عدد كريات الدم البيضاء عند مرضى الايدز

عدد كريات الدم البيضاء عند مرضى الايدز

كيف يؤثر مرض الإيدز على كريات الدم البيضاء؟

يهاجم فيروس نقص المناعة البشرية الذي يسبّب مرض الإيدز نوعًا معينًا من كريات الدم البيضاء التي تُشكّل جزءًا من جهاز المناعة في الجسم، وتُعرَف هذه الكريات البيضاء باسم الخلايا المساعِدة CD4، أو الخلايا التّائيّة، وعندما يدمّرها الفيروس يصعب على الجسم مقاومة عدوى جديدة قد تحدث للجسم في المستقبل، ولا يهاجِم فيروس الإيدز الخلايا التائية فحسب بل يستخدمها أيضًا ليتكاثَر[١].


عدد كريات الدم البيضاء عند مرضى الإيدز

تشير خلايا أو كريات الدم البيضاء إلى أحد أنواع الخلايا المُنتَجة في نخاع العظم، ووظيفتها الأساسية مكافحة العدوى، ويمكن معرفة عددها عند إجراء فحص تعداد الدم الكامل الذي يُعرف اختصارًا بالرمز (CBC)، وهو فحصٌ يقيس مكونات الدم المختلفة للكشف عن أي تغيراتٍ قد تقع خارج النطاق الطبيعي، وقد تشير قيمة عدد كريات الدم البيضاء المرتفعة أو المنخفضة إلى إصابة الفرد بمرض أو اضطراب، وقد يستخدمها الأطباء لتحديد ما إذا كانت هذه التغيرات مرتبطة بالتهابٍ أو بأثرٍ جانبي للدواء أو بحالة مرضية، مثل الحساسية أو التوتر أو تلف الأنسجة، أما عند الإصابة بمرض الإيدز يزيد عدد هذه الكريات بسبب مقاومة الجسم للعدوى، وقد يطلب الطبيب إجراء فحوصاتٍ أخرى لتحديد السبب الدقيق لهذه التغييرات، ومن ناحية أخرى قد تؤدي بعض الاضطرابات المرتبطة بفيروس الإيدز التي تؤثر في قدرة نخاع العظم على إنتاج كريات الدم البيضاء إلى انخفاض عددها، وتُعرف هذه الحالة بنقص كريات الدم البيضاء، ويكون الجسم فيها أقل قدرةً على مكافحة العدوى[٢].

ولكريات الدم البيضاء أنواع عديدة أبرزها الخلايا التائية أو المساعِدة CD4، والتي تؤدي إلى استجابةٍ مناعيةٍ تَكيّفيّة، والخلايا التائية القاتلة CD8، التي تسهم في قتل الفيروس[٢]، ويتراوح عدد خلايا CD4 الطبيعي من 500 إلى 1400 خلية لكل مليمترٍ مكعَّبٍ من الدم، وينخفض هذا العدد بمرور الوقت لدى مرضى الإيدز الذين لا يتلقون العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية أو (retroviruses)، منها فيروس الإيدز هي مجموعةٌ من الفيروسات التي لا تُخزّن معلوماتها الوراثية في شكل حمض نووي عادي (DNA)، بل في شكل نسخة حمض نووي (RNA) جاهزة للنسخ في خلايا الجسم الذي تهاجمه، وتحتوي على إنزيمٍ يستطيع عمل نسخٍ عكسي أي ينسخ معلوماتها الوراثية في الحمض النووي لخلايا المصاب وإذا تكاثرت بما يكفي يصبح جسم المصاب عرضةً للعديد من أنواع العدوى الانتهازية التي لا تُسبّب المرض عادةً لكنّها تسببه حين تضعف مناعة الشخص فقط[٣]، وإذا أصبح عددها أقلّ من 200 خلية لكل مليمتر مكعب؛ يصبح المريض عرضةً للعديد من أنواع العدوى الانتهازية، والتي قد يكون بعضها قاتلًا[٤].


عدد كريات الدم الحمراء عند مرضى الإيدز

تتمثّل وظيفة كريات أو خلايا الدم الحمراء في نقل الأكسجين من الرئتين إلى خلايا الجسم المختلفة، ويقاس عددها كجزءٍ من فحص (CBC) أيضًا، وقد يشير عدد كريات الدم الحمراء المنخفض إلى إصابة الفرد بفقر الدم، وفقر الدم هو حالةٌ يقلّ فيها وصول الأكسجين للخلايا؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة مثل شحوب الوجه، والشعور بالتعب والإرهاق، أما بالنسبة إلى مرض الإيدز ففقر الدم هو أحد الآثار الجانبية المحتملة لعقار الزيدوفودين الذي يُعدّ خيارًا دوائيًا مهمًا للبعض خاصةً خلال الحمل، وأحيانًا تؤثر العدوى المزمنة المرتبطة بفيروس الإيدز في عملية التمثيل الغذائي لبعض العناصر الغذائية المهمة، والتي قد يسهم نقصها في حدوث فقر الدم[٢]، ويُجدر بالذكر أن مرض الإيدز بحدِّ ذاته لا يسبب عادةً فقر الدم، ونادرًا ما يكون عدد كريات الدم الحمراء لدى الأشخاص المصابين بالإيدز أقلّ من الطبيعي، وتتراوح المعدّلات الطبيعية للرجال بين 4.5 و 6.1 مليون/مليلترٍ من الدم، وللنساء بين 4.0 و 5.3 مليون/مليلتر[٥].


كيف ينتقل مرض الإيدز؟

ينتقل فيروس مرض الإيدز عند دخول أيّ من سوائل جسم المصاب إلى جسم شخصٍ آخر، وقد يحدث هذا بعدة طرق؛ منها[٦]:

  • الجماع: قد ينتقل فيروس الإيدز عند الاتصال الجنسي مع شخصٍ مصابٍ عبر دمه، أو سائله المنوي، أو إفرازات المرأة المهبلية.
  • مشاركة الإبر: قد ينتقل فيروس الإيدز عند استخدام أكثر من شخصٍ أحدُهُم مصابٌ بالفيروس للإبر والمحاقن ذاتها.
  • نقل الدم: من المحتمل أن ينتقل فيروس الإيدز عند نقل الدم من شخصٍ لآخر؛ لكنّ احتمالية حدوث ذلك ضئيلةٌ جدًا؛ لأن المستشفيات وبنوك الدم تفحص وحدات الدم قبل إعطائِها للمرضى.


أعراض الإصابة بمرض الإيدز

عند إصابة الفرد بمرض الإيدز فإنّ أول عدة أسابيع قليلة منها تُعرف باسم مرحلة العدوى الحادَّة، ويتكاثر الفيروس خلال هذه المرحلة بسرعة؛ فيستجيب جهاز المناعة بإنتاج أجسام مضادّة للفيروس المسبب للمرض، ولا تظهر على المصاب أي أعراض في بداية هذه المرحلة، لكن قد يعاني البعض من أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا؛ فلا يدركون أنهم مصابون بالإيدز، وقد تشمل هذه الأعراض ما يلي[٧]:

  • الغثيان.
  • الحُمَّى.
  • الصداع.
  • القشعريرة.
  • اضطرابات المعدة
  • الطفح الجلدي.
  • تورم الغدد الليمفاوية.
  • الوجع العام.
  • التهاب الحلق.

وسواء كان المريض يعاني من أعراضٍ أم لا، فإنّ انتقال الفيروس خلال هذه المرحلة من شخصٍ إلى آخر يُعدّ أمرًا سهلًا، وبعد الشهر الأول تقريبًا، يدخل فيروس الإيدز في مرحلة الكُمُون السريري، والتي قد تستمرّ من بضع سنواتٍ إلى بضعة عقود، ويبقى الفيروس في هذه المرحلة كما في المرحلة المبكرة قابلًا للانتقال لأشخاص آخرين حتى لو لم تظهر أيّ أعراضٍ على المصاب، ولن يَعرِف المريض أنه مصابٌ بهذا المرض دون إجراء فحوصات، وقد لا يعاني بعض المرضى من ظهور للأعراض خلال هذا الوقت، بينما قد يعاني آخرون من أعراض طفيفة أو غير مُحدّدة، أي أنّها لا ترتبط بمرضٍ أو حالةٍ معينة، وقد تشمل هذه الأعراض غير المُحدّدة[٧]:

  • التقيؤ.
  • التعرق الليلي.
  • الصداع والأوجاع والآلام الأخرى
  • تورم الغدد الليمفاوية
  • الطفح الجلدي.
  • الحمّى المتكررة.
  • التعب.
  • الغثيان.
  • خسارة الوزن.
  • التهابات الفطريات الفموية أو المهبلية المتكررة.
  • الالتهاب الرئوي.
  • الإسهال.
  • الهربس النطاقي أو القوباء المنطقية (عدوى فيروسية تسبب طفحًا جلديًا مؤلمًا، ويمكن أن تظهر بأي مكان في الجسم، لكنّها تظهر غالبًا في شكل شريطٍ واحدٍ من البثور تلتفُّ حول الجانب الأيسر أو الأيمن من الجذع[٨]).


أسئلة تجيب عنها حياتكِ

هل ينتقل الإيدز من الأم إلى الجنين؟

نعم، قد تنقل الأمهات الحوامل المصابات بالإيدز الفيروس إلى أجنّتهنَّ، لكن إذا كُنَّ يتلقّينَ علاجًا من العدوى خلال الحمل فقد يُقلِّل ذلك من المخاطر على الأجنّة[٦].

هل يمكن الشفاء من مرض الإيدز؟

لا يوجد إلى الآن أي علاج يؤدّي إلى الشفاء من مرض الإيدز، فالعلاجات المتوفّرة تساعد في التحكّم بالمرض ومنع مضاعفاته، إذ إنّ العلاج الرئيسي للمرض هو العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية والتي تُعرف بالإنجليزية باسم (retroviruses)، إذ يُعطى الشخص المصاب مزيجًا من الأدوية يوميًّا لمنع تكاثر الفيروس؛ وبالتالي حماية الخلايا البيضاء التائيّة؛ ممّا يحافظ على قوة جهاز المناعة، كما يقلِّل هذا العلاج احتمالية انتقال فيروس نقص المناعة البشرية إلى أشخاص آخرين، وعندما يكون العلاج فعالًا سيجعل الفيروس غير مرئيًّا في نتائج الاختبار رغم أنه لا يزال موجودًا في الجسم[٧].


المراجع

  1. Rachel Nall (2020-04-23), "How Does HIV Affect the Body?", healthline, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  2. ^ أ ب ت Mark Cichocki (2020-06-23), "HIV and Your Complete Blood Count (CBC)", verywellhealth, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  3. "retroviral", collinsdictionary, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  4. "How CD4 Counts Help Treat HIV and AIDS", webmd, 2019-06-22, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  5. "BLOOD WORK: A COMPLETE GUIDE FOR MONITORING HIV", .health.ny, 2011-01-11, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  6. ^ أ ب "HIV/AIDS", mayoclinic, 2020-02-12, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  7. ^ أ ب ت Ann Pietrangelo (2020-11-05), "A Comprehensive Guide to HIV and AIDS", healthline, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  8. mayo clinic staff (2020-10-05), "shingles", mayoclinic, Retrieved 2020-11-29. Edited.

فيديو ذو صلة :