محتويات
تعرّفي على أسس اختيار الزوج الصالح
لا بدّ لكِ من التأنيّ عند أخذ قرار اختيار الزوج، وهناك عدد من الأسس التي يقوم عليها اختيار الزوج الصالح، ويجدر بكِ معرفتها، وإليك في ما يأتي توضيح لبعض هذه الأسس[١][٢]:
التوحيد
إنّ هذا الأساس من أهم الأسس، لأنّ الأصل في الدين الإسلامي هو التوحيد، والمسلم الذي يسير على العقيدة الإسلامية، ويتمسّك بها يستقيم وتستقيم حياته وتخلو من الخرافات والنفاق والأكاذيب وتُصبح عبادته وأعماله خالية من النواقص والعيوب ويتحلّى بمكارم الأخلاق بما فيها حُسن التعامل والصدق والأخلاق الحميدة، كما أنّه يسهل على الآخرين التعامل والتفاهم معه، وإنْ تزوّج فإنّ ثمرة زواجه تكون ذريّة صالحة وسليمة، خالية من الفاحشة والنفاق والكفر، ومن أجل هذه الذريّة كان التوحيد الأساس الأول في اختيار الزوج لِيُعين كِلا الزوجين أحدهما الآخر على تربيّة أولادهم على العقيدة الإسلامية الثابتّة، والإتفاق في ما بينهما على أنّ رضوان الله تعالى أهم وأسمى أهدافهما، وهما بذلك يُضيّقان نطاق الخلافات الزوجيّة وتسير حياتهم العائليّة على القواعد الشرعيّة.
التقوى
إنّ التقوى طريق المسلم للجنة، وهي الغاية المنشودة لِكل مسلم، وفي ذلك قوله عز وجل: {تِلكَ الجَنَّةُ الَّتي نورِثُ مِن عِبادِنا مَن كانَ تَقِيًّا}[٣]، وقد أمر بها الله عباده المؤمنين وجعلها واجبةً عليهم؛ فهي السبيل للنجاة من النار، ومن يتقِّ الله يُحصّل العلم النافع ويُفرّج كربه ويُغفر ذنبه، وهي الفاصل في طريق المسلم تُوضّح له الفرق بين الحق والباطل، وقد جعل الله سبحانه وتعالى الأتقياء أهله وخاصته.
تتحقق التقوى للمسلم بأمرين هما؛ الحياء من الله، والخوف من الله، فالتقي دائمًا يستشعر وجود الله، ويأبى على نفسه ارتكاب الخطأ لِشعوره بنظر الله إليه، وبهذا فإنّ الزوج التقّي يرأف بزوجته وتردُّه تقواه عن ظُلمها أو قهرها أو حرمانها، ويُقابل إساءتها بالإحسان ويعفو عنها ويُحسّن إليها ويكظم غيظه عنها، وممّا لا شكّ فيه بأنّ التقي يتحلّى بمكارم الأخلاق، وهذا ما تحتاج إليه المرأة؛ رجل يُقدّر مشاعرها ويُداريها ويصبر عليها.
الأمانة
إنّ صفة الأمانة من أهم الصفات التي يجب أنْ يتحلّى بها الزوج، وقد ورد ذلك في كتاب الله عز وجل بقوله: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}[٤]؛ إذ أنّ الأمانة طريق لحفظ الدين وحفظ حقوق الآخرين وصلة الرحم ومحافظة المسلم على عِرضه، ويُشجّع خُلق الأمانة على تحمّل مسؤولية الزوجة وآداء حقوقها على أكمل وجه يُرضي الله تعالى، والزوج الأمين لن يتهرب من مسؤوليّة زوجته وأولاده فهو يراهم أمانة في عُنقه.
كفاءة العلاقة بين الزوجين
إذ لا بدّ من التحقق من هذا الأساس عند اختيار الزوج الصالح؛ إذ يجب أنْ يكون التكافئء بينهما في العلم والصحة والبدن والفِكر والمادة، فالكفاءة بين الزوجين شرط لصحة الزواج، لئلّا تتعرّض الزوجة وأهلها في يوم من الأيام، لأنّ تتعيّر بهذا الزواج في حال زواجها بمن لا يتكافئء معها.
نصائح تساعدكِ على اختيار الزوج المناسب لكِ
من أصعب المراحل التي تمرين بها هي مرحلة اختيار الزوج المناسب، وقد تكونين في حيرة من أمركِ عند أخذ القرار، لذا إليكِ في ما يأتي عدد من النصائح التي تُساعدكِ في اختيار الزوج المُناسب لكِ[٥]:
- استمعي لما يقوله لكِ الناس المقرّبين منه عن طباعه وسلوكياته، وخذي بعين الاعتبار إنْ أخبروكي أنّه مزاجي أو بسلوكيات سيئة، ولا يُقدّر الحياة الزوجيّة؛ إذ أنّه في أغلب الأحيان يصعب تغيير الطباع والسلوكيات بعد الزواج.
- اختاري الشخص الذي يتحلى بالمحبة واللطف في التعامل، فهو حتمًا ينتمي لِعائلة تتميّز بذات الصّفات، وبهذا تحصلين على زوج وعائلة جديدة بأخلاق جيدة.
- احرصي على اختيار الشخص الذي لا يُدخّن؛ فالتدخين أمر سيء، وحتى إنْ كنتِ تُدخنين يجدر بكِ اختيار شخص غير مدخن لربمّا ساعدكِ في التخلّص من هذه العادة غير الصحيّة.
- اختاري الزوج الذي يُحسّن الاستماع إليكِ في كافة أحوالكِ، فهذه الصفة أهم من مظهر الزوج أو منصبه، أو ماله، فأنت بحاجة لمن يشعر بكِ، وتبكين على كتفه عند حزنكِ، ومن أصعب ما تمرين به في حياتكِ الزوجيه أن يكون زوجكِ غير مبالي ولا يُعطيكِ جزءًا من وقته لِتتحدثي عمّا بداخلكِ.
- احرصي على اختيار الشخص الذي يتشارك معكِ في أساسيات الحياة الزوجيّة، لئلّا تتعرّضي لخيبة أمل في حال اختلافكما على بعض الأمور الهامة والأساسيّة في حياتكما الزوجيّة.
- اختاري الشخص الذي يختلف عنكِ في بعض الصفات العاديّة؛ إذ أنّ التشابه في الصفات والطّباع قد يُضفي جوًّا من الملل على حياتكما الزوجيّة مع مرور الوقت.
- تجنّبي اختيار الزوج الذي يرغب في إتمام اجراءات الزواج بسرعة فائقة، فهو حتمًا لديه أسباب خفيّة لهذه السرعة في الزواج، ومن الأفضل لكِ قضاء فترة لا تقل عن 6 شهور مع من ترغبين بالزواج منه كفترة خطوبة لِتتعرّفي عليه وتعتادي عليه، ويتّضح أمامكِ بأخلاقه وأفعاله خلال هذه الفترة.
- اختاري الشخص ذو الحِس الفكاهي والذي يجعلكِ تبتسمين ويرى الحياة جميلة، ومن يتحلى بروح الدعابة؛ فإنّ هذه الميّزة تستحق الوقوف والتفكير في هذا الشخص جديًّا، فالحياة صعبة، ولا بدّ أن تمري ببعض العقبات، لذا فإنّه من الجميل وجود شخص يُضحككِ ويُخفف من حزنكِ عندما تكونين بحاجة لذلك.
أسئلة تجيب عنها حياتكِ
هل الشكل مهم عند اختيار الزوج؟
إنّ الجمال والشكل جانب مطلوب عند اختيار الزوج، لكن يجب عدم المبالغة في الأمر؛ فالجمال لا يقتصر على الشكل، فهناك جمال الروح والأخلاق، والشكل ليس شرط لِتحقيق السعادة الزوجية[٦].
هل اختلاف الشخصيات يؤثر على اختيار الزوج؟
نعم، إنّ عدم التكافؤ في شخصيّة الزوج والزوجة يؤثر تأثيرًا مباشرًا على اختيار الزوج، ويتّضح هذا في الدين الإسلامي الذي حثّ على التكافؤ بين الزوجين، فالاختلاف يؤدي إلى المشاكل والخلافات الزوجيّة مع مرور الوقت[٢][٧].
- ↑ الشيخ أسامة بدوي (14/11/2017)، "من أسس اختيار الزوج"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/4/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب حسن منصور (21/4/2014)، "معيار اختيار الزوج"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/4/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:63
- ↑ سورة القصص، آية:26
- ↑ Gary Drevitch (21/10/2011), "10 Tips to Help You Pick a Good Partner", psychologytoday, Retrieved 4/4/2021. Edited.
- ↑ "الزواج بين جمال الصورة وجمال الروح"، إسلام ويب، 27/8/2013، اطّلع عليه بتاريخ 4/4/2021. بتصرّف.
- ↑ "الإسلام يراعي كل ما يؤدي لنجاح واستقرار الحياة الزوجية"، إسلام ويب، 7/1/2019، اطّلع عليه بتاريخ 4/4/2021. بتصرّف.