محتويات
تجمع السوائل في البطن
تُعرَف حالة تجمّع السوائل في منطقة البطن بالاستسقاء البطني؛ إذ يعكس هذا المصطلح عملية تجمّع السوائل بنسبة أكبر من الطبيعية في منطقة البطن؛ إذ يحتوي التجويف البطني في الوضع الطبيعي على كميّة قليلة من السوائل لا تتجاوز العشرين ملليلتر، وتتفاوت كمية السوائل هذه خلال الموعد من الدورة الشهرية التي تمر بها الفتاة، أما زيادة السوائل عن هذا المقدار فتشير إلى مشكلة الاستسقاء البطني؛ وهي أمر غير طبيعي، وتصنّف مشاكل الكبد على أنها المسبب الأكثر شيوعًا للاستسقاء البطني، وذلك نتيجة عدم قدرة الكبد على إنتاج كمية كافية من البروتينات لإبقاء السوائل في مجرى الدم؛ فيؤول بها المسار لتتجه إلى التجويف البطني، وقد يتسبب السرطان الواصل لمنطقة الغشاء المحيط بأعضاء منطقة البطن بالتسرب المباشر للسوائل، وتوجد العديد من الأمراض الأخرى التي من شأنها أن تتسبب بهذه المشكلة كذلك[١].
أسباب تجمع السوائل في البطن
يُشخّص تجمع السوائل في منطقة البطن في حال زيادة نسبة السوائل في تلك المنطقة عن 25 ملليلتر، وتشيع هذه المشكلة لدى من يعانون من مشاكل في وظائف الكبد كما ذكرنا سابقًا، فعند عدم قدرة الكبد على العمل بالشكل الصحيح تبدأ السوائل بالتجمع لتملأ الفراغ الذي يقع بين أعضاء منطقة البطن والغشاء المحيط بها، ومن أكثر هذه المشاكل شيوعًا هي مشكلة تشمّع الكبد أو ما يُعرَف بتليّف الكبد، ويُفسَّر الرابط بين تليّف الكبد وحدوث الاستسقاء البطني بزيادة مشكلة تليّف الكبد للضغط الحاصل داخل الأوعية الدموية له، وبالتالي تحريك السوائل بقوة دافعة نحو التجويف البطني لتتجمع به مُشكِّلة الاستسقاء البطني[٢].
إن ما يدعم تفسير مشكلة تجمع السوائل في منطقة البطن نتيجة التليف الكبدي هو الأسس الأولية التي توضّح آلية حدوث الوذمة في أي من أجزاء الجسم الأخرى؛ إذ يحدث ذلك نتيجة اختلاف الضغط في كل من داخل مجرى الدم وخارجه، وما يسهم في إحداث هذا الفرق في الضغط في حالة الاستسقاء البطني هو قلة كمية البروتينات الموجودة داخل الدم وارتفاع ضغط الدم البابي[٣]، وتوجد العديد من الأسباب الأخرى التي تقف وراء حدوث مشكلة الاستسقاء البطني، ونذكر منها ما يلي:
- الفشل الكلوي أو القلبي: تسبب حالة الفشل الكلوي في المراحل المتقدّمة وكذلك فشل القلب الاحتقاني حدوث الاستسقاء البطني.
- احتباس السوائل والأملاح داخل الجسم: تؤدي حالة احتباس السوائل والأملاح إلى زيادة مشكلة تجمع السوائل في البطن سوءًا، ويحدث ذلك عن طريق استجابة الكلى لقلة حجم الدم الموجود في مجرى الدم نتيجة وجود الاستسقاء البطني؛ مما يدفع الكلى لامتصاص سوائل وأملاح أكثر داخل الجسم كتعويض لنقص حجم الدم؛ مما يزيد من مشكلة تجمع السوائل في البطن سوءًا.
- مرض السرطان: تشير مشكلة الاستسقاء البطني في بعض الأحيان إلى وجود مرض السرطان، وعادةً ما تكون علامةً متقدمةً لأحد أنواع السرطان التي تصيب أعضاء التجويف البطني مثل سرطان الثدي، وسرطان الرئة، وسرطان البنكرياس، وسرطان المعدة، وسرطان المبايض، فضلًا عن سرطان الغدد اللمفاوية، وسرطان القولون.
- وجود ورم أو كتلة: يحدث الاستسقاء البطني في حالات نادرة نتيجة ارتفاع الضغط في الجهاز البوابي الحاصل نتيجة وجود انسداد داخلي أو خارجي في الأوعية الدموية البابيّة، وبالتالي ارتفاع ضط الدم بهذه الأوعية دون وجود تليّف في الكبد، إنما بسبب وجود كتلة أو ورم يضغط على هذه الأوعية أو وجود خثرة دموية داخلها.
علاج تجمع السوائل في البطن
يعتمد اختيار العلاج الذي يحّل مشكلة تجمع السوائل في البطن على السبب الرئيسي وراء تشكّل هذه المشكلة، ففي حال كانت المشكلة هي وجود سرطان داخل الجسم فمن الممكن أن يستخدم الطبيب في هذه الحالة أنبوبًا مخصصًا لنقل السوائل من منطقة البطن لمجرى الدّم، وذلك عن طريق إدخال الأنبوب من منطقة الرقبة باتجاه تجويف البطن على مر الجدار الصدري عن طريق إبرة يدخلها الطبيب في أحد أوردة منطقة الرقبة، وبالتالي يسمح هذا الأنبوب للسوائل المتجمعة في الحركة عبره باتجاه مجرى الدّم، كما يفيد استخدام العلاج الكيمائي في السيطرة على مرض السّرطان الذي يتسبب بتجمع السوائل ويتخلص منه. ويُوصى الشخص الذي يعاني من مشكلة تجمع السوائل في البطن بتقليل كميّة الملح الموجودة داخل النظام الغذائي، فضلًا عن أخذه حبوبًا مدرّة للبول من شأنها زيادة تكرار إخراج البول من الجسم، ومنع أي احتباس للسوائل، وقد لا يفيد استخدام مدرات البول في كل حالات احتباس السوائل لاحتمالية مقاومة بعض حالات الاستسقاء البطني لهذا الحل، وفي الحالات المزمنة لأمراض الكبد قد يحتاج الشخص لعملية زراعة كبد لكي يستعيد جسمه صحته السابقة[٤].
أعراض تجمع السوائل في البطن
تختلف الأعراض التي تظهر على الجسم والتي ترافق مشكلة تجمع السوائل في البطن في حال حدوث المشكلة نتيجة وجود السرطان عما هي عليه لوجود مشاكل في الكبد؛ إذ يرافق مرض السرطان وتسببه بالاستسقاء البطني شعور الشخص الواضح بالألم على خلاف الاستسقاء المصاحب لوجود أمراض في الكبد، ويُضاف للشعور بالألم نتيجة السرطان أعراض أخرى مثل فقدان الوزن، والشعور بالتعب العام، ولا تقتصر الأعراض التي تظهر على مرضى تشمع الكبد على مسألة تجمع السوائل في منطقة الكبد فحسب، إنما قد يرافقها أيضًا سهولة تشكّل كدمات، أو تورّم الساقين، واحتمالية الشعور بالارتباك نتيجة حدوث اعتلال دماغي.
يسبب الاستسقاء البطني المصاحب لإصابة الشخص بفشل في القلب تورّم القدمين وضيق التنفس الذي يزداد سوءًا مع الحركة أو الاستلقاء، وعادةً ما تؤثر السوائل المتجمعة في منطقة التجويف البطني على الحيز المُعطى للحجاب الحاجز مسببةً صعوبة حركتها ضمن المساحة التي يحتاجها في الوضع الطبيعي، وينشأ عن مشكلة التهاب الغشاء الذي يغلف التجويف البطني في حال تسببها بالاستسقاء البطني حالة من الحمّى والشعور بالألم في البطن[١].
المراجع
- ^ أ ب Benjamin Wedro, "Ascites"، emedicinehealth, Retrieved 13-1-2020. Edited.
- ↑ Elizabeth Boskey (6-5-2019), "Ascites Causes and Risk Factors"، healthline, Retrieved 13-1-2020. Edited.
- ↑ Siamak N. Nabili, "Ascites"، medicinenet, Retrieved 13-1-2020. Edited.
- ↑ Kanna Ingleson (28-7-2017), "What to know about ascites"، medicalnewstoday, Retrieved 13-1-2020. Edited.