء المُحدثين (المجددين)، ومن الشعراء المخضرمين؛ أي أنّه عاش مع نهاية الدولة الأموية، وبداية الدولة العباسية، وكان من فحول الشعراء والمجودين، وغزير إنتاج الشِّعر، وقريحته سمحة، وتكلّفه في اللغة قليل، وكثير الافتنان، وهو أجود المُحدثين (المولدين) شعرًا، وأصوبهم بديعًا، وقال عنه الجاحظ: "ليس في الأرض مولد قروي يعد شعره في المحدث إلا وبشار أشعر منه"[١].


وفاة الشاعر بشار بن برد

كان بشار بن برد مُقذعًا في الهجاء، ومُستهترًا بالناس إلى أبعد حدِّ، ولسانه سليط جدًّا، ويبتعد عمّن وصله من الناس، ومرّة مدح يعقوب بن داود لكنّه لم يأبه به، ولم يردّ عليه، ورآه مرة في الطريق، فقال له: طال الثواء على رسوم المنزل، فردّ عليه يعقوب: فإذا تشاء يا أبا معاذ فارحل، فغضب بشار بشدّة، وهجاه بقوله: بني أمية هبوا طال نومكم

إن الخليفة يعقوب بن داود

ضاعت خلافتكم يا قوم

فالتمسوا خليفة الله بين الناي والعود


فزادت الكراهية بينهما، وشكاه داود إلى الخليفة، فقال له: إنّ بشار الملحد الزنديق هجاك، ولم يجرؤ أن يقول له أبيات الشعر، وأقسم الخليفة عليه أن يُخبره بما قاله بشار، فكتب له الأبيات واستشاط غضبًا منها، فذهب للبصرة للنّظر في أمره، وعندما وصل سمع بشار بن برد يُؤذّن وقت الضحى، وهو سكران، فقال له: أيّها الزنديق، أتلهو بالأذان في غير وقت الصلاة، وأنت سكران، فأمر بضربه سبعين سوطًا، وكان كلّما ضُرِب بالسوط صرخ: حَس، حَس (ما يُقال عند الإحساس بالوجع من شيء)، فقالوا له لِمَ لا تقول بسم الله؟ فقال: أهو طعام فأسمي عليه؟ وقال آخر: أفلا تقول الحمد لله؟ قال: أهي نعمة فأحمد الله عليها؟ فاستمرّوا في جلده، إلى أن مات، وكان عمره فوق التسعين[٢].


قصائد الشاعر بشار بن برد

من قصائد الشاعر بشار بن برد ما يأتي[١]:

  • تجهز طال في النصب الثواء
  • ريق سعدى يا ابن الدجيل الشفاء
  • حييا صاحبي أم العلاء
  • طال انتظاري عهد أباء
  • يفخر الباهلي أن جعل الله
  • علليني يا عبد أنت الشفاء
  • أفرخ الزنج طال بك البلاء
  • منيتني بشرا وبشر فتى
  • لا تبغ شر امرئ شرا من الداء
  • أجارتنا ما بالهوان خفاء
  • خاط لي عمرو قبا
  • قد لعب الدهر على هامتي
  • وأعرض عن مطاعم قد أراها
  • ترجع النفس إذا وقرتها
  • يعيش المرء ما استحيا بخير
  • تجري على أحسابهم
  • وغلا عليك طلابه
  • كأن قرقرة الإبريق بينهم
  • ذهب الدهر بسمط وبرا
  • عوجا خليلي لقينا حسبا
  • إن الطبيب بطبه ودوائه
  • سلم على الدار بذي تنضب
  • يا دار بين الفرع والجناب
  • يا مالك الناس في مسيرهم
  • طال ليلي من حب
  • طال المقام على تنجز حاجة
  • عدمتك عاجلا يا قلب قلبا
  • بلغ المرعث في الرحيل
  • خفض على عقب الزمان العاقب
  • ألا قل لتلك المالكية أصحبي
  • طرب الحمام فهاج لي طربا
  • ومريضة مرض الهوى
  • لقد زادني ما تعلمين صبابة
  • ألا حي ذا البيت الذي لست ناظرا
  • طربت إلى حوضى وأنت طروب
  • يا صاح دعني فإنني نصب
  • يا طيب سيان عندي أنت والطيب
  • منع النوم طارق من حبابه
  • يا طيب عبدة ويلي منك يا طيبي
  • أعاذل إن لومك في تباب
  • يا خليلا نبا بنا في المشيب
  • ألا يا صنم الأززد
  • ألا يا طيب قد طبت
  • ذهبت ولم تلمم ببيت الحبائب
  • من المشهور بالحب
  • أحارث عللني وإن كنت مسهبا
  • يا صاح قم فاسقني بالكأس إعرابا
  • أفد الرحيل وحثني صحبي
  • بأبي وأمي من يقاربني
  • أأرقت بعد رقادك الأواب
  • أنت يا نفس أنيبي
  • لله سلمى حبها ناصب
  • عفا بعد سلمى حاجر فذناب
  • تأبدت برقة الروحاء فاللبب
  • فيا حزنا هلا بنا كان ما به
  • عامت سليمى ومسها سغب
  • خليلي قوما فاعذرا أو تعتبا
  • كل امرئ نصب لحاجته
  • غدا سلف فأصعد بالرباب
  • لا فجع إلا كما فجعت به
  • ألا ما لقلبي لا يزول عن الهوى
  • أجارتنا لا تجزعي وأنيبي


وصف المرأة في شعر بشار بن برد

تحدّث بشار عن المرأة في شعره ليصفها فقط، ويتقرّب منها، ويسعى وراءها، وهو لا يرى في المرأة إلّا جسمًا يثير الشهوة والغريزة؛ هذا لأنّ نظرته للغزل واقعية، وقد علّل الدارسون هذه النظرة، بأنّ بشار لم يكن محبوبًا بين النساء، ولم تكن له حبيبة وفية مخلصة؛ لذا بحث في جميع النساء عن حبيبته التي في عقله، وقد يكون السبب أنّه أعمى، وتفكيره عميق، وخلفيته الثقافية واسعة، وقد يكون بسبب عقده النفسية من فقدان بصره[٣].


نماذج من شعر بشار بن برد

فيما يأتي نماذج من شعر بشار بن برد:

عَلى المَلِكِ الجَبّارِ يَقتَحِمُ الرَدى

وَيَصرَعُهُ في المَأزِقِ المُتَلاحِمِ

كَأَنَّكَ لَم تَسمَع بِقَتلِ مُتَوَّجٍ 

عَظيمٍ وَلَم تَسمَع بِفَتكِ الأَعاجِمِ

ظَمِئتُ فَلَم أَظمَأ إِلى بَردِ مَشرَبٍ

وَلَكِن إِلى وَجهِ الحَبيبِ ظَميتُ

وَقَد وَعَدَتنا نائِلاً ثُمَّ أَخلَفَت

وَقالَت لَنا يَومَ الفِراقِ نَسيتُ

قَد قُلتُ لِلسائِلِ في حُبِّها

لَمّا دَنا في حُرمَةِ الأَقرَبِ

يا صاحِ لا تَسأَل بِحُبّي لَها

وَاِنظُر إِلى جِسمِيَ ثُمَّ اِعجَبِ

وَلا خَيرَ في وُدِّ اِمرِىءٍ مُتَصَنِّعٍ

بِما لَيسَ فيهِ وَالوِدادُ صَفاءُ

سَأُعتِبُ خُلّاني وَأَعذِرُصاحِبي

بِما غَلَبَتهُ النَفسُ وَالغُلَواءُ

يُزَهِّدُني في حُبِّ عَبدَةَ مَعشَرٌ 

قُلوبُهُمُ فيها مُخالِفَةٌ قَلبي

فَقُلتُ دَعوا قَلبي بِما اِختارَ وَاِرتَضى 

فَبِالقَلبِ لا بِالعَينِ يُبصِرُ ذو اللُبِّ

وَمُرتَجَّةِ الأَردافِ مَهضومَةِ الحَشا 

تَحورُ بِسحرٍعَينُها وَتَدورُ

إِذا نَظَرَت صَبَّت عَلَيكَ صَبابَةً

وَكادَت قُلوبُ العالَمينَ تَطيرِ

أَنا اِبنُ مُلوكِ الأَعجَمينَ تَقَطَّعَت 

عَلَيَّ وَلي في العامِرينَ عِمادُ

إِذا جِئتَهُ في حاجَةٍ سَدَّ بابَهُ

فَلَم تَلقَهُ إِلّا وَأَنتَكَمينُ
  1. ^ أ ب "ديوان بشار بن برد"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
  2. أحمد حسنين قرني، بشار بن برد شعره وأخباره، صفحة 25-29. بتصرّف.
  3. علي الطوالبة، محمد بني ياسين ، وصف المرأة في شعر بشار بن برد: دراسة تحليلية، صفحة 1443-1444. بتصرّف.
  4. "أبا مسلم ما طول عيش بدائم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
  5. "ألا يا اسقياني بالرحيق فنيت"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
  6. "سلم على الدار بذي تنضب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
  7. "أجارتنا ما بالهوان خفاء"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
  8. "يزهدني في حب عبدة معشر"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
  9. "وقد كنت في ذاك الزمان الذي مضى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
  10. "أباهل إني للحروب عواد"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
  11. "خليلي من كعب أعينا أخاكما"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :