أفضل علاج لتقرحات القولون

تقرحات القولون

تُعرَف الأمعاء الغليظة بأنَّها عضو مجوّف يصل طوله لمتر ونصف تقريبًا، إذ تُشكِّل الجزء الأخير من الجهاز الهضمي، وتتكّون من الزائدة الدودية، والأعور، والقولون، والمستقيم الذي يحتفظ بالبراز قبل خروجه من الجسم، وتتمثَّل وظيفة الأمعاء الغليظة بامتصاص الماء والعناصر الغذائية المتبقية من الطعام المهضوم جزئيًا الواصل إليها، بالإضافة لتحويل الفضلات التي يتخلص الجسم منها من الحالة السائلة إلى الصلبة[١].

يُشار للاضطراب الالتهابي المزمّن في الأنسجة المبطِّنة للأمعاء الغليظة والمُسبِّب لتكّون التقرحات فيها باسم التهاب القولون التقرحيّ، وهو من أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية التي تتضمّن أيضًا داء كرون، والتهاب القولون المجهري، ويختلف التهاب القولون التقرحي عن داء كرون بأنَّه يؤثر فقط في الأنسجة السطحية المبطِّنة للأمعاء الغليظة مُسبِّبًا تكوّن التقرحات، في حين أنَّ داء كرون يؤثر في كامل الأنسجة المبطِّنة لأي من أجزاء الجهاز الهضمي، لكنَّه غالبًا ما يؤثر في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والقولون[١][٢]، في حين يُعرَف التهاب القولون المجهري بالتهاب الأمعاء الغليظة المُسبِّب للإصابة بالإسهال المائي المستمّر، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأنسجة قد تبدو طبيعيةً أثناء تنظير القولون، إذ لا يمكِن تشخيصه إلا برؤية الأنسجة القولونية تحت المجهر[٣].


أفضل علاج لتقرحات القولون

يعتمد علاج التهاب القولون التقرحي على شدّة المرض، إذ يُعالج معظم المصابين عن طريق تناول الأدوية، في حين يحتاج البعض الآخر لإجراء العمليات الجراحية، ويهدف العلاج أساسًا للسيطرة على أعراض المرض حتى الوصول لفترة الهدأة التي تختفي فيها الأعراض، والمحافظة على هذه الفترة لأطول مدة ممكِّنة، فقد تختفي الأعراض لمدة تصِل لأشهر أو سنوات عند بعض المصابين، وتجدر الإشارة إلى الحاجة للاستمرار بتناول الأدوية حتى خلال فترة الهدأة للوقاية من الإصابة بالانتكاسات مرةً أخرى، كما قد تُعالَج بعض الحالات الشديدة داخل المستشفى لتلقي العلاج عن طريق الوريد، وهذا في حال كان هناك خطر للإصابة بانفجار القولون، أو الجفاف وسوء التغذية الناتج عن الإسهال الشديد، وفي الحقيقة يُعد سرطان القولون من أهم المضاعفات طويلة الأمد للإصابة بالتهاب القولون التقرحيّ، لذا فإنًّه من الضروري إجراء الفحوصات الكشفية عن سرطان القولون، إذ يُنصَح بإجراء تنظير القولون للكشف عنه بعد ثماني إلى عشر سنوات من بداية أعراض التهاب القولون، ثم إجرائه على فترات منتظمة اعتمادًا على مدى تأثير الالتهاب في القولون، ومدة المرض[٤][٥].


العلاج الدوائي لتقرحات القولون

يعتمد نوع الدواء المُستخدَم للعلاج على شدة المرض، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الأدوية لا تمتاز بالفاعلية ذاتها عند جميع المصابين، كما نَّ لبعضها العديد من الآثار الجانبية الخطيرة، لذا قد يستغرق الوصول إلى الدواء المناسب بعضًا من الوقت، ومن هذه الأدوية ما يأتي[٦]:

  • مضادات الالتهاب: تُعدّ هذه الأدوية الخيار الأول لعلاج التهاب القولون التقرحيّ، وتتضمّن ما يأتي:
    • 5- الأمينوساليسيلات المتوفرة بعدة أشكال صيدلانية كالحبوب الفموية، والحقن الشرجية، والتحاميل، كما توجد العديد من الأنواع منها، ويعتمد النوع والشكل للدواء المُستخدَم على منطقة القولون المتأثرة بالالتهاب، ومن الأمثلة عليها: ميسالازين، وسلفاسالازين، وأولسالازين، والسلازيد.
    • الكورتيكوستيرويد المُستخدَم عادةً لعلاج الحالات المتوسطة إلى الشديدة في حال فشل العلاجات الأخرى، كما أنَّها لا تُستخدَم عادةً لفترات طويلة لارتباطها بالعديد من الآثار الجانبية، وتتضمّن هذه: الهيدروكورتيزن والبريدنيزون.
  • مثبطات جهاز المناعة: تُستخدم هذه الأدوية لتثبيط الجهاز المناعي المُسبِّب للالتهاب، وقد يُستخدَم مزيج من هذه الأدوية بدلًا من دواء واحد عند بعض المصابين، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
    • ميركابتوبورين وأزاثيوبرين وهي أكثر أنواع مثبطات الجهاز المناعي استخدامًا لعلاج التهاب القولون التقرحي، ولكنَّها ترتبط بالعديد من الآثار الجانبية المؤثرة في الكبد والبنكرياس، وغيرها من الآثار، لذا يُنصَح بإجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن الإصابة بأي من آثارها الجانبية بانتظام.
    • الأدوية البيولوجية المُسمّاة أيضًا مثبطات عامل نخر الورم، وتُستخدَم هذه في الحالات الشديدة في حال عدم الاستجابة أو عدم تحمّل العلاجات الأخرى، ومنها: أداليموماب، وإنفليكسيماب، ووغوليموماب.
    • سيكلوسبورين، لا يُستخدَم هذ الدواء على المدى الطويل لارتباطه بالعديد من الآثار الجانبية، ويُستخدَم في حال عدم الاستجابة للأدوية الأخرى فقط.
    • فيدوليزوماب الذي يمنَع الخلايا الالتهابية من الوصول إلى موقع الالتهاب والتسبُّب بالمزيد من الضرر، ويُستخدم فقط في حال عدم تحمّل أو عدم الاستجابة للأدوية الأخرى.
  • أدوية مُستخدَمة للتخفيف من الأعراض ومن هذه الأدوية ما يأتي:
    • مضادات الإسهال وتُستخدَم لعلاج الحالات الشديدة من الإسهال، وتجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب قبل تناولها إذ تزيد من خطر الإصابة بتضخُّم القولون أو ما يُعرَف بتضخُّم القولون السمّي، ومن الأمثلة عليها دواء لوبراميد.
    • مسكِّنات الألم كالأسيتامينوفين، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنُّب مسكِّنات الألم الأخرى كالنابروكسين، والأيبوبروفين، والديكلوفيناك، التي قد تزيد الأعراض سوءًا.
    • المضادات الحيوية في حال الإصابة بارتفاع درجة الحرارة للوقاية أو التخلُّص من العدوى.
    • مكملات الحديد في حال الإصابة بفقر الدم الناتج عن النزيف المعوي المزمِن.


العلاج الجراحي لتقرحات القولون

تُعدّ العلاجات الجراحية لاستئصال جزء من القولون أو القولون بأكمله العلاج الوحيد الدائم لالتهاب القولون التقرحي، ويُلجَأ لهذه الإجراءات في حالات معينّة كالمصابين الذين يعانون من الالتهاب الشديد ولا يستجيبون جيدًا للعلاجات الدوائية، أو في حال الإصابة بتضخُّم القولون السمّي والتهاب القولون المتفجر الذي لا يستجيب للعلاجات الدوائية سريعًا، بالإضافة إلى الحالات التي يعاني فيها المُصابون من الالتهاب الكلي للقولون أو التهاب الجانب الأيسر منه وتظهر فيها التغيرات الدالة على زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون[٧] ويمكن بيان الإجراءات الجراحية على النحو الآتي:[٨].

  • جيبة خارجية: وفيها يُستأصَل القولون كاملًا ثم إحداث فتحة في جدار المعدة متصَّلة بنهاية الأمعاء الدقيقة، ووصل حقيبة خارجية بهذه الفتحة، إذ على المُصاب ارتداء هذه الحقيبة دائمًا لتجميع البراز فيها.
  • جيبة كوخ: تُستخدَم هذه لتحويل الجيبة الخارجية في الجراحة السابقة لأخرى داخلية، أو في حال عدم القدرة على إجراء جراحة الفغر اللفائفي الشرجي، وفيها تُستخدَم الأمعاء الدقيقة لتشكيل كيس داخلي مُتصِّل مع فتحة جدار المعدة عبر صمام، وفيها يُستخدم قسطار يُدخَل عبر الصمام للتخلُّص من الفضلات المتجمِّعة في الكيس الداخلي.
  • جراحة الفغر اللفائفي الشرجي: تسمَّى هذه الجراحة أيضًا بالجراب الشرجي، وفيها تُستخدم الأمعاء الدقيقة لتشكيل كيس داخلي مُتصِّل بفتحة الشرج بعد استئصال القولون والمستقيم، إذ يمثِّل هذا الكيس مستقيمًا جديدًا.


العلاج البديل لتقرحات القولون

يُمكن بيان العلاجات المُساعدة على علاج التهاب القولون التقرحيّ على النحو الآتي[٩]:

  • بروميلين: تُساعد هذه الأنزيمات الموجودة طبيعيًا في الأناناس على التخفيف من الأعراض والتقليل من خطر الإصابة بالانتكاسات، ويمكن شراء هذه كمكل غذائي.
  • البكتيريا النافعة: تُساعد البكتيريا النافعة المتواجدة طبيعيًا بالأمعاء على مقاومة الالتهاب والتخفيف من أعراض التهاب القولون التقرحي، لذا يُنصَح بتناول المكملات الغذائية المحتوية عليها والأطعمة الغنيّة بها.
  • البوسويلا: تساعد هذه العشبة على إيقاف العديد من التفاعلات الكيميائية المُسبِّبة للالتهاب في الجسم.
  • الكركم: يحتوي الكركم على الكركومين المضاد للتأكسد والمُساعد على تخفيف الالتهاب.


العلاج المنزلي لتقرحات القولون

يُمكن بيان العلاجات المنزلية المُساعدة على التخفيف من الأعراض والتقليل من خطر الإصابة بالمضاعفات على النحو الآتي[١٠]:

  • النظام الغذائي: ومنه ما يأتي:
    • كتابة مفكِّرة للطعام يُسجِّل فيها المُصاب كل ما يتناوله لتحديد الأطعمة التي تزيد من الأعراض سوءًا ومحاولة التخفيف منها.
    • تناول كميات كافية من السوائل خصوصًا الماء للوقاية من الإصابة بالجفاف.
    • تناول وجبات غذائية أصغر أكثر تكرارًا كتناول خمس إلى ست وجبات صغيرة يوميًا.
    • تناول غذاء قليل الألياف لفترة مؤقتة خصوصًا خلال فترات الانتكاسات للتقليل من تكرار البراز وكميّته، ومنها تناول الحبوب المكرَّرة، والبيض، واللحوم والأسماك الخالية من الدهون، والخضروات المطبوخة دون القشور، أو البذور، أو السيقان.
  • التخفيف من التوتر: يُساعد ذلك على التخفيف من الأعراض، ويكون عن طريق ممارسة التمارين الرياضية، وتقنيات الاسترخاء كاليوغا، والتواصل مع الآخرين.


المراجع

  1. ^ أ ب "Ulcerative Colitis", www.niddk.nih.gov,9-2014، Retrieved 15-8-2019. Edited.
  2. "Ulcerative colitis", www.healthdirect.gov.au,10-2018، Retrieved 15-8-2019. Edited.
  3. "Microscopic colitis", www.mayoclinic.org,26-6-2019، Retrieved 15-8-2019. Edited.
  4. Benjamin Wedro (31-10-2018), "Ulcerative Colitis"، www.emedicinehealth.com, Retrieved 15-8-2019. Edited.
  5. Christian Nordqvist (5-8-2019), "What to know about ulcerative colitis"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15-8-2019. Edited.
  6. "Ulcerative colitis", www.mayoclinic.org,26-6-2019، Retrieved 15-8-2019. Edited.
  7. Adam Schoenfeld, "Ulcerative Colitis"، www.medicinenet.com, Retrieved 15-8-2019. Edited.
  8. Melinda Ratini (4-9-2018), "Ulcerative Colitis Treatment"، www.webmd.com, Retrieved 15-8-2019. Edited.
  9. Valencia Higuera (23-1-2019), "What is Ulcerative Colitis?"، www.healthline.com, Retrieved 15-8-2019. Edited.
  10. "Living with - Ulcerative colitis", www.nhs.uk,23-1-2019، Retrieved 15-8-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :