محتويات
متى فُتحت القسطنطينية؟
فُتِحَت القسطنطينية في ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء في يوم 20 من جمادى الأولى عام 857 هجري؛ إذ بدأت الحرب وتصاعدت التكبيرات من البر والبحر، وانطلق المسلمون يتسلقون أسوار المدينة، واستمرت المدافع والسفن والمراكب بالهجوم ساعتٍ عدة، وظلَّ النصارى يدافعون عن مدينهم ولكن نجح المسلمون بتسلق الأسوار واختراق قِوى النصارى والدخول إلى المدينة، وشيدوا أعلامهم على قلاع القسطنطينية وأسوارها، وهكذا سقطت هذ المدينة القوية المنيعة التي أبت أن يفتحها كبار الفاتحين والقادة، حتى أذن الله عز وجل لمحمد بن مراد العثماني الذي لقب بعد الفتح بمحمد الفاتح، وكُنِّيَ بأبي الفتح كناية عن هذا الفتح العظيم الذي سُجل بالتاريخ المُشرِق، وما زال العالم بأسره يشهد حتى يومنا هذا بانتصار الإسلام في ذلك الفتح [١].
قصة فتح القسطنطينية
لقد حاول المسلمون فتح القسطنطينية قبل العهد العثماني مراتٍ عدة وعن طريق الكثير من القادة والفاتحين والولاة، ونستدل على هذا الأمر بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، (فعن أبي قبيل قال: كنا عند عبدالله بن عمرو بن العاص، وسُئِل أيُّ المدينتين تُفتَحُ أولًا القسطنطينسة أو رومية؟ فدعا عبدالله بصندوق له حِلَقٌ، قال: فأخرج منه كتابًا قال: فقال عبدالله: بينما نحن حول رسول الله نكتبُ، إذ سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ المدينتين تُفتَحُ أولًا القسطنطينسة أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تُفتَحُ أولًا) : يعني مدينة القسطنطينية. [السلسلة الصحيحة| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
أعد السلطان محمد الفاتح لفتح مدينة القسطنطينية وبنى قلعةً على البر الأوروبي تطل على مضيق البوسفور، وتقابلها على البر الأسيوي القلعة التي بناها السلطان بايزيد الأول، وهذا الأمر ساعده على زيادة السيطرة والتحكم في مضيق البوسفور إذ يمنع وصول الإمدادات إلى القسطنطينية، وقد شعر إمبراطور القسطنطينية بهمة السلطان على فتحها وعرض عليه دفع الجزية مقابل عدم مهاجمة القسطنطينية فرفض السلطان محمد الفاتح، واستنجد إمبراطور بيزنطة بنصارى أوروبا، فأرسلوا له أحد الإمارات الأوروبية في ذلك الوقت وكانت هذه الجماعات تلقب بجنوه، وأرسِلت 30 سفينةٍ حربية، ووصلت في الوقت الذي كان يحاصرٌ العثمانيون القسطنطينية من جميع الجهات، فاصطدمت هذه السفن بالأُسطول العثماني وقد استطاع الجنود حينها التسلل إلى القرن الذهبي، وعندما حاول العثمانيون اللحاق بهم، أغلقت السلسلة في وجوههم بعد أن دخل الجنويون القرن الذهبي.
كان عدد الجنود العثمانيين الذي يحاصرون مدينة القسطنطينية من الجهة البرية حوالي 250,000 جندي، أما من الناحية البحرية فكان هناك ما يقارب 180 سفينة بحرية، وقد جمع محمد الفاتح جنوده وقواته وقال لهم: إذا فتحنا القسطنطينية فقد تحقق فينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعجزة من معجزاته، وسيكون ن حظنا ما أشاد به هذا الحديث من التقدير، فأبلغوا أبناءنا العساكر فردًا فردًا أن الظفر العظيم الذي سنحرزه سيزيد الإسلام قدرًا وشرفًا، ويجب على كل جندي أن يجعل تعاليم شريعتنا الغراء نصب عينيه، فلا يصدر عن أحد منهم ما يجافـي هذه التعاليم، وليجتنبوا الكنائس والمعابد، ولا يمسوها بأذى، ويدعوا القساوسة والضعفاء والعجزة الذين لا يقاتلون.
وقد همَّ العثمانيون بالدخول إلى القرن الذهبي ولكن واجهتهم بعض الأسوار الشاهقة الواهية، فاتخذوا خطة نبيهة لا يتخذها سوى جيش فطِن، وهي أنهم أعدّوا ألوحًا خشبية تصل بين البحر في القرن الذهبي والبحر عند مدخلمضيق البسفور، وألقوا على هذه الألواح الشحوم والدهون، وأزلقوا السفن الحربية على هذه الألواح من مضيق البسفور إلى القرن الذهبي، ثم بدأت المدافع العثمانية تهاجم وتهدُ أسوار القسطنطينية من كل الجهات، ولم تصمد المدينة أمامهم، فدخلوها منتصرين، وقد قُتِل الإمبراطور في المعركة، وسيطر العثمانيون على المدينة بأكملها، وأمر السلطان محمد الفاتح أن يؤذن في كنيسة آيا صوفيا وهذا إيذانًا وإشهارًا لأمره في تحويلها إلى مسجد[٢][٣].
آثار فتح القسطنطينية
لقد كانت مدينة القسطنطينية قبل فتحها عقبةً كبيرةً أمام انتشار الإسلام في أوروبا تحديدًا، فسقوطها قد فتح أروبا لإدخال الإسلام بقوة كبيرة، إضافةً لضمان السلام والأمان للمسلمين أكثر مما كانوا عليه قبل فتحها، ويعدُّ فتح القسطنطينية أحد أهم الأحداث التاريخية في العالم، وخصيصًا في تاريخ أوروبا وعلاقتها بالإسلام، إذ عدَّ المؤرخون الأوروبيين وأنصارهم أنّ الفتح أنهى العصور الوسطى وبدأ في العصور الحديثة. وقد قام السلطان بتحصين المدينة واتخذها عاصةً للدولة العثمانية، وأطلقَ عليها اسم إسلام بول ؛ أي ما يعني بمدينة الإسلام.
أثر فتح القسطنطينية على العالم الأوروبي
تأثر الغرب المعتنق للنصرانية بخبر فتح القسطنطينية، وقد شعر النصارى بالخزي والألم والخوف، وقد عرفوا خطر جيوش الإسلام القادمة من إسطنبول أمامهم، وقام الشعراء والأدباء ببذل كل كل ما بوسعهم لبث الحقد والغضب في نفوس النصارى ضد المسلمين، وقام الأمراء والملوك بعقد اجتماعات مستمرة وطويلة تحث النصارى على نبذ النزاعات والخلافات والحزازات، وقد كان البابا نيقولا الخامس أكثر الناس تأثرًا بخبر سقوط القسطنطينية، وقام بما وسعه من جهدٍ وصرفٍ ووقت لتوحيد الدول الإيطالية وتشجيعها على القتال.
أثر فتح القسطنطينية على العالم الإسلامي
وقد أثرَّ هذا الفتح المبين على المشرق الإسلامي بانتشار البهجة والفرح في قلوب المسلمين في إفريقيا وآسيا، فهذا الفتح هو حلم الأجداد في السابق ومنى وغاية الأجيال وقد أُنتظرَ طويلًا لتحقيقه، وقد قام السلطان محمد الفاتح بإرسال رسائل لحكام البلاد الإسلامية في الحجاز وبلاد فارس ومصر والهند وغيرها؛ يبشرهم بهذا الفخر والنصر الإسلامي العظيم، وقد أذيعَ خبر الانتصار من أعلى المنابر، وأدى المسلمين صلوات الشكر، وقاموا بتزيين منازلهم وأسواقهم وعلقوا على الجدران الأعلام المزركشة والملونة وهذا تعبير عن فرحهم الكبير[٤].
القسطنطينية اليوم وأهم معالمها
تُعَدُّ القسطنطينة الآن أحد أكبر المُدن التركية والتي تم تبديل اسمها إلى إسطنبول عام 1930 ميلادي، وتحتوي المدينة على العديد من المعالم البارزة والتي تُعَدُّ من أمتع الوجهات السياحية للتعرف على التاريخ والحضارة البيزنطية ومنها[٥][٦]:
- مسجد آيا صوفيا.
- كنيسة سيسترن.
- كنيسة خورا
- جامع السلطان أحمد.
- قصر توباكي.
- برج غلاطة.
المراجع
- ↑ د. إبراهيم بن محمد الحقيل (2007-11-28)، "فتح القسطنطينية"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-17. بتصرّف.
- ↑ "الموسوعة العقدية، الفتوحات والحروب"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-18. بتصرّف.
- ↑ "محمد الفاتح وفتح القسطنطينية"، قصة الإسلام، 2012-05-15، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.
- ↑ "أثر فتح القسطنطينية على العالم الأوربي والإسلامي"، قصة الإسلام، 2011-01-03، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.
- ↑ "Istanbul", britannica, Retrieved 2020-11-15. Edited.
- ↑ Andrew Ricca (2017-02-08), "Amazing Historical Sites In Istanbul You Have To Visit", theculturetrip, Retrieved 2020-11-15. Edited.