محتويات
لماذا يجب أن تقرئي الكتب؟
تعد القراءة منبعًا لإثراء الفكر وتغذيته والرقي بصاحبها لحد يصنع منه الشخص الملهم صاحب الفكر، فمنذ زمن قديم والقراءة من أكثر الأشياء التي تأخذ بيد صاحبها إلى الأفضل، ولأننا نهتم بمكانتكِ الاجتماعية والثقافية والفكرية، إليكِ محاسن القراءة وإن أعجبتكِ، نتمنى أن يلمع اسمكِ بين أسماء القراء المثابرين، فإليك تلك المحاسن[١]:
- التحفيز الذهني، إذ إن للقراءة الأثر البليغ في حماية صحة عقلكِ وإبقائه حيًّا نشطًا بعيدًا عن مرض ألزهايمير والخرف، فتبقيك بطاقة عالية وإنتاج مستمر.
- الحد من التوتر والضغط النفسي، فقد يكون لمقالة مثيرة للاهتمام أو لرواية جميلة، الأثر في جذب انتباهك وإثراء يومكِ الطويل المليء بمشاحنات العمل.
- بناء المعرفة وتوسيع المفردات، فستساعدك القراءة على التمكن من الكلام وبناء مخزون معرفي كبير، إذ يمنحكِ هذا القوة والثقة الكافية بنفسك للمشاركة في النقاشات مع أي شخص وفي أي مكان كان، وهذا بدوره سيعكس مدى جمال شخصيتكِ ويكسبكِ رونقًا.
- تحسين الذاكرة وزيادة التركيز، إنّ التزامك بالقراءة اليومية لمدة ما ولو كانت بسيطة، سيمنحكِ الفرصة في التعرف لأشخاص وطموحات مختلفة، وهذا بدوره يسمح لكِ بالتذكر المستمر لهذا، فتتحسن ذاكرتكِ ويزيد تركيزكِ في فهم الأمور ويتطور تفكيركِ على المدى القصير والطويل.
- بناء مهارة التفكير التحليلي، فعند قراءتكِ الكتب المثيرة للفكر والتي تنطوي فكرتها على حل لغز ما والوصول لنتيجة قبل إنهاء الكتاب، فهذا يحفز دماغكِ على التحليل والتفكير وربط الأمور ببعضها للوصول إلى الحل، وربما تضطرين أحيانًا لمشاركة هذا مع من حولكِ، وهذا بدوره يقوي مهارات التحليل لديكِ وسرعة الوصول للنتائج.
- تحسين مهارات الكتابة، فالاطلاع المستمر على مقالات متنوعة وقراءة كتب مختلفة بين الحين والآخر، يسمح لكِ ببناء فكرة عن أنماط الكتابة وأساليبها تبعًا لكل كاتب، وهذا بدوره يحفزكِ على بناء أسلوبكِ الخاص بالكتابة وينمي مهاراتكِ التعبيرية.
- الترفيه المجاني، بعد ساعات طويلة من العمل الجاد، لا بد من الترويح عن نفسكِ وخلق جو من الهدوء والاستقرار، فكانت لكِ القراءة هي الأسلوب الأمثل والأقل تكلفة، إذ تسعى الكثير من المواقع لتوفير الكتب بمواضيع مختلفة، إما مجانية وإما بمبالغ زهيدة جدًّا، أي إنها في متناول يديكِ، فانطلقي من أجل ذاتكِ ولا تترددي بالاستزادة المعرفية.
كيف تبحثين عن كتب جيدة لقراءتها؟
لأن رقيكِ يهمنا، ولأن فكركِ يرتبط بمجتمع كامل ابتداءً من الأسرة إلى العمل، نقدم لكِ توجيهات تساعدك في اختيار الكتب التي تناسبكِ وتثري مخزونكِ الفكري وتاخذ بيدكِ إلى التميز، فإليكِ ذلك[٢]:
اعرفي المزيد عن الكتاب
قد يجذبكِ أحيانًا كتاب ما، فتبدئين بقرأته ولكن مع وقت قليل قد تسارعين لإغلاقه، لأنكِ لم تجدي في محتواه ما تبحثين عنه، لذا ننصحكِ قبل البدء في قراءة الكتاب، أن تختاري ما تحبينه من مواضيع أولًا، وما يلتقي مع أهدافكِ ويحقق مبتغاكِ، ثم الرجوع إلى المواقع التي تتيح لكِ الكتاب الذي اخترتِه، وابدئي بقراءة تعليقات من سبقكِ من القراء وألقي نظرةً على آرائهم فيه، ثم انطلقي إلى الكتاب ذاته وقبل البدء بقراءته اعرفي أكثر عن كاتبه وتوجهاته ومقاصده التي يسعى إليها، ثم انظري إلى صفحة الخلاصة وخذي نظرة ثاقبة عن موضوع نقاشه، وانتقلي بعد ذلك إلى فهرسه وتمعني بالنقاط التي يطرحها الكتاب وتسلسلها والطريقة التي سيتبعها الكاتب لإيصال المعلومات لكِ، ولا تنسي النظر في التوصيات التي تتركها بعض المواقع كأمازون مثلًا والتي يعتمد مضمونها على ترك بعض التقييمات بخصوص الكتاب من وجهة نظر الكثير من القراء، وتترك لكِ أيضًا الكثير من التوجيهات التي تحثكِ على إتباع الكتاب بكتاب آخر مثلًا، لتكتمل معلوماته لديكِ ولتحصلي على الفائدة العظمى منه، فكل تلك الأمور ستساهم في تسهيل الطريق أمامكِ لاختيار الكتاب الذي سيضيف لكِ ويثريكِ.
اختبري الكتاب مع الوقت
إن أفضل طريقة ستساعدكِ في اختيار الكتاب وإكمال قراءته، هي أن تتركي المجال للوقت لإثبات ذلك لكِ، فمثلًا عند اختياركِ لكتاب ما وإضافته إلى قائمة اهتماماتكِ عند البدء بقراءته، اسألي ذاتكِ عن ما تشعرين به أثناء قراءته، هل يجذبني الكتاب؟ هل أود أن أستمر بقراءته؟ هل يحمسني الكتاب لمعرفة المزيد؟ هل أقرر أن اقرأ ساعة مثلًا وتجذبني فكرته للقراءة وقتًا أطول مما خططت له؟ هل أود أن أستمر في القراءة دونما انتهاء؟ هل يثير الكتاب اهتمامي لدرجة أنني أود قراءته مرةً أخرى لأتمعن بما فيه؟، جميعها أسئلة إن بدت لكِ، تأكدي أن الكتاب مفيد لكِ وأنه يلتقي مع اهتمامكِ وأنكِ وصلتِ إلى ما تريدين.
كيف تفهمين الكتاب الذي تقرئينه؟
إن أكثر ما يهمكِ هو الوصول لنتيجة قراءة الكتاب والفهم العميق لمحتواه، لتصلي إلى أقصى درجات الفكر وأعلى مستويات القراءة الهادفة، فإليكِ النصائح التالية لتحققي ما تريدين[٣]:
تعاملي مع محتويات الكتاب الغامضة
في رحلة قراءتكِ لكتاب ما قد تتعرضين للكثير من المعاني الغامضة والمربكة التي تأخذ حيزًا من وقتكِ لفهمها، فعليكِ إن ممرت بذلك أن تحاولي قراءة ما قبل وما بعد ذلك الجزء الغامض، فقد يساعدكِ هذا في فهم مقصده، وإن لم تنجح هذه الطريقة، عليكِ الانتقال للصفحات التالية من الكتاب والاستمرار بقراءتها فقد تتضح لكِ الصورة وتنكشف لكِ الفكرة، وإن قاربتِ على إنهاء الكتاب ولم تتضح لكِ تلك المعاني المربكة، عليكِ كتابة ما استصعبته منها وترتيبها للاستعانة بالبحث على الإنترنت لفهمها وإدراكها، وقد تستعينين إلى جانب ذلك بنقاش قُراء قد سبقوكِ بقراءة نفسه، وفتح باب نقاش معهم لتصلي للنتيجة التي ترغبين بها.
اسعي لقراءة ناجحة
احرصي على اختيار مكان هادئ، يخلو من الفوضى، وبإضاءة جيدة، وحاولي أن يكون قريبًا من نافذة صغيرة لاستنشاق الهواء النظيف، وابتعدي عن كل مصادر التشتت الممكنة، سواء صوت تلفاز أو جلسة نقاشية أو حتى هاتفكِ، وحاولي اختيار الكتب الورقية بدلًا من الإلكترونية، فهذا يزيد من شدة تفاعلكِ مع الكتاب وتقليبه بسهولة، ولا تكوني متسرعةً في قراءة الكتاب، بل اقرئيه ببطء وخذي وقتكِ بفهم محتواه وحاولي تخصيص ما يقارب عشرين دقيقةً يوميًّا على الأقل لقراءته، واحرصي على إعادة قراءة آخر صفحة من الفصل السابق الذي أنهيته في كل مرة لترابط الأحداث والأفكار في الكتاب، وقفي لحظات عند إنهاء فصل منه واسألي نفسكِ عن فهمكِ لموضوعه وأحداثه الرئيسية، ولا تنسي كتابة ملاحظاتكِ في دفتركِ الخاص كي تتمكني من تتبع الشخصيات والأحداث والتسلسل المكاني والزمني والفكري في الكتاب لتصلي لأكبر فائدة منه، والأهم من هذا، اسعي جاهدةً للانضمام لنادي قراء سواء أكان إلكترونيًّا أم في مكتبة ما، للمشاركة في النقاشات الجماعية لأفكار كتاب ما، فهذا بدوره يفتح لكِ آفاق الحورارت الهادفة ويساعدكِ بالتعرف على مختلف الشخصيات والطرق التحليلية للقراءة.
تعمقي في الكتاب
اسعي للتعمق في الكتاب أكثر، فمثلًا بادري بمعرفة وقت كتابته، فهذا يكوّن لديكِ فكرةً عن أسباب الكتابة في ذلك الوقت وبناء تصور عن تأثر الكاتب بالمعتقدات والأحداث السارية في وقته، وانتبهي للدروس الأساسية التي يسعى الكتاب لتركها فيكِ ومدى استفادتكِ منها، ولا تنسي التلخيص المستمر للمحاور الرئيسية عند إنهاء قراءة الكتاب وبالطريقة التي تترك فيكِ الأثر الجيد، فهذا بدوره يرسخ مفهوم المحتوى لديكِ.
من حياتكِ لكِ
لابدّ أنّكِ تسعينَ دائمًا لبناء أسرة سعيدة، تنهل من فكركِ وتكبر من رعايتكِ المميزة لها على كافة الأصعدة، فما بالكِ لو كنتِ تسعين جاهدةً من أجل طفلكِ وبناء فكرٍ مبدع وعقل قارئ لديه، فإن كنتِ تمضين بقوة لجذب انتباه طفلكِ للقراءة، فاسعي أولًا للقراءة معه واختاري المكان والوقت المناسب لذلك وغيريه كل فترة بما يتناسب ونشاطاته، كي تتجدد نفسيته وتزيد قابليته للاستفادة، واحرصي على التنغيم المستمر في صوتكِ وإيماءات جسدكِ أثناء القراءة معه بصوت مرتفع، لترسيخ فكرة القصة لديه ووصول القيمة المستهدفة إليه، واتركي الحرية لطفلك أثناء القراءة ليعبر عن رأيه ويسألكِ عن كل ما يجول في خاطره، واصطحبيه معكِ ليختار الكتاب الذي يريده والذي يجذب انتباهه على اختلاف عمره؛ فالطفل الأصغر عمرًا قد تجذبه رسومات الكتب والقصص، والأكبر قد يجذبه محتوى الكتاب أو يكون قد قرر القراءة عن موضوع معين.
وإن كنتِ تودين من طفلكِ أن يحقق أعلى فائدة، رتبي له رحلات ميدانية مع أصدقاء يشاركونه القراءة في أماكن مفتوحة، فهذا يعزز من انتباه طفلكِ ويقوي حبه لهذه المهارة السامية، ولا تنسي ترك حرية القراءة لديه للكتب المألوفة وغير المألوفة ليتمكن من بناء مخزون فكري متنوع يفيده على المدى البعيد في حياته، واتركي في نفسه المتعة العظمى وشجعيه على التبرع بالكتب التي انتهى من قراءتها لنادٍ معين أو مبادلتها مع أصدقاء له، فهكذا تكتمل القيم النبيلة لديه[٤].
المراجع
- ↑ Catherine Winter (17-3-2020), "10 Benefits of Reading: Why You Should Read Every Day"، lifehack, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ Donald Latumahina (22-7-2010), "How to Find Good Books to Read "، lifeoptimizer, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ Alexander Peterman, MA (26-3-2020), "How to Understand the Book You Are Reading"، wikihow, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ Meredith Cicerchia, "Teaching children to read"، readandspell, Retrieved 2-6-2020. Edited.