محتويات
علاج الرعشة بالجسم
تُعرَف الرعشة أو الرعاش (بالإنجليزية: Tremor) بأنّها انقباضات عضلية لا إرادية تؤدي إلى معاناة الشخص من حركات الاهتزاز في بعض أجزاء الجسم؛ فالرعشة من الاضطرابات الحركية الشائعة التي تصيب غالبًا اليدين، بيد أنّها تحدث كذلك في الذراعين والرأس والساقين والحبال الصوتية، وتكون هذه الرعشة إمّا متقطعة وإما دائمة، وهي تحدث وحدها أو ضمن الأعراض المصاحبة لاضطرابات أو أمراض أخرى، وعمومًا ثمة بعض الوسائل العلاجية المفيدة في التخلص من الرعشة، مثل ما يأتي، مع الإشارة إلى أنّ اختيار العلاج يكون من قِبَل الطبيب المعالج المسؤول وفقًا لحالة الشخص والسبب المؤدي لرعشة الجسم لديه، كما قد يقترح الطبيب علاجات أخرى غير مذكورة في المقال[١][٢]:
- العلاج بالأدوية، ثمّة مجموعة من الأدوية المفيدة في تخفيف أعراض الرعاش والتخلص منها، بيد أنّ تناولها ينبغي أن يكون تحت إشراف الطبيب حصرًا، ووفقًا لتعليماته وتوصياته، وتتضمّن أبرز الأدوية الموصى بتناولها لعلاج الرعاش ما يلي:
- أدوية حاصرات بيتا (Beta-blockers): منها دواء البروبرانولول، وتستخدم هذه الأدوية في المقام الأول لعلاج أمراض القلب أو الضغط المرتفع، بيد أنّها فعالة كذلك في تخفيف أعراض الرعاش في بعض الحالات، ومع ذلك تنطوي هذه الأدوية على بعض التأثيرات الجانبية الشائعة، مثل التعب وبرودة الأطراف وزيادة الوزن، كما قد تؤدي نادرًا إلى آثار أخرى، مثل الاكتئاب وضيق التنفس[٣].
- أدوية مهدئات الأعصاب (Tranquilizers): منها دواء الألبرازولام والكلونازيبام، وتفيد الأدوية المهدئة في تخفيف أعراض الرعاش الناجم عن نوبات القلق، بيد أنّ تناولها على المدى الطويل وبجرعات كبيرة قد ينطوي على بعض التأثيرات الجانبية، مثل السلوك العدواني، والهياج، والدوخة، والاكتئاب، والصداع، وضعف الذاكرة، والتعب والأفكار الانتحارية[٤].
- أدوية الصرع أو مضادات النوبات (Anti-seizure): منها دواء البريميدون، ويُوصَى بتناول أدوية الصرع للأفراد الذين لا يستطيعون أن يتناولوا حاصرات بيتا، أو للأفراد الذين لم يخفّ الرعاش لديهم عند تناول حاصرات بيتا، وتتضمن التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية كلًا من الدوخة وضبابية الرؤية واضطرابات المعدة والشعور بالتعب، وتجدُر الإشارة إلى أنّ بعض أدوية علاج الصرع من الممكن أن تُسبّب بنفسها رعشة الجسم كإحدى آثارها الجانبية[٥].
- أدوية علاج مرض باركنسون (Parkinson's disease drugs): منها دواء الليفودوبا والكاربيدوبا، والتي تستخدم لعلاج حالات الرعاش الناتجة عن الإصابة بمرض باركسنون، وتتضمن التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية كلًا من الإسهال، والدوخة، والارتباك، وفقدان الشهية، وآلام الفم وجفافه، وآلام الحلق، وتغيّرات في حاسة التذوّق[٦].
- حقن البوتوكس، تُخفّف حقن البوتوكس أعراض الرعاش عند بعض الأفراد، ويُوصَى باستخدامها تحديديًا للأفراد المصابين بالرعاش في الوجه أو الرأس، وهي تنطوي على بعض المخاطر مثل: الألم والتورم في مكان الحقنة، والصداع، وجفاف العين أو سيلان الدموع فيها وتهدل الجفنين أو الحاجبين[٧].
- العلاج الطبيعي، يفيد العلاج الطبيعي في تقوية عضلات الجسم عند الشخص المصاب بالرعاش، وربما تخفّ أعراض الرعاش كذلك عند ممارسة تمارين الأوزان المخصصة للمعصم.
- جراحة تحفيز الدماغ، تكون هذه الجراحة هي الخيار الوحيد للأفراد المصابين برعاش موهنٍ للجسم، إذ يُدخِل الطبيب الجراح مجسًا كهربائيًا في الجزء المسوؤل عن الرعاش في الدماغ، ويكون لهذا المجسّ سلك ممتدّ إلى الصدر تحت الجلد حيث يضع الطبيب هناك جهازًا صغيرًا يُربط به السلك، وبذلك يُرسِل الجهاز نبضات كهربائية إلى المجسّ للحيلولة دون إصدار الدماغ لأوامر الرعاش.
أنواع الرعشة بالجسم
ثمة نوعان رئيسان للرعشة عند الإنسان هما: رعشة الراحة التي تصيب الشخص في أثناء الراحة أو الاستلقاء، خاصة اليدين والأصبع، وتختفي حالما يبدأ بالحركة، ورعشة الحركة التي تحدث عندما يتحرك الجسم المصاب في الجسم، وهي تتوزع ضمن عدة فئات كما يأتي[٢]:
- الرعاش القصدي الذي يحدث نتيجة حركة بعينها، مثل لمس الأنف بالأصبع.
- الرعاش الوضعي الذي يحدث عند اتخاذ وضعية معاكسة للجاذبية.
- الرعاش المرتبط بنشاطات أو حركات معينة، مثل الكتابة.
- الرعاش الحركي الذي يحدث نتيجة حركة جزء من الجسم، مثل تحريك المعصم رأسًا على عقب.
بالإضافة إلى ما سبق، ثمة أنواع أخرى من الرعاش بناءً على السبب المؤدي للإصابة به، وهي كما يأتي[٢]:
- رعاش باركنسون، يحدثُ رعاش باركنسون غالبًا في أثناء أوقات الراحة عند الإنسان، ويكون بذلك أوّلَ الأعراض الدّالة على وجود المرض عنده؛ إذ ينجم الرعاش في حالات كهذه عن تلف أجزاء الدماغ المسوؤلة عن الحركة، وعمومًا يبدأ مرض باركنسون عادةً بعد بلوغ الشخص سن الـ60، وتظهر أعراض الرجفان والرعشة أولًا على جانب واحد من الجسم، ثم ما تلبث أن تصيب الجانب الآخر[٢].
- رعاش التوتر العضلي، يشيع رعاش التوتر العضلي عند الأفراد المرضى بخلل التوتر العضلي، وهو لا يحدث بأوقات منتظمة أو دورية، وقد تخف أعراضه بمجرد خلود الشخص للراحة، وعمومًا، يعرف خلل التوتر العضلي بأنه اضطراب حركي يتسم بمعاناة المريض من انقباضات عضلية لا إرادية، تسبب بدورها حركات التوائية ووضعيات غير طبيعية، مثل التواء الرقبة[٢].
- رعاش المخيخ، يُعرَف المخيخ بأنه الجزء المسوؤل عن الحركة وتوزان الجسم في الدماغ، وقد يعاني الشخص من رعاش المخيخ القصدي نتيجة الإصابات أو التلف في المخيخ، ويحصل هذا الأمر عادةً بفعل الأورام أو السكتة الدماغية أو التصلب المتعدد، وربما ينجم عن إدمان الكحول أو التناول المفرط لبعض الأدوية.
- الرعاش ذو المنشأ النفسي، يعاني الإنسان أحيانًا من الرعاش ذي المنشأ النفسي على غرار سائر أنواع الرعشة، وهو يتسم بتحول المرض النفسي أو الحالة النفسية إلى أعراض جسدية عند المريض، ويترافق ذلك مع بعض الأعراض مثل[٢]:
- بداية الرعاش بدايةً مفاجئة.
- تغير مكان الرعاش والجزء المصاب به في لجسم.
- تراجع النشاط كثيرًا عندما يتعرض المريض للتشتيت.
- الرعاش الانتصابي، يحدث الرعاش الانتصابي غالبًا في الساقين عند الشخص، ويوصف بأنّه انقباض عضلي سريع ومنتظم بعد الوقوف مباشرة، ويشار إلى هذا النوع عادًة بمصطلح التململ، وتتوقف أعراض عند جلوس الشخص، أو سيره، أو رفعه قدميه.
- الرعاش مجهول السبب، يُعدّ هذا النوع أكثر اضطرابات الحركة شيوعًا بين النّاس، ويكون الرعاش في حالات كهذه إمّا خفيفًا بحيث لا يتفاقم، وإما يتفاقم ببطء شديد، فإذا حصل هذا الأمر، فإنّ الرعاش يصيب غالبًا جانبًا واحدًا من الجسم، ثم يصيب كلا الجانبين على مدار السنين، وعمومًا ساد اعتقاد فيما مضى بأنّ هذا النوع من الرعاش غير مرتبط بأي أمراض أو حالات طبية، بيد أنّ بعض الأدلة الحديثة أشارت إلى وجود صلة بينه وبين التدهور الخفيف في وظيفة المخيخ؛ أي جزء الدماغ المسؤول عن الحركة، وبطبيعة الحال، يرتبط الرعاش مجهول السبب ببعض الأعراض المرافقة، مثل ضعف السمع وصعوبة المشي، وهو يسري أحيانًا بين أفراد العائلة الواحدة[٢].
أسباب الرعشة بالجسم
تحدث الرعشة عادةً نتيجة أي مشكلة صحية في الأجزاء العميقة المسؤولة عن الحركة في الدماغ، وفي معظم الحالات، يعاني الشخص من الرعاش دونما سبب واضح، بيد أنّ بعض أنواعه يبدو أنّها تسري بين أفراد العائلة الواحدة، وعمومًا يحدث الرعاش إمّا وحده وإمّا مرافقًا لبعض الاضطرابات والأمراض العصبية مثل[٨]:
- التصلب المتعدد.
- السكتة الدماغية.
- الإصابات المباشرة في الدماغ.
- الأمراض التنكسية العصبية التي تصيب بعض أجزاء الدماغ (مرض باركنسون مثلًا).
بالإضافة إلى ما سبق، ثمة أسباب أخرى مؤدية إلى معاناة الشخص من الرعاش، وهي تشمل كلًا مما يلي[٨]:
- تناول بعض الأدوية بإفراط، مثل أدوية الربو، وأدوية الاضطرابات النفسية والعصبي، وأدوية الكورتيكوستيرويدات ودواء أمفيتامين.
- إدمان المشروبات الكحولية، أو المعاناة من أعراض الانسحاب.
- التسمم بمادة الزئبق.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- المعاناة من فشل الكبد أو الفشل الكلوي.
- المعاناة من نوبات القلق أو الذعر.
الذهاب للطبيب بسبب رعشة الجسم
ينبغي للشخص أن يراجع الطبيب إذا عانى من الرعشة دونما مبرر واضح، فهي تبدو بارزة للعيان عند الفحص البصري، بيد أنّ تشخيص السبب الدقيق الكامن وراءها يستدعي إجراء فحوصات إضافية، لذلك يحتمل أن يوصي الطبيب الشخص بتدوين بعض المعلومات بشأن شدة الرعاش ومدته، وقد يعكِف على جمع عينات من البول والدم بحثًا عن أي مؤشرات دالة على أمراض الغدة الدرقية أو الأمراض الأخرى[٢].
أسئلة تجيب عنها حياتكِ
هل القلق يسبب اهتزاز ورعشة الجسم؟
نعم، يُعدّ القلق أحد الأسباب المحتملة للإصابة بالرعاش عند الإنسان[٨].
هل الرعشة بالجسم خطيرة؟
لا تُعدّ الرعشة أمرًا خطيرًا على صحة الإنسان وحياته، بيد أنّها تكون مزعجة أحيانًا، وتؤثر سلبًا على الأنشطة اليومية للشخص، مثل المشي والأكل والاستحمام، وقد تُعِيق كذلك بعض الأنشطة الاجتماعية، مثل السفر[٨].
المراجع
- ↑ "Tremor Fact Sheet", ninds.nih, Retrieved 30/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د April Kahn (31/7/2019), "Everything You Need to Know About Tremors", healthline, Retrieved 30/12/2020. Edited.
- ↑ "Beta blockers", mayoclinic, 16/8/2019, Retrieved 30/12/2020. Edited.
- ↑ Elizabeth Hartney (8/11/2020), "How Safe Are Tranquilizers and Sleeping Pills?", verywellmind, Retrieved 30/12/2020. Edited.
- ↑ "Seizure and Epilepsy Medicines / Side Effects", epilepsy, Retrieved 30/12/2020. Edited.
- ↑ "Levodopa and Carbidopa", medlineplus, Retrieved 31/12/2020. Edited.
- ↑ "Botox injections", mayoclinic, 13/2/2019, Retrieved 30/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Tremors", medicinenet, 11/8/2019, Retrieved 30/12/2020. Edited.