أضرار الفيتامينات الصناعية

أضرار الفيتامينات الصناعية

الفيتامينات الصناعية

جميع المنتجات من الفيتامينات المصنعة التي تحمل اسم مكمل غذائي تحتوي على ملصق على العبوة يذكر المحتويات في هذه الحبوب بالتفصيل، وكمية المادة الفعالة وتركيزها في كل حبة، كما تذكر المكونات المضافة مثل مادة تغليف الحبوب، والنكهات المضافة إن وجدت، كما تقترح الشركة المصنعة حجم الحصة اليومية المسموحة، وبالرغم من أن بعض المكملات الغذائية قد يساعد الشخص في الحصول على كميات كافية من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسمه مثل الكالسيوم وفيتامين د، فهما مهمان للحفاظ على قوة العظام والحد من فقدان العظام؛ وحمض الفوليك الذي تتناوله الحوامل للتقليل من خطر العيوب الخلقية في الأجنّة؛ والأحماض الدهنية أوميغا 3 من زيت السمك تُعدّ مفيدةً للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، لكن تلك المكملات لا يُمكن أن تحل محل تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة المهمة من خلال نظام غذائي صحي.


من الجدير بالذكر أن المكملات الغذائية الصناعية لا تُصنف على أنها أدوية، بالتالي فهي لا تهدف إلى علاج الأمراض أو تشخيصها أو تخفيفها أو الوقاية منها، وتُعدّ منظمة الغذاء والدواء الأمريكية هي الهيئة التي تُشرف على كل من المكملات الغذائية والأدوية، وبالرغم من ذلك لا تطلب هذه الهيئة من الشركات المصنعة للفيتامينات والمكملات أن تحصل على موافقة هذه المنظمة على منتجها قبل بيعه في الأسواق، لكن تلك الشركات مطالبة بإثبات أن منتجاتها آمنة للاستعمال، وأن المعلومات على العبوة صادقة وليست مضللةً للمشتري، وبالرغم من الفوائد العديدة للفيتامينات المصنعة فلا يخلو الأمر من بعض المضار المحتملة التي سنذكر عددًا منها في هذا المقال[١].


أضرار الفيتامينات الصناعية

تختلف الفيتامينات الصناعية عن الطبيعية بأنها عناصر غذائية معزولة تُصنَع في المصانع وليست مستخلصةً من الأغذية، وغالبية المكملات الغذائية المتاحة في الأسواق اليوم هي فيتامينات مصنعة، تشمل المكملات التي يُمكن تصنيعها؛ الفيتامينات، ومضادات الأكسدة، والمعادن، والأحماض الأمينية، ومواد أخرى، وصُنعت لتُحاكي وتُشابه تأثير الفيتامينات الطبيعية عندما تدخل الجسم، وتكون متوفرةً بعدة أشكال صيدلانية منها الحبوب والمسحوق والسائل، ويُمكن التمييز بين المكملات المصنعة من مصادر طبيعية والمصنعة كيميائيًا بقراءة الملصق على العبوة، فغالبًا إن كانت الفيتامينات من مصادر طبيعية يُكتب على العبوة بأنها مستخلصة من مواد طبيعية، أما الصناعية فيُكتَب الاسم الكيميائي للفيتامين ولا ينوَّه على العبوة بأنه من مصادر طبيعية.


على الرغم من كون الفيتامينات الاصطناعية متطابقةً تقريبًا كيميائيًا مع الفيتامينات الموجودة في الطعام، إلا أن عملية إنتاج الفيتامينات الصناعية تختلف اختلافًا كبيرًا عن طريقة تكوين النباتات والحيوانات لتلك الفيتامينات، لذلك وعلى الرغم من وجود بنية كيميائية متماثلة فإن الجسم يتفاعل تفاعلًا مختلفًا مع العناصر الغذائية الاصطناعية، وليس من الواضح تمامًا أن الفيتامينات الصناعية قابلة للامتصاص والاستخدام في الجسم، فقد يمتص بعضها بسهولة أكبر من بعضها الآخر، فعند تناول طعام حقيقي فإن الشخص لا يستهلك العناصر الغذائية منفردةً كما هو الحال في الحبوب، بل يتناول مجموعةً كاملةً من الفيتامينات والمعادن والعوامل المشتركة والإنزيمات التي تسمح بالاستخدام الأمثل لها من قبل الجسم، ودون هذه المركبات الإضافية من غير المرجح أن يَستخدم الجسم العناصر الغذائية الاصطناعية بنفس طريقة استفادته من الفيتامينات الطبيعية، فعلى سبيل المثال تُشير الدراسات إلى أن فيتامين هـ الطبيعي يُمتص بفاعلية تصل إلى الضِّعفين أكثر من فيتامين هـ الصناعي[٢].


يخلص بحث منشور لشيئين مهمين أولهما أن الفيتامينات الصناعية وغيرها من العناصر غير الطبيعية في الغالب غير فعالة للوقاية من الأمراض، وثانيًا تلك المواد الكيميائية قد تكون خطرةً على الصحة، فقد ثبت أن بعضها يزيد من خطر الموت، ومعظم الدراسات تُشير إلى زيادة الإصابة بالسرطان وأمراض القلب نتيجة تلك المواد الصناعية، ومن أبرز المخاطر الأخرى للفيتامينات الصناعية ما يأتي[٣]:

  • جرعة واحد كيلو غرام أو ما يُعادل 1000 ملغرام من فيتامين ج في اليوم لها آثار جانبية خطيرة تُعيق نظام التحكم بالطاقة لدى الشخص الملتزم بتناول هذه الجرعة من فيتامين ج الصناعي حمض الأسكوربيك، وذلك عن طريق إضعاف الميتوكوندريا في الخلايا وهي العضلة التي تحرق الدهون والسكر داخل الخلية، كما كان لهذه الجرعة آثار سلبية كبيرة على نظام مضادات الأكسدة التابع لجهاز المناعة في الجسم، وقد يكون تناول هذا الفيتامين أكثر خطرًا على الأطفال منه على البالغين.
  • بالرغم من الكتابة على بعض العبوات بأنها تحتوي فيتاميناتٍ من مصادر طبيعية، إلا أن الحقيقة أن العمليات التي تتعرض لها الأغذية والحرارة العالية خلال التصنيع تحطم معظم تلك العناصر الطبيعية وتعوض بعناصر صناعية، كما أن الطعام الطبيعي لا يُمكن أن يحتوي على تلك التراكيز العالية من الفيتامينات الموجودة في المكملات الغذائية.
  • الشكل الصناعي لفيتامين أ أكثر سميةً بكثير من الشكل الطبيعي لهذا الفيتامين، لذا فإن تناوله بجرعات عالية يحمل مخاطرَ كبيرةً.
  • من الممكن أن تكون جميع أشكال فيتامين د الصناعية سامةً في حال تناولها بكميات كبيرة، أما فيتامين د الطبيعي الذي يُصنعه الجسم نتيجة التعرض للشمس فلا يمكن أن يُسبب سميةً مهما تعرَّض الشخص للشمس.


أضرار الجرعة الزائدة من الفيتامينات

معظم الناس لا يحصلون على جرعات كبيرة سامة من الفيتامينات إلا إذا كان الشخص يتناول الأطعمة المدعمة بالفيتامينات، أو يتناول مكملاتٍ للفيتامينات يوميًا، عندها يُمكن بسهولة أن يتناول أكثر من الاحتياجات اليومية الموصى بها من الفيتامينات، لذا تُرجى مراعاة بعض النصائح عند التفكير في أخذ فيتامينات مكملة، منها[٤]:

  • إذا كان الشخص يتناول مكملًا فيجب عليه الالتزام بألا يزيد مقدار ما يتناوله عن القيمة اليومية الموصى بها من الفيتامينات أو المواد الغذائية التي يجب أن يحصل عليها الشخص من أجل الحصول على أقصى درجات الصحة.
  • غالبًا تُوجد ثلاثة عناصر غذائية يتناولها الناس تناولًا مفرطًا أكثر مما يحتاجه جسمهم، وهي فيتامين د، والكالسيوم، وحمض الفوليك، وعند تناول المكملات قد ينتهي الأمر بالشخص بأن يتناول أكثر من أربعة آلاف وحدة دولية يوميًا من فيتامين د وهو الحد الأعلى الآمن اليومي لفيتامين د الذي يرتبط بالتسبب بمشكلات خطيرة في القلب، وكذلك حمض الفوليك رغم أنه يمنع تشوهات الجهاز العصبي عند الأطفال الناتج عن نقص حمض الفوليك لدى النساء الحوامل، إلا أنه قد يُسبب مشكلاتٍ صحيةً أخرى لدى الأشخاص الذين يتناولونه أكثر من اللازم، إذ ليس من الصعب الحصول على أكثر من ألف ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا وهو الحد الأعلى الآمن للبالغين من خلال تناول الأطعمة والمكملات الغذائية المدعمة بانتظام، وهذا قد يُخفي علامات نقص فيتامين ب 12 لدى كبار السن الذي قد يؤدي إلى تلف دائم في الأعصاب إذا تُرك دون علاج.
  • الفيتامينات الذائبة في الدهن مثل فيتامين أ وفيتامين د أكثر عرضةً للتسبب بأعراض تسمم عند تناولها بانتظام بجرعات عالية، لأنها تبقى في الجسم ولا تخرج منه.


المراجع

  1. nih staff (2011-6-17), "Dietary Supplements: What You Need to Know"، nih, Retrieved 2019-12-16. Edited.
  2. Mary Jane Brown, PhD, RD (2016-8-17), "Synthetic vs Natural Nutrients: Does It Matter?"، healthline, Retrieved 2019-12-16. Edited.
  3. Dr. Phil Maffetone (2015-5-3), "Serious Dangers of Synthetic & Unnatural Vitamins"، philmaffetone, Retrieved 2019-12-16. Edited.
  4. Cari Nierenberg (2014-4-2), "Getting Too Much of Vitamins And Minerals"، webmd, Retrieved 2019-12-18. Edited.

فيديو ذو صلة :

522 مشاهدة