محتويات
هل يمكن حقًا تحويل الكره إلى محبّة؟
الحب والكراهية مشاعر صعبة للغاية، وهما مرتبطان ببعضهما؛ لأنهما ينبعان من نفس المصدر وهو النفس البشرية، ويبدو أن هناك خط رفيع جدًا بين الحب والكراهية، لهذا تكون الخلافات بين الأصدقاء والجيران أكثر شراشة من الخلافات بين الغرباء، وتشعرنا الكراهية بالنقص والوحدة والخوف، وفقدان علاقاتنا مع الآخرين، لذلك عليكِ أن تسعي جاهدةً إلى نبذ الكراهية بكافة أشكالها، ويمكنكِ التخلص منها، لكن يجب أولًا أن تتَّخذي قرارًا حازمًا بذلك، وألَّا تجعلي هذه المشاعر السلبية تسيطر عليكِ، وتجعلكِ تنبذين الآخرين بسذاجة، وكذلك عليكِ احترام الآخرين والتعامل معهم بإيجابية بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية، ويمكن للتعامل الحسن المستمر أن يخلق نوعًا من الاتصال الجيد الذي يحوّل كره الأشخاص إلى تقبّل ومحبة[١].
كيفية تحويل الكره إلى محبّة
تعدُّ الكراهية من أسوء المشاعر البشرية، وأكثرها بشاعة وإيذاءً، وإذا وجدتِ هذه المشاعر السلبية من أحد الأشخاص اتجاهكِ، فعليكِ محاولة تحويلها إلى محبة، فلا يوجد أجمل وأسمى من مشاعر المحبة، وستجدين العديد من الطرق للقيام بذلك، ومنها ما يأتي:[٢]
- تأكَّدي أولًا من أنَّ الشخص يكرهكِ بالفعل: إنَّ عاطفة الكراهية عادةً ما تكون قوية ولا يمكن إخفاؤها، ومن علامات الكراهية، تعمُّد الشخص إزعاجكِ، وتجاهله لكلماتكِ ومحادثاتكِ، كما قد تكتشفين أنَّ هذا الشخص يتحدَّث عنكِ بالسوء في غيابكِ، وقد يوجِّه لكِ أحيانًا كلمات أو عبارات قاسية، ويتصرَّف معكِ بفظاظة وعدم احترام، فكل هذه العلامات تشير إلى أنَّ هذا الشخص لا يحبكِ.
- ابحثي عن سبب كرهه لكِ: كوني صريحة وأسأليه مباشرةً عن سبب كرههِ لكِ، فإنَّ 90% ممَّن لديهم مشاعر كراهية لن يكون لديهم الكثير ليقولوه، فقد يتلعثمون ويرتبكون عند مواجهتم، لذلك قد لا تجدين سببًا وجيهًا لجعل هذا الشخص يكرهكِ، وإذا كان السبب لمجرد أنَّه غير مرتاح لكِ، فعليكِ إشعاره بأنَّكِ إنسانة جيدة، وأنَّه لا يوجد داعٍ لهذا الشعور اتجاهكِ، وهذا الأمر قد يتطلَّب منكِ بعض التنازلات، وقد يكون كره هذا الشخص لكِ بناءً على كلام قد سمعه من الآخرين عنكِ، وإذا اعترف لكِ بذلك، فأخبريه أنَّه لا يوجد شخص مثالي، وأنَّكِ تسعينَ لتكوني شخصًا أفضل، أما في حال وجدتِ أنَّ الشخص الذي أمامكِ يكرهكِ دون سبب حقيقي، وأنَّه يكرهكِ لمجردالكره فقط، فمن الأفضل أن تحاولي تجنُّبه، فبعض الأشخاص لا يستطيعون إقناع أنفسهم بتقبُّل الآخرين ومحبتهم، والأمر ليس له علاقة بكِ شخصيًّا.
- راجعي حساباتكِ: عليكِ مراجعة تصرفاتكِ وانفعالاتكِ اتجاه الشخص الذي تعتقدين أنَّه يكرهكِ، فقد تكونين قد أحرجتيه أو أهنتيه في موقف ما دون قصد منكِ، فأنتِ أيضًا لست شخصًا مثاليًّا تمامًا.
- عالجي المشكلة بشجاعة: بمجرد أن تعرفي السبب وراء كره الشخص لكِ عليكِ بذل جهدكِ لإصلاح الأمر، وإذا دعت الحاجة للاعتذار فلا تتردَّدي بالاعتذار منه مباشرة، كما عليكِ تحسين معاملتكِ معه في المرَّات القادمة.
- تقبَّلي الحقيقة: عليكِ أن تتقبَّلي حقيقة أنَّه لن يحبكِ الجميع فهذا أمر طبيعي، ولكن ما يهم هو أن تكوني صادقة مع نفسكِ ومع الآخرين، وأن تكوني راضية عن نفسكِ وعن طريقة تعاملكِ مع غيركِ، وإذا وجدتِ صعوبة في تغيير مشاعر شخص ما اتجاهكِ رغم كل جهودكِ المبذولة، فاعلمي أنَّه هو نفسه لا يستطيع السيطرة على عاطفة الكراهية، لأسباب تعود إليه شخصيًّا.
أهمية تبادل المحبّة مع الآخرين
عندما يكون شخص ما جزءًا من حياتكِ على المدى الطويل، سواءً كان شريكًا أو والدًا أو طفلًا أو صديقة، فمن السهل جدًّا اعتبار علاقتكِ بهِ أمرًا مفروغًا منه، وتسليمكِ بحقيقة أنَّه سيكون دائمًا موجودًا في حياتكِ بغض النظر عن كل الظروف، لذلك قد تنشغلين بتفاصيل حياتكِ اليومية، في منزلكِ وعملكِ أو دراستكِ، متجاهلةً إظهار محبتكِ وعاطفتكِ لمن يحبكِ، وهذا الأمر غير جيد على الإطلاق، فبغض النظر عن عمركِ أو حالتكِ الجسدية أو النفسية، فإنَّ كل من حولكِ بحاجة إلى الحب والمودة منكِ، فعند تلقِّّي الحب فإنَّ هرمون الأوكسيتوسين أو ما يُعرف بهرمون الحب يرتفع، وهذا بدوره يؤدِّي إلى زيادة علاقة الترابط بين الأشخاص، ويقلل من الألم ويخلق إحساسًا عامًّا بالهدوء،
كما يُحسِّن تلقِّي مشاعر الحب منصحتكِ الجسدية من خلال خفض ضغط الدم، واستقرار الحالة المزاجية، وغير ذلك من الفوائد النفسية والعاطفية والاجتماعية، فإضافةً إلى حفاظكِ على علاقات إيجابية بمن حولكِ، فإنَّ إظهاركِ وتلقِّيكِ للمحبة يساعدكِ على تعزيزثقتكِ بنفسكِ، واحترامكِ لذاتكِ، كما أنَّ إعطاء الحب وتلقِّيه أمر بالغ الأهمية للحصول على السعادة، كما أنَّ التعبير عن حبكِ وعاطفتكِ اتجاه الآخرين يحفِّزهم دائمًا على بذل جهد أكبر من أجلكِ[٣].
أسرار لكِ لشخصية محبوبة
هناك بعض الأمور التي ينبغي عليكِ فعلها لتكوني صاحبة شخصية محبوبة من قِبل الآخرين، ومن الخطوات لذلك ما يأتي:[٤]
- أحبي نفسكِ أولًا: أنتِ من تقرِّرين كيف ينظر إليكِ الآخرون، فإذا كنتِ ترين نفسكِ غير محبوبة فإنَّ ذلك سينعكس على مشاعر الناس نحوكِ، لذلك من المهم قبل كل شيء أن تتعلَّمي كيف تحبينَ نفسكِ وتتصرَّفين بثقة أمام الآخرين.
- تفهَّمي مشاعركِ جيدًا: لا تحاولي قمع مشاعركِ السلبية أو التظاهر بعكسها، فهذه طريقة غير لطيفة لفهم ذاتكِ، فالمشاعر الحقيقية تنبِّهكِ إلى وجود أمر خاطئ، فمثلًا إذا شعرتِ بالضيق اتجاه أمر ما، فإنَّ مشاعركِ تعمل بطريقة مشابهة للألم الجسدي لتنبِّهكِ أنَّ شيئًا ما ليس على ما يرام.
- تعرَّفي على أفكاركِ السلبية عن نفسكِ: لدى كل شخص ناقد داخلي يخبره بكل الأشياء السلبية عن نفسه، ولا يمكن التخلُّص من هذا الأمر تمامًا، إنَّما بإمكانكِ استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية.
- ابحثي بنفسكِ عن النقاط الإيجابية في شخصيتكِ: بدلًا من انتظاركِ من الآخرين إخباركِ بالأشياء الإيجابية والرائعة في شخصيتكِ، ابحثي أنتِ عن هذه النقاط، وكوني فخورة بنفسكِ.
- تجنَّبي المبالغة في عواطفكِ السلبية: حاولي عدم أخذ كل الأمور على محمل الجد، ولا تبالغي بالقلق بشأن كل أمور الحياة.
- تقبلي عيوبكِ: ينبغي علكِ معرفة أنَّكِ لا تستطيعين أن تكوني إنسانة كاملة، فإذا كان لديكِ شعور بالنقص والسعي الزائف للكمال، فإنَّ ذلك يجعلكِ أقل حبًّا لنفسكِ، وبالتالي سينعكس هذا الشعور على مشاعر الآخرين نحوكِ.
- استمتعي بحياتكِ: يميل الناس إلى الانجذاب للأشخاص الأكثر سعادة وإيجابية، لذلك حاولي الاستمتاع قدر الإمكان في كل جوانب حياتكِ، وحاولي الابتعاد عن الإحباط والمشاعر السلبية قدر المستطاع.
المراجع
- ↑ Ezekiel Isaac Malekar (2017-06-26), "Is It Possible To Turn Hate Into Love?", speakingtree, Retrieved 2020-10-20. Edited.
- ↑ "How to Get Someone Who Hates You to Like You", wikihow, 2020-09-24, Retrieved 2020-10-20. Edited.
- ↑ Olga Adereyko (2020-02-02), "Love and Affection: Why Its Important to Show Others How You Feel", flo.health, Retrieved 2020-10-20. Edited.
- ↑ "How to Be Lovable", wikihow, 2019-06-02, Retrieved 2020-10-20. Edited.