مراحل الحقن المجهري

مراحل الحقن المجهري

الحقن المجهري

يتضمن الحقن المجهري حقن الحيوانات المنوية الحية مباشرة في وسط البويضة الأنثوية، وقد طورت هذه التقنية للمساعدة في حصول الإخصاب للأزواج المصابين بعقم شديد بسبب الرجل، أو الأزواج الذين فشلوا في الإخصاب في محاولة سابقة للتخصيب خارج الرحم دون حقن مجهري؛ إذ يتغلب هذا الإجراء على العديد من الحواجز التي تحول دون الإخصاب، ويسمح للأزواج الذين يملكون فرصة للحمل بالحصول على أجنة مخصبة، وعادة يتطلب هذا الإجراء أن تخضع المرأة لمرحلة تحفيز للمبيض بأدوية الخصوبة، بحيث تنضج لديها عدد من البويضات، ثم تُؤخذ هذه البويضات عبر المهبل بالموجات فوق الصوتية المهبلية، وتُحفظ تحت ظروف دقيقة في مختبر تخصيب الأجنة، وفي هذه الأثناء، يُجهز عينة من السائل المنوي عبر الطرد المركزي؛ إذ يفصل هذا الجهاز الحيوانات المنوية الحية عن بقية مكونات السائل المنوي، ثم يلتقط أخصائي الأجنة الحيوانات المنوية الحية بإبرة زجاجية، ويحقنها مباشرة في البويضة، وقد استُخدمت تقنية الحقن المجهري لأول مرة عام 1994، وحُققت أول ولادة ناجحة بمساعدة الحقن المجهري عام 1995 في الولايات المتحدة الأمريكية، وسنتناول في هذا المقال مراحل هذه التقنية بالتفصيل[١].


مراحل الحقن المجهري

يُعدّ الحقن المجهري مفيدًا في الحالات التي لا يمكن فيها للحيوانات المنوية اختراق البويضة أو الحالات التي يكون فيها شكل الحيوانات المنوية غير طبيعي، ويعدّ هذا العلاج ثوريًا في التغلب على مشكلات العقم عند الذكور، ويُجرى الحقن المجهري للحيوانات المنوية جزءًا من عملية الإخصاب خارج الرحم؛ إذ تُحقن نطفة الرجل داخل بويضة المرأة في وسط خارجي، وبعد أن يقوم أخصائي زراعة الأجنّة بتخصيب البويضة بالحيوانات المنوية، يقوم بمراقبة البويضة في اليوم التالي أو بعده، فإذا حدث الإخصاب واندمج الجنين اندماجًا صحيحًا، ويُمكن للطبيب عندها نقله إلى رحم المرأة.

وقد يُوصي الطبيب الأزواج بتجربة الحقن المجهري عندما يكتشف وجود مشكلة في الحيوانات المنوية مثل؛ انخفاض حركة أو عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل، وتستلزم هذه التقنية الحصول على عدد من البويضات من المرأة، لإجراء التخصيب الخارجي والحقن المجهري؛ لأنّ ذلك سيزيد من فرص نجاح التخصيب، لذا يُحفز مبيض المرأة لإنضاج عدد أكبر من البويضات شهريًا؛ إذ يُعاد إنضاج بويضة واحدة في دورة الإباضة العادية للمرأة، لكن تُحفز المبايض لكي تُجهز أكثر من بويضة واحدة ناضجة، ومن الجدير بالذكر أنّ البويضات التي حُفزت، كانت ستموت في ذلك الشهر في كل الأحوال، وبالتالي فإنّ تحفيز المبايض لا يستنفد البويضات لدى المرأة في المستقبل أو يُؤثر على مخزونها، وتمر عملية الحقن المجهري بست مراحل هي ما يلي:[٢]

  • المرحلة الأولى: تحفيز المبايض، في مرحلة التحفيز في دورة الحقن المجهري، تُستَخدَم الأدوية المحتوية على هرموني FSH وLH لهذا الغرض، إذ تُحقَن بها المرأة لمدة ثمانية إلى أربعة عشر يومًا تقريبًا، لتحفيز المبايض لإنتاج البويضات، خلال هذه المرحلة، تزور المرأة عيادة الطبيب حوالي سبع إلى ثماني مرات بغرض مراقبة التقدم المحرز في الدورة لدى المرأة، وتعديل جرعات الدواء حسب الحاجة، وتكون حقنة التحفيز هي الخطوة الأخيرة في مرحلة التحفيز، وستكون تلك الحقنة محتوية إمّا على هرمون الحمل أو البوسرلين؛ إذ تحفز هذه الحقنة البويضات النامية على إكمال عملية النضج، والبدء بعملية الإباضة، كم أنّ التوقيت مهم جدًا في هذه المرحلة؛ إذ يجب على الطبيب إجراء عملية استخلاص البويضات قبل الوقت المتوقع للإباضة.
  • المرحلة الثانية: الحصول على البويضات والحيوانات المنوية، ويقوم الطبيب بإجراء عملية الحصول على البويضات من المرأة تحت تأثير التخدير، ويحتاج أيضًا للحصول على الحيوانات المنوية من الرجل، وتتضمن هذه الخطوة:
    • جمع الحيوانات المنوية: تُجمع الحيوانات المنوية الأكثر صحة بغرض الحقن المجهري، بأخذ عينة من السائل المنوي ثم فصل الحيوانات المنوية عن بقية المكونات وتجهيزها للحقن.
    • جمع البويضات: يستغرق استخلاص البويضات حوالي 20 إلى 30 دقيقة؛ إذ يقوم الطبيب بتوجيه إبرة لكل مبيض لسحب السائل الذي يحتوي على البويضات في كل جريب أثناء العملية مستعينًا بجهاز الموجات فوق الصوتية أثناء العملية لمعرفة مكان توجيه الإبرة، وبعد إتمام العملية ستتمكن المرأة من الخروج من العيادة بمفردها دون الحاجة لمساعدة، لكن من المهم أن يقود السيارة شخص آخر نحو المنزل بعد العملية، لأنّه من غير الآمن القيادة بعد أخذ التخدير.
  • المرحلة الثالثة: التخصيب، ويُجرى بعد جمع البويضات من المرأة، وتجهيز الحيوانات المنوية من الرجل، يَحقن أخصائي الأجنة حقنة واحدة لكل بويضة ناضجة تحت المجهر، ولا يحتاج الطبيب لعدد كبير من الحيوانات المنوية لإتمام هذه المهمة؛ إذ إنّ عددًا قليل جدًا من الحيوانات المنوية، كافٍ للنجاح الحقن.
  • المرحلة الرابعة: تطور الجنين، يبدأ تطور الجنين بعد الإخصاب الأولي؛ إذ توضع الأجنة في بيئة مناسبة لنموها دون عوائق في المختبر تحت إشراف طبي لمدة خمسة إلى ستة أيام بعد التخصيب المجهري، ويتابع المختصون التطور التدريجي للأجنة من خليتين إلى أربع خلايا في اليوم الثاني، ومن ست إلى ثماني خلايا في اليوم الثالث، وبعد المرحلة المكونة من ثماني خلايا يستمر الانقسام السريع للخلايا، ويدخل الجنين إلى ما يسمى مرحلة الكيسة الأريمية في اليوم الخامس أو السادس، فيختار الطبيب الأجنة عالية الجودة ليحقنها في الرحم، لأن لها فرصة أكبر للنجاح.
  • المرحلة الخامسة: نقل الأجنة، عملية نقل الجنين هي إجراء بسيط لا يستغرق سوى حوالي خمس دقائق فقط، ولا يتطلب تخدير أو إجراءات خاصة، لكن بغرض الاستعداد لنقل الأجنة لرحم الأم، سيُوصي الطبيب المرأة بشرب الكثير من السوائل قبل موعد النقل بحوالي 30 إلى 40 دقيقة، لملء المثانة كاملة بالبول، لإجراء العملية؛ إذ تضمن المثانة الممتلئة رؤية جيدة لبطانة الرحم، وتسهل على الطبيب تحديد الموضع المناسب للأجنة في الرحم، ثم يقوم الطبيب بتحميل الأجنة في قسطرة في المختبر ثم يدخل القسطرة في الرحم، ويدفع الأجنة للداخل بكمية صغيرة من السوائل، ويتابع الطبيب سير العملية بجهاز الموجات فوق الصوتية، وبمجرد قيام الطبيب بنقل الأجنة، يزيل القسطرة ببطء، ولأنّ الجنين غير مرئي بالعين المجردة، سيقوم الطبيب بعد ذلك بفحص القسطرة تحت المجهر في المختبر، للتأكد من أن القسطرة قد أطلقت الجنين بالفعل في الرحم.
  • المرحلة السادسة: اختبار الحمل، فبعد أسبوعين من نقل الجنين، يُجرى اختبار الحمل، ويطلق على هذا الاختبار أيضًا؛ اختبار بيتا لأنّه يقيس سلسلة بيتا من هرمون الحمل الذي يُفرز من الجنين المتنامي، ويمكن للمرأة إجراء هذا الاختبار بنفسها في المنزل باستخدام اختبار الحمل المنزلي، ثم تبلغ الطبيب بنتيجة الاختبار ليكمل معها خطوات المتابعة للحمل.


حالات إجراء الحقن المجهري

قد يُوصى باستخدام الحقن المجهري عند وجود اشتباه بأنّ الإخصاب الطبيعي من جانب الرجل قد يكون صعبًا؛ إذ يستخدم الحقن المجهري عادة مع الأزواج الذين يعانون من العقم المتسبب به الرجل، وتتضمن أسباب العقم عند الذكور ما يلي[٣]:

  • انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
  • ضعف حركة الحيوانات المنوية.
  • ضعف جودة الحيوانات المنوية.
  • الحيوانات المنوية لدى الرجل غير قادرة على اختراق البويضة أو تفتقد للطاقة اللازمة لعبور المسافة نحو البويضة.
  • عدم وجود حيوانات منوية نهائيًا في مني الرجل، وفي هذه الحالة يكون احتمال قدرة الطبيب على الحصول على الحيوانات المنوية القابلة للاستعمال في الحقن المجهري منخفضٌ جدًا، ويحدث ذلك حين لا تنتج الخصية حيوانات منوية، نتيجة عيب خلقي لديه.
  • إجراء الرجل جراحة لاستئصال قناة الأسهر سابقًا، وهي القناة التي يمر من خلالها السائل المنوي، وعند استئصالها يصبح من الصعب مرور الحيوانات المنوية من الخصية إلى القضيب.
  • وجود عيب خلقي لدى الرجل في جهازه التناسلي، تعيق انتقال نطفته للمرأة.
  • تعرض الرجل لندوب في جهازه التناسلي ناتجة عن التهابات سابقة.


المراجع

  1. ucsfhealth staff (N.D), "FAQ: Intracytoplasmic Sperm Injection"، ucsfhealth, Retrieved 2019-12-22. Edited.
  2. glasgowroyalfertilityclinic staff (N.D), "ICSI Intra-Cytoplasmic Sperm Injection"، glasgowroyalfertilityclinic, Retrieved 2019-12-22. Edited.
  3. american pregnancy staff (N.D), "Intracytoplasmic Sperm Injection: ICSI"، americanpregnancy, Retrieved 2019-12-22. Edited.

فيديو ذو صلة :