محتويات
مفهوم الأسرة والنسل
الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات، وقد اهتم الإسلام كثيرًا في تطوير الأسرة وتدعيم الأسس التي بنيت عليها، سواءً كانت هذه الأسس معنويةً أم ماديةً، فاهتم الإسلام بقيام الأسرة على أساس الحب والمودة والرحمة بين الزوجين من بداية الزواج وحتى قدوم الأولاد وخلال تربيتهما وإلى آخر يوم في حياة الزوجين، ثم نقل هذا الحب إلى الأبناء لتعيش الأسرة حياةً متكاملةً مليئةً بالحب والتراحم والمشاعر الإيجابية من كل الأطراف، فضلًا عن ضرورة الاهتمام بالنواحي الصحية والتعليمية والأهم من هذا تنمية النواحي الروحانية وتعزيز الإيمان لكل أفراد الأسرة للوصول إلى نموذج الأسرة الإسلامية المتزنة التي تصلح أن تكون فعلًا لبنةً قويةً في بناء المجتمع الإسلامي[١].
أمّا كلمة النسل فتدل على الأبناء الذين يتناسلون في هذه الأسرة نتيجة الزواج، وهذا النسل هو ما حثَّ عليه الرسول الكريم في كثير من المواضع، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يشجع صحابته الكرام على الزواج والإنجاب لتكثير النسل وزيادة عدد المسلمين حتى يتباهى بهم أمام الأمم الأخرى، ولأن الوظيفة الأساسية لبني البشر على الأرض هي عمارتها وإقامة العدل والحب ودين الله فيها، فأفضل من يتولى هذه المهمة هم المسلمون[٢].
الفرق بين تنظيم النسل وتحديد النسل
لمعرفة الفرق بين تنظيم النسل وتحديد النسل لا بد بدايةً من تعريف هذين المصطلحين لتحديد الخط الفاصل بينهما وتعيين الفرق في المعنى والوظيفة، فتنظيم النسل يعني عملية تباعد بين فترة انجاب كل طفل وآخر، ويعود تحديد هذه الفترة للزوج والزوجة، لإعطاء الأم الوقت الكافي لاستعادة صحتها وقدرتها على الإنجاب بصورة لا تُسبِّب الأذى للأم، ومن جهة أخرى إعطاء الطفل حقه من الاهتمام والتربية من قِبَل الوالدين[٣]، أما تحديد النسل فهو منع حدوث الحمل بصورة نهائية وقاطعة بعد إنجاب عدد معين من الأطفال، وتُستخدم عدة وسائل وطرق لتنظيم الحمل ومنعه، وتُوجد العديد من العوامل والمسببات التي تدفع ببعض الأفراد لاختيار التنظيم والبعض الآخر لاتخاذ قرار عدم الإنجاب مرةً أخرى، وكحال أي قرار يتخذه الإنسان في حياته يعود على صاحبه بالإيجابيات والسلبيات كذلك قرار التنظيم والمنع هو أمر يؤثر بصورة كبيرة على حياة الأفراد وقد تكون له إيجابيات وسلبيات أيضًا على حياتهم وحياة أسرهم دون شك[٤].
إيجابيات تنظيم النسل
- يستطيع رب الأسرة توفير كل المستلزمات التي يحتاجها البيت من مأكل ومشرب وأمور مختلفة يحتاجها البيت، وإيصال الأولاد إلى الاكتفاء الذاتي وهذا لا يمكن أن يحصل في حال كان عدد الأولاد كبيرًا لا سيما بالنسبة لمحدودي الدخل.
- يتوفر الاهتمام والرعاية النفسية للطفل، ففي حال تركت الأم فترةً بين المولود والآخر فإنها تُعطي نفسها فرصةً لتمنح مولودها الحب والحنان والرعاية التي يحتاجها بشكلٍ كافٍ، وكذلك عندما يكبر الأولاد سيكون التفاوت في العمر بين الأولاد أمرًا جيدًا، إذ إنه سيسمح للأم والأب بالتعامل مع الأولاد بالشكل المناسب وإعطائهم المشاعر التي يحتاجونها في كل سن يصلون له بعيدًا عن الغيرة التي قد تحصل في حال كانوا في نفس السن.
- تعطي السيدة فرصةً لجسمها لاستعادة صحته وشكله المناسب والطبيعي بعد كل حمل[٥].
الحكم الشرعي لجواز تنظيم النسل وتحديد النسل
حدَّدت الشريعة الحكم الإسلامي تجاه منع الحمل نهائيًا وهو عدم جواز هذا الفعل، وتصنيفه تحت منظومة المُحرَّمات لأنه يُعارض ويُعطل مقاصد الشريعة باستمرارية البشرية وبقائها، أما من يرغب بتنظيم عملية الإنجاب والمنع لفترة مؤقتة فهو جائز لكن بشروط معينة، كأن تكون الوسيلة المستخدمة غير ضارة بالمرأة، وأن تكون باتفاق الزوجين ورضى كل منهما، وأن يكون المنع المؤقت لسبب أو حاجة، وألا تكون النية من ذلك المنع التام[٦].
الوسائل المستخدمة لتنظيم النسل
توجد مجموعة من الوسائل الممكن استخدامها لتنظيم حدوث الحمل، وبالتالي تنظيم النسل، وهي كما يأتي[٧]:
- اللولب: وهو عبارة عن جهاز صغير، ذو شكل مشابه لحرف T، يوضع في العيادات من قبل الأخصائيين في رحم المرأة، وهو على نوعين:
- اللولب النحاسي، والذي يُطلق كميات من النحاس تمنع بطريقة مُعيّنة من وصول الحيوان المنوي للبويضة، ويمكن أن يستخدم هذا اللولب إلى 10 سنين اعتمادًا على نوعه.
- اللولب الهرموني، وفي هذا النوع تُطلق كميات من الهرمونات من اللولب، من أجل منع الحمل، وبناءً على نوع اللولب الهرموني فقد يستمر لفترة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، وتجدُر الإشارة إلى أنّ اللولب يُعد من الطرق الفعّالة لمنع الحمل، وحين ترغب المرأة بالحمل تستطيع إزالته عند الطبيب بسهولة، لكنّ هذا النوع من تنظيم الحمل لا يحمي من الأمراض المنقولة جنسيًّا.
- الطرق الهرمونية: توجد طرق متنوعة تستخدم الهرمونات في تنظيم حدوث الحمل، وهي كما يأتي:
- الزرعات الهرمونية التي تُزرع تحت الجلد.
- الحقن التي تؤخذ كل 3 أشهر تقريبًا.
- حبوب منع الحمل، التي تؤخذ عادةً على شكل حبة واحدة يوميًّا في معظم أنواعها.
- الرُقّع الهرمونية، توضع على الجلد، وتُستبدل أسبوعيًّا تقريبًا.
- الحلقات المهبلية، والتي توضع في المهبل، وتُستبدل شهريًّا.
- موانع الحمل العازلة، والتي تستخدم لمنع التقاء الحيوان المنوي بالبويضة، منها الواقي الذكري، والواقي الأنثوي، وغيرها.
كيف تختارين وسيلة تنظيم الحمل؟
إنّ أفضل طريقة تختارينها لتنظيم الحمل هي ببساطة الطريقة التي ترتاحين لها، والتي تكون آمنة بالنسبة لحالتكِ الصحية، وتستطعين استعمالها بطريقة صحيحة، ومن العوامل التي تؤثر على اختيار طريقة تنظيم الحمل ما يأتي[٨]:
- عمركِ وتاريخكِ الطبي.
- الاختلافات بين طرق تنظيم الحمل نفسها، منها مدى فعاليّتها في منع الحمل، آثارها الجانبية، وسعرها، وقدرتها على منع انتقال الأمراض الجنسية.
- حالتكِ الصحية، لا سيما إذا كنتِ تعانين من حالة صحيّة مزمنة.
- عدد مرّات ممارسة الجنس.
المراجع
- ↑ "حكم تحديد النسل"، الإماما إبن باز، اطّلع عليه بتاريخ 25-03-2019.
- ↑ "قرار المجمع الفقهي حول تحديد النسل"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 25-03-2019.
- ↑ aya (2018-11-22)، "الفرق بين تنظيم النسل وتحديد النسل"، almrsa، اطّلع عليه بتاريخ 13\3\2019.
- ↑ قرية بني حرام (سبتمبر 20, 2015)، "الفرق بين تنظيم النسل وتحديد النسل"، agthadalaslamyh، اطّلع عليه بتاريخ 13\3\2019.
- ↑ "أهمية تنظيم الأسرة "، التفاحة، اطّلع عليه بتاريخ 25-03-2019.
- ↑ "الحكم الشرعي في تنظيم النسل وتحديد النسل"، .islamweb، 1\11\2014، اطّلع عليه بتاريخ 13\3\2019.
- ↑ "Choose the Right Birth Control", health, Retrieved 25-3-2020. Edited.
- ↑ "Birth control options: Things to consider", mayoclinic, Retrieved 25-3-2020. Edited.