دولة علمها احمر وابيض وازرق

الأعلام وتاريخها

كانت الأعلام في العصور القديمة تُصنع من المعدن أو من أعمدة خشبية منحوتة، ومع التقدم في الوقت أصبحت الحاجة ضرورية لوجود علم أو لافتة تُحمل وتُعرض لجذب انتباه الآخرين إلى المجموعة أو الشخص الذي تُمثله العلامة المعنية، ولأجل هذه الغاية استُخدمت أنواع متعددة من الأقمشة وعُلقت على أعمدة خشبية، وبدأ استخدام الأعلام واللافتات منذ آلاف السنين وكانت ذات معنى مختلف لأشخاص مختلفين؛ إلا أن السبب الرئيسي لوضع اللافتة أو العلم هو تمثيل كيان للدولة أو الولاية أو التعبير عن نشاط تجاري أو زعيم أو مؤسسة أو مجتمع، ويُعد العلم أيضًا رمزًا بصريًا لتحديد هوية شيء ما، فضلًا عن أن الأعلام الفردية ترمز للفخر واحترام القيم التي تُمثلها الراية، فمثلًا علم الولايات المتحدة الأمريكية يُعبر عن القوة والوحدة والحرية، وهو مصدر مهم للأمريكيين، وبالعودة إلى التاريخ القديم؛ استخدم الملوك رايات تُشير إلى الملك والرُّتب العالية في الدولة، واستخدمت هذه الرايات ليتمكن أفراد الدولة من معرفة الحاكم ومرافقيه أثناء مروره لتقديم الاحترام له، وفي وقت لاحق أيضًا استُخدمت اللافتات والرايات من قِبل حُكّام آخرين في ممالك متعددة، واسُتخدمت الرايات في الحرب الأهلية الأمريكية عندما جُندّت الأفواج الفردية وحمل كل فوج من هذه الأفواج علم الدولة أثناء المعركة، وكان العلم يُشكّل مصدر فخر وتوقير لهؤلاء الجنود، وكانت له قيمة معنوية تُعزز القوة لديهم، والغاية الأهم للعلم في ذلك الوقت هي التمييز بين الأفواج والقدرة على التعرف على الأعداء، ومعرفة الحلفاء في ميدان المعركة، وقد نال علم المعركة قيمة الشرف والاحترام لما له من قيمة لدى الجنود تُعبر عن تاريخهم والتضحيات التي قدموها من أجل بلادهم، وفي الوقت الحالي باتت كل دولة تُمَثّل بعلم مصنوع من القماش يُرفع على أعمدة، وأصبحت كل منظمة أو كيان حكومي أو جماعات أو شركات لها علم يُمثلها^[١].

أشهر ثلاثة أعلام بالألوان الأحمر والأبيض والأزرق

تمتلك كل دولة من دول العالم نوعًا معينًا من الرموز التي تُمثل الشعب، ومن بعض هذه الرموز الأعلام أو الحيوانات الوطنية أو الطيور، والرمز الأهم من هذه الرموز هو العلم الوطني؛ نظرًا لاستخدامه في تمثيل الدولة في كافة المنتديات الدولية؛ لذا يحاول كل بلد الحصول على راية وطنية مختلفة وذات تصميم مميز، وفي بعض الأوقات تتشابه بعض الرايات في علامة معينة، وفي هذا السياق سنذكر الدول التي تحمل علمًا وطنيًا بالألوان: الأحمر والأبيض والأزرق؛ إذ استُخدمت هذه الألوان الثلاثة في تصميم أعلام لثماني وعشرين دولة، ومن هذه البلاد ما يأتي^[٢]:

• المملكة المتحدة: ويعود تصميم علم هذه الدولة إلى الأول من يناير من عام 1801؛ إذ كان عبارة عن مزيج للصليب الثلاثي، فالصليب الأحمر للقديس سان جورج، والصليب الأحمر المائل للقديس باتريك، والصليب الأبيض المائل للقديس أندرو، وكان للعلم خلفية زرقاء في وقت التصميم الذي كان في وقت الاتحاد ما بين إيرلندا وبريطانيا العظمى، وكانت هذه الرموز الثلاثة تُمثل الدول الثلاثة؛ ألا وهي إنجلترا، وإيرلندا، واسكتلندا.
• الولايات المتحدة: يمتاز هذا العلم بأنه فريد ومختلف؛ إذ يحتوي على ثلاثة عشر شريطًا أفقيًا بحجم متساوٍ مقسمة ما بين اللونين الأحمر والأبيض بالتناوب، ويبدأ الجزء العلوي باللون الأحمر، ويحتوي العلم على مستطيل أزرق يُعرف باسم الاتحاد، وداخل هذا المستطيل توجد خمسون نجمةً بيضاء وصغيرة؛ وكل نجمة من هذه النجوم تُمثل واحدة من الولايات المتحدة الأمريكية، أما بالنسبة للخطوط الأفقية الثلاثة عشر فإنها تُعبر عن المستعمرات الثلاث عشرة التي استقلت عن بريطانيا، والتي أصبحت فيما بعد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأمريكي.
• كوريا الشمالية: وعلم هذه الدولة بسيط بتصميمه؛ إذ يحمل شريطًا أفقيًا سميكًا باللون الأحمر في وسط العلم، ومن الأعلى والأسفل توجد أشرطة زرقاء حجمها أصغر من الشريط الأحمر ويحُد الشريط الأحمر خطوطًا بيضاء رقيقة، وفي الوسط وُضعت نجمة حمراء خُماسية على دائرة ذات لون أبيض.

دلالات الألوان الأحمر والأبيض والأزرق في الأعلام

إن الألوان الأحمر والأبيض والأزرق لها رموز مشتركة ومرتبطة مع بعضها البعض؛ فأغلب الدول التي تستخدم هذه الألوان في علمها يُعبّر لديها اللون الأبيض عن السلام والوحدة، بينما اللون الأزرق يُمثل عددًا من الصفات مثل المثابرة، والعدل، والولاء، والشجاعة، أما اللون الأحمر فبالعادة يُمثل ويُعبر عن الكفاح الذي تحملته الدولة، ومن المؤكد أن لكل دولة معنىً فريدًا ومميزًا لهذه الألوان؛ فعلى سبيل المثال في علم كوريا الشمالية كان اللون الأحمر يُعبر عن الإستياء من احتلال اليابان السابق.

دول أعلامها باللون الأحمر والأبيض والأزرق

فيما يأتي جميع الدول التي تحتوي أعلامها على الألوان الأحمر والأبيض والأزرق: أستراليا، وكمبوديا، وتشيلي، وكوستاريكا، وكرواتيا، وكوبا، وجمهورية التشيك، وجمهورية الدومنيكان، وفيجي، وفرنسا، وآيسلندا، ولاوس، وليبيريا، ولوكسمبورغ، ونيبال، وهولندا، ونيوزلندا، وكوريا الشمالية، والنرويج، وبناما، وبارغواي، وروسيا، وساموا، وصربيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، وتايلاند، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.

أعلام دول بطابع غريب

تمتاز كل دولة من دول العالم بوجود علم لها يُمثلها ويُمثّل قيّمها، ولكن توجد بعض الدول التي يمتاز علمها بالغرابة ومن هذه الدول ما يلي^[٣]:

• الموزمبيق: ويتميز علمها بأنه الوحيد في العالم الذي يحتوي على بندقية هجومية حديثة تُمّثل الدفاع والانتباه في بلد يُعاني من الحروب الأهلية على مدى عدة قرون.
• جزر الهاواي: إذ لا تزال جزر الهاوي تحمل في الزاوية العليا من علمها تصميم يونيون جاك، رغم أنها جزء من الإمبراطورية البريطانية وذلك بسبب الأسطورة التي تقول أن الملك كاميهاميها تحمس لتصميم يونيون جاك الذي منحه إياه المستكشف جورج فانكوفر كهدية، ومنذ ذلك الوقت اعتُمد هذا التصميم كجزء من العلم الرسمي للجزر.
• بلدة درنس الكرواتية: هي بلدة صغيرة اعتمد علمها على وضع رمز القديس روش في عام 2000، وقالت الأساطير أن الكلب أنقذ الصغير سانت روش بلعق الجروح التي كان مصابًا بها وأحضر له قطعةً صغيرةً من الخبز.
• بلدة نيبال: يمتاز علم نيبال الكلاسيكية بأنه العلم الوحيد في العالم الذي يُشترط في أطرافه ألا تكون رباعية.
• القارة القطبية الجنوبية: لا تُعد القارة القطبية دولةً قوميةً رسميةً، وقد صُمم علمها على يد عالم الأمراض النباتية البريطاني جراهام بارترام، ويُعتقد أن التخطيط البسيط للون الأبيض في العلم يُمثل الحياد لقارة تخضع لعدد من المطالبات الإقليمية.

حقائق غريبة عن أعلام بعض الدول

تتعدد الحقائق والمعلومات الغريبة عن الأعلام في عدد من الدول ومن هذه الحقائق ما يلي^[٤]:

• يُرفع العلم الفلبيني مع الشريط الأحمر في أوقات الحرب، أما في أيام السلم يظهر العلم مع الشريط الأزرق.
• اختفى العلم الأولمبي الأول لمدة 77 عامًا بعد الألعاب التي أُقيمت في عام 1920، إلى أن اكتشف ألمبيون أنه موجود في حقيبته طوال الوقت.
• صممت ليختنشتاين وهايتي أعلامًا وطنيةً متطابقةً مع احتفاظ كل دول باستقلاليتها، ولم يعلم أحد بهذا الأمر إلا حين تنافست البلدتان ضد بعضهما في الأولمبياد الصيفي في عام 1936 باستخدام نفس العلم.
• ينشأ علم الاتحاد بناءً على اتحاد التيجان وليس اتحاد الدول، فمثلًا إذا غادرت اسكتلندا المملكة المتحدة لا يتوجب تغيير علم الاتحاد.
• يُقيم الزائر الأجنبي في منزل بلير، وهو النسخة المشابهة للبيت الابيض، وخلال فترة إقامته يُرفع العلم الوطني لدولة الزائر طوال فترة إقامته، وتُعد المنطقة منطقةً أجنبية.
• يُعد العلم الدنماركي أقدم علم مُستخدم حتى الوقت الحالي؛ إذ صُمم منذ عام 1219.
• تكررت عبارة "الله أكبر" 22 مرةً في علم دولة إيران.
• بقيت فرنسا لمدة 15 عامًا محتفظةً بعلم باللون الأبيض فقط.
• يقوم الكشافة بحرق معظم أعلام الولايات المتحدة في العالم؛ لأنهم يرَون أن الحرق أفضل طريقة للتخلص من العلم باحترام.

المراجع

1. ↑ "What is the Importance of Flags and Banners?", FLAGPOLES ETC,2016-9-24، Retrieved 2019-12-22. Edited.
2. ↑ "Countries With Red, White And Blue Flags", Worldatlas, Retrieved 2019-12-22. Edited.
3. ↑ Evan Bartlett (2014-9-10), "These are 8 of the weirdest flags the world has ever seen"، indy100, Retrieved 2019-12-23. Edited.
4. ↑ "25 Interesting Facts About Flags", KickassFacts,2014-5-24، Retrieved 2019-12-23. Edited.