محتويات
الثوم
الثوم من النباتات القوية المعمّرة، وموطنه الأصلي آسيا الوسطى وجنوب أوروبا، ويُعد النبات ذو النكهة الأقوى ضمن عائلة البصليات، وله حضور قوي في عالم الطبخ، ويستخدم على نطاق واسع في علاج العديد من الحالات الصحية، ويتكون الثوم من رؤوس كل منها يحتوي على فصوص صغيرة متصلة مع بعضها ويغطى كل منها بقشور بيضاء رقيقة منفصلة، ويتصل بالرأس من الأسفل أوراق خضراء رفيعة مسطحة، ويوجد نوعين رئيسين من الثوم، النوع الأول فصوصه كبيرة وعددها أقل والنوع الثاني فصوصه صغيرة وعددها أكبر وهو النوع المنتشر لأن صلاحيته تمتد لما يقارب ثمانية أشهر في درجة حرارة الغرفة[١].
عُرف استخدام الثوم في الحضارات القديمة كالمصرية والبابلية والصينية والرومانية واليونانية بسبب خواصه الطبية، وقد استخدمه أبقراط في علاج أمراض معينة ولتخفيف الشعور بالتعب وزيادة إنتاجية العمال، وقد أُعطي الثوم للاعبي الأولمبياد في اليونان القديمة لتحسين أداؤهم الرياضي، ولكن لم يُعرف استخدامه في الطبخ في تلك الأزمنة[٢].
فوائد قشر الثوم
نسمع دائمًا عن فوائد الثوم وأن هذا النبات حظي بمكانة خاصة في الدراسات العلمية، وبالرغم من قلة الدراسات عن قشر الثوم إلا أنها جاءت بعدد من النتائج الإيجابية، فهي مصدر للعديد من مضادات الأكسدة القوية حسب ما أكدته دراسة يابانية عام 2003[٣]، كما خلصت دراسة كورية إلى إمكانية استخدام القشور كمضاد أكسدة في تحضيرات غذائية دوائية مشتركة للوقاية من بعض الأمراض[٤]، ونشرت أحد الدوريات الجامعية الاندونيسية بحثًا عن مستخلصات قشور الثوم جاء فيه أن المستخلص المائي لقشور الثوم يحتوي على نشاط أكبر للمركبات النباتية من ناحية النشاط المضاد للتأكسد والمضاد للبكتيريا مقارنةً بالمستخلص الكحولي، مما يوضح أنه يمكن الاستفادة من قشور الثوم عندها وضعها في وسط مائي[٥]، ويمكن تلخيص أهم فوائد الثوم التي ذكرتها بعض الدراسات كما يأتي:
- مضاد لنمو البكتيريا: جاء في دراسة نيجيرية أن إضافة مستخلص قشور الثوم إلى لحم البقر المطبوخ كان له نشاط مضاد للتأكسد ومضاد للبكتيريا، مما يعد باستخدامه كمادة طبيعية لمنع نمو البكتيريا في الغذاء مع مواد أخرى فعالة وبذلك يمكن الاستفادة من قشر الثوم في استخدامات غذائية مفيدة بدلًا من إلقائه في القمامة[٦].
- معقم للجو والأسطح: في أحد الدراسات الهندية عن تقييم الممارسات الهندية الشعبية (إيروفيدا) المستخدمة في تعقيم الهواء عن طريق التبخير أكدت قدرة قشور الثوم مع مركبات نباتية أخرى على تعقيم الهواء والأسطح في المستشفيات بفضل احتوائها على مركبات كبريتية مثل أليسين، وكان من أهم نتائج هذه الدراسة ما يأتي[٧]:
- أدى تبخير قشور الثوم في أحد المستشفيات إلى خفض نسبة البكتيريا الموجودة في الهواء بشكل ملحوظ.
- أدى اكتشاف قدرتها على تطهير الهواء إلى ملاحظة أن قشور الثوم قادرة على تعقيم الأسطح من أنواع البكتيريا المكورة العنقودية المقاومة للمضاد الحيوي مثيسيلين وهي المسبب الرئيسي للتلوث في المستشفيات.
- يمكن لقشور الثوم بسبب وفرتها ورخص ثمنها أن تكون وسيلةً فعالةً لعلاج التهاب الحلق وجهاز التنفس.
- مكمل غذائي ومضاد حيوي للدجاج البيّاض: جاء في بحث في دورية جامعية إندونيسية أن إضافة رؤوس الثوم ومسحوق قشرها إلى غذاء الدجاج البياض كان بمثابة إضافة عضوية أدت إلى تحسين جودة البيض الخارجية والداخلية ويمكن أن تكون مضادًا حيويًأ بدلًا من المضادات العادية عند استخدامها بتركيز معين[٨].
القيمة الغذائية لقشر الثوم
تختلف قشور الثوم كثيرًا عن الفصوص في تركيبها، إذ تغلب الكربوهيدرات على تركيبة القشور وتبلغ نسبتها 93%، بينما نسبة الماء 5.5% فقط، أما نسبة البروتين في القشور فهي 0.57% وهي أقل بكثير من النسبة في الفصوص البالغة 7.87%، وتشكل الدهون في القشور ما نسبته 0.05% فقط مقارنةً بـ 0.52 عند الفصوص والسبب في هذه النسبة الضئيلة هو تطاير الزيت من القشور خلال تحضيرها، وتبلغ نسبة الأملاح المعدنية 0.5%.
ومن أهم مضادات الأكسدة الموجودة في قشر الثوم الفينيل بروبانويدات، التي تمتلك قدرةً هائلةً على الحد من الجذور الحرة المسببة للتأكسد إذا ما قورنت بمضادات الأكسدة المعروفة إذ يبلغ مقدار النشاط المضاد للتأكسد في قشر الثوم 79 ميكروجرام/مل مقارنة بـ 4 ميكروغرام/مل لفيتامين ج[٦].
القيمة الغذائية لفصوص الثوم
يحتوي الثوم على كميات قليلة من السعرات الحرارية والألياف والبروتين، وكميات بسيطة من بعض الفيتامينات مثل فيتامين ج و فيتامين ب 6 وفيتامين ب 1 والمعادن مثل المنغنيز والنحاس والسيلينيوم والكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم، إلا أن أهمية الثوم الغذائية وفوائده العلاجية تعود إلى المركبات النباتية الكبريتية وأهمها أليسين، وهو مركب غير ثابت ولا يتفعّل إلا بسحق أو تقطيع فصوص الثوم فقط[٢].
فوائد الثوم للجسم
العديد من الدراسات أكدت أهمية الثوم لصحة الإنسان، ومع الأخذ بعين الاعتبار أن الدراسات كانت على مكملات الثوم التي تكون على شكل مسحوق يحتوي على مستخلص الثوم أو زيت الثوم وليس على الثوم الطازج[٢]:
- يُقلل من أعراض البرد: إذ أكدت الدراسات أن استخدام مكملات الثوم أدى إلى تخفيض عدد مرات الإصابة بالبرد والأعراض المصاحبة له عند المصابين.
- يُقلل ضغط الدم المرتفع: أكدت دراسة أن استخدام كمية معينة من مستخلص الثوم المُعتق أدى إلى تخفيض ضغط الدم المرتفع بنفس فعالية الأدوية المخصصة لذلك علمًا بأن الجرعة المستخدمة من مكملات الثوم تعادل تناول 4 فصوص من الثوم يوميًا.
- يُساعد على تخفيض نسبة الكوليسترول السيئ: ارتبط تناول مكملات الثوم عند بعض الأشخاص في تخفيض نسبة الكوليسترول السيء دون التأثير على الكوليسترول الجيد أو الدهون الثلاثية.
- يُساعد على الوقاية من الأمراض العقلية: كالخرف و الألزهايمر فقد أكدت بعض الدراسات أن تناول كميات مرتفعة من مكملات الثوم يمدُ الجسم بكميات مناسبة من مضادات الأكسدة التي تحد من أعراض شيخوخة الجسم والتي تؤدي لمثل هذه الأمراض، كما أن قدرة الثوم على خفض ضغط الدم ومستوى الكوليسترول قد تساهم كذلك في منع الإصابة.
- يُخلص الجسم من المعادن الثقيلة: إذ جاء في أحد الدراسات أن مكملات الثوم ساعدت عمال مصانع السيارات الذين يتعرضون كثيرًا لعنصر الرصاص على تقليل نسبة الرصاص في الدم وتخفيف أعراض التسمم مثل الصداع وضغط الدم.
*يُخفف أعراض نقص الإستروجين بعد انقطاع الطمث: فقد أكدت دراسة أن تناول غرامين من مستخلص الثوم المجفف عند النساء في سن الأمل يخفف من أعراض نقص الإستروجين مما يُحسن صحة العظام.
الآثار الجانبية لتناول الثوم
يجب الحذر عند تناول الثوم من احتمال الإصابة بما يأتي[٢]:
- رائحة نفس مزعجة قوية
- الشعور بالحرقة
- خفض ضغط الدم بشكل أكبر عند من يعانون من انخفاضه أصلًا أو من يتناولون مميّعات الدم.
طريقة تحضير الثوم المشوي مع القشر
بعد الاطلاع على فوائد قشر الثوم أصبح من المُشجع تجربة الثوم مع قشورها، فهي أيضًا تحافظ على نكهة وفوائد الفصوص من الفقد أو التطاير، إليكم طريقة تحضير الثوم المشوي مع القشر[٩]:
- يُحمّى الفرن لدرجة حرارة مناسبة.
- يوضع رأسان من الثوم على ورقة قصدير بعد إزالة طبقة رقيقة من الجزء العلوي بحيث تظهر الفصوص من الداخل.
- يُرش القليل من زيت الزيتون على الرؤوس، ويمكن إضافة القليل من الملح والأعشاب حسب الرغبة.
- يلف القصدير على رؤوس الثوم ويوضع في الفرن لمدة 30 دقيقة أو حتى يصبح الرأس بني اللون وطريًا.
كما يمكن إضافة القشور أثناء طبخ الشوربات أو المرق بأنواعها المختلفة وتصفيتها قبل التقديم، أو تفريزها لاستخدامها لاحقًا، مع ضرورة غسلها قبل الاستخدام[١٠].
المراجع
- ↑ Julie Garden-Robinson, Ph.D., R.D., L.R.D, Esther McGinnis, Ph.D (2015-3), "From garden to table"، ag.ndsu.edu, Retrieved 2019-11-26. Edited.
- ^ أ ب ت ث Joe Leech, MS (2018-6-28), "11 proven health benefits of garlic"، healthline.com, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ "Identification of six phenylpropanoids from garlic skin as major antioxidants", ncbi,2003، Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ "Assessment of Antioxidant Activity of Garlic (Allium sativum L.) Peels by Various Extraction Solvents", db.koreascholar, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ "GARLIC PEEL EXTRACT PHYTOCHEMICAL EVALUATIONAND EXTRACTION OPTIMIZATION", journal.sgu.ac.id, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ^ أ ب "Investigation of Antioxidant and Antimicrobial Properties of Garlic Peel Extract (Allium sativum) and Its Use as Natural Food Additive in Cooked Beef", semanticscholar,2014-1-18، Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ "Validation of environmental disinfection efficiency of traditional Ayurvedic fumigation practices", sciencedirect.com,2019-8-16، Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ "The Use of Garlic (Allium sativum Linn) Bulb and Husk Powder as an Organic Feed Additive on Egg Quality of Laying Hens", irjaes, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ "Roasted Garlic", foodnetwork, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ MARGARET EBY (2019-1-2), "Why You Should Save Your Garlic Skins"، myrecipes, Retrieved 2019-11-19. Edited.