الفرق بين الكنية واللقب
تعد الكنية من الأمور المنتشرة قديمًا فهي إضافة أبٍ أو أمٍ للاسم مثلا يكنّى عبد الله بن أبي قحافة رضي الله عنه بأبي بكر الصديق بالرغم من عدم وجود اسم بكر بين أولاده، فقد كانت تستخدم الكنية للتعظيم والتبجيل لأمر صاحبها، أما عن اللقب فهو اسمٌ إضافي يضاف للاسم الأول وفي قديم العرب كان يطلق اللقب بقصد الذم والمدح ولكنه على وجه الذم كان أكثر.[١]
الكنية في الاسلام
إن الدين الإسلامي لم يترك صغيرةً أو كبيرةً إلّا وقد أعطانا منها علمًا وخبرًا فمن المحبب إطلاق الكنى المحببة تعظيمًا وتحببًا بين المسلمين بعضهم لبعض فالكنية كل ما بدئ بـ"أب" أو "أم" من غير الاسم وهو مخالف للقب الذي غالبًا ما يطلق للذم والتحقير والتنابز بين الناس ومما أشكل على الناس في أمر الكنية هو ذكر أبي لهب بكنيته في القرآن الكريم وفي ذلك قال العلماء إن أبا لهب لم يكن يُعرف إلّا بكنيته بالإضافة لكون اسمه عبد العزى فقد كنّي لكراهة اسمه، لذا فقد ذكر بها وفي ذلك جواز تكنية الكافر أو العاصي إذا لم يكن يعرف إلّا بتلك الكنية.
ولا تلزم التكنية باسم أولاد فمن الممكن التكنية باسم جماد أو حيوان مثل أبو هريرة رضي الله عنه أيضًا لا يلزم أن يكنّى الرجل باسم أحد أولاده فقد يكنى باسم محبب على قلبه أو اسم يظهر فيه شجاعةً أو ما سواها من الأمور المحببة ولكن من المستحسن في الكنية أن يكنّى الرجل باسم أكبر أولاده وقد ورد في ذلك من حديث الرسول عليه السلام عَنْ هَانِئٍ أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَعَ قَوْمِهِ سَمِعَهُمْ يَكْنُونَهُ بِأَبِي الْحَكَمِ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ فَلِمَ تُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ؟)، فَقَالَ: إِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ كِلاَ الْفَرِيقَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا أَحْسَنَ هَذَا فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ؟) قَالَ: لِي شُرَيْحٌ، وَمُسْلِمٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: (فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟) قُلْتُ: شُرَيْحٌ، قَالَ: (فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ) [رواه أبو داود والنسائي].[٢]
اللقب وحكمه في الاسلام
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ) {الحجرات:11}، من سياق هذه الآية الكريمة نعرف بأن الألقاب السيئة محرمة بالنص الصريح ومن أكثرها تحريمًا تلقيب المسلم بلقب يدل على الكفر، وقد شاع هذا الأمر كثيرًا بين الناس وكل لقب فيه تحقير أو ذم فهو محرّم بنص الآية الكريمة وفيما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام من أحاديث تدل على تحريم السباب والمنابزة بالألقاب بل وفي بعض المواضع عدها من الكفر الأصغر فينبغي الحذر من هذا الأمر والله أعلم.[٣]
المراجع
- ↑ "الاسم واللقب والكنية"، alukah، 3-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 3-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "مسائل وفوائد وأحكام في " الكُنى ""، islamqa، 3-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 3-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم التنابز بالألقاب"، islamweb، 3-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 3-8-2019. بتصرّف.