كم عدد ارجل النحلة

كم عدد ارجل النحلة

النحل

يُعدّ النحل من الحشرات الطائرة، وهو يشبه إلى حد كبير كلًّا من الدبابير والنمل، ويوجد النحل في كل القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، ويعيش النحل بجميع أصنافه على الرّحيق وحبوب اللقاح، ودون النحل يُصبح التلقيح صعبًا ويستغرق وقتًا أطول؛ إذ يُقدر أنّ ثلث الإمدادات الغذائية للبشر تعتمد على التلقيح باستخدام الحشرات، ويُعدّ النحل من الحشرات الاجتماعية التي تعيش في مستعمراتٍ تسمى الخلية، إذ تتكون من ملكة واحدة، وبضع مئات من ذكور النحل، وآلاف النحلات العاملات، ويجمع النحل الرحيق وحبوب اللقاح من النباتات المزهرة لصناعة العسل؛ إذ تُحطّم أجسامهم الرحيق في الخلية وتحوله من السكروز المعقد إلى اثنين من السكريات البسيطة هما الفركتوز والجلوكوز، ثم تدسّ هذا السائل الحلو بدقة في خلية قرص العسل، وتحرّك أجنحتها فوقه بقوة للتخلص من الرطوبة الزائدة فيه وزيادة سماكته، وعندما تنتهي من صنعه تغلفه في شمع العسل؛ إذ تحفظه للاستهلاك في وقت آخر[١].


تشريح النحل

النحل مخلوق مُعقدّ ومُتطور رغم صغر حجمه؛ إذ استطاعت النحلة التكيّف مع البيئات المختلفة، وتمكنت من التعايش مع الكائنات الأخرى في نظام متوازن ودقيق، وللنحل تشريح ذو كفاءة مذهلة؛ إذ إنّ كل جزء منه يُؤدي غرضًا دقيقًا واضح المعالم، وجاء ليعكس الاختلافات في الأدوار بين أفراد مجتمع خلية النحل؛ الملكة والعاملات وذكور النحل، وينقسم جسم النحلة إلى ثلاثة أقسام رئيسية: الرأس، والصدر، والبطن، ويُؤدي كل قسم وظائف معينة فضلًا عن دعم وظائف الأجزاء المرفقة معه، وتُشكل هذه الأقسام ما يُعرف بالهيكل الخارجي للنحل، وهو هيكل عظمي خارجي مُغطًّى بطبقة من الشعر لمساعدة النحل في جمع حبوب اللقاح وتنظيم درجة حرارة جسمه[٢]، ونذكر هنا تركيب كل قسم في جسم النحلة على حدة[٢][٣]:

  • الرأس، يتميز الرأس بملامح رئيسية مثل العيون، وقرون الاستشعار، والدماغ ذي الوظائف المحدودة، وفيما يلي تفصيل لكل منها:
    • العيون: إذ يمتلك النحل مجموعتين من العيون هما عيون مركبة وعيون بسيطة، فالعيون الكبيرة الملاحظة عند النظر للنحلة هي عيون مركبة وعددها اثنتان، وتحتوي كل عين مركبة على العديد من الوحدات العينية، إذ تأخذ كل وحدة صورة منفصلة وتنقلها إلى المخ، وعندها تجمع في صورة واحدة، أما العيون البسيطة عددها ثلاث، وتحتوي كل واحدة منها على عدسة واحدة فقط لتجميع الأشعة فوق البنفسجية؛ إذ تسمح الأشعة فوق البنفسجية للنحلة برؤية موقع حبوب اللقاح كنقاط مظلمة، وذلك لتمييز مكان الهبوط بالتحديد.
    • قرون الاستشعار: تُوجد قرون الاستشعار أو الهوائي في منطقة الرأس، وتُعدّ بيت الإحساس للنحل؛ إذ تُؤدي وظائف الإحساس مثل اللمس والشم والتذوق والسمع أيضًا، ويتكون كل قرن استشعار من 12 قطعة أو عقلة في الإناث، أما الذكور فلديهم 13 قطعة، ويوجد مفصل يشبه الكوع على طول قرن الاستشعار.
    • الخرطوم أو اللسان: يشبه إلى حد ما اللسان البشري لأنه ناعم وقابل للسحب، ويُعدّ لسان النحل طويلًا مقارنةً بحجمها، وذلك للمساعدة في الوصول إلى مركز الزهرة لجمع الرحيق، ويستخدمه النحل أيضًا في تنظيف شعره.
    • الفك السفلي: يتميز الفك السفلي للنحل بقوته؛ إذ إنّه يحمي أجزاء الفم الداخلية، ويكون الفك السفلي للملكة وذكور النحل مدببًا؛ لاستخدامه في القطع والعضّ، أما في النحلات العاملات فإنه ناعم للمساعدة في إنتاج شمع العسل.
    • الدماغ: يُوجد الدماغ في الجزء الداخلي للرأس، ويتمتع بقدرة غير عادية على معالجة المعلومات المهمة واتخاذ القرارات، ويتكون من سلسلة من الفصوص، وعدد من الغدد المنتجة للإفرازات الفموية المستخدمة في تكوين الشمع، والهلام الملكي الذي يُعدّ طعامًا لليرقات.
  • الصدر، يقع الصدر في المنطقة الوسطى من النحل، ووظيفته الرئيسية الحركة؛ إذ يضم ست أرجل وزوجين من الأجنحة، وتساعد عضلات الصدر النحلة في التحكم في حركة الأجنحة أثناء الطيران، أما الانقباضات السريعة للعضلات فينتج عنها الحركة السريعة للأجنحة، وفيما يلي تفصيل لكل جزء:
    • الأجنحة: تتكون الأجنحة من مجموعتين؛ الأجنحة الأمامية الكبيرة والأجنحة الخلفية الصغيرة، وتُساعد الأجنحة النحلة على الطيران بسرعة تصل إلى 15 ميلًا في الساعة، وتُعدّ أجنحة العاملات صغيرة إلى حد ما ومستوية مع الجسم، أما ذكور النحل فتمتلك أجنحة أكبر بكثير من العاملات؛ إذ إنّها تصل إلى نهاية البطن تقريبًا، وتتميز أجنحة الملكة بأنها مبعثرة بعيدًا عن جسدها، وتستخدم العاملات الأجنحة للحفاظ على درجة حرارة الخلية، ومعالجة العسل، إذ تدخل الهواء البارد إلى الخلية باستخدام حركات الجناح السريعة في الطقس الحار، ويمكن لحركات الجناح المساعدة في تبريد العسل المصنوع حديثًا وزيادة سرعة تبخر السائل الزائد فيه.
    • الساقان: النحل لديه ست أرجل كما هو الحال في جميع الحشرات؛ إذ تُساعد الأرجل الأمامية على تنظيف قرون الاستشعار، بينما يُستخدم الزوج الخلفي للمساعدة في جمع حبوب اللقاح ووضعها في سلال حبوب اللقاح.
    • سلة حبوب اللقاح: تقع سلة حبوب اللقاح عند الأرجل الخلفية للنحلة، وتتكون من هيكل مقعر محاط بالشعر، إذ إنّ النحلة تدفع حبوب اللقاح التي التصقت بجسمها إلى سلة حبوب اللقاح، وتبقى هناك إلى حين وصولها إلى الخلية.
  • البطن: يُعد البطن الجزء الأكبر من جسم النحل، ويتميز بالأشرطة الصفراء والسوداء، ويُمكن التمييز بين أفراد خلية النحل بسهولة عن طريق البطن وأشرطته؛ إذ تكون قصيرة ومستديرة في النحلة العاملة، وأطول وأوسع في النحل الذكر، ومدببة وأكثر طولًا في الملكة، وتوجد لدى النحلات العاملات في نهاية البطن شوكة قصيرة؛ تستخدمها في الدفاع عن نفسها في حال التعرض للخطر، ثم تموت بعد ذلك؛ ففي محاولة اقتلاع الشوكة ينفصل جزء من جسدها عنها.


خلية النحل

يُفضل النحل بناء الخلية الخاصة به داخل الأماكن المجوفة، مثل تجويف الشجر أو الخلايا التي يصنعها الإنسان، إذ يستخدم النحل الشمع الخاص به لصناعة أشكال سداسية صغيرة ومرتبة ترتيبًا مثاليًّا داخل الخلية، وتُسمى هذه التجاويف بالخلايا، إذ يُخزن فيها النحل البيض، وحبوب اللقاح والعسل أيضًا، ويصنع النحل مادة لزجة تسمى البروبوليس؛ وتُعد مزيجًا من شمع العسل، والعسل وصمغ الأشجار، يستخدمها في حماية وتطهير الخلايا؛ إذ إنها ذات خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات والفيروسات، كما أنها لزجة جدًّا لذا يستخدمها النحل لإغلاق أي شقوق أو ثقوب يواجهها أثناء مهمة التدبير المنزلي، وتحتوي الخلية على آلاف السكان من النحل، ويستخدم النحل الرائحة والرقص كأسلوب للتواصل مع بعضهم؛ إذ تطلق رائحة هرمونية خاصة بها تدعى الفيرومونات، وتختلف هذه الروائح باختلاف الرسالة الموجهة، فعند الخطر تكون رائحة الفيرمون كرائحة الموز مثلًا، ويستخدم النحل الرقص كوسيلة تنبيه للآخرين إلى أماكن وجود الرحيق، إذ تؤدي أدوارًا وتذبذبات خاصة لإظهار المكان الذي عثرت فيه على الطعام[١].


أفراد خلية النحل

يسكن خلايا النحل ثلاثة أنواع من النحل، الملكة والنحل العامل وذكور النحل، وفيما يلي تفصيل لكل منها[١]:

  • النحلة الملكة: توجد ملكة واحدة فقط في كل خلية وهي العضو الخصب الوحيد فيها، إذ يُمكنها وضع ما يقارب 1500 بيضة يوميًّا في فصلي الربيع والصيف، وهي النحلة الأكبر حجمًا في الخلية، وتملك بطنًا طويلًا، وليس لديها أوعية لقاح على أرجلها الداخلية، ولا تُغادر الخلية إلا للتزاوج، ويُمكن أن تعيش لفترة تتراوح بين 4-7 سنوات، وعندما تحتاج المستعمرة إلى ملكة جديدة، فإن العاملات يخترن يرقة صحية تفقس من بيض الملكة الحالية، وتُطعمها غذاء ملكات النحل وهو غذاء خاص بالغ المغذيات.
  • النحلات العاملات: تُشكل ما نسبته 99% من سكان الخلية وتعيش فترة 45 يومًا، وتُؤدي جميع الوظائف في الخلية تقريبًا؛ إذ تُغذي النحلات العاملات صغار النحل أو ما يعرف باليرقات، وتعتني بالملكة، وتُنظّف الخلية وتبنيها، وتجمع الطعام لصنع العسل، وتحرس المستعمرة.
  • ذكور النحل: يعيش ذكور النحل مدة 90 يومًا، وهم أكبر حجمًا من العاملات، ولديهم عيون كبيرة وأجنحة قوية، وللذكور وظيفة واحدة فقط في الخلية، وهي التزاوج مع الملكة ثم تموت بعد ذلك مباشرة.


عسل النَّحل

هو سائلٌ كثيف بلون ذهبيّ، ينتجه النَّحل من رحيق الأزهار ويُخزنه داخل الخليَّة ليستخدمه في الأوقات التي لا يكون فيها رحيق، وينتج العسل بجمع الرحيق -وهو سائل سكري من الأزهار- باستخدام خرطوم النَّحلة، ويخزنه في مكان مخصص في معدة النَّحلة، ويخلط هذا السائل مع أنزيمات تفرزها النَّحلة تساعد في تخزين العسل لفترات طويلة، ثم ترجع النَّحلة إلى الخليَّة بعد أن تجمع الرحيق من عدد كبير من الأزهار، وتسلم حمولتها لنحلة أخرى عن طريق الفم، وتتكرر هذه العملية مع أكثر من نحلة إلى أن يصل الرحيق أخيرًا إلى الأقراص المخصصة لتخزينه، وهنا لا يكون الرحيق قد تحول إلى عسل ولكنه يحتاج إلى بعض العمل ليصبح بالكثافة المطلوبة، وتُهوي النحلات الأقراص التي تحتوي على العسل باستخدام أجنحتها من أجل تخفيف نسبة الرطوبة لتصل إلى الحد المطلوب، ثم يُغلق النَّحل هذه الأقراص بطبقة رقيقة من الشَّمع ليكون بذلك جاهزًا للتخزين لفترة غير محدودة[٤].


يتميَّز العسل عن المأكولات الأخرى بتنوعه الكبير، ويستخدم العسل كمحليات طبيعية، ويحتوي العالم على أنواع كبيرة من العسل تزيد عن 300 نوع، وكل نوع منها يحتوي على فوائد معيَّنة، ويختلف نوع العسل باختلاف المراعي ونوع الأزهار التي يُجمع منها الرحيق، ويُقسم العسل إلى نوعين رئيسين وهما العسل المُعالج والعسل الخام، ومِن أكثر أنواع العسل شُهرةً حول العالم[٥]:

  • العسل الأبيض: ويتميَّز هذا النوع بلونه الأبيض الناصع، وينتج هذا العسل عنما يرعى النَّحل في مزارع القطن أو مزارع الكيوي.
  • عسل الميرمية: يتميَّز هذا النوع من العسل باللون الفاتح، ومن أهم خواصَّه أنه لا يتبلور بسرعة، ويستخدم أحيانًا للخلط مع أنواع أخرى تكون سريعة التبلور من أجل إبطاء عملية التبلور.
  • عسل مانوكا: يُسمى أيضًا ملك العسل وذلك لاحتوائه على قيمة علاجية عالية، ويُنتج في المناطق الاستوائية من نيوزلندا إذ تتوفر شجرة المانوكا بكثرة، ومن أهم استخداماته العلاجية: علاج قُرحة المعدة.
  • عسل الهِندباء: يُنتج هذا النوع في نيوزلندا تحديدًا في الجزيرة الجنوبية منها، وتُعد عشبة الهِندباء من الأعشاب الطبية المعروفة في الصين والهند وغيرها؛ إذ عرفت بقيمتها العلاجية، ويكون لون هذا النوع أصفر داكنًا، وهو مناسب لإضافته إلى الشاي أو تناوله مع الخبز.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "About Honeybees", honeybeecentre, Retrieved 6-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "The Anatomy of Bees", perfectbee,2-11-2018، Retrieved 5-12-2019. Edited.
  3. "Honey bee anatomy", ecrotek,23-7-2018، Retrieved 6-12-2019. Edited.
  4. Elizabeth Palermo,Staff Writer (20-6-2013), "What Is Honey?"، livescience, Retrieved 6-12-2019. Edited.
  5. "10 Different Types Of Honey And Everything You Should Know About Them", recipes timesofindia,29-12-2018، Retrieved 6-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :