محتويات
الزواج
تُوجد الكثير من الكتب المتميزة والجديرة بالقراءة التي تُعنى بسؤال الزواج، إلا أن الكتاب الذي سنقدمه في هذا المقال يُعدّ من أهم الكتب وأكثرها تأثيرًا وتداولًا على الإطلاق، وقد وُزِّعت منه ملايين النسخ وتصدر قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا منذ عام 2007، وقدّ غير حياة الملايين إلى الأفضل، إنه كتاب لغات الحب الخمسة للدكتور غاري شابمن مستشار العلاقات الزوجية ومؤلف العديد من الكتب التي لاقت رواجًا وصدًى لدى الأسر في كافة أرجاء العالم، إذ يقول الدكتور شابمن بأنه لاحظ خلال مسيرته الإستشارية انتشار شكوى في أواسط المتزوجين تتعلق بعدم شعور الرجل أو المرأة بما يكفي من الحب أو التقدير من قبل الطرف الآخر، ويضيف الدكتور بأن التفكير في مثل هذه الموضيع قاده لطرح تساؤل مهم وهو عندما يشتكي أحدنا بمرارة بأن الطرف الآخر لا يحبه أو يُشعِره بالتقدير الكافي، بينما يؤكد الطرف المقابل عكس ذلك تمامًا فما الذي يريده حقًا الطرف المشتكِي ولماذا لا يشعر بالحب الكافي، ولقد قاد الدكتور هذا التساؤل لتحديد خمسة أنواع أو أصناف من البشر لدى كل واحد منهم احتياج خاص أو لغة رئيسية، متى ما أُشبعت فإنه يشعر بالتقدير والحب، وهنا بدأت حكاية الكتاب[١].
كتاب لغات الحب الخمسة
يتكون الكتاب من 13 فصلًا، وملحق يتعلق بأكثر الأسئلة التى وُجهت للدكتور شابمن خلال مسيرته وأجوبته عليها، إضافةً لنموذجين للتطبيق أحدهما خاص بالرجل والآخر بالمرأة، كما يتعرض الكتاب في جميع فصوله لقصص حقيقية ومعاشه، ويشرح الطريقة التي من خلالها عولجت تلك القضايا، ويتمحور الكتاب بفصوله حول موضوع الحب والنماذج الخاصة أو الرئيسية لكل إنسان منا في التعبير عن الحب أو تلقيه أو الشعور به، والتي يعالج من خلالها أسباب المشكلات الزوجية والطلاق، والشكوى المتسمرة من عدم الشعور بالحب، وأسباب التغير الذي يحصل بعد الزواج، وكيفية التعرف للغة الخاصة بكل طرف وكيفية التعبير عن الحب بطريقة تتناسب مع اللغة التي تشبع عواطف الطرفين ورغباتهما.
يعرض الكتاب في فصله الأول تحت عنوان "ما الذي يتغير بعد الزواج ؟" قصةً حدثت مع الدكتور شابمن خلال رحلته بالطائرة بين مدينتي بفلو ودالاس عندما دار حديث شيق بينه وبين الشخص الجالس إلى جواره حول ذات الموضوع، إذ يقول الدكتور شابمن إن الرجل ذكر له بأنه تزوج ثلاث مرات وكانت النتيجة هي الطلاق في جميع المحاولات رغم أنه كان يشعر بالحب في المرات الثلاث خلال فترة العلاقة التي تسبق الزواج، إلا أن الحب سرعان ما تغير بفترات زمنية متفاوتة في كل مرة بعد الزواج، الأمر الذي أدى للانفصال في جميع الحالات، وتساءل عن سبب هذا التغير العاطفي الذي يحدث بعد الزواج، ثم يعلق الدكتور شابمن على القصة قائلًا: "إن ما يجعل أحدنا يشعر بالحب ليس دائمًا هو ذاته الذي يجعل الطرف الآخر يشعر به، فكل منا يفهم ويتلقى الحب بلغة تختلف عن الآخر، ولا بد من معرفتها تفاديًا لكثير من المشكلات التي تقع ومشاعر الاستياء والحيرة التي تعتري الشخص، لا سيما إذا كان الشخص يقدم الكثير إزاء من يحب دون نتيجة تذكر[٢].
خزان الحب
يتحدث الكتاب في هذا الفصل باستفاضة عن خزان الحب الذي يعمل في الإنسان كما يعمل خزان الوقود في السيارة، فالحب كما الوقود يتعرض لنقص مستمر لأسباب متعددة، الأمر الذي يتطلب منا ملأه باستمرار لمواصلة الطريق، كما أن نوع الوقود الخاص بالسيارة مهم لحركتها، وإن درجة نقاوته تُحدث أثرًا على ماكينة السيارة خلال فترة زمنية من الاستخدام، فإن الأمر كذلك بالنسبة لنوع الحب المقدم وما يتناسب مع طبيعة اللغة الخاصة التي يفضلها الطرف الآخر وتشعره بالإشباع، ولقد يقود الاعتقاد كما يذكر الدكتور شابمن بأنه إذا كان الشخص في حالة حب بالفعل، فإن هذا الشعور سيستمر إلى الأبد، ومع ذلك بمجرد أن يمضي وقت زمني على الحب يقدره البعض بسنتين للمتزوجين، يجد الشخص نفسه في واقع مختلف تمامًا، وتبدأ فيه الحيرة وتُطرح فيه تساؤلات عن أسباب فقدان الشعور بالحب ويتولد فيه ذلك الحنين إلى الماضي، وإن الكثير من الأزواج يعتقدون أن نهاية تجربة الحب تعني بالضرورة أنهم أمام خيارين فقط، إما الاستمرار بحياة من البؤس مع أزواجهم، وإما القفز من السفينة والمحاولة مرةً أخرى، ومع ذلك، فإن الدكتور شابمن يؤكد على وجود بديل ثالث وهي أنه يمكن الاعتراف بانتهاء تجربة الحب الأعمى والمؤقت نسبيًا، والبدء بالتعرف للحب الحقيقي[٣].
لغات الحب الخمسة
تتعلق فصول الكتاب من الفصل الرابع إلى الفصل الثامن بالحديث المفصل عن لغات الحب الخمسة، إذ يتناول الكاتب كل لغة في فصل خاص، فيما بيانها[٤]:
- لغة الكلمة: على مدار 30 عامَا لا يمكن تصور عدد الرجال والنساء الذين أعربوا عن استياء عميق بسبب عدم شعورهم بالحب من قبل الطرف الآخر، من المهم التنبه لأهمية الكلمة إذا كانت اللغة الخاصة التى تشعر الطرف الآخر بالحب هي الإطراء والكلام الجميل، فهذه اللغة تفعل فعلها كتساقط قطرات المطر على التربة الجافة.
- لغة الفعل: تقول ماكسين التي زارت الطبيب ذات يوم في مكتبه: "أنا لا أفهم ديفيد، يخبرني كل يوم أنه يحبني، لكنه لم يفعل أي شيء لمساعدتي، إنه يجلس فقط على الأريكة ويشاهد التلفاز، بينما أغسل أنا الصحون، إنه لا يفكر مطلقًا في مساعدتي، لقد سئمت من سماع "أنا أحبك"، إذا كان يحبني حقًا فسوف يفعل شيئًا لمساعدتي"، ومن الواضح أن لغة حب ماكسين الأساسية هي الأفعال (وليست كلمات الإطراء)، وعلى الرغم من أن ديفيد يحبها إلا أنه لم يتعلم أبدًا التعبير عن حبه بطريقة تجعلها تشعر بأنها محبوبة، ومع ذلك بعد أن تحدثا مع ديفيد وقرأ كتاب "لغات الحب الخمسة" بدأ يتحدث بلغة حب ماكسين في أقل من شهر.
- لغة الهدية: تُعد الهدية وعلى مدار التاريخ البشري تعبيرًا رمزيًا عن الحب، وما لا يفهمه البعض أن الهدية مهما كانت بسيطةً إلا أنها تُعد أمرًا مهمًا لكثير من الناس، وبالتالي فإن الأشياء المادية الصغيرة تعني الكثير، خاصةً لأولئك الأشخاص الذين تشكل الهدية بالنسبة لهم لغة الحب الأساسية.
- لغة الوقت المميز: عند البعض يُعدّ الوقت الخاص الذي يقضيه الطرف الآخر معه هو لغة الحب بالنسبة له، يتجاهل كثيرون أن تخصيص وقت مميز للتحدث أو الخروج دون وجود أمر شاغل أو شيء يفسد اللحظة الخاصة يُعدّ أمرًا فارقًا في العلاقة بين الرجل والمرأة، ومن هنا تتولد كثير من المشاعر السلبية أو الشعور بعدم الحب.
- لغة التواصل البدني: تُعد اللمسة الحانية أو التقبيل أو العناق أو مسك اليدين عند المشي أو التواصل الجنسي تعبيرًا عن الحب، لذلك إذا كان التواصل الحسي لغة الحب الأساسية لشريكك، فلا شيء يوصل الحب بوضوح أكثر من ذلك.
من جانبها تؤكد الدكتورة تينا تيسينا المتخصصة في علم النفس العلاجي أن فهم الطريقة التي يُعبر فيها الطرفان عن الحب وفهم مدى الاختلاف أو التشابه يعنى إدراك ما إذا كان تعبير أحدهما عن الحب للآخر نابعًا من طريقته الخاصة أو بناءً على الطريقة التي يفضلها الطرف الآخر، ويمكن فهم أسباب الشعور بالحب تجاه أفعال يقوم بها الطرف الآخر، بينما لا يتولد ذات الشعور تجاه أفعال أخرى، وإن معرفة اللغة الخاصة بالحب يجعلنا نقدر صنيع الطرف الآخر سواء أداه بطريقته المفضلة أو بالطريقة التى نفضلها نحن، ولأن الناس يميلون للتعبير عن الحب بالطريقة التي يفضلون فيها تلقى الحب، فإن علينا مراقبة الطريقة أو اللغة التي يعبر فيها الأشخاص عن الحب لمعرفة لغتهم الخاصة أو المشاركة في تقييمات خاصة للتعرف للغة الحب الخاصة بنا[٥].
طريقة التعرف على لغة الحب
يقول الدكتور روبن ملهوسين أستاذ العلاقات الأسرية في جامعة غولف، يُمكن لأي شخص التعرف للغة الحب الخاصة به عن طريق طرح السؤال الآتي ما العمل الذي أحب القيام به عندما أعبر عن حبي للآخر؟ إن الإجابة على هذا التساؤل هو تعريف بلغة الحب الخاصة بالشخص، ثم يمكن طرح تساؤلًا آخر: ما هو التصرف الذي يشعرني بالحب والتقدير؟ من جانبه فقد وضع الدكتور شابمن في كتابه وصفة للتعرف للغة الحب المركزية لكل شخص عبر طرح مجموعة من الأسئلة[٦]:
- ما هو الشيء الذي يقوم به زوجك أو يفشل في القيام به ويتسبب بشعورك بالغضب أو الألم؟ إن عكس ذلك الشيء التي يتسبب بغضبك أو إيلامك ربما هو المؤشر على لغة الحب لديك .
- ما هو الشيء الذي تطلبينه باستمرار أو تتمنين من زوجك القيام به أو تريدينه منه؟ إن الشيء الذي عادةً ما ترغبين به هو في أغلب الأحيان الشيء الذي يجعلك تشعرين بأنك محبوبة.
- ما هي الطريقة التي تعبرين بها عن الحب بانتظام لزوجك؟ قد تكون طريقتك في التعبير عن الحب مؤشرًا على أن تلك الطريقة هي غالبًا التي تشعرك بالحب.
المراجع
- ↑ موقع الكتاب (-)، "The Story of The 5 Love Languages®"، 5 love languages، Retrieved 2019/11/21. Edited.
- ↑ gary chapman (1992, 2015), The 5 Love Languages, Chicago: Northfield Publishing, Page 11 - 17, Part first chapter. Edited.
- ↑ Armando Quintana (2018/6/6)، "This Is What Your ‘Love Tank’ Is، And Why Successful Couples Pay Attention To It"، thought catalog، Retrieved 2019/11/21. Edited.
- ↑ gary chapman (2005/1/1)، "Understanding the Five Love Languages"، focus on the family، Retrieved 2019/11/21. Edited.
- ↑ Brianne Hogan (2019/1/23)، "What Are the 5 Love Languages?"، she knows، Retrieved 2019/11/21. Edited.
- ↑ Brigitt Earley (2019/6/19)، "The Five Love Languages، Explained"، oprah mag، Retrieved 2019/11/21. Edited.