أين تقع دولة صربيا؟

أين تقع دولة صربيا؟

تقع صربيا في قارة أوروبا غرب وسط البلقان، ويحدّ صربيا من الغرب جمهورية البوسنة والهرسك بالإضافة لمنطقة سلافونيان الواقعة في جمهورية كرواتيا، أمّا من الشمال فيحُدّها المجر، ومن الشرق رومانيا وبلغاريا، ومن الجنوب شمال مقدونيا، ومن الجنوب الغربي الجبل الأسود، كما تقع كوسوفو جنوب البلاد على طول الحدود الشمالية الشرقية لألبانيا،

كانت صربيا جزءًا من جمهورية يوغوسلافيا لمُدّة طويلة من القرن العشرين، وعاصمتها هي بلغراد المدينة العالمية التي تقع على التقاء نهر الدانوب وسافا، كما تضم البلدة القديمة قلعة كاليمجدان، وتضم نماذجًا محفوطةً على الهندسة المعماريّة التي اشتهرت في العصور الوسطى، إضافةً إلى أنّها تحتوي على عدد من المطاعم الأكثر شهرةً في أوروبا الشرقية، أمّا ثاني أشهر مدينة في صربيا، فهي نوفي ساد التي تقع أعلى نهر الدانوب، وتضم مركزًا تعليميًا وثقافيًا ومُدنًا جامعية.

وقد كانت جمهورية يوغوسلافيا قديمًا تضم عددًا من الدول الحديثة، مثل صربيا، وكرواتيا، وسلوفينيا، والبوسنة والهرسك، وكوسوفو، وشمال مقدونيا، والجبل الأسود، وقد شكّلت هذه الدول اتحادًا مُستقلًا عام 1918، سُميّ باسم مملكة الصرب والكروات والسلوفينيّين، وفي عام 1929، سُمّي بيوغوسلافيا، إلّا أنّ صربيا كانت الدولة المُهيمنة والمُسيطرة على هذا الاتحاد المُتعدّد، ولكنّ هذا الاتحاد لم يستمرّ، ومع حلول الحرب العالمية الثانية بدأت النزاعات والمُحاولات لانفكاك الدول عن بعضها البعض، وبحلول القرن الحادي والعشرين بدأت صربيا في إعادة بناء نفسها كدولة مُستقلة وفريدة في شبه جزيرة البلقان^[١].

مساحة دولة صربيا

تقع دولة صربيا في جنوب شرق أوروبا، وهي دولة غير ساحلية، وتضم جزءًا من سهل بانونيا وشبه جزيرة البلقان الوسطى والغربية، وتبلغ مساحتها 88,361 كيلومترًا مربعًا، بعدد سكان يتجاوز 8,709,346 نسمة حسب إحصائيات عام 2021، والعاصمة بلغراد تضم النسبة الأكبر من السكان بعدد 1,166,763 نسمة وفقًا لتقديرات عام 2011.

تحتوي صربيا على عدد من المناظر الخلابة المُتنوّعة بكثرة، فالجزء الشمالي يُغطّي سهل بانونيا الخصب، والجزء الغربي يمتاز بالتلال الشرقية لجبال الكاربات والبلقان، أمّا منطقة جنوب شرق البلاد فهي امتداد لسلسة جبال ريلو رودوبو Rilo-Rodopa، وفي الجزء الغربي وجنوب الغربي تمتد جبال الألب، أما الجزء المركزيّ منها فيتألف بشكل رئيسي من التلال والوديان التي تمر من خلالها الأنهار، مثل نهر الدانوب، ونهر سافا، ونهر مورافا، ونهر نيشافا، ونهر تيميش، ونهر تيموك، ونهر درينا، ونهر إيبار، وغيرها العديد من الأنهار الأخرى.

يتكلم السكان اللغة الصربية في البلاد، وهي إحدى اللغات السلافية الجنوبية، كما تضم العديد من الديانات بنسب مختلفة، فمثلًا الأرثوذوكس نسبتها 84.6%، والكاثوليك بنسبة 5%، أما الإسلام فنسبته 3.1%، والبروتستانت بنسبة 1%، وغيرها من الطوائف بنسبة 0.8%، أما المُتبقي بنسبة 4.5% فهم غير معروفي الديانة أو يُخفونها^[٢][٣].

تطوّر صربيا عبر التاريخ

ندرج فيما يلي أهم المراحل التي مرّت بها صربيا خلال تطورها عبر التاريخ^[١]:

1. أُطلق مصطلح الصرب على واحدة من الشعوب السلافية في العصور القديمة، وكان اسمها (Serboi)، إلّا أنّه غير مُؤكّد بأنّها تُشير إلى أسلاف الصرب الحديثين، فالمعلومات عنهم اختفت في أواخر القرن السادس عندما كانوا عُملاء للإمبراطور البيزنطي هرقل، وقد استقرت هذه المجموعة داخل الساحل الدلماسي.
2. بحلول القرن السابع انتشروا في جميع أنحاء البلقان، وقد مرت في فترة الاستيعاب الثقافي تحت الحكم الروماني، وكان يُشار إلى المنطقة باسم فلاشيا أو سكلافينيا.
3. مرّت المجموعة في وضع غير مُستقر، نظرًا لأنّهم كانوا على الحدود بين الإمبراطورية البيزنطية والشعوب شبه البدوية في آسيا، وقد تمتّعوا بجزء من الاستقلال، وكانت القرابة والأسرة المُمتدّة اللاعب الأكبر في التنظيم الاجتماعي.
4. أُنشئت أول دولة بهوية سياسيّة عام 850، وتمركزت هذه الولاية في شرق الجبل الأسود، بين سلاسل جبال دورميتور وكوباونيك والمُمتدّة على أنهار إيبار، وقد قبلت بسياسة القسطنطينية بدايةً، ثم رفضتها فيما بعد.
5. تأسست دولة صربيا وعرفت باسم راشكا، واستمرت في حالة من الاستقرار عندما تولّى ستيفان عرش راشكا عام 1168، وتنازل عن عرشه عام 1196 لصالح ابنه.
6. اتحدت الكنائس مع الدولة في مُحاولة لمحاكاة مكانة البطريرك المسكوني في القسطنطينية، وقد بنى ابن ستيفان نيمانيا القديس سافا ديرًا أُعلن كموقع تراثي من قبل اليونسكو.
7. نمت البلاد اقتصاديًا ممّا عزّز قوّتها، وانتشرت بها زراعة العديد من المحاصيل مثل القنّب، والكتّان، والعنب، والنباتات المُنتجة للزيوت.
8. احتلت البلاد القوة العثمانية في معركة نهر ماريتسا عام 1371، وهي مرحلة الفتح العثماني.
9. اندلعت حرب في عام 1787 بين العثمانيين وعدّة تحالفات، وهي تحالف روسيا وتحالُف الإمبراطورية النمساوية المجرية، وانتهت باستقلال الدولة الصربية الحديثة.

طبيعة المناخ في صربيا

تمتاز صربيا بمناخها القاري المُعتدل، فهي باردة في الشتاء وحارّة في الصيف، وقد تتأثّر بالكتل الهوائية الباردة القادمة من سيبيريا، أو بالكتل الهوائية الساخنة القادمة من البحر الأبيض المُتوسّط أو من إفريقيا، ويستمر فصل الشتاء من شهر كانون الأول ويمتد حتى شهر شباط ويكون بارد جدًا، أمّا الربيع فهو فصل غير مستقر في صربيا فقد تتساقط الثلوج في نهاية آذار وأحيانًا في شهر نيسان، أمّا الصيف الذي يستمر من شهر حزيران حتى شهر آب فهو دافئ وحار ومُشمس، والخريف ماطر جدًا ورطب وتحديدًا في شهر تشرين الثاني^[٤].

بماذا تشتهر صربيا؟

ندرج فيما يأتي أبرز الأشياء التي تشتهر بها صربيا^[٥]:

نوفاك ديوكوفيتش

وهو أول لاعب تنس عالمي، فاز بعشرة ألقاب في 4 بطولات كُبرى، كما احتفظ بالمركز الأول في تصنيفات اتحاد لاعبي التنس المُحترفين لمدة 177 أسبوعًا، ونوفاك ليس مُجرّد شخص مشهور في صربيا بل هو علامة تجارية ورجل استعراض مُذهل، كما أنّه أعظم سفير لصربيا في العالم، لذا فإنّه مثال حقيقيّ على النجاح الذي يأتي من التفاني والعمل الجاد.

سجاد بيروت كيليم (Pirot Kilim)

هو بساط منسوج، والذي يُعدّ جزءًا من التقاليد الصربية منذ العصور الوسطى، وكانت مُقاطعة بايروت تقع على طريق القوافل الرئيسية سابقًا، وما زالت بإمكان الزائر الذهاب إليها والحصول على بساط جميل منسوج، وله العديد من الاستخدامات كأنْ يُعلّق على الحائط أو لتغطية الأرضيات، أو كظلال للنوافذ، وغطاء فوق البطانيات للحصول على المزيد من الدفء

السلافا

هو احتفال صربي لقدّيس العائلة، تتجمّع الأسرة في يوم من العام لتكريم قديس المنزل، ممّا يزيد من ازدهار الأسرة والشعور بالأمان والحماية والدعم والتشجيع على زيادة فعل الخير، ولها طقوس مُميّزة تضم القمح المسلوق، والشموع المُضاءة، وخبز السلافا.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} Thomas M. Poulsen, "Serbia", britannica, Retrieved 18/4/2021. Edited.
2. ↑ "Serbia", bhfieldschool, Retrieved 18/4/2021. Edited.
3. ↑ "Serbia Population (LIVE)", worldometers, Retrieved 21/4/2021. Edited.
4. ↑ "Climate - Serbia", climatestotravel, Retrieved 18/4/2021. Edited.
5. ↑ "Top 10 Things Serbia is Famous for", serbia, Retrieved 18/4/2021. Edited.