السياحة العلاجية

ماذا نعني بالسياحة العلاجية؟

يُمكن تعريف السياحة العلاجيّة بأنّها تلقّي الرعاية الطبيّة خارج بلد الإقامة عن طريق السفر، وحاليًا يحظى هذا النوع من السياحة إقبالًا واسعًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ المُصطلح في الأساس كان يُطلق على عمليّة سفر المرضى من البلدان الأقل نموًا إلى الدول المتقدّمة لتلقّي العلاج والرعاية الطبيّة غير المتوفرة في بلدانهم في المقام الأول، لكن بات يُسافر المرضى من البلدان الأكثر تقدّمًا إلى البلدان الأقل نموًا بغية الوصول إلى الخدمات الصحيّة مُنخفضة التكلفة^[١].

مميزات وسلبيات السياحة العلاجية

سنأتي فيما يلي على ذكر مميّزات وسلبيات السياحة العلاجيّة^[٢]:

المميزات

• الحصول على خدمات طبيّة ذات تكلفة أقل أحيانًا من تلك التي تُقدّم في بلد الإقامة.
• الوصول إلى مختلف أنواع وأشكال الخدمات الطبيّة والرعاية الصحيّة التي قد تكون محجوبة في بلد الإقامة لسبب أو لآخر.
• سرعة تلقّي الرعاية الطبيّة المقترنة مع فترات انتظار قصيرة أو حتى خلوّها من أي فترات انتظار، خصوصًا عندما يكون تلقي المريض للرعاية الفورية ضرورة وليس رفاهية.
• استكشاف وجهة سياحيّة وثقافيّة جديدة إلى جانب تلقّي العلاج.
• عدم امتلاك المريض لتأمين صحي أو عدم تغطية التأمين الصحي خاصته لتكلفة الإجراء الطبي كاملًا لا يُشكّل عائقًا أمام تلقّي المريض العلاج، ذلك أنّ السياحة العلاجيّة تُقدّم فرصة السفر إلى الخارج وتلقّي علاج تتراوح تكلفته ما بين 30-90% من تكلفته في بلد الإقامة.
• انخفاض تكلفة السفر الدولي، أو توفّره بأسعار معقولة.
• سرعة تطوّر وتحسّن المعايير العالميّة في مجال الرعاية الصحيّة.
• الحصول على الإجراء الطبي دون القلق بشأن معرفة أفراد العائلة، أو الجيران أو الأصدقاء غير المرغوب فيهم بشأن طبيعة الإجراء الذي تلقاه المريض، ممّا يُتيح له فرصة التعافي بشكل صحيح بعيدًا عن أيّة إزعاجات مُحتملة.
• حماية المريض في حال تعرّضه لأي خطأ طبي في بلد تلقّي العلاج، في حين تُقدّم بعض المنشآت الطبيّة تأمينًا ضد الأخطاء الطبيّة بهدف تغطية أيّة أحداث غير متوقعة.

السلبيات

• وقوف حاجز الثقافة واللغة عائقًا أمام اختيار تلقّي العلاج في بلد آخر غير بلد الإقامة، ذلك أنّ عجز المريض عن التواصل شخصيًّا مع المختصين أو الموظفين في مجال تقديم الرعاية الصحيّة قد يُلغي تمامًا فرصة خوض تجربة السياحة العلاجيّة.
• عدم توفر الوقت الكافي لدى المريض أو عدم قدرته على تلقّي إجازة من عمله قد يجعل السياحة العلاجيّة بمثابة مضيعة للوقت.
• التكلفة الإضافيّة لثمن الرحلة والفندق والتنقّل والطعام إلى جانب تكلفة الإجراء الطبّي المُقدّم.
• ارتفاع فرصة التعرّض للمخاطر البيئيّة في بعض البدان.
• صعوبة محاسبة المريض للمتسببين في حال تعرّضه لخطأ أثناء تلقّيه الإجراء الطبي أو حتى الحصول على تعويض في بعض الأحيان.
• سفر المريض بعد وقت قصير جدًا من تلقيه الإجراء الطبي مثل الجراحة، يزيد في بعض الأحيان فرصة إصابته ببعض المضاعفات الخطيرة.
• اختلاف نوعيّة الطعام والماء الذي يوفره مستشفى بلد تلقّي العلاج للمريض قد يكون أمرًا مزعجًا للغاية، خصوصًا في حال معاناته من حساسيّة في معدته.

أنواع السياحة العلاجية

سنأتي فيما يلي على ذكر أنواع السياحة العلاجيّة^[٣]:

• السياحة العلاجيّة الطبيّة: هي التي يتلقّى خلالها المريض العلاج في المستشفيات والعيادات، وتشمل السياحة التجميليّة والسياحة الحراريّة وسياحة العلاج بمياه البحر، ويهدف هذا النوع إلى علاج شريحة واسعة من الأمراض والمشاكل الصحيّة، بما في ذلك أمراض القلب والنساء والأعصاب والأورام وزرع العظام وطب العيون، إضافةً إلى الطب الوقائي والتلقيح الاصطناعي والطب الترميمي التجميلي وطب مكافحة الشيخوخة.
• السياحة العلاجيّة الاستشفائيّة: هي التي يتلقّى خلالها المريض العلاج في المنتجعات، بغرض الاستجمام أو التعافي للحفاظ على الصحة العامة من خلال تجربة بعض العلاجات الصحيّة الشعبيّة والتقليديّة مثل، الأدوية الصينيّة والعلاج بالأعشاب؛ إذ يُعيد هذا النوع الصحة والتوزان الحيوي بين الروح والعقل، والذي يُعيد في النهاية التوازن والرفاهيّة العامة والطاقة للشخص المُعالج.

أشهر الدول العربية للسياحة العلاجية

سنأتي فيما يلي على ذكر أشهر الدول العربيّة في مجال السياحة العلاجيّة^[٤]:

الإمارات

تضم شبكة ضخمة من المستشفيات والمراكز الطبيّة في كل من دبي وأبو ظبي ورأس الخيمة والتي تمتاز بتكلفتها المنخفضة وخلوّها من قوائم انتظار العلاج تقريبًا وتحدّث طاقمها الطبّي باللغة الإنجليزيّة، كما أنّها تضم كادر طبّي من الأطباء والمُمرضين المُميّزين.

السعودية

رغم أنّها تشتهر بالسياحة الدينيّة، إلّا أنّها تُعدّ مقصدًا لأولئك المرضى الذين يبحثون عن علاجات روحيّة، إضافةً لبعض أنواع الصحّة الجسديّة، والتي تشمل الجراحات المُتخصصة في السمنة والعيون وأمراض الأطفال.

الأردن

تحتل المملكة الأردنيّة الهاشميّة المركز الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط في مجال الرعاية الصحيّة، نظرًا لجودة خدماته الطبيّة المُقدّمة وتلبيتها للمعايير الدوليّة وسهولة الحصول على تأشيرات للسفر إليها والأمان داخلها.

لبنان

يُقدّم مجموعة متنوعة من الخدمات الطبيّة عالية الجودة بتكلفة منخفضة مقارنةً مع غيره من الدول العلاجيّة، هذا إلى جانب سمعته الكبيرة في مجال السياحة التجميليّة، كما أنّ كادرها الطبي يتحدّث اللغة العربيّة والإنجليزيّة والفرنسيّة أيضًا.

أشهر الدول عالميًا للسياحة العلاجية

سنأتي فيما يلي على ذكر أشهر دول العالم في مجال السياحة العلاجيّة^[٥]:

الهند

تضم مجموعة واسعة من المستشفيات التي تتميّز بجودتها وتخصصها في إجراء العديد من العمليات الجراحيّة المكلفة والتي تتطلّب قدرًا كبيرًا من الدقة، ومن أبرز هذه العمليات تلك التي تختص بكل من جراحات القلب والعظام.

سنغافورة

تحتل منظومتها للرعاية الصحيّة المرتبة السادسة في العالم وفقًا لمنظمة الصحة العالميّة، لذا تراها تفتخر بتقديم مجموعة واسعة من العلاجات والجراحات المتخصصة لكل من أمراض القلب والدم والأعصاب، إضافةً إلى علاج الخلايا الجذعيّة وجراحة العظام والأورام.

كوريا الجنوبيّة

تُعدّ دولة طبيّة بامتياز نظرًا لمواكبتها أحدث تطورات التكنولوجيا الطبيّة، وهذا التقدّم في المجال الطبي جعلها الأشهر عالميًّا في إجراء بعض الجراحات الدقيقة، ومنها: جراحات العمود الفقري وزراعة الأعضاء، إضافةً إلى فحوصات السرطان .

بلغاريا

تُعدّ خيار مثالي للمرضى الذين يبحثون عن خدمات رعاية صحيّة جيّدة مقابل تكلفة منخفضة، هذا إلى جانب نيل بلغاريا سمعة حسنة في مجال العلاج الطبيعي، نظرًا لاحتوائها على مجموعة متنوعة من الينابيع المعدنيّة والحراريّة المعروفة بكونها علاج فعال لمرضى الروماتيزم.

1. ↑ Tomislav Mestrovic (23/8/2018), "What is Medical Tourism?", news medical, Retrieved 12/3/2021. Edited.
2. ↑ "ADVANTAGES AND DISADVANTAGES OF MEDICAL TOURISM", universal medical travel, Retrieved 12/3/2021. Edited.
3. ↑ "Health and Wellness Tourism Today", magazine medical tourism, Retrieved 12/3/2021. Edited.
4. ↑ Richa Jain (24/11/2015), "Popular Medical Tourism Destinations in Middle East", linkedin, Retrieved 12/3/2021. Edited.
5. ↑ Adam Groff, "Top 5 Countries For Medical Tourism", health care global, Retrieved 12/3/2021. Edited.