أسباب تخثر دم الحيض

أسباب تخثر دم الحيض

الحيض

يُعرف الحيض بأنه تغيرات فسيولوجية جسمية تحدث في جسم الأنثى، نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث في هذه المرحلة، وتبدأ حين ينتج أحد المبيضين بويضةً ثم تنتقل هذه البويضة من خلال قناة فالوب إلى الرحم، ويكون الرحم قد هُيئ لاستقبال هذه البويضة من خلال إفراز هرمون البروجسترون من الجسم الأصفر في المبيض، والذي يتسبّب بزيادة سماكة بطانة الرّحم تحضيرًا لاستقبال البويضة الملقّحة في حال حدث الحمل، وتبقى البويضة في الرحم منتظرةً التلقيح من قبل الحيوان المنوي لأقل من يومين وفي حال عدم حدوث التلقيح فإنها تنزل مع بطانة الرحم التي كانت موجودةً على شكل دم، وتبقى الدورة الشهرية في الوضع الطبيعي لمدة 5 أيام ويمكن أن تطول أو أن تقصر حسب جسم الأنثى،[١]، ويكون دم الحيض ثخينًا قليلًا لكنه في بعض الحالات يكون دمًا متجلطًا يشبه القطع سواء أكانت القطع صغيرةً أم كبيرةً، ومن هنا فإن هذا يدعو على الأغلب إلى القلق، لذا سنعرف في المقال دلالات حدوث تجلط الدم أثناء فترة الحيض وأسبابه[٢].


أسباب تخثر دم الحيض

يمكن أن تصاب بعض النساء بالخوف بسبب تخثّر دم الحيض، لكنّ هذا الأمر عادةً لا يُشكّل خطرًا بل هو أمر يحدث طبيعيًّا عند الكثير من النساء، ولا يدلّ على أمر خطير إلّا في حالات نادرة فقط[٢]، إذ إنّه عندما لا يحدث الحمل، تنخفض الهرمونات في الجسم، مسبّبةً بدء نزيف الحيض، وحينها يبقى الدم المتجمّع في الرّحم، من أجل أن يخرج من الجسم عبر فتحة عنق الرّحم، وأثناء ذلك ينتج الجسم طبيعيًّا موادَ مضادّةً للتخثّر بهدف تحطيم الأنسجة والدم المتراكم في الرّحم، لتسهيل نزوله[٣].


لكن في بعض الأحيان يتحرّك الدم خارجًا عبر عنق الرّحم بطريقة أسرع من قدرة مضادّات التخثّر على تكسيره وتحطيمه، ولذلك يظهر الحيض حينها على هيئة دم مع تخثرات دمويّة ذات لون مائل للأسود، أو أحمر غامق، وبالنسبة للأسباب التي قد تؤدّي لهذا الأمر[٣]، فمن الممكن أن تؤثر بعض العوامل الفيزيائية والهرمونية على الدورة الشهرية وتُحدث تدفقًا كبيرًا يزيد من فرص التخثر في دم الحيض، ومن الأسباب التي تؤدي لتخثر دم الحيض ما يأتي[٤]:

  • وجود أورام ليفية في الرحم: وتُعدّ الأورام الليفية أورامًا غير سرطانية، وهي أورام عضلية تتطور في جدار الرحم، وقد تظهر على المرأة جرّاء وجودها بعض الأعراض، فقد تلاحظ بعض النساء وجود دم حيض أكثر غزارةً، وحدوث تجلط فيه، بالإضافة إلى الشعور بالألم أسفل الظهر، والألم أثناء ممارسة الجنس، ومشاكل الخصوبة.
  • بطانة الرحم المهاجرة: وهي الحالة التي تنمو فيها بطانة الرحم خارج الرحم للجهاز التناسلي، وقد تؤدي لظهور بعض الأعراض عند اقتراب موعد الدورة الشهرية، بما في ذلك الغثيان والقيء والإسهال وعدم الراحة أثناء ممارسة الجنس وألم الحوض والعقم وفترات شهرية مؤلمة، ويُعدّ السبب الكامن وراء الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة أمرًا غير معروف تمامًا إلا أنه يُعتقد أن بعض العوامل قد تلعب دورًا لحدوثها، ومن هذه العوامل: الوراثة أو الهرمونات أو جراحة الحوض السابقة.
  • الأورام السرطانية: فقد تؤدي الأورام السرطانية في الرحم وعنق الرحم في حالات تُعدّ نادرة لحدوث نزيف الحيض الثقيل.
  • الاختلالات الهرمونية: ومن الاختلالات الهرمونية التي تُسبب ذلك الاختلالات في مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون، وتنظّم هذه الهرمونات عادةً الدورة الشهرية، فعندما توجد اضطراب في توازن هذه الهرمونات، ستعاني المرأة من بعض الاختلالات، أما أسباب حدوث هذه التغيرات فهي عديدة منها ما يأتي[٥]:
  • توسع الرحم: إذ إنه بعد الحمل يبقى حجم رحم المرأة أكبر من السابق، فبالتالي ستوجد مساحة أكبر لتجمُّع الدم وتجلُّطه قبل أن يخرج من الجسم[٢].
  • اضطرابات النزيف: بما في ذلك اضطراب وظائف الصفائح الدموية أو مرض فون ويلبراند، والتي تسبب تدفق الدورة الشهرية الثقيلة، إذ إن هذه الاضطرابات قد تؤثر على بروتينات التخثر التي تحتاجها بطانة الرحم حتى يتوقف نزيف الحيض[٢].
  • حدوث إجهاض، فخلال الإجهاض تعاني المرأة من نزول العديد من التخثّرات الدمويّة، وفي بعض الأحيان قد لا تعلم المرأة أنّ ما يحدث لها هو إجهاض، فقد تظنّ خطأً أنّها الدورة الشهريّة، خاصّةً في بداية فترة الحمل، وقبل أن تعرف المرأة أنّها حامل[٢].


تجدُر الإشارة إلى أنّه إذا لاحظت المرأة تخثّرًا لدم الدورة الشهرية يتكرر معها في دورات متكررة ومصاحبة لبعض الأعراض، كالدوخة المتكررة والتعب والإجهاد والجلد الشاحب وعدم انتظام الحيض وضيق في التنفس وآلام في الصدر، يجب عليها مراجعة الطبيب[٤].


تشخيص تخثر دم الحيض

لا تُعدّ الجلطات الدموية، بما في ذلك تخثر دم الحيض مرضًا بحدّ ذاته، بل هي أعراض محتملة لحالة صحية كامنة، في حالات نادرة كما ذكرنا سابقًا، ولمعرفة سبب هذه الجلطات قد يلجأ الطبيب لإجراء بعض الفحوصات التشخيصية، وتشمل هذه الفحوصات ما يأتي[٣]:

  • فحص الدم: ويُعد من الفحوصات التي تُستَخدم لفحص وظيفة الغدة الدرقية، كما أنه يهدف للتحقق من وجود أي خلل هرموني أو مشكلة ما تؤثر على تجلط الدم، كما أنه يكشف عن وجود فقر الدم الذي يُعدّ من الأورام الشائعة التي قد تُسبّب النزيف الحاد.
  • اختبار عنق الرحم: يتضمن أخذ خلايا من عنق الرحم وفحصها لمعرفة ما إذا كانت الخلايا طبيعيّةً أم لا، للتأكّد من السبب الكامن وراء النزيف الحاد أو تخثر الدم.
  • الموجات فوق الصوتية: وهو إجراء خارجي لا يُسبب الألم يستخدم الموجات الصوتية لمراقبة تدفق الدم والتحقق من وجود الأورام الليفية في الرحم أو التهاب بطانة الرحم.
  • خزعة بطانة الرحم: وتتضمن فحص عينات من أنسجة بطانة الرحم للكشف عن وجود خلايا غير طبيعية، وقد يؤدي هذا الإجراء للشعور ببعض التشنج أثناء الفحص.
  • تنظير الرحم: يحتاج هذا الإجراء للتخدير العام أو التخدير الموضعي في منطقة الحوض، ويتضمن إدخال الطبيب لأداة رفيعة مع ضوء للنظر حول الرحم والكشف عن وجود أي مشكلة، ومن المشاكل الصحية التي يمكن لهذا الإجراء أن يكشف عنها؛ الأورام الحميدة والأورام الليفية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم هذا الإجراء موجات الراديو لعرض صورة رحم المرأة، ولا يُسبب هذا الإجراء الشعور بأي ألم.


المراجع

  1. Krishna Wood White, MD, MPH, "All About Periods"، kidshealth, Retrieved 2019-11-7. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Holly Ernst, PA-C (2018-11-15), "Are blood clots normal during a period?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-7. Edited.
  3. ^ أ ب ت Anita Sadaty, MD (2018-8-9), "What Blood Clots During Your Period Mean"، verywellhealth, Retrieved 2019-11-7. Edited.
  4. ^ أ ب Debra Sullivan, PhD, MSN, RN, CNE, COI (2018-12-5), "What Causes Menstrual Clots and Are My Clots Normal?"، healthline, Retrieved 2019-11-7. Edited.
  5. Janet Brito, PhD, LCSW, CST (2017-12-18), "Everything You Should Know About Hormonal Imbalance"، healthline, Retrieved 2019-11-7. Edited.

فيديو ذو صلة :

639 مشاهدة