اضرار البكاء للحامل

اضرار البكاء للحامل

التغيرات النفسية للحامل

تعدّ فترة الحمل من أجمل المراحل التي تمر بها المرأة، فيبدأ جسمها بالتغير بسبب وجود طفل داخل رحمها، فضلًا عن المشاعر الجميلة التي تشعر بها من انتظار رؤية هذا الطفل وإعطائه الكثير من العطف والحنان والعناية به، لكن توجد أيضًا العديد من النساء اللواتي يعتبرن هذه الفترة مربكةً بالنسبة لهن، فيشعرن بالخوف والتوتر والاكتئاب.

تصاب العديد من النساء أثناء فترة الحمل بالاكتئاب، وحدوث تغيرات في كيمياء الدماغ، ووجود تقلبات في المزاج، والشعور بالراحة والرغبة باحتضان هذا الطفل بأسرع وقت ممكن تارةً، والخوف والقلق والرغبة بالبكاء تارةً أخرى. ولا يمكن تشخيص الاكتئاب بوضوح أثناء فترة الحمل؛ لأن معظم الأمهات يعتقدن أنه نوع من أنواع اضطراب الهرمونات الذي يحدث أثناء الحمل.

كما أنّ عدم التوازن والتغيير في مستويات الهرمونات أثناء الحمل يؤثر على كيمياء الدماغ، والذي يسبب الاكتئاب والرغبة بالبكاء، ويمكن أن يتفاقم هذا الوضع بوجود ظروف معيشية سيئة، أو ضغوطات نفسية أخرى[١].


أضرار البكاء على الحامل

لا تسبب نوبات البكاء التي تهاجم الحامل من حين لآخر أي أذى للجنين، أما حالات الاكتئاب الشديدة فقد تؤثر سلبًا على الحمل، واقترحت دراسة نشرت في عام 2016 للميلاد أن المشكلات العقلية التي تمر بها الحامل مثل الاكتئاب والقلق ترفع من احتمال الولادة المبكرة وانخفاض وزن الطفل عند الولادة، كما كشفت إحدى المراجعات التي أجريت في عام 2015 للميلاد عن وجود رابط بين الاضطرابات العقلية والولادة المبكرة[٢][٣][٤].

غالبًا ما يتسبّب الاكتئاب في إهمال الحامل لصحتها وعدم اهتمامها بنفسها بالدرجة المطلوبة، ويتسبب عدم حصولها على كفايتها من الطعام والعناصر الغذائية أو إهمالها لمواعيد الطبيب في عدم حصول الطفل على كافة المغذيات والرعاية الصحية اللازمة له، ولا يجب إلقاء اللوم على الحامل بسبب إصابتها بالاكتئاب، إلا أن ترك الاكتئاب بلا علاج خيار غير سليم بسبب الآثار الجانبية المترتبة عليه مثل إهمال الصحة العامة، ويجب في حال الشك بالإصابة به استشارة الطبيب للتعرف على العلاجات الآمنة وتجنب الإضرار بالجنين، ويزيد احتمال تعرض المرأة لاكتئاب ما بعد الولادة في حال إصابتها به خلال الحمل، ويؤثر هذا النوع من الاكتئاب على الرابط العاطفي بين الأم والطفل، وتجب استشارة الطبيب على الفور في حال الإصابة به للحصول على المساعدة اللازمة[٢].

تجدُر الإشارة إلى ضرورة زيارة الطبيب على الفور في حال استمرار أعراض الاكتئاب مدة تزيد عن أسبوعين، ويمكن حصر هذه الأعراض فيما يأتي[٥]:

  • عدم القدرة على النوم أو النوم لساعات أكثر من المعتاد.
  • صعوبة التركيز.
  • الشعور بالذنب أو تدني الاحترام الذاتي.
  • تغييرات في الشهية.
  • انعدام الاهتمام بالأمور التي كانت تثير الاهتمام من قبل.
  • التفكير بإيذاء الطفل أو النفس.


أسباب البكاء أثناء الحمل

تتعدد الأسباب التي تزيد الرغبة بالبكاء لدى المرأة الحامل، حتى وإن كانت من النساء العاطفيات في الوضع الطبيعي ستشعر بعاطفة ورغبة بالبكاء بنسبة أكبر أثناء الحمل، ومن هذه الأسباب ما يأتي[٢]:

  • في الثلث الأول من الحمل: تختلف النساء عن بعضهن، إذ يشعر البعض منهن بالرغبة بالبكاء طوال فترة الحمل، بينما تشعر أخريات بالرغبة بالبكاء فقط في الثلث الأول من الحمل، ويعدّ البكاء في الثلث الأول طبيعيًّا جدًا؛ بسبب التغيرات التي تحدث في مستويات الهرمونات في الجسم، وارتفاع نسبة هرمون الإستروجين وهرمون البروجستيرون يؤثر على مزاج المرأة الحامل ويزيد من رغبتها بالبكاء، فضلًا عن شعور الأم بالخوف من حدوث شيء لها أو لطفلها أثناء الحمل أو الولادة.
  • في الثلثين الثاني والثالث من الحمل: وجود اختلاف في نسب الهرمونات قد يستمر إلى الثلث الثاني والثالث من الحمل، لذلك البكاء في هذه المراحل قد يعد طبيعيًا أيضًا. وتحدث اختلافات أكبر في جسم وشكل المرأة في الثلث الثاني من الحمل، مما يزيد من قلق وتوتر الحامل، وقد تشعر بأنها مهمشة بالإضافة إلى وجود الضغوطات النفسية الأخرى والشعور بالإحباط، والذي يزيد من رغبتها بالبكاء. وعند الوصول إلى الثلث الأخير من الحمل يتشوش عقل المرأة الحامل، وتشعر بأن عليها الكثير من المهام التي يجب القيام بها قبل الولادة، والتفكير بمكان الولادة وغيرها من الأمور، مما يزيد من رغبتها بالبكاء.

في معظم الحالات يعدّ هذا الاكتئاب عابرًا أثناء فترة الحمل وينتهي من تلقاء نفسه، لكن في حال استمرت الأعراض لفترات طويلة أو تطورت إلى الأسوأ يجب استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن.


أعراض الاكتئاب خلال فترة الحمل

في معظم الحالات لا تدرك المرأة الحامل أنها مصابة بالاكتئاب ولا تستطيع تفسير سبب رغبتها بالبكاء لأبسط الاشياء، إذ تصبح سريعة التأثر بصورة ملحوظة؛ لأن أعراض الاكتئاب أثناء الحمل مشابهة جدًا لبعض أعراض الحمل الطبيعية، ويمكن معرفة إذا ما كانت المرأة مصابةً به أم لا عن طريق بعض الأعراض، منها ما يأتي:[٦]

  • وجود تغيرات في شهية الأم الحامل، إذ يمكن أن تأكل بشراهة وكميات كبيرة ويمكن أن تفقد شهيتها.
  • وجود تغيرات في نوم الأم الحامل، إذ يمكن أن تشعر بالأرق، ويمكن أن تزداد ساعات نومها عن الطبيعي.
  • فقدان الطاقة والشعور بالكسل والخمول.
  • الشعور بالحزن وفقدان الأمل والرغبة بالبكاء.
  • البكاء دون سبب.
  • فقدان شغفها ورغبتها بالقيام بالعديد من الأمور التي كانت تحب أن تفعلها وتتحمس لها.
  • يمكن أن يسبّب لها بعض المشكلات الصحية، مثل: الضغط المرتفع، والانهيار العصبي.


التعامل مع التغييرات العاطفية خلال الحمل

يمكن للحامل القيام ببعض التغييرات لمقاومة الاضطرابات العاطفية التي تواجهها والتمكن من التحكم بها، ومن هذه التغييرات[٧]:

  • الاهتمام بالنفس: الاستماع إلى المتطلبات العقلية والجسدية والتعرف عليها، وتحديد الأمور التي تشعر الجسم والعقل بالاسترخاء كالحصول على حمام هادئ أو الانفراد بالنفس والاسترخاء أو الحصول على تدليك للقدمين أو قراءة كتاب.
  • النوم لساعات كافية: يساعد نوم الحامل مدة 8 ساعات بجودة عالية في إحداث بعض التغييرات الإيجابية على حالتها العاطفية، وقد لا تتمكن بعض الحوامل من النوم مدة 8 ساعات يوميًّا، ومع ذلك يمكنها التحسين من جودة نموها عبر البحث عن وضعية مريحة للنوم، والحصول على مساعدة الزوج في وضع خطة جيدة للنوم.
  • الاهتمام بالنظام الغذائي: يؤثر النظام الغذائي للحامل على حالتها المزاجية والعاطفية، ويساعد اتباع نظام غذائي صحي وغني بالأطعمة الطبيعية في تعزيز صحتها العقلية والبدنية، وزيادة استقرارها العاطفي، بعكس الأطعمة المصنعة.
  • الحصول على الدعم: يؤثر وجود مجموعة مشجعة وداعمة للمرأة خلال الحمل في توفير الدعم الإيجابي لها، ويساعد التحدث مع الأصدقاء وأفراد العائلة حول مشاعر الإرهاق المرافقة للحمل في دعم الصحة العاطفية، ويمكن للنساء اللواتي يجدن صعوبة في الإفصاح عن مشاعرهن الحصول على استشارة مهنية.
  • زيادة النشاط البدني: يُفضّل استشارة الطبيب حول الأنشطة البدنية الآمنة خلال الحمل، مثل الخروج في نزهة أو السباحة أو الاشتراك في فصل للتمارين منخفضة التأثير[٢].
  • عدم إرهاق النفس: قد تشعر بعض الحوامل بالتعب والإرهاق أثناء التحضير لاستقبال المولود الجديد، ويتسبب هذا الضغط لدى البعض منهن بالشعور بالإحباط والذنب والحاجة للبكاء، ويمكن تجنب حدوث ذلك من خلال عدم إجبار النفس على تحضير كل شيء دون مساعدة أحد أو الضغط على النفس لتحضير كل شيء قبل موعد الولادة[٢].
  • استشارة الحوامل الأخريات: إذ يمكن التواصل مع الحوامل والأمهات في المجتمع المحلي أو عبر الإنترنت، ويساعد الحصول على الدعم والنصائح منهن في التخفيف من القلق والمخاوف المتعلقة بالحمل[٢].


من حياتكِ لكِ

في حال شعورك بالضغط والتوتر لفترة طويلة أثناء الحمل؛ فإن تركيز هرمونات التوتر في السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين يرتفع، ومع ذلك لا يبدو أن لحالات الإجهاد على المدى القصير تأثيرًا سلبيًا على تطور الجنين، لكن شعور الحامل باستمرار بالبقاء على أهبة الاستعداد، والاضطرار دائمًا إلى الاعتناء بكل شيء، قد يعرض الحامل لضغوط شديدة على مدى فترة زمنية أطول؛ مما يزيد خطر إصابة الطفل الذي لم يولد بعد بمرض عقلي أو جسدي في وقت لاحق من الحياة؛ كاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو أمراض القلب والأوعية الدموية، وإلى الآن لم توضّح الآلية لكيفية تأثير التوتر والحزن على الطفل في الرحم، لكن اكتشف باحثون من جامعة زيورخ أن الضغط البدني على الأم يمكن أن يغيّر عمليّات الأيض في المشيمة ويؤثر على نمو الطفل الذي لم يولد بعد[٨]، وقد يظهر تأثير الحزن والبكاء عليك كما يأتي:

  • طفل كثير البكاء: توجد أدلة تربط تأثير التوتر والمشاكل العاطفية أثناء الحمل بالنتائج الصحية الضارة للطفل عند الولادة وفي الحياة اللاحقة، فقد قامت إحدى الدراسات بتحديد العلاقة بين التوتر والمشاكل العاطفية أثناء الحمل والبكاء المفرط للرضع، وبدراسة عدد من حالات النساء الحوامل ومتابعة أطفالهن بعد الولادة بعمر ثلاثة إلى ستة أشهر وُجد أن الحزن والتوتر والمشاكل العاطفية تزيد من فرصة إنجاب طفل كثير البكاء[٩].
  • الولادة المبكرة: بيولوجيًا، فإنّ بعض الدراسات ربطت الولادة المبكرة بالمستويات الكبيرة من القلق والاكتئاب أثناء الحمل، لكن الدراسات متضاربة، كما تُظهر دراسات أخرى كيفية زيادة خطر انخفاض وزن الطفل عند الولادة بسبب حالات الاكتئاب أثناء الحمل[١٠][١١].
  • التأثير على الصحة العقلية: قد تؤدي زيادة مستويات هرمونات التوتر إلى مشاكل في النمو والتركيز الإدراكي لدى الطفل، وقد يؤثر الضغط الشديد على التطور العصبي أيضًا[١٠].
  • التأثير على الصحة الجسدية: فقد ربط قلق وحزن الأمهات ببعض المشكلات الصحية مع نمو الطفل؛ بما في ذلك ارتفاع نسبة الإصابة بالطفح الجلدي والربو وضيق التنفس[١٠].


المراجع

  1. "Depression in Pregnancy", americanpregnancy, Retrieved 16-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Does Pregnancy Have You Crying Like a Baby? Here’s Why and What You Can Do", healthline, Retrieved 5-1-2019. Edited.
  3. "Effects of prenatal maternal mental distress on birth outcomes", sciencedirect, Retrieved 9-1-2020. Edited.
  4. "The effects of maternal depression, anxiety, and perceived stress during pregnancy on preterm birth: A systematic review", sciencedirect, Retrieved 9-1-2020. Edited.
  5. "Crying Spells", webmd, Retrieved 5-1-2019. Edited.
  6. " Depression in pregnant women and mothers: How it affects you and your child", caringforkids, Retrieved 16-12-2019. Edited.
  7. "Pregnancy Emotions", americanpregnancy, Retrieved 5-1-2019. Edited.
  8. "Too much stress for the mother affects the baby through amniotic fluid", sciencedaily,2017-5-19، Retrieved 2019-12-29. Edited.
  9. "Stress and emotional problems during pregnancy and excessive infant crying.", ncbi,2007-12-28، Retrieved 2019-12-29. Edited.
  10. ^ أ ب ت Yvette Brazier (2018-3-5), "Your pregnancy at week 23"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-29. Edited.
  11. "Anxiety, depression and stress in pregnancy: Implications for mothers, children, research, and practice", researchgate, Retrieved 30-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

635 مشاهدة