محتويات
أسباب حب النبي للسيدة خديجة
وقوفها إلى جانب النبي في دعوته
وقفت خديجة -رضي الله عنها- إلى جانب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في طريق دعوته، فكانت أول الناس إسلاما وإيمانا، وتحمّلت الأذى في سبيل ذلك،[١] وهناك العديد من المواقف العظيمة التي أتثبت نصرتها لرسول الله ووقوفها إلى جانبه، ومنها ما يأتي:[٢]
- عندما نزل جبريل -عليه السلام- على رسول الله في غار حراء أصابه الفزع والروع فرجع إلى خديجة وهو يقول: "زملوني زملوني"، وقصّ عليها ما حدث معه وأنّه قد خشي على نفسه، فما كان منها -رضي الله عنها- إلّا أن قالت له: (كَلّا واللَّهِ ما يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ)،[٣] ولم تكتفِ بذلك فحسب، بل أخذت رسول الله إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل ليخبره بما حدث معه، وحصل ذلك فقال له ورقة: (هذا النَّامُوسُ الذي نَزَّلَ اللَّهُ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فيها جَذَعًا، لَيْتَنِي أكُونُ حَيًّا إذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ، قالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا).[٣]
- عندما حاصر المشركون رسول الله ومن معه من المؤمنين في الشعب لم تتخلّى خديجة -رضي الله عنها- عن رسول الله بل ذهبت معه إلى الشعب وتحملت وصبرت على الجوع والعطش معه.[٢]
رزقه الله منها الذرية
رزق الله -تعالى- رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- جميع أبنائه سوى إبراهيم من زوجته خديجة -رضي الله عنها-،[٤] وما بقي من ذريته -صلّى الله عليه وسلّم- هي من ذرية ابنته فاطمة من ذرية أولادها الحسن والحسين -رضي الله عنهم-.[٥]
صلاحها وخيريتها
هناك العديد من الأمور التي تُظهر خيرية خديجة -رضي الله عنها- وأفضليتها، ومنها ما يأتي:
- أفضلية خديجة -رضي الله عنها- على نساء النبي لكونها أول الناس إسلاما، وإن كانت عائشة -رضي الله عنها- بلا شكّ أفضل نساء النبيّ التسع اللاتي مات عنهنّ.[٦]
- سلام الله على خديجة -رضي الله عنها- وتبشيرها ببيت في الجنة، لما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَتَى جِبْرِيلُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هذِه خَدِيجَةُ قدْ أتَتْ معهَا إنَاءٌ فيه إدَامٌ، أوْ طَعَامٌ أوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا ومِنِّي وبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ، ولَا نَصَبَ).[٧][٨]
- قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أفضلُ نساءِ أهلِ الجنةِ خديجةُ بنتُ خويلدٍ، و فاطمةُ بنتُ محمدٍ، و مريمُ بنتُ عمرانَ، و آسيةُ بنتُ مزاحمٍ، امرأةُ فرعونَ).[٩][٨]
مظاهر حب النبي للسيدة خديجة
مظاهر حب رسول الله لخديجة -رضي الله عنها- عديدة، منها ما يأتي:
- كثرة ذكر رسول الله لخديجة -رضي الله عنها- بعد وفاتها لما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (ما غِرْتُ علَى أحَدٍ مِن نِسَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما غِرْتُ علَى خَدِيجَةَ، وما رَأَيْتُهَا، ولَكِنْ كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا).[١٠][١١]
- كثرة إكرام رسول الله لأصحاب -خديجة -رضي الله عنها- وحسن عهده بهم لما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (ورُبَّما ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا في صَدَائِقِ خَدِيجَةَ).[١٠][٢]
المراجع
- ↑ الزركشي (1421)، الإجابة لما استدركت عائشة على الصحابة (الطبعة 1)، القاهرة:مكتبة الخانجي، صفحة 43، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب ت أمين الشقاوي (1434)، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (الطبعة 1)، صفحة 113-114، جزء 6. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3، صحيح.
- ↑ الصنعاني (1432)، التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ (الطبعة 1)، الرياض:مكتبة دار السلام، صفحة 587، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن البراك (1429)، شرح العقيدة الطحاوية (الطبعة 2)، الرياض: دار التدمرية ، صفحة 377. بتصرّف.
- ↑ ابن الملقن (1417)، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (الطبعة 1)، السعودية:دار العاصمة، صفحة 234، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3820 ، صحيح.
- ^ أ ب الألباني (1430)، السراج المنير في ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير (الطبعة 3)، السعودية:دار الصديق ، صفحة 719، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه الالباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1135 ، صحيح.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3818 ، صحيح.
- ↑ الذهبي (1405)، سير أعلام النبلاء (الطبعة 3)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 165، جزء 2. بتصرّف.