محتويات
متى يكون النقص حادًّا في فيتامين (د)؟
يُعرَف فيتامين د بدوره الحيوي في الجسم، ويُعدّ نقصُه أمرًا شائعًا بين الناس؛ وتُعدّ الطريقة المُثلى لتحديد مستواه في الجسم من خلال تحليل الدم لقياس نسبة الـ25 هيدروكسي فيتامين د (25-hydroxy vitamin)؛ فإذا قَلَّت عن 12 نانوغرام لكل ملليلتر، فهذا يعني الإصابة بنقص هذا الفيتامين[١].
أسباب النقص الحاد في فيتامين (د)
تتضمن أبرز الأسباب الكامنة وراء النقص الحادّ في مستويات فيتامين د في الجسم ما يلي[١][٢]:
- عدم التعرّض لأشعة الشمس: يُنتِج جسم الإنسان فيتامين د عند تعرُّض البشرة يوميًا إلى أشعة الشمس، لذا تُحتَمَل إصابة الشخص بنقص هذا الفيتامين إذا مَكَثَ في منزله مدَّةً طويلة، أو إذا كان يعيش في بلدان واقعةٍ على خطوط العرض الشمالية، أو إذا كان يعمل في وظيفةٍ ليليةٍ تمنعه من التعرض لأشعة الشمس، أو إذا كان يغطِّي رأسه طوال الوقت لأسباب دينية.
- البشرة الداكنة: يزداد خطر الإصابة بنقص فيتامين د الحادّ بين أصحاب البشرة الدَّاكنة، ويُعزى ذلك إلى دور صبغة الميلانين في تقليل قدرة الجلد على إنتاج فيتامين د عند تعرُّضِه إلى أشعة الشمس.
- بعض الأمراض: قد يُصاب الشخص بنقص فيتامين د الحادّ إذا كان مريضًا بأمراضٍ معينةٍ، مثل التليّف الكيسي(اضطراب وراثي يؤثِّر على الطريقة التي يصنع بها الجسم المخاط إذ يجب أن يكون المخاط رقيقًا وزلقًا، ولكن في التليّف الكيسي يصبح سميكًا وشبيهًا بالصمغ، ويؤدي ذلك إلى سدّ الأنابيب والقنوات في جميع أنحاء الجسم[٣]) وداء كرون (مرض التهابي مزمن يصيب الجهاز الهضمي، وتشمل أعراضه آلامًا في البطن وإسهالًا قد يكون دمويًا، وفقدانًا للوزن[٤]) والداء البطني أو مرض السيلياك (مجموعة اضطرابات هضمية ناتجة عن مشكلةٍ في هضم مادة الغلوتين، وهي بروتين موجود في بعض الأطعمة، مثل الخبز، والمقرمشات، والمعكرونة، ممّا يؤثر على امتصاص العناصر الغذائية، وتشمل أعراضه الغازات والانتفاخ وفقدان الوزن والإرهاق[٥])؛ فجميع الأمراض السابقة تؤثِّر في كفاءة امتصاص الأمعاء لفيتامين د من المكملات الغذائية ومن الأطعمة المحتوية عليه، والأمر ذاته يسري على أمراض الكبد والكلى المختلفة؛ إذ تقلِّل هذه الأمراض كمية الإنزيم الضروري لتحويل فيتامين د إلى شكله القابل للاستخدام في الجسم، فكلما انخفضت مستويات هذا الإنزيم نقصت مستويات فيتامين د.
- السِّمنة: توجد صِلةٌ بين زيادة مؤشِّر كتلة الجسم عن 30 وانخفاض مستويات فيتامين د في الجسم؛ إذ تحتفظ الخلايا الدهنية بهذا الفيتامين وتمنع إطلاقه في الجسم، لذا يزداد احتمال نقص مستوياته لدى الأفراد المصابين بالسمنة المُفرطة؛ خاصةً أنها تتطلَّب من الشخص تناوُل جرعاتٍ أكبر من مكملات فيتامين د حتى يبلغ مستوياته الطبيعية في الجسم ويحافظ عليها.
- جراحات إنقاص الوزن: تقلّ كمية المعادن والفيتامينات المختلفة عند الأفراد الذين أجروا جراحاتٍ لتصغير المعدة، أو جراحات المجازة المعدية (نوع من جراحات إنقاص الوزن التي تتضمّن إنشاء كيسٍ صغيرٍ من المعدة وربط الكيس الذي تم إنشاؤه حديثًا مباشرةً بالأمعاء الدقيقة، إذ يدخل الطعام المبتلع إلى هذا الكيس الصغير في المعدة ثم يدخل مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة وبالتالي يتجاوز معظم المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة حيث يتم الهضم[٦])، ممّا يتطلّب خضوعهم لإشراف طبّي دائم، وتناول المكملات الغذائية المتنوّعة، من ضمنها مكملات فيتامين د طوال حياتهم.
إضافةً إلى ما سبق تجدُر الإشارة إلى أنّ التقدّم في العمر من الممكن أن يزيد من خطر الإصابة بنقص فيتامين د، وذلك لأنّ قدرة الجلد على إنتاج فيتامين د تقلّ مع التقدّم في العمر، كما أنّ الأطفال الرضع خاصةً الذين يرضعون من حليب الثدي فقط (لأنّ حليب الثدي يحتوي على كمية قليلة من فيتامين د)، معرّضون أكثر من غيرهم من الأطفال لنقص فيتامين د في الجسم، مع الإشارة أيضًا إلى أنّ معظم تركيبات حليب البودرة للرضع لا تحتوي أيضًا على كميات كافية من فيتامين د[٢].
أعراض النقص الحاد في فيتامين (د)
يؤدي نقص فيتامين د إلى بعض الأعراض الشائعة التي تتضمن كلًا من الأمور التالية[٧]:
أعراض نقص فيتامين د عند الأطفال
يعاني الأطفال المصابون بنقص فيتامين د الحادّ من الأعراض التالية[٧]:
- انحناء أو تقوُّس الأرجل المترافق مع آلام العظام المختلفة خاصة في الساقَين، وضعف العضلات؛ وتعرف هذه الحالة بمرض الكُساح.
- ضعف نمو الطفل؛ إذ يؤثِّر ذلك على الطول أكثر من الوزن.
- تأخُّر ظهور الأسنان عند الطفل.
- معاناة الطفل من الهياج.
- زيادة خطر إصابة الطفل بالعدوى.
- تأثُّر عملية التنفس عند الطفل بسبب ضعف عضلات الصدر والقفص الصدري.
- معاناة الطفل من انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم نتيجة الكساح الشديد، مما يسبِّب صعوبة التنفس والتقلّصات العضلية.
أعراض نقص فيتامين د عند البالغين
تتضمّن أبرز أعراض نقص فيتامين د عند البالغين ما يلي[٧][٢]:
- الإحساس بالتعب والوهن العام في الجسم، والشعور بالألم والتوعك.
- المعاناة من لين العظام في حالات النقص الحادِّ في فيتامين د؛ إذ يشعر الشخص حينها بالألم والضعف الشديدَين، وقد يعاني أيضًا من ضعف العضلات، فيجد صعوبةً بالغةً في صعود السلالم أو النهوض عن الأرض، وقد تصبح مِشيَتُهُ متمايلة مع مرور الوقت.
- الإحساس بألمٍ وضغطٍ في العظام عامَّةً، وعظام الضلوع أو الساقَين خاصةً.
- الإحساس بالألم أسفل الظهر والوركين والقدمين والفخذين.
- المعاناة المحتملة من التعرُّض لكسرٍ شَعري يسبِّب الألم، وزيادة حالة هشاشة العظام.
- المعاناة من تقلبات المزاج والاكتئاب.
علاج النقص الحاد في فيتامين (د)
يهدف علاج النقص الحادّ في فيتامين د إلى بلوغ المستوى الطبيعي عند الشخص، ثم المحافظة عليه والحيلولة دون نقصه مجددًا، ويُحتمل أن يوصي الطبيب بالخيارات التالية[٢]:
- تعريض الجسم لأشعة الشمس لفترة أطول في الأوقات المناسبة.
- تناول الأطعمة المحتوية على هذا الفيتامين، مثل زيت كبد الحوت، وسمك السلمون، والتونة المعلبة، والسردين المعلب، وعصير البرتقال المُدعَّم بفيتامين د، والجُبن السويسري، وصفار البيض.
- تناول مُكمّلات فيتامين د الغذائية، وتباع هذه المُكمّلات بشكلين رئيسين، هما فيتامين د2 المعروف باسم الإرغوكالسيفيرول (Ergocalciferol)، وهو مستخرجٌ من مصادر نباتية، وفيتامين د3 المعروف باسم الكوليكالسيفيرول (cholecalciferol)، وهو مستخرج من مصادر حيوانية، وتُبَاع مكملات فيتامين د2 بوصفةٍ طبيةٍ، في حين تباع مكملات د3 دون وصفةٍ طبية، وتتميّز مكملات د3 بسهولة امتصاصها في الجسم، وبدوام مفعولها لمُدَّةٍ أطول من مكملات د2، ومع ذلك يجب على الشخص ألّا يتناول هذه المكملات إلا بعد استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة؛ فالإكثار منها يؤدي أحيانًا إلى الإصابة بحالةٍ تُعرَف بفرط كالسيوم الدم، مما يسبِّب بعض التأثيرات الجانبية مثل[٢]:
- العطش وكثرة التبوُّل.
- الغثيان.
- ضعف الشهية.
- الإمساك.
- الإحساس بالوهن.
- الارتباك والتَّشوش.
- الرنح أو الاختلاج الحركي، وهي حالةٌ عصبيةٌ تسبِّب التَّلعثُم في الكلام والترنُّح أثناء الحركة.
تأثير نقص فيتامين (د) على الحامل وجنينها
نقص فيتامين د من الحالات الشائعة بين النساء في بعض البلدان حول العالم، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى وجود صلةٍ بين نقص هذا الفيتامين وبعض المخاطر على صحة الأم وجنينها، مثل زيادة خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج أو تسمُّم الحمل (إحدى مضاعفات الحمل التي تتميز بارتفاع ضغط الدم وعلامات تدلُّ على تلف أحد أعضاء الجسم لدى الحامل وغالبًا يكون الكبد والكلى، ويمكن أن تؤدي إذا تُركت دون علاجٍ إلى مضاعفاتٍ خطيرة قد تكون قاتلة للحامل والجنين[٨])، وسكري الحمل، والولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، ولذلك يستحسن بكِ عزيزتي المرأة تناول غذاءٍ متوازنٍ، والحصول على كفايتكِ من هذا الفيتامين عبر المصادر الطبيعية، أما مكملات فيتامين د الغذائية فلا ينبغي لكِ تناوُلها خلال الحمل إلّا بعد مراجعة الطبيب وتحت إشرافه حصرًا[٩].
المراجع
- ^ أ ب Christine Mikstas (2020-07-27), "Vitamin D Deficiency", webmd, Retrieved 2020-11-28. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Vitamin D Deficiency", clevelandclinic, 2019-10-15, Retrieved 2020-11-28. Edited.
- ↑ Hansa D. Bhargava, MD (12/12/2019), "Cystic Fibrosis", webmd, Retrieved 11/12/2020. Edited.
- ↑ webmed staff, "Crohn's Disease Health Center", webmd, Retrieved 11/12/2020. Edited.
- ↑ webmed staff, "Celiac Disease Overview", webmd, Retrieved 11/12/2020. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (17/10/2020), "Gastric bypass (Roux-en-Y)", mayoclinic, Retrieved 11/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت Jacqueline Payne (2017-05-02), "Vitamin D Deficiency", patient, Retrieved 2020-11-28. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (19/3/2020), "Preeclampsia", mayoclinic, Retrieved 11/12/2020. Edited.
- ↑ "Vitamin D supplementation during pregnancy", who, Retrieved 2020-11-28. Edited.