فطريات الجلد عند الأطفال

هل فطريات الجلد عند الأطفال خطيرة؟

تُعدّ فطريات الجلد من الحالات الشّائعة بين الناس على اختلاف أعمارهم، خاصّةً بين أوساط الأطفال الصغار نظرًا لانتشارها بسرعة كبيرة عند الاحتكاك المباشر بين طفل سليم وآخر مصاب بالعدوى، وتسبّب العدوى الفطرية الجلدية أعراضًا، كالضيق والحكة والانزعاج عند الأطفال، بيد أنّها نادرًا ما تكون خطيرةً أو مثيرةً للقلق^[١].

أسباب فطريات الجلد عند الأطفال

تحدث فطريات الجلد عند الطفل نتيجة مجموعة متنوعة من حالات العدوى التي تشمل كلًا من الأمور التالية، مع الإشارة إلى أنّ الأسباب قد لا تقتصر على هذه الأسباب المذكورة في المقال^[٢]:

السعفة

تُعرَف السعفة (بالإنجليزية: Tinea Infections) بأنها مصطلح عام لمجموعة متنوعة من أنواع العدوى الفطرية، التي تتمايز فيما بينها تبعًا لموقعها في الجسم، فهي تشمل مثلًا سعفة القدم وحكة اللعب (تنتشر أساسًا في الفخذين) وسعفة الرأس وسعفة الأظافر، وتتسم هذه العدوى الفطرية بظهور بقع حمراء على الجلد ذات حواف واضحة وبارزة، ويزيد خطر حدوثها عند الطفل نتيجة مجموعة من العوامل المختلفة مثل^[٣]:

السعفة المبرقشة

تُعرَف السعفة المُبرقشة (بالإنجليزية: Tinea versicolor) بأنّها عدوى فطرية تتسم بظهور بقع فاتحة أو غامقة على مناطق الصدر أو الظهر، مما يحدث فروقًا واضحةً في لون الجلد عند الشخص، وهي تشيع كثيرًا خلال مرحلتيّ المراهقة والبلوغ المبكر؛ إذ تظهر البقع في بادئ الأمر، ثم تتّسع مساحتها قليلًا دون أن تسبب الحكة أو الألم، وعمومًا تتضمّن الأعراض الشائعة لهذه العدوى ما يلي:

القوباء الحلقية

تُعرَف القوباء الحلقية (بالإنجليزية: Tinea Corporis) بأنّها عدوى فطرية سطحية تصيب الطبقة العليا من الجلد، وتظهر على مناطق الجسم المختلفة ما عدا اليدين والقدمين وفروة الرأس والوجه والفخذ، وأطلق عليها مصطلح القوباء الحلقية نظرًا لشكل آفاتها الشبيه بالحلقة؛ إذ تظهر القوباء الحلقية على جلد الطفل على شكل بقعة جمراء دائرة ذات حافة مرتفعة وقابلة للتقشر؛ إذ تنبثق الآفة من المركز مُحدثةً حلقة مصابة بنقص التصبغ، وتحيط بها حافة حمراء متقشرة، وهكذا تتطور الآفات مع مرور الوقت في جسم الطفل، فتتجمع مع بعضها لتُشكل نمطًا متعدد الحلقات، ويكون انتشار تلك الآفات متفاوتًا على أنحاء الجسم^[٤].

الطفح الجلدي بسبب الحفاض

يعاني الأطفال الرضع من طفح جلدي شائع ناجم عن استخدام الحفاض (بالإنجليزية: Diaper Rash)؛ إذ يصاب الطفل بالطفح في حالات كهذه نتيجة أسباب عديدة يأتي في مقدمتها العدوى بفطريات المبيضات أو الخميرة؛ فهذه الفطريات تتكاثر بشدة في البيئات الرطبة والدافئة، مما يفسر شيوعها عند الأطفال، وعمومًا يتسم طفح الحفاض الناجم عن الفطريات بخصائص معينة مثل^[٥][٦]:

علاج فطريات الجلد عند الأطفال

يُوصِي الطبيب بالعلاج المناسب لفطريات الجلد عند الطفل بناءً على السبب الكامن وراءها، وقد تتضمّن العلاجات بناءً على السبب ما يأتي، مع الإشارة إلى أنّ الطبيب قد يقترح علاجات أخرى غير مذكورة في المقال:

علاج القوباء الحلقية

يستدعي علاج القوباء الحلقية عند الطفل أن يحرص الأهل على تنظيف جلده جيدًا، وأن يُلبِسوه الملابس الفضفاضة في ظل الطقس الحار، وقد يوصي الطبيب أيضًا باستخدام مضادات الفطريات الموضعية، التي يجب أن توضع حول أماكن الآفات، وتستخدم حتى ينقضي أسبوع أو أسبوعان على اختفاء الطفح الجلدي في جسم الطفل، أما مضادات الفطريات الفموية، فلا يوصي بها الطبيب إلّا إذا كانت أعراض القوباء الحلقية شديدة، أو إذا لم تتعافَى عند استخدام مضادات الفطريات الموضعية، فيوصي حينها بدواء التيربينافين أو الإيتراكونازول، بالإضافة إلى ما سبق، ينبغي للأهل أن يراجعوا الطبيب قبل أن يستخدموا مضادات الفطرية دون استشارة؛ إذ تٌصنف مضادات الفطريات من الجيل الأول على أنها غير قابلة للاستخدام لمن هم دون سن العامين، في حين أن بعض تلك الأدوية من الجيل الثاني غير مصرح باستخدامها لمن تقل أعمارهم عن 12 عامًا^[٧][٥].

علاج السعفة

تختلف الأدوية المستخدمة في علاج السعفة تبعًا لنوعها؛ فحكة اللعب وسعفة القدم من الحالات القابلة للعلاج باستخدام مضادات الفطريات الموضعية، سواء أكانت مراهم أم كريمات أم بخاخات أم مواد هلامية، أما سعفة فروة الرأس والأظافر فتستدعي تناول مضادات الفطريات الفموية (إذا كان عمر الطفل مناسبًا)، مثل التيربينافين، ويترافق ذلك أحيانًا مع استخدام الكريمات الموضعية المضادة للفطريات، مثل الكلوتريمازول، ويبقى الطبيب هو الشخص الوحيد المخول باختيار العلاج المناسب لحالة الطفل، وعمومًا ينبغي للأهل أن يتوخوا الحذر بشأن بعض التأثيرات الجانبية لمضادات الفطريات الموضعية والفموية، وأن يتوقفوا عن استخدامها ويراجعوا الطبيب عند ظهور الأعراض التالية^[٨][٤][٩]:

علاج السعفة المبرقشة

تختفي أعراض السعفة المبرقشة باستخدام مضادات الفطريات دون وصفة طبية في بعض الحالات، بيد أن الطبيب يوصي بالعلاج إذا كانت حالة السعفة شديدةً أو إذا كانت الأدوية السابقة غير فعالة في تخفيف أعراضها، وفي حالات كهذه، يلجأ الطبيب إلى مضادات الفطرية ذات المفعول القوي، التي تباع بوصفة طبية، ويكون بعضها مستحضرات موضعية توضع على جلد الطفل مباشرةً، في حين يكون بعضها الآخر أقراص دوائية يتناولها الطفل (إذا كان عمره مناسبًا)، وهي تشمل ما يلي^[١٠]:

ومع ذلك، يحتمل أن يظلّ لون البشرة متفاوتًا عند الطفل بعد انتهاء العلاج ونجاحه بأسابيع أو شهور عديدة، وربما يصاب بالعدوى مجددًا في ظل الطقس الحار والرطب؛ لذلك، تستلزم حالات العدوى المتكررة أو المستمرة أن يتناول الطفل الدواء- وفقًا لتعليمات الطبيب وبإشرافه- بمعدل 1-2 شهريًا.

علاج الطفح الجلدي بسبب الحفاض

إذا كان طفح الحفاض ناجمًا عن العدوى بفطريات الخميرة، فيمكن للأهل أن يتخلصوا من أعراض الطفح بواسطة استخدام مضادات الفطريات المباعة دون وصفة طبية، فهناك 3 أنواع رئيسة من تلك الكريمات الموضعية هي النيستاتين والكلوتريمازول والميكونازول، لذلك ينبغي للأهل أن يراجعوا الطبيب لاختيار الدواء الأنسب لحالة طفلهم، من جهةٍ ثانيةٍ، لا يوجد أي مضادات فطريات مباعة دون وصفة طبية لعلاج الطفح الجلدي الناجم عن فطريات المبيضات، لذلك يجب على الأهل مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض الطفح عند طفلهم، فهو الشخص الوحيد القادر على تمييز سبب الطفح، ووصف العلاج المناسب لفطريات المبيضات[١١][٥]. 

لوقاية الأطفال من فطريات الجلد، إليكِ هذه النصائح

يمكنكِ عزيزتي وقاية طفلكِ من الإصابة بإحدى فطريات الجلد بواسطة اتباع النصائح الآتية^[١]:

1. احرصي على نظافة طفلكِ الشخصية.
2. أوصي طفلكِ بضرورة الامتناع عن مشاركة الأغراض الشخصية مع زملائه، أو الاحتكاك مع أصدقائه المصابين بالعدوى الفطرية.
3. احرصي على أن يرتدي طفلكِ ملابس وجوراب نظيفة يوميًا.
4. تجنبي أن يلبس طفلكِ ملابس أو أحذية ضيّقة؛ إذ يجب أن يرتدي ملابس فضفاضة خاصة في أثناء الطقس الحار والرطب.
5. نظّفي جميع الأسطح الموجودة في المنزل تحسبًا لوجود الفطريات عليها وانتقالها إلى طفلكِ.
6. أبعدي طفلكِ عن الحيوانات الأليفة إذا ظهرت عليها أعراض العدوى، مثل تساقط الفراء.
7. احرصي على تجفيف جسم طفلك كليًا بعد الاستحمام أو السباحة.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} Jill Seladi-Schulman (7/1/2020), "Types of Fungal Skin Infections and Treatment Options", healthline, Retrieved 21/12/2020. Edited.
2. ↑ "Pediatric Fungal Infections", childrensnational, Retrieved 21/12/2020. Edited.
3. ↑ "Tinea Infections", medlineplus, Retrieved 27/12/2020. Edited.
4. ^ ^{أ ب} Harriet Bell (1/11/2020), "Tinea corporis", dermnetnz, Retrieved 21/12/2020. Edited.
5. ^ ^{أ ب ت} Steven Pray (16/5/2014), "Pediatric Fungal Infections", uspharmacist, Retrieved 21/12/2020. Edited.
6. ↑ Ingrid Polcari, "Common Diaper Rashes & Treatments", healthychildren, Retrieved 21/12/2020. Edited.
7. ↑ Harriet Bell (1/11/2020), "Tinea corporis", dermnetnz, Retrieved 21/12/2020. Edited.
8. ↑ Elly Dock (4/9/2019), "Everything You Want to Know About Ringworm", healthline, Retrieved 21/12/2020. Edited.
9. ↑ "Antifungal medicines", hse, Retrieved 21/12/2020. Edited.
10. ↑ "Tinea versicolor", mayoclinic, Retrieved 21/12/2020. Edited.
11. ↑ Jennifer White (5/1/2020), "How to Recognize and Treat a Yeast Diaper Rash", verywellfamily, Retrieved 21/12/2020. Edited.