أسباب عدم انتظام الدورة بعد الولادة

أسباب عدم انتظام الدورة بعد الولادة

الدورة الشهرية بعد الولادة

واحدة من ميّزات الحمل للمرأة الحامل انقطاع الدورة الشهرية تسعة أشهر، وبعد الولادة تبدأ الدورة الشهرية بالعودة، وتبدأ الاختلافات في الدورة بالظهور ويعتمد وجود الدورة أو غيابها على عملية الرضاعة الطبيعية، فإذا كانت المرأة لا تُرضع طفلها رضاعةً طبيعيةً قد تعود الدورة إليها بعد فترة تتراوح من ثلاثة إلى عشرة أسابيع من الولادة، وفي حال كانت المرأة ترضع طفلها طبيعيًّا، خصوصًا إذا اعتمدت فقط على الرضاعة الطبيعيّة، فإنّ ذلك يزيد من مرور أشهر خالية من الدورة الشهريّة، وفي النهاية سوف تعود الدورة الشهرية مع ظهور اختلافات خلال الأشهر الأولى[١].


أسباب عدم انتظام الدورة بعد الولادة

من الشائع عند النساء بعد الولادة حدوث تغيرات في طبيعة الدورة الشهرية، إذ قد تتغير من ناحية طول الدورة الشهرية أو قصرها، أو من ناحية كثافة النزيف أو خفة الدورة الشهرية، ومن الممكن أن تصبح الدورة عند بعض النساء أخف مما كانت عليه قبل الحمل، وفي أول الأشهر بعد الولادة قد تكون الدورة غير منتظمة، ولا يمكن التنبؤ بها، لكن مع الوقت قد تعود إلى طبيعتها[٢]، وفيما يأتي نذكر أسباب عدم انتظام الدورة بعد الولادة[٢][٣]:

  • حجم الرحم: قد يستغرق الرحم بعض الوقت ليعود إلى حجمه الطبيعي بعد الولادة، إذ إنّ المرأة بعد الولادة عادةً ما تعاني مما يُسمى إفرازات النّفاس التي تتمثّل بنزول الدم الغزير لعدّة أيام أو أسابيع وتقلّ غزارته تدريجيًّا، ويتحوّل إلى اللون الوردي ثمّ البني، ثمّ يصبح شفّافًا، وهذا لا يُعدّ دورةً شهريةً، لكنّه دليل على أنّ الجسم يستعيد صحّته بعد الولادة بطريقة صحيحة، إذ إنّه دليل على أنّ الرحم يتقلّص ويعود إلى حجمه الطبيعي.
  • الرضاعة الطبيعية: إن الهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب المسمّى بالبرولاكتين يُضعِف عملية الإباضة، وما دامت الأم مستمرةً في الرضاعة الطبيعيّة يبقى الهرمون نشطًا، ويمنع حدوث عملية الإباضة.
  • أمراض ما قبل الحمل: كالإصابة ببعض الحالات المرضية كبطانة الرحم المهاجرة، أو متلازمة تكيس المبايض، أو مشكلات الغدّة الدرقيّة، أو العضال الغدي الرحمي، وعمومًا فإنّ السببين الأخيرين قد يؤدّيان إلى نزيف حادّ بعد الولادة، بينما الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة قبل الحمل تؤدي إلى قلة الدورة الشهرية بعد الولادة.
  • تغير في مستوى الهرمونات: يتغير مستوى الهرمونات في الجسم بسبب ارتفاع مستوى هرمون الحليب.


الدورة الشهرية والرضاعة الطبيعية

كما ذكرنا سابقًا فإنّ الرضاعة الطبيعية تمنع حدوث الدورة الشهرية، ولذلك فإنّ كثيرًا من النساء تعاملن الرضاعة الطبيعية على أنّها مانع حمل، وطريقة لتحديد النسل، لكن دراسةً أظهرت أنّ بين 11.1% و39.4% من النساء اللاتي يُرضعن رضاعةً طبيعيةً كانت لديهن دورة شهرية واحدة على الأقل خلال ستة أشهر من الولادة[٢][٤]، وعندما تعود الدورة الشهرية قد تلاحظ المرأة بعض التغيرات في الحليب أو تغير رد فعل الطفل للحليب، فالتغيرات الهرمونية التي تؤثر على الدورة الشهرية قد تؤثر أيضًا على حليب الأم، فعلى سبيل المثال قد تنخفض نسبة الحليب أو تتغير عدد مرات رغبة الطفل بالرضاعة، وقد تؤثر الهرمونات على تركيبة الحليب، ومذاقه بالنسبة للطفل، لكنّ كلّ هذه التغيرات بسيطة، ويجب ألا تُقلّل من قدرة الأم على إرضاع طفلها[٣].


التغيرات التي تحدث في الدورة الشهرية

قد تكون أول دورة مباشرةً بعد الولادة هي الأثقل، وقد تكون مصحوبةً بآلام وتشنجات أكثر بسبب زيادة كثافة بطانة الرحم التي يجب التلخص منها عن طريق الدورة، ثمّ تقلّ التغيرات فيها تدريجيًّا، عندما تبدأ الدورة الشهرية بالعودة بعد الولادة مرةً أخرى، قد لا تكون مثلما كانت عليه قبل الحمل، ومن التغيرات التي تطرأ على الدورة[٣]:

  • التشنجات المصاحبة للدروة الشهرية قد تكون أقوى أو أخفّ من المعتاد.
  • زيادة الألم.
  • تغير في عدد أيام الدورة الشهريّة.
  • كتل دموية صغيرة.
  • تغيرات في تدفق الدم أثناء الدورة الشهريّة، فقد يبدأ ثمّ يتوقّف فجأةً.
  • زيادة في كثافة تدفق الدم.


تجدُر الإشارة لضرورة مراجعة الطبيب في حال ظهور أي من هذه الأعراض خلال الدورة الشهرية بعد الولادة[٣]:

  • حدوث نزيف شديد يُصاحبه ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
  • حدوث تشنجات شديدة.
  • ظهور كتل دموية حجمها كحجم كرة الغولف.
  • الإصابة بالصداع الشديد.
  • مشكلات في التنفس.
  • نزيف متسمر لأكثر من سبعة أيام.
  • امتلاء الفوطة الصحية خلال ساعة.
  • ألم أثناء التبول.
  • رائحة كريهة مُصاحبة للنزيف.


بعد الولادة تختلف أنماط النزيف الطبيعية أثناء الدورة الشهرية باختلاف طريقة الولادة، والتاريخ الطبي للمرأة، وعوامل فردية أخرى، لذا تجب مراجعة الطبيب عند ظهور علامات غريبة أثناء الدورة الشهرية بعد الولادة لتجنب حدوث مشكلات صحية أخرى[٢].


أسئلة تجيب عنها حياتكِ

متى تأتي الدورة بعد الولادة؟

كما ذكرنا سابقًا في حال كنتِ لا ترضعين طفلك رضاعة طبيعية أو تخلطين ما بين الرضاعة الطبيعية والصناعية فإن الدورة الشهرية ستعود لك بعد حوالي 3 إلى 10 أسابيع من الولادة، في حين إذا كنتِ ترضعين طفلك من ثديك فقط فمن الممكن أن لا تعود الدورة الشهرية طيلة فترة الإرضاع.[٣]

هل تؤثر الدورة على حليب الثدي؟

نعم، من الممكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية المصاحبة للدورة الشهرية على الحليب، إذ يقل تدفق الحليب كما يمكن أن تلاحظين تغيّرًا في تقبّل طفلك للحليب إذ يمكن أن تتغير مكوناته وطعمه، وهذه التغيرات كلها طفيفة لا يفترض أن تؤثر على الرضاعة.[٣]

متى تنتظم الدورة بعد الولادة؟

تعود الدورة لنمطها السابق للحمل مع مرور الوقت ولا توجد مصادر تحدد هذه المدة بالضبط.[٥]


المراجع

  1. (2019-11-18), "First Period Postpartum"، whattoexpect, Retrieved 2019-12-1. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Zawn Villines (2018-10-9), "First period after having a baby: What to expect"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-6.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Chaunie Brusie (2018-2-228), "What to Expect from Your First Period After Pregnancy"، healthline, Retrieved 2019-12-1. Edited.
  4. Carla Van der Wijden,Carol Manion (12-10-2015)، "Lactational amenorrhoea method for family planning"، cochranelibrary, Retrieved 7-12-2019. Edited.
  5. "First period after having a baby: What to expect", medicalnewstoday, Retrieved 5-3-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :