أنواع الطيور المهاجرة

هجرة الطيور

الطيور هي كائنات حية جميلة تتميّز بامتلاكها الريش الذي يُغطّي معظم جسدها، كما تمتلك المنقار بدلًا من الأسنان، وهي من الكائنات التي تمتلك قلبًا رباعيّ الحجرات، ومن ذوات الدم الحار، وتتميّز بثبوت درجة حرارتها، ولها هيكل عظمي خفيف الوزن وجناحان كي تُساعدها في عملية الطيران؛ إذ إنّ معظم أنواع الطيور لها القدرة على الطيران، والقليل فقط من هذه الطيور لا يقدر على ذلك، وتعيش الطيور في كافة أنحاء العالم ومن ضمنها القارتين القطبيتين، وقد تطورت الطيور تدريجيًّا منذ القدم وذلك لتتكيف مع بيئتها ولتوفر كافة احتياجاتها[١].

يُعبّر مصطلح هجرة الطيور عن عملية تحرّك الطيور وانتقالها من منطقة إلى أخرى نتيجةً لتغيير المواسم، فقد تحدث تغييرات على المناخ بسبب تغيّر الموسم وبالتالي فإنّ الإمدادات الغذائية الخاصة بالطيور قد تنخفض بنسبة كبيرة، ممّا يجبر الطيور على الهجرة إلى أماكن أخرى تتوفّر فيها كافة الإمدادات الغذائية المطلوبة، وقد تهاجر الطيور للتكاثر؛ إذ تبحث هذه الطيور عن مناطق تتميّز بدرجات حرارة دافئة ومناسبة للتزاوج خلال موسم التكاثر، إذ تمتلك الطيور قدرةً خاصةً وبعض الحواس التي تمكنها من التنقل لمسافات طويلة من جبال وأنهار ووديان؛ فهي تمتلك القدرة على تمييز طريقها من خلال الشمس والنجوم، وتحدث عملية الهجرة خلال فترات منتظمة في مواسم معينة خلال السنة[٢].


أنواع الطيور المهاجرة

يُهاجر أكثر من 280 نوعًا من الطيور خلال موسم الهجرة والذي يتمثل في بداية فصل الخريف وينتهي عادةً خلال فصل الربيع، وتعتمد هذه الطيور المهاجرة في الغالب على قدرتها الكبيرة على الطيران لمسافات طويلة دون أن تتوقف؛ إذ تتوقف فقط عند وصولها لهدفها، ومن أهم أنواع الطيور المهاجرة ما يأتي[٣]:

  • طائر الحبارى: تتواجد هذه الطيور عادةً في شبه الجزيرة العربية وكذلك دول شمال إفريقيا وقسم من دول أوروبا الغربية؛ إذ يمتد موطنه الأصلي في المحيط الأطلنطي غربًا، ويقضي أغلب أوقاته في الهجرة والتنقل من مكان إلى آخر بهدف التكاثر في فصل الشتاء، ويتغذى هذا النوع من الطيور على القوارض والسحالي وبعض الفقاريات الصغيرة الأخرى، وهو من الطيور المعرضة للانقراض نتيجة الإفراط في محاولات صيده، ويتميز بأنّ له 32 نوعًا من أشهرها الحباري العربية التي تعدّ مصدرًا مهمًّا لغذاء الصقور، ومن الأماكن التي تهاجر إليها غرب الهند وجنوب إيران وشرق مصر والسودان[٣].
  • طائر الهدهد: من أنواع الطيور الجميلة جدًّا والرائعة والتي تمتلك ألوانًا زاهيةً وجذابةً، وقد ذُكِر هذا الطائر في القرآن الكريم في قصة سيدنا سليمان والملكة سبأ؛ لذلك فهو يُعدّ من الطيور المحبوبة لدى العرب، وتعدّ فلسطين موطنه الأصلي، ويتواجد في الكثير من المناطق معتدلة الحرارة في العالم، مثل: بعض المناطق في إفريقيا، وجنوب أوروبا، ويتميز بوجود بعض الأنواع الهجينة منه في مصر[٣].
  • طائر الكركي: تهاجر هذه الطيور بصورة جماعية؛ إذ تسير معًا مشكلةً الرقم سبعة أو الرقم ثمانية في العربية، أو أنّها تسير في خطوط منتظمة، وتهاجر من منطقة شمال الكرة الأرضية خلال موسم الهجرة في فصل الخريف، حتى عودتها إلى موطنها الأصلي خلال فصل الربيع؛ إذ تجدد مقومات الحياة فيها من طعام وأوراق الشجر والماء اللازم للحياة، وتتميز هذه الطيور بأنّ لها خمسة عشر نوعًا[٣].
  • طائر السمان: تعدّ قارة أوروبا الموطن الأصلي لطيور السمان؛ إذ تهاجر هذه الطيور إلى مصر خلال فصل الشتاء بحثًا عن المناطق ذات درجات الحرارة الهادئة والمعتدلة، ويُعدّ السمان من رتبة الدجاجيات، ويتميز بطعمه الشهي فهو من اللحوم البيضاء كالدجاج، وتوجد منه بعض الأنواع الهجينة في مناطق وسط وغرب إفريقيا[٣].
  • طائر أبو الفصاد: تعدّ أوروبا الموطن الأصلي لهذا الطير الذي يقضي فترات هجرته في المناطق ذات درجات الحرارة الدافئة مثل مصر، ويعود خلال فصل الربيع إلى موطنه الأصلي إذ يتزاوج ويضع البيوض، وعندما تفقس البيوض فإنّه يعتني بالصغار حتى تبدأ دورة هجرة موسمية جديدة، ويُطلق عليه سكان شبه الجزيرة العربية اسم ذعرة أو الصعوة[٣].
  • البط البري: يتواجد غالبًا قرب مصادر المياه فهو سباح ماهر، وتُعدّ المناطق المعتدلة ذات درجات الحرارة المناسبة الموطن الأصلي له، ويُهاجر في فصل الشتاء نحو الأماكن الأكثر دفئًا والأماكن الحارة، كما يُهاجر هذا النوع من البط على هيئة مجموعات، وهو من الطيور المعرضة بشدة للصيد البري؛ إذ ينتهز الصيادون موسم هجرته لممارسة هواياتهم في الصيد وكذلك للحصول على اللحوم[٣].


أسباب هجرة الطيور

تُهاجر الطيور من مكان إلى آخر، وذلك لعدة أسباب أهمها ما يأتي[٤]:

  • تُهاجر بعض الطيور من المناطق الباردة التي تكون فيها درجات الحرارة منخفضةً جدًا، للبحث عن مناطق دافئة وذات درجات حرارة معتدلة ومناسبة للتزاوج، وذلك خلال مواسم التكاثر.
  • تُوجد أسباب أخرى لهجرة الطيور منها التغيرات التي تحدث في المناخ نتيجةً لتغير المواسم وبالتالي انخفاض نسبة المواد الغذائية المتوفرة؛ مما يدفع بهذه الطيور للهجرة إلى أماكن أخرى تحتوي على المواد الغذائية الضرورية والكافية لها.


كيفية استدلال الطيور على طريقها أثناء الهجرة

تسلك الطيور أثناء هجرتها عدة مسارات رئيسية للطيران، وهي المسارات التي تقطعها باستمرار؛ إذ إنّها تسير عبر الطرق والمسارات التي لا تحتوي على أي معيقات لسيرها كالجبال أو الماء، ولكي تهاجر الطيور بسهولة لا بدّ لها من معرفة الموقع الحالي لها، وكذلك معرفة الاتجاه الذي يجبُ عليها السير فيه للوصول إلى الوجهة المطلوبة، وتستطيع هذه الطيور الاستدلال على وجهتها من خلال استخدام مواقع النجوم والشمس؛ إذ تُساعدها على معرفة طريقها، كما تعتمد بعض الطيور في هجرتها على الرائحة الموجودة في الأماكن المحيطة بها أثناء سيرها، وتهاجر الطيور في مجموعات كبيرة مشكلةً السرب[٤].

تستطيعُ الطيور توفير الطاقة اللازمة لها لإكمال رحلتها في الهجرة، والتي تستغرق فترةً زمنيةً طويلةً قد تمتد لعدة أسابيع من خلال تناول بعض الطيور للطعام الذي تجده خلال مسيرها عندما تشعر بالجوع، بينما يعتمد البعض الآخر منها على تخزين الطعام وتحويله لطاقة؛ إذ إن الطعام الذي تتناوله الطيور غني بالدهون العالية التي يستطيع الجسم تخزينها وتحويلها إلى طاقة[٤].


مسارات الهجرة لدى الطيور

تهاجر الطيور في مسارات رئيسية للطيران؛ إذ إنّ هذه الطيور تتبع بعض طرق الهجرة التي أنشأتها، فهي تمرّ عبر الطرق بناءً على التنبؤ بها، كما أنّ الطيور تسلك الطرق التي لا تشكل خطرًا عليها ولا تعيق حركتها مثل الجبال، وتعتمد على الشمس والنجوم ورائحة المكان المحيط بها في تحديد وجهاتها، أمّا تناول الطيور للطعام فيكون لبعضها من خلال إيجاد بعض الطعام أثناء رحلتها عندما تكون جائعةً، بينما يلجأ البعض الآخر من الطيور إلى تناول الطعام قبل البدء بالهجرة؛ إذ يحتوي هذا الطعام على الدهون العالية، ويمدّ الطيور بالطاقة الكافية لعدة أسابيع[٢].


الصعوبات التي تتعرض لها الطيور أثناء هجرتها

تتعرّض الطيور أثناء هجرتها إلى العديد من الصعوبات المختلفة، فمثلًا يمكن أن تمر هذه الطيور أثناء رحلتها في بعض البيئات والظروف الجوية القاسية مثل العواصف، كما يمكن أن تتعرض للعطش الشديد والجوع في أماكن تحتوي على القليل من الماء والطعام مثل الصحاري والمسطحات المائية، وقد تتعرّض لهجمات من الحيوانات المفترسة والتي تُشكل خطرًا عليها أثناء رحلتها[٢].


من حياتكِ لكِ

علمي طفلك حماية الطيور المهاجرة من الانقراض

الكثير من الأطفال لا يُدركون أهمية تواصلهم مع الحيوانات، ولا يعرفون المزايا التي يحصلون عليها من ذلك، فبعض الكائنات الحية تستطيع فهم العديد من الكلمات التي يقولها الأطفال، وتعليم الطفل أن يقترب من الحيوانات وأن يحبها ويتفاعل معها أمر مهم لصحته البدنية كما هو مهم للحيوانات نفسها، وبعضُ الحيوانات معرضة للانقراض وتربية الأطفال على حبّ الحيوانات والطيور تحديدًا يجعل منهم أشخاصًا أكثر وعيًا بالأمور الخاصة بالبيئة وبالحياة البرية، فالكثير من الطيور تحتاج للعناية والاهتمام، وتعليم الطفل أن يكوّن علاقات خاصة معها يجعله أقرب لها ليستطيع عندما يكبر أن يدافع عن حقوقها وأن يبحث عن أفضل الطرق لإنقاذها.


المراجع

  1. مروان (08-05-2018)، "موضوع عن الطيور"، animals-wd، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2019.
  2. ^ أ ب ت رباب أحمد، "حقائق عن هجرة الطيور"، universemagic، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2019.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ رقية سمير (06-07-2017)، "أنواع الطيور المهاجرة"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2019.
  4. ^ أ ب ت "حقائق عن هجرة الطيور"، universemagic، اطّلع عليه بتاريخ 26-03-2019.

فيديو ذو صلة :