خطورة نقص فيتامين د

خطورة نقص فيتامين د

نقص فيتامين د

فيتامين د هو فيتامين أشّعة الشَّمس[١]، وهو فيتامين يذوب في الدَُهون ويُنتجه الجسم عند تعرَّض الجلد لأشعة الشَّمس، ويتواجد في عدد قليل من الأطعمة التي تتضمَّن المنتجات المعزّزة بالمغذّيات، وعندما يدخل فيتامين د الجسم يكون غير فعّال، لذلك لاستخدامه يحوله الجسم إلى الشكل الفعّال ويسمّى 25-هيدروكسي فيتامين د أو كالسيديول[٢]، ونقص فيتامين د يعني أنه عندما يصبح مستوى فيتامين د في الجسم قليلًا جدًا، مما قد يُسبّب ترقق العظام وهشاشتها؛ لما له من دور في إنتاج الإنسولين، وعمل المناعة ومنع المرض المزمن والسرطان، لكن هذا الأمر لا يزال قيد الدراسة[٣].


خطورة نقص فيتامين د

إنَّ أعراض ألم العظام وضعف العضلات قد تعني وجود نقص في فيتامين د، لكن على أي حال فإنه بالنسبة للعديد من الناس تكون الأعراض خفيفةً، حتى دون وجود أعراض؛ فكمية فيتامن د القليلة جدًا قد تُظهر مخاطرَ صحيةً؛ لذلك فإن مستويات الدم المنخفضة من فيتامين د قد يصاحبها ما يأتي[٤]:

  • ارتفاع خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية.
  • القصور والفشل الإدراكي لدى الكبار.
  • الأزمة الرئوية الشديدة لدى الأطفال.
  • السَّرطان.


أسباب نقص فيتامين د

نقص فيتامين د يمكن أن يحدث لعدة أسباب، منها ما يأتي[٤]:

  • عدم استهلاك المستويات المطلوبة من الفيتامين مع مرور الوقت.
  • التعرض المحدود والقليل لأشعة الشمس.
  • امتلاك بشرة غامقة اللون.
  • عدم قدرة الكلى على تحويل الفيتامين إلى شكله الفعال.
  • الامتصاص غير الكافي لفيتامين د عبر الجهاز الهضمي.
  • السمنة.


عوامل الخطورة لنقص فيتامين د

توجد عوامل مختلفة من الممكن أن تزيد خطر نقص فيتامين د، ومنها ما يأتي[٢]:

  • الغذاء: فالأشخاص الذين لا يتناولون أطعمةً غنيةً بفيتامين د مثل منتجات الألبان المعزّزة بالفيتامين والحبوب قد يصابون بنقص مستويات فيتامين د.
  • عوامل تتعلق بنمط الحياة: إذ إن بعض الأشخاص يقضون فترةً قصيرةً من الزمن في الخارج بسبب العمل أو المرض أو لعدم وجود المساحة الخارجية في مكان السكن أو عوامل أخرى، وبالتالي فهؤلاء لديهم فرصة أقل لتعريض بشرتهم لضوء الشَّمس، وكذلك الذين يغطون كامل أجسامهم بالملابس لسبب ما معرّضون لنقص فيتامين د.
  • عوامل جغرافية: فمثلًا الأشخاص الذين يعيشون في مناطق محددة من العالم كشمال كندا وألاسكا التي تتصف بقلة الجو المشمس لديهم يكونون أقل عرضةً لأشعة الشَّمس لا سيما في الشتاء، كذلك الذين يعيشون في المناطق ذات الطقس الحار فهم أيضًا في خطر لأنهم عادةً يحاولون تجنب الحرارة وأشعة الشمس القوية بالبقاء داخل البيوت.
  • التلوث: فالجزيئات في الهواء قد تحجب أشعة الشمس عن الجلد، وبالتالي من يعيشون في مناطق ملوثة معرضون لنقص فيتامين د.
  • مشاكل في الامتصاص: مثل داء كرون وداء سيلياك والحالات الأخرى التي تؤثر على طريقة امتصاص الأمعاء للمغذيات، مثل فيتامين د.
  • الأدوية: فبعض العقاقير تقلل قدرة الجسم على امتصاص فيتامين د أو تصنيعه، وتتضمن الستيرويدات وبعض أدوية تخفيض الكوليسترول.
  • التدخين: فمستويات النقص في الفيتامين تكون أعلى لدى المدخنين، وبعض الخبراء افترضوا أن التدخين قد يؤثر على الجين الذي يحفز إنتاج فيتامين د في الجسم.
  • السمنة: فالبحوث أظهرت وجود مستويات منخفضة من فيتامين د لدى الأشخاص المصابين بالبدانة أو الذين مؤشر كتلة الجسم لديهم يساوي 30 أو أكثر.
  • نوع الجلد: فالأشخاص ذوي البشرة الداكنة يحتاجون للتعرض لأشعة الشمس أكثر لإنتاج فيتامين د من أصحاب البشرة البيضاء الذين لديهم بشرة باهتة أو سرطان الجلد؛ إذ يجب عليهم تجنب التعرض للشمس لحماية جلودهم من التدمير.
  • العمر: فالقدرة على تحويل فيتامين د إلى كوليسترول قد تتناقص مع العمر بسبب نقص عمل الكلى وبالتالي سيقلّ امتصاص الكالسيوم.
  • صحة الكلية والكبد: فالأشخاص الذين لديهم داء في الكبد أو الكلية يميلون لوجود نقص في مستويات فيتامين د؛ فهذه الإصابات تؤثر في قدرة الجسم على تصنيع الفيتامين أو تحويله إلى شكله الفعال.
  • الحمل: فاحتياج فيتامين د يزيد خلال الحمل، لكن الخبراء لا يزالون غير متأكدين من أن المكملات فكرة جيدة.
  • الأطفال الرضع: فحليب الأم منخفض بفيتامين د؛ مما يعني أن الأطفال الرضع معرضون لنقصه في أجسامهم.


عوامل الخطورة الصحية لنقص فيتامين د

المخاطر الصّحيَّة المصاحبة لنقص فيتامين د التي قد تلعب دورًا في حدوثه تتضمّن الآتي[١]:

  • أمراض المناعة الذَّاتية: مثل:
    • داء السُّكري من النوع الأول: فالبحوث أظهرت أن الأطفال المصابين بداء السُّكري من النَّوع الأول لديهم فرصة أعلى لحدوث نقص في فيتامين د مقارنةً بعامة السكان.
    • التصلُّب المتعدّد: أو التصلُّب اللُّويحي؛ فالأدلة الحديثة تدعم أنَّ نقص فيتامين د يزيد خطورة تطور هذا المرض ويؤثر على نشاط المرض لدى الأشخاص المصابين به.
    • مرض الذئبة الحُمامية: فالأشخاص المصابون بداء الذئبة الحُمامية لديهم عادةً حساسية الضُّوء؛ إذ قد يُسبب لهم التعرُّض لأشعة الشمس الطفح الجلدي ونشاطًا محتملًا للمرض، والنقص في التعرُّض لأشعة الشَّمس الناتج يجعلهم معرضين لنقص فيتامين د أكثر.
    • التهاب المفاصل الروماتويدي: في مراجعة لبحث وُجد أن الأشخاص الذين لديهم المستويات الأعلى من فيتامين د بنسبة 24.2% أقل عرضةً لحدوث التهاب المفاصل مقارنةً بأولئك الذين لديهم المستويات الأدنى، كما وجدت أنه يوجد معدل أعلى لنقص فيتامين د بين الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل من عامة النَّاس، وأنَّ نشاط هذا المرض يصبح أسوأ كلّما قلَّ مستوى الفيتامين.
    • مرض الغدة الدرقية بسبب المناعة الذاتية: يتضمن التهاب الغدة الدرقية الهاشيميتو وداء غريفز؛ ففي مراجعة لعشرين دراسة وُجد أنَّ المصابين بأمراض الغدة الدرقية السابقة لديهم مستويات منخفضة، كما أنهم أكثر عرضةً لحدوث نقص فيتامين د بالمقارنة مع الضوابط، وفي مراجعة لـ 26 دراسةً حول داء غريفز استُنتج أن حالة نقص فيتامين د ربما تزيد خطورة الإصابة بداء غريفز.
  • السرطان: إذ لا يوجد رابط إيجابي بين الشَّمس والسَّرطان بسبب علاقة الشَّمس بسرطان الجلد؛ فالأشعة فوق البنفسجية من النوع ب من الشَّمس يمكن القول بأنها عامل الخطر البيئي الأكثر أهميةً لسرطان الجلد غير الميلانيني.
  • مشاكل الإدراك: إذ يلعب فيتامين د دورًا مهمًا في تطور الدّماغ وتنظيم وظيفته وصحة الجهاز العصبي، ولوحظ أن نقص فيتامين د شائع لدى المصابين بداء باركنسون، ومرض ألزهايمر، ومرض الفصام، والاكتئاب والقلق، كذلك الخرف ولدى كبار السّن الذين يعانون ضمور المعرفة.
  • أمراض الجهاز القلبي والأوعية الدموية: أي مرض القلب، ونقص فيتامين د يرافق ارتفاع ضغط الدَّم، وارتفاع الدُّهون في الدَّم ومرض الشريان المحيطي، ومرض الشريان التاجي، والنوبة أو الذبحة القلبية، وداء فشل القلب، والسكتة القلبية.
  • العدوى: فمن المحتمل أن المحافظة على مستويات كافية من فيتامين د قد تقلل مدة عدوى الجهاز التنفسي العلوي وشدته، ومن المحتمل أنها تمنع حدوث العدوى لدى بعض الناس.
  • أمراض الأمعاء الالتهابية: فعدم القدرة على الامتصاص الكافي للمغذيات في الجهاز الهضمي يجعل الخطورة أعلى لحدوث التناقصات في المغذيات، ودور فيتامين د يتجاوز ذلك بأن مستوى النقص ربما يعاكس شدة هذا الداء بينما الحفاظ على مستويات كافية منه قد تُبقي المصاب في راحة لمدة أطول.
  • السمنة: إذ وُجد أنّ نقص فيتامين د له علاقة بزيادة كتلة الدُّهون في الجسم.
  • أمراض الهيكل العظمي: إذ إن نقص فيتامين د يؤدي لزيادة نشاط الغدد جارات الدرقية الثانوي مما يُسبب زيادة فقدان العظم، ونقص مكونات العظم، والكساح، وهشاشة العظام وزيادة خطر كسر العظم، وأكثر من ذلك فإن ارتفاع هرمونات جارات الدرقية المتوسط قد يحفز مقاومة الإنسولين، وزيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدَّم، وتضخم البطين الأيسر في القلب.
  • تخفيض خطر السكري من النوع الثاني: إذ أظهرت البحوث أن الذين لديهم مستويات فيتامين د في الدم أعلى من 25 نانوغرامًا لكل ملليلتر لديهم خطورة أقل لحدوث النوع الثاني من السُّكري بنسبة 43% مقارنةً بمن لديهم مستويات أقل من 14 نانوغرامًا لكل ملليلتر؛ فالمستويات الكافية من فيتامين د تصاحب تحسن مستويات سكر الدَّم ونقص مقاومة الإنسولين في بعض الدراسات.


أعراض وعلامات نقص فيتامين د

تتضمن الأعراض المهمة والشائعة لنقص فيتامين د ما يأتي[٥]:

  • تقلّب المزاج.
  • الشعور بالإرهاق العام.
  • التعب المزمن.
  • تساقط الشعر.
  • ضعف العضلات.
  • أمراض العظام.
  • آلام في الظهر.
  • الاكتئاب.
  • ازدياد فرص الإصابة بالهشاشة والكسور بسبب عدم قدرة الجسم على الاحتفاظ بكثافة المعادن في العظام.
  • عدم التئام الجروح بسرعة.


مصادر فيتامين د

تتضمن القائمة التالية مصادرَ غذائيةً يمكن اكتساب فيتامين د من خلال تناولها[٦]:

  • سمك السلمون.
  • سمك السردين والرّنجة.
  • زيت كبد سمك القد، وهو مكمل معروف يمكن أخذه إذا كان الشخص لا يفضّل أكل السمك، مع التأكد من عدم الإفراط في أخذه.
  • التونة المعلّبة إذ إنها أرخص من شراء الأسماك الطازجة، بالإضافة إلى أن التونة المعلبة من الممكن أن تحتوي على ميثيل الزئبق الذي يُعدّ سامًّا إذا خُزِّن بكميات كبيرة في جسم الإنسان.
  • المحار؛ فهو يعيش في المياه المالحة كما أنه يحتوي على سعرات قليلة ومليء بالعناصر الغذائية.
  • الجمبري أو الروبيان وهو قليل الدسم عكس باقي مصادر الأسماك التي تحتوي على فيتامين د.
  • الفطر؛ إذ إنه يُصنّع فيتامين د عن طريق التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية.
  • صفار البيض؛ فالدهون والمعادن تتواجد في صفار البيض، بينما يحتوي البياض على البروتين.
  • الأطعمة المدعّمة؛ فإذا كان الشخص نباتيًّا ولا يحب الأسماك حينها تكون المصادر الغذائية محدودةً لديه لاكتساب فيتامين د، ومن أشهر الأمثلة على الأطعمة المدّعمة:
    • حليب البقر.
    • حليب الصويا.
    • الحبوب ودقيق الشوفان.


فوائد فيتامين د

تُوجد العديد من الفوائد والمنافع الصحية لفيتامين د[٧]:

  • صحة العظام: إذ إن فيتامين د يلعب دورًا مهمًّا ورئيسيًّا في تنظيم الكالسيوم، والحفاظ على مستوى الفوسفور في الدم فهما يشكّلان أهم العناصر لصحة العظام، كما من الممكن إصابة الأطفال بمرض الكساح أو ما يسمى تليّن العظام في حالات نقص مستوى فيتامين د، أما بالنسبة للبالغين فيتمثّل نقص مستويات فيتامين د بهشاشة العظام، وضعف كثافة العظام، وضعف العضلات.
  • الحد من خطر الإصابة بالإنفلونزا: فعند الحصول على فيتامين د يقلّ خطر الإصابة بالإنفلونزا بمعدل 40%.
  • تقليل فرص الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري: فتوجد علاقة عكسية بين تراكيز فيتامين د في الجسم وخطر الإصابة بمرض السكري النوع الثاني كما ذكرنا سابقًا.
  • تقليل خطر الإصابة بالحساسية: إذ إن مستويات فيتامين د تنخفض عند إصابة الطفل بأمراض الحساسية التي تتضمن الربو، والإكزيما، والتهاب الجلد التأتبي.
  • الحمل الصحي: فالنساء اللواتي يعانين من نقص في فيتامين د تزداد لديهن نسبة الإصابة بتسمم الحمل، والحاجة للولادة القيصرية، بالإضافة لارتباط سوء مستوى فيتامين د بتعرض النساء الحوامل للإصابة بمرض سكري الحمل، والتهاب المهبل الجرثومي.
  • فوائد أخرى: منها ما يأتي[٧]:
    • تحسين جهاز المناعة.
    • مساعدة الخلايا على النمو.
    • تحسين صحة العضلات.
    • المحافظة على تنظيم ضغط الدم وصحة القلب والأوعية الدموية.
    • التقليل من فرص الإصابة بالالتهابات، مثل الصدفية والتهاب المفاصل الروماتويدي.


من حياتكِ لكِ

يوجد العديد من الجدل حول الكمية اللازمة لفيتامين د لقيامه بالأداء الصحي للجسم، إذ إن المستويات تتراوح من 50-100 ميكروغرامًا/ ديسيلتر، كما أن جرعتها تقاس بالوحدة الدولية وهي نوع قياسي لقياس الفيتامينات والأدوية، فالوحدة الدولية ليست ثابتةً لكل أنواع الفيتامينات، إذ تُحدّد الوحدات الدولية المناسبة عن طريق كمية المادة أو كمية فيتامين د التي تنتج تأثيرًا في جسم الإنسان، فالوحدات الموصى بها لكمية فيتامين د[٨]:

  • المرضعات أو النساء الحوامل: 600 وحدة دولية.
  • الأطفال والشباب: 600 وحدة دولية.
  • البالغين حتى سن 70: 600 وحدة دولية.
  • البالغين فوق سن 70: 800 وحدة دولية.


المراجع

  1. ^ أ ب "Vitamin D Deficiency"، medicinenet, Retrieved 2020-1-7. Edited.
  2. ^ أ ب "Why am I not getting enough vitamin D?"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-1-7. Edited.
  3. "What are the risks of vitamin D deficiency?", mayoclinic, Retrieved 2020-1-7. Edited.
  4. ^ أ ب "Vitamin D Deficiency"، webmd, Retrieved 2020-1-7. Edited.
  5. "Signs & Symptoms Of Vitamin D Deficiency", organicfacts, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  6. "9 Healthy Foods That Are High in Vitamin D", healthline, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب "Why am I not getting enough vitamin D?", medicalnewstoday, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  8. "The Benefits of Vitamin D", healthline, Retrieved 2-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

644 مشاهدة