محتويات
السرقة
تُعرَّف السرقة بأنَّها الطريقة التي يأخذ بها الفرد شيئًا ليس من ممتلكاته بالخفاء دون أن يراه أحد، أو أخذ حقوق الغير بالإجبار، ومن الجدير بالذكر أنَّه توجد ثلاثة شروط في تحقُّقها تُصبح السرقة جريمة يحاسب عليها الشرّع الإسلاميّ، والقانون، وهي: أن يكون الشيء المسروق سواءً كان من المال أو أي شيء غيره ملكًا للغير، وأن تكون قيمته كبيرة، وأن يأخذه السارق بالخفاء، وأن يكون مُحرزًا أي مُخبأ وغير مكشوف، وممّا تجدُر الإشارة إليه أنَّ السرقة آفة من آفات المجتمع، وقد أصبحت مؤخرًا ظاهرة منتشرة انتشارًا واسعًا، وفيها يتعدَّى الفرد على ممتلكات غيره، ويُلحق الضرر بهم دون وجه حق، وممّا لا شك فيه أنَّ اللجوء إلى السرقة هو من أسوأ الجرائم التي يرتكبها الفرد لما لها من أضرار كبيرة على المجتمع بأكمله، وهي غير مقتصرة على أخذ أموال الناس بل قد تكون بالتعدّي على منازلهم، وسرقة ممتلكاتهم الماديَّة المختلفة، وتُسبّب السرقة أضرارًا ماديَّة ونفسيَّة للمسروق منه، وتُفقده الثقة فيمن حوله، كما أنَّها تُثير القلق في نفسه، وتجعله دائم الترقُّب لكل من حوله على أمل أن يستعيد ما سُرق منه، وممّا لا شك فيه أنَّ السرقة جريمة لها آثارها، وقد حرّمها الدين الإسلاميّ، وجعل حدّ السرقة عظيمًا حتى ترتدع النفوس عن ارتكاب هذه المعصيَّة، فالسارق يختار أن يتعدّى على حقوق الغير بدلًا من أن يسأل الله سبحانه وتعالى من فضله، وأن يسعى في اكتساب رزقه من تعبه ناسيًا أنَّ الله سبحانه وتعالى هو الرزاق، والغنيّ القادر على تفريج كربات عباده بالدعاء، والتذلُّل إليه[١][٢].
أسباب السرقة
يلجأ الفرد إلى السرقة بعد تعرُّضه للكثير من المواقف التي ساهمت في تحويل مسار تصرفاته نحو الأفعال غير الأخلاقيَّة، وفيما يأتي ذكر لمجموعة من الأسباب الرئيسيَّة للسرقة[٣][٤][٥]:
- الرغبة في الحصول على الأشياء وعدم القدرة على امتلاكها.
- التربية السيئة، والتغاضي عن تصرفات الفرد السيئة في طفولته.
- الاستهانة بعقاب الله سبحانه وتعالى وعدم وجود الوازع الدينيّ والرادع الأخلاقيّ.
- التنشئة في بيئة عائليَّة، ووسط اجتماعيّ لا يشتمل على مبادئ الأخلاق الحسنة والقيم الحميدة.
- الشعور بالعجز وعدم القدرة على امتلاك الحاجات الأساسيَّة، والرغبة بالتحدّي وتحقيق الشهرة.
- الغيرة مما يمتلكه الآخرون، والإحساس بعقدة النقص، وعدم الرضا عن المستوى المعيشيّ.
- التعرَّض للضغط النفسيّ والحاجة إلى التخلُّص من المشاكل المالية، والديون المتراكمة.
- الشعور بالنقص، والرغبة في الانتقام من الأغنياء بالتعدّي على أموالهم، وممتلكاتهم بالسرقة.
- الإصابة بداء السرقة، وهو مرض نفسيّ يدفع الفرد إلى أخذ ما ليس له دون حاجة.
أنواع السرقة
تُعد السرقة من أكثر الجرائم تأثيرًا على استقرار المجتمع، وأكثر العوامل المؤدية إلى هدم بنائه، ونشر الكراهية بين أفراده، ويوجد لها أنواع مختلفة منها[٣]:
- السرقة الناتجة عن الحرمان والعجز عن تلبية الاحتياجات.
- السرقة الناتجة عن تقليد تصرفات الغير دون سبب واضح.
- السرقة بغرض الانتقام وإلحاق الأذى بالآخرين.
- السرقة الناتجة عن الرغبة بتحقيق الشهرة وامتلاك الكثير.
- السرقة الناتجة عن وجود أمراض نفسيَّة تستدعي العلاج.
كيفية معالجة السرقة
يمكن معالجة مشكلة السرقة عند الفرد من خلال اتباع مجموعة من الخطوات المدروسة، وهي[٣]:
- العقاب عند ارتكاب الأخطاء وعدم التغاضي عنها.
- الرفع من مكانة الفرد عند قيامه بسلوك أخلاقيّ.
- الحرمان من ممارسة بعض الأنشطة كنوع من العقاب.
- إجبار الفرد على تصحيح الآثار الناتجة عن أفعاله السيئة.
- غرس مفاهيم الأخلاق الحسنة عند الفرد منذ مراحل الطفولة.
- معالجة مشكلة السرقة باللجوء إلى طبيب نفسيّ عند الحاجة.
- تنمية مفهوم خشية الله سبحانه وتعالى ومراقبته الدائمة.
حكم السرقة
قال الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا} [المائدة: 38]، فقد ورد في الآية الكريمة أنَّ حدّ السرقة هو قطع اليد، وذلك بناءً على مجموعة من الشروط المختلفة التي توجب إقامة الحدّ على السارق، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم كل من يمدّ يده على ممتلكات الناس، وذلك للفساد الذي تنشره السرقة في المجتمع، وهدمها لبنيانه[٦].
أضرار السرقة
تُسبِّب السرقة الكثير من الأضرار على الفرد، والمجتمع بأكمله، وفيما يلي ذكر لأضرار السرقة[٧]:
- يقود السارق حياته نحو الهلاك حين يتعدّى على أموال غيره من الناس.
- تنفي السرقة الإيمان من قلب السارق، وتجعله ملعونًا عند الله سبحانه وتعالى.
- تزعزع جريمة السرقة أمن المجتمع وأمانه، وتبُّث مشاعر الخوف والقلق بين الناس.
- تؤدّي السرقة إلى نشر مشاعر الكراهيَّة والحقد في المجتمع، وتهدر أمواله، وممتلكاته.
المراجع
- ↑ "سرقة"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "لماذا حرم الإسلام السرقة"، لماذا، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "السرقة .. مفهومها ، أشكالها ، أسبابها ، سبل العلاج"، msaratalhekma، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019. بتصرف.
- ↑ "أسباب السرقة"، al-sharq، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "السرقة، أسبابها وعقابها"، مقال، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "حد السرقة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "التدابير الشرعية لحفظ المال في باب العقوبات"، المنبر، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2019. بتصرّف.