مرض نقص كريات الدم البيضاء

مرض نقص كريات الدم البيضاء

ما هي الأمراض التي تتسبّب بانخفاض كريات الدم البيضاء؟

تتكوّن كريات الدم البيضاء (بالإنجليزية: White blood cells) في نخاع العظام في جسم الإنسان، وهي جزء أساسي من جهاز المناعة؛ إذ تكمن وظيفة هذه الكريات في التعرّف على مجموعةٍ واسعةٍ من مسببات الأمراض والعدوى ومكافحتها، وكما هو معلوم، يُنتج الجسم قرابةَ 100 مليار كرية بيضاء يوميًا، بيد أنّ عددها في الجسم يتفاوت بين شخص وآخر تبعًا لمجموعة مختلفة من العوامل مثل العمر والعرق والجنس والأمراض والمشكلات الطبية، وعمومًا يحتمل أن ينخفض عدد الكريات البيضاء نتيجةً لمجموعةٍ من الأسباب والأمور المختلفة منها ما يأتي[١][٢][٣]:

حالات العدوى

تُشكّل العدوى بأنواعها المختلفة سببًا شائعًا لانخفاض كريات الدم البيضاء؛ فقد يقل عدد تلك الكريات إما في أثناء العدوى وإما في المرحلة التالية للعدوى، وتتضمّن أبرز حالات العدوى المسببة لنقص كريات الدم البيضاء ما يلي:

  1. العدوى الطفيلية، مثل الملاريا.
  2. العدوى الفيروسية، مثل:
    1. الإنفلونزا.
    2. التهاب الكبد أ وب.
    3. الفيروس المخلوي التنفسي.
    4. الفيروس المضخم للخلايا.
    5. فيروس إبشتاين-بار.
    6. الحصبة.
    7. فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
  3. العدوى البكتيرية، مثل:
    1. السالمونيلا.
    2. السعال الديكي.
    3. الحمى المالطية.
  4. أمراض الريكتسيا، مثل:
    1. داء لايم.
    2. داء إيرليخ.
    3. التيفوس.
    4. عدوى بكتيريا أنابلازما.

أمراض المناعة الذاتية

تتسبب بعض أمراض المناعة الذاتية في تدمير كريات الدم البيضاء في الجسم، وقد تكون تلك الأمراض إمّا أولية (مثل قلة العدلات الأولي، وهي إحدى أنواع كريات الدم البيضاء) وإمّا ثانوية كما هو الحال في الأمراض التالية:

  1. الذئبة.
  2. التهاب المفاصل الروماتويدي.
  3. داء كرون.
  4. متلازمة شوغرن.
  5. ألم العضلات الروماتيزمي.

اضطرابات نخاع العظام

يعاني الإنسان من انخفاض كريات الدم البيضاء نتيجة المشكلات والأمراض التي تصيب نخاع العظام في الجسم، وهذا يشمل:

  1. تسرب سائل نخاع العظام: تعيق هذه المشكلة عملية تكوين كريات الدم، فتنخفض كريات الدم البيضاء نتيجة لذلك، والأمر ذاته يحصل نتيجة انتشار أورام السرطان إلى نخاع العظام، وهذا يشمل سرطانات الثدي والقولون والجلد والمعدة والبروستاتا.
  2. اضطرابات نخاع العظام: تشمل أبرز هذه الاضطرابات كلًا من فقر الدم اللاتنسجي، ومتلازمة خلل التنسج النخاعي، والورم النخاعي المتعدد.

العوامل البيئية

يحدث نقص كريات الدم البيضاء عند الإنسان أحيانًا نتيجة بعض العاومل البيئية التي تشمل:

  1. التعرض إلى الزئبق أو الزرنيخ أو النحاس.
  2. الإفراط في استهلاك المشروبات الكحولية.
  3. التعرض للإشعاعات الضارة.

نقص العناصر الغذائية

يرتبط سوء التغذية ونقص بعض العناصر الغذائية بانخفاض عدد كريات البيضاء في الجسم جرّاء قلّة إنتاجها، فنقص فيتامين ب12 وحمض الفوليك من الأسباب الشائعة لهذه الحالة.

الالتهابات

يؤدي مرض الساركويد الالتهابي إلى انخفاض عدد كريات الدم البيضاء عند المريض.

تضخم الطحال

يصاب الإنسان أحيانًا بتخضم الطحال، مما يؤدي إلى عزل الكريات البيضاء في الطحال، وتحدث هذه الحالة غالبًا عند الإصابة بتليف الكبد أو بأحد اضطرابات الدم.

الأدوية

ينخفض عدد كريات الدم البيضاء أحيانًا نتيجة الأدوية أو العلاجات التي يخضع لها الشخص، وهذا يشمل كلًا من:

  1. المضادات الحيوية.
  2. مضادات الهيستامين.
  3. أدوية العلاج الكيميائي.
  4. العلاج الإشعاعي.
  5. مدرات البول.
  6. مضادات الاختلاج (الصرع).
  7. الأدوية المُضادة للدرقية.


كيف يتعامل الطبيب مع انخفاض كريات الدم البيضاء؟

يختلف العلاج الذي يوصي به الطبيب لانخفاض كريات الدم البيضاء عند الإنسان تبعًا للسبب الكامن وراءه، وهذا يشمل ما يلي[٤]:

الأدوية

يوصي الطبيب بالأدوية لتعزيز إنتاج كريات الدم، أو ربما يستخدم الأدوية لعلاج السبب الكامن وراء ذلك انخفاض عددها؛ على سبيل المثال، قد يصِفُ مضادات الفطريات أو المضادات الحيوية لعلاج العدوى الفطرية والبكتيرية، كذلك ربما يُقرّر الطبيب إيقاف بعض العلاجات عند المريض إذا كانت هي السبب الرئيسي لانخفاض كريات الدم البيضاء؛ على سبيل المثال، قد يوصي بإيقاف العلاج الكيميائي حتى يحصل الجسم على وقتٍ كافٍ لإنتاج أعداد إضافية من كريات الدم البيضاء.

عوامل النمو

يفيد استخدام العامل المنبه لمستعمرات الخلايا المحببة وعوامل النمو الأخرى في حالات انخفاض كريات الدم البيضاء الناجمة عن عوامل وراثية أو نتية العلاج الكيميائية، وتكون عوامل النمو هذه بروتينات تحفز الجسم على إنتاج كريات الدم البيضاء.

النظام الغذائي

يوصي الطبيب في حالات الانخفاض الشديد في كريات الدم البيضاء بضرورة اتباع نظام غذائي منخفض البكتريا؛ إذ ثمة اعتقاد أن هذا النظام يقلل احتمال الإصابة بالعدوى البكتيرية الآتية من الأطعمة أو بفعل طريقة تحضيرها.

نصائح منزلية

يوصي الطبيب ببعض النصائح المنزلية البسيطة التي يمكن اتباعها بسهولة عند الأفراد المصابين بقلة كريات الدم البيضاء، وهي تشمل ما يلي:

  1. الحرص على تناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية، مثل الفواكه والخضروات.
  2. نيل قسطٍ وافر من الراحة، والتخطيط المسبق للأنشطة بحيث تجري ممارستها في الوقت الذي يتمتع به الشخص بأكبر قدر من الطاقة.
  3. توخي الحذر جيدًا وتجنب التعرض إلى الخدوش والجروح مهما كانت صغيرة؛ فهي تشكل بيئة مثالية لحدوث العدوى.
  4. تجنب التعرض إلى البكتريا بوساطة غسل اليدين طوال اليوم، واستخدام معقم اليدين وتجنب بعض الممارسات والأنشطة مثل تغيير الحفاضات أو تنزيف صناديق القمامة أو أقفاص الحيوانات.


ما هي أعراض انخفاض كريات الدم البيضاء؟

تكون أعراض انخفاض كريات الدم البيضاء هي ذاتها الناجمة عن حالات العدوى المختلفة عند الإنسان؛ وربما يعاني الشخص من الشعور العام بالتعب والوهن نتيجة الانخفاض الشديد في عدد كريات الدم البيضاء لديه، وتظهر عليه مجموعة من الأعراض والعلامات التحذيرية التي تتجلى في العدوى المتكررة، والالتهابات، والشعور العام بالتوعك والمرض، وظهور القروح حول الفم، وتتضمن الأعراض الأخرى المرتبطة بنقص كريات الدم البيضاء ما يلي[١]:

  1. المعاناة من الحمّى والقشعريرة المترافقة أحيانًا مع التعرق الليلي.
  2. المعاناة من الصداع وتيبس الرقبة.
  3. ظهور القروح أو البقع البيضاء حول الفم.
  4. الإصابة بالتهاب الحلق.
  5. المعاناة من السعال أو ضيق التنفس.
  6. الإحساس بألم وحرقة عند التبول.
  7. الإحساس بألم في البطن يترافق أحيانًا مع الإسهال.
  8. المعاناة من الاحمرار والتورم حول مواضع الجروح، وخروج بعض الإفرازات منها.

ومع ذلك ينبغي للشخص أن يدرك أن الأعراض لا تكون بارزة وواضحة في حالات العدوى الشديدة المسببة لنقص كريات الدم البيضاء؛ فهذه الكريّات مسؤولة عن ظهور أعراض الالتهاب والقيح وغيرها، مما يعني أن نقصها يؤدي بالضرورة إلى عدم ظهور تلك الأعراض على النحو المتوقع والمعتاد[١].


تشخيص انخفاض كريات الدم البيضاء

تُشخص الإصابة بانخفاض عدد كريات الدم البيضاء عند الإنسان عند إجراء تحليل معروف بتعداد الدم الكامل؛ إذ يوصي الطبيب بإجرائه دوريًا عند بعض الأفراد الذين يعانون من حالات مُحددة، مثل العدوى بأنواعها المختلفة واضطرابات الجهاز المناعي، ويستفيد الطبيب من نتائج تعداد الدم في تحديد بعض التشخصيات المحتملة لأسباب نقص كريات الدم البيضاء، وقد يوصي أحيانًا بإحالة المريض إلى طبيب آخر اختصاصي في أمراض الدم[٣].


المراجع

  1. ^ أ ب ت Lynne Eldridge (20/7/2020), "What Is Leukopenia?", verywellhealth, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  2. "Low White Blood Cell Count", healthgrades, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Low White Blood Cell Count", clevelandclinic, 12/1/2018, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  4. Sandy McDowell (17/9/2018), "What Is Leukopenia?", healthline, Retrieved 6/3/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :