مرض باركنسون
يُعدّ مرض باركنسون مرضًا عصبيًّا تطوريًّا يؤثر على الحركة، وتبدأ الأعراض تدريجيًّا برعشة في إحدى اليدين لا تكاد تكون ملحوظةً، وتُعدّ الرعشات شائعة الحدوث، لكنّ المرض يمكن أن يتسبب بتصلب في العضلات، أو بطء الحركة، كما أنّ هذا المرض من الممكن أن يؤثّر على تعابير الوجه؛ ففي المراحل المبكرة منه قد تظهر تعابيرٌ قليلةٌ أو لا تظهر أي تعابيرٍ على الوجه، ويمكن أن لا تتأرجح اليدين عند المشي، وقد يُصبح الحديث ضعيفًا أو غير واضح، وتزداد أعراض مرض باركنسون سوءًا عند تقدم المرض مع مرور الوقت، وعلى الرغم من عدم إمكانية علاج مرض باركنسون إلا أنّه يمكن للعلاجات تحسين الأعراض تحسينًا واضحًا، وقد يقترح الطبيب إجراء عمليةٍ جراحيةٍ تنظيميّة لمناطق معينة في الدماغ، من أجل تحسين الأعراض[١].
علاج مرض باركنسون
يعتمد علاج مرض باركنسون على مجموعةٍ من تغييرات نظام الحياة، والعلاجات الدوائيّة، كما أنّ أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة، وممارسة التمارين، وتناول غذاء متوازن من الأمور المهمة، كما يمكن للعلاج اللغوي، والعلاج الوظيفيّ، والعلاج الجسديّ المساعدة على التحسين من التواصل والعناية بالذات، وفي جميع الحالات فإن العلاجات الدوائيّة ضرورية للتحكم بالأعراض الجسدية والعقلية المختلفة المرتبطة بالمرض، ويمكن استخدام عدة علاجات دوائيّة لعلاج مرض باركنسون، والتي تتضمن ما يأتي[٢]:
- الليفودوبا: يعد من أكثر العلاجات شيوعًا لمرض باركنسون، إذ يساعد على رفع مستويات الدوبامين في الدماغ.
- محفّزات الدوبامين: يمكن لمنبهات الدوبامين تقليد عمل الدوبامين في الدماغ، وتعد أقل فعاليةً من الليفودوبا إلا أنه يمكن أن تكون علاجًا وسيطًا عندما تكون منبهات الدوبامين أقل فعاليةً.
- مضادات الكولين: تستخدم مضادات الكولين لتثبيط الجهاز العصبي اللاودي.
- الأمانتادين: يمكن استخدام الأمانتادين مع أدوية الكاربيدوبا والليفودوبا وهو دواء يحجب الغلوتامات، والذي يوفر راحة قصيرة المدى للحركات اللاإراديّة والتي قد تكون أحد الآثار الجانبية لدواء ليفودوبا.
- مثبطات أنزيم الكاتيكول O ميثيل ترانسفيراز: يزيد من مدة تأثير دواء الليفودوبا.
- مثبط أكسيداز أحادي الأمين: يُثبّط إنزيم مؤكسد أحادي الأمين ب، إذ إنّ هذا الإنزيم يكون مسؤولًا طبيعيًّا في الجسم عن تحطيم الدوبامين الموجود في الدماغ، ومن الضروريّ التحدث مع الطبيب قبل تناول أي أدوية مع مثبط أكسيداز أحادي الأمين إذ يمكن أن يتفاعل مع العديد من الأدوية ومنها:
- مضادات الاكتئاب.
- نبتة العرن المثقوب.
- السيبروفلوكساسين.
- بعض الأدوية الناركوتية.
ومع مرور الوقت تنخفض فعالية العلاجات الدوائية، وفي المراحل المتأخرة من مرض باركنسون قد تطغى الآثار الجانبية على فوائد الدواء، وعلى الرغم من ذلك فإنها ما زالت توفر تحكمًا كافيًا بالأعراض.
أعراض مرض باركنسون
تتضمن بعض أعراض مرض باركنسون الأولية ما يأتي[٣]:
- الحركة: من الممكن ظهور رعشة في اليدين.
- التوازن والتنسيق: إذ إنّ هذا المرض يتسبب بانخفاض الشعور بالتوازن ويؤدي إلى خلل في التنسيق، مما يزيد احتمالية سقوط الأشياء التي يحملها الشخص، كما تزداد فرصة سقوط الشخص.
- المشية: من الممكن أن يتغير وضع الشخص قليلًا عند المشي إذ يمكن أن يميل للأمام قليلًا، كما يمكن أن تصبح المشية عشوائية.
- تعابير الوجه: قد تصبح تعابير الوجه ثابتةً وينتج ذلك بسبب التغيرات في الأعصاب التي تتحكم بعضلات الوجه.
- الصوت: من الممكن أن تحدث رعشة في الصوت، أو قد يتحدث الشخص بهدوء أكثر من قبل.
- خط اليد: من الممكن أن يختلف خطّ اليد، فمثلًا قد يصبح أصغر حجمًا.
- حاسة الشم: يعد فقدان حاسة الشم من الأعراض المبكرة لمرض باركنسون.
- مشكلات النوم: تعد مشكلات النوم من خصائص مرض باركنسون، وقد تكون من الأعراض الأولية ولكن قد يكون الأمر ناتجًا في بعض الأحيان عن الإصابة بحالة صحيّة أخرى، منها متلازمة تململ الساقين.
تشخيص مرض باركنسون
من الممكن أن تسبب العديد من الاضطرابات أعراضًا مشابهةً لمرض باركنسون، وإنّ الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراضٌ مشابهة لمرض باركنسون لكنها تكون ناتجة عن سبب آخر تسمى حالاتهم بمرض الباركنسونيّة، وفي حين يمكن تشخيص هذه الأمراض في البداية تشخيصًا خاطئًا كمرض باركنسون، إلا أنّ بعض الفحوصات الطبية والاستجابة للعلاجات الدوائية قد تساعد على تمييز هذه الاضطرابات عن مرض باركنسون، وبسبب وجود العديد من الأمراض التي تتشابه خصائصها مع مرض باركنسون وتختلف عنه في علاجها فإنّه من الضروريّ إجراء تشخيصٍ محدد في أقرب وقتٍ ممكن[٤].
حتى الآن لا توجد أي فحوصات دم أو فحوصات مخبرية يمكن أن تكشف عن أسباب غير الأسباب الوراثية لمرض باركنسون، ويعتمد التشخيص على التاريخ المرضيّ للشخص والفحص العصبيّ، ويُعدّ التحسن بعد تناول العلاجات الدوائية صفة مميزة أخرى لمرض باركنسون[٤].
المراجع
- ↑ "Parkinson's disease", mayoclinic, Retrieved 24-12-2019. Edited.
- ↑ "Everything You Want to Know About Parkinson’s Disease", healthline, Retrieved 24-12-2019. Edited.
- ↑ "Parkinson's disease and its causes", medicalnewstoday, Retrieved 24-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Parkinson's Disease", nia, Retrieved 25-12-2019. Edited.