مفهوم الحب
يُمكن تعريف الحب بثلاثة مفاهيم مختلفة، وهذه المفاهيم هي كالآتي[١]:
- الحب هو القبول الكامل: فعند السماح لشخصٍ ما أن يكون كما هو تمامًا، دون أي اعتقاد بأنه ليس جيدًا بما يكفي، دون أي اعتقاد بأنه سيكون أفضل أو أن يكون مختلفًا، فهذا هو الحب.
- الحب غير مشروط تمامًا: الحب ليس له شروط، فعندما يحب الشخص شخصًا آخر، لا يمكن التوقف عن حبه، بصرف النظر عما يفعله أو يقوله، فإذا كان الحب يعتمد على الشخص الآخر الذي يتصرف ويتحدث بالطريقة التي يريدها الآخر، فهذا الحب أصبح مشروطًا تمامًا، ولكن هذه مجرد أفكار إيجابية عن شخص ما، وهذا مجرد حب لِمَا يقوله أو يفعله الشخص، وليس محبته لكونه هو.
- الحب هو نكران الذات: الحب الحقيقي لا يطلب أي شيء في المقابل، لأنه لا يوجد شيء يحتاجه، فيكون الحب فقط من أجل الحب، وعندما يحب الشخص شخصًا ما، فإنه لا يبحث عنه لسد احتياجاته، فإذا كان سد الاحتياجات هو ما يبحث عنه، يكون في هذه الحالة يستخدم الشخص الآخر ولا يُعدّ حُبًا.
فسيولوجية الحب
يمكن تلخيص الحب في ثلاث مراحل: الرغبة، والجاذبية، والتعلق، فعلى الرّغم من وجود تداخل في هذه المراحل، إلا أن كل نوع يتميز بمجموعة الهرمونات الخاصة به، فهرمونا التستوستيرون والإستروجين هما هرمونا الرغبة، وهرمونا الدوبامين والسيروتونين لخلق الجاذبية؛ والأوكسيتوسين والفاسوبريسين يُفرَزَان في مرحلة التعلّق، وهذه المراحل مفصّلة كالآتي[٢]:
- مرحلة الرغبة:
الأساس التطوري لهذا ينبع من الحاجة للتكاثر، وهي حاجة مشتركة بين جميع الكائنات الحية، فمن خلال التكاثر، تنتقل الجينات بين الكائنات الحية، وبالتالي تسهم هذه العملية في إدامة واستمرارية أنواعها وحمايتها من الانقراض. وتَلعب منطقة المهاد في المخ دورًا كبيرًا في هذا الأمر، إذ يُحفّز إنتاج هرمونات التستوستيرون والهرمونات الجنسية من الخصيتين والمبيضين، في حين أن هذه المواد الكيميائية غالبًا ما تكون مُقَولَبة على أنها هرمونات ذكرية وأنثوية، على التوالي، فيؤدي كلاهما دورًا في تطوّر الخصائص الجنسية لدى كل الرجال والنساء، إضافةً إلى وظائف حيوية أخرى في الجسم، فيزيد هرمون التستوستيرون من الرغبة الجنسية عند الرجال، بينما تكون التأثيرات أقلّ وضوحًا مع هرمون الإستروجين، لكن بعض النساء قد أبلغَن عن تحفزهن الجنسي في وقتٍ قريبٍ من فترة الإباضة، عندما تكون مستويات الإستروجين أعلى ما يمكن في الجسم.
- مرحلة الجاذبية:
تشمل مرحلة الانجذاب مسارات الدماغ التي تتحكّم بسلوك تعزيز الثقة بالنفس، والذي يفسّر السبب في أن الأسابيع أو الأشهر الأولى من العلاقة تكون مبهجةً للغاية، فالدوبامين، الذي أنتجته منطقة ما تحت المهاد، هو هرمون مشهور خاصةً في مسار تعزيز الثقة بالنفس في الدماغ، يثطلَق عندما يفعل المرء أشياء تشعره بالرضا تجاه ذاته، وهذه الحالة تشمل قضاء الوقت مع الأحباء، إذ تُفرَز مستويات عالية من الدوبامين وهرمون آخر مرتبط به هو النورابينفرين، وتجعل هذه المواد الكيميائية المرء نشطًا، مما يؤدي إلى قلة الشّهية والأرق، وقد أظهرت فحوصات الدماغ للأشخاص الواقعين في الحب أن مراكز المكافأة أو تعزيز الثقة بالنفس الأساسية في الدماغ، وتُفرز الهرمونات بنسب مرتفعة عندما تظهر للأشخاص صورةً لشخص ينجذبون إليه بشدة، مقارنةً عندما يظهر لهم شخص ما يشعرون بالحياد تجاهه.
كما يبدو أن الجذب يؤدي إلى انخفاض في هرمون السيروتونين، وهو هرمون معروف بارتباطه في الشهية والمزاج، ومن المثير للاهتمام أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري لديهم أيضًا مستويات منخفضة من هرمون السيروتونين، مما دفع العلماء إلى التكهن بأن هذا هو ما يكمن وراء الافتتان السائد الذي يميز المراحل الأولى من الحب.
- مرحلة الارتباط:
يُعدّ الارتباط هو العامل السائد في العلاقات طويلة الأجل، في حين أن الرغبة والجاذبية محصوران إلى حدٍ ما في العلاقات الرومانسية، فالارتباط يتوسّط الصداقات، والترابط بين الوالدين والرضع، والود الاجتماعي، والعديد من العلاقات الأخرى أيضًا، والهرمونات المسؤولة عن ذلك هما الأوكسيتوسين والفاسوبريسين، وغالبًا ما يُطلق الأوكسيتوسين، مثل الدوبامين، ويُنتَج الأوكسيتوسين بواسطة منطقة ما تحت المهاد ويُطلَق بكمياتٍ كبيرة أثناء الجماع والرضاعة الطبيعية والولادة.
سبب الحب
لقد سعى العلم طويلًا للكشف عن السبب الأساسي وراء الحب وخلص في العديد من المراحل إلى أن الحب هو أكثر المشاعر جمالًا في الحياة مما يُساعد على الازدهار، فالإخلاص مثلًا يسرّع من التكاثر، وخلص مقال في علم الأدوية النفسية عام 2012 إلى أن الارتباط الاجتماعي يشبه الإدمان السلوكي، إذ يصبح الأفراد مدمنين على الآخرين بسبب مراكز المكافأة في الدماغ، فتوجد سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الجسم في النهاية تحرّض على الشعور بالحب، وفي الواقع الوقوع في الحب هو الوقوع في فخ جميل أنشأته الطبيعة، وهو أمر طبيعي لا يمكن محاربته، ووفقًا لدراسة علمية أجراها آرثر آرون، إذ يستغرق عقل الشخص ما بين 90 ثانيةً إلى 4 دقائق لتحديد ما إذا كان قد أصيب بالحب أم لا[٣].
كيف تعرفينَ من يحبّك؟
توجد العديد من العلامات التي تكشف لكِ عن حبّ أحدهم، وأبرزها ما يأتي:
- التضحية لأجلكِ مهما كانت الظروف التي يتعرض لها الشخص المحبّ.
- امتلاك الشخص المحبّ قدرة كبيرة على مسامحتكِ، ومغفرة جميع أخطائكِ.
- الشّعور براحة الشخص المحبّ عند وجودكِ بجانبه.
- إخبار الشخص المحبّ لكِ عن نقاط ضعفه، وسلبيّاته، وأمور سيئة في شخصيّته.
- شّعور الشخص المحبّ بالخجل حينَ تكونينَ بجانبه.
- محاولة الشخص المحبّ إسعادكِ بأي طريقة من الطرق، وتقديم الهدايا لكِ، بالإضافة إلى الاهتمام بكِ، وبجميع الأشياء التي تحبينها.
المراجع
- ↑ "The Meaning of Love:", liveinthemoment, Retrieved 06-07-2019. Edited.
- ↑ "Love, Actually: The science behind lust, attraction, and companionship", sitn.hms.harvard, Retrieved 06-07-2019. Edited.
- ↑ "Why We Fall in Love: The Science of Love", examinedexistence, Retrieved 06-07-2019. Edited.