بحث عن دولة المماليك

دولة المماليك

تُعد دولة المماليك واحدةً من دول الخلافة الإسلامية، وهي سلالة من الجنود الذين حكموا بلاد الشام ومصر والعراق وأجزاءً من أراضي شبه الجزيرة العربية لأكثر من قرنين ونصف القرن، وقد بدأت من العام 1250 للميلاد وانتهت في العام 1517 للميلاد، وعاصمتهم كانت مدينة القاهرة، كما أن دولة المماليك الأولى اسمها المماليك البحرية والتي من أشهر سلاطينها: الظاهر بيبرس، وقطز، وعز الدين آيبك، والناصر محمد بن قلاوون، والمنصور قلاوون، والأشرف صلاح الدين خليل، ودولة المماليك الثانية اسمها المماليك البرجية او الشركسية التي من أشهر سلاطينها: برقوق وابنه فرج، والأشرف سيف الدين برسباي، وإينال، وطومان باي، وقانصوه الغوري[١].


عوامل قيام دولة المماليك

من أبرز العوامل التي ساعدت على قيام دولة المماليك ما يأتي[٢]:

  • العوامل الداخلية:
    • ضعف الدولة الأيوبية؛ ترك القائد صلاح الدين الأيوبي بعد وفاته الدولة الأيوبية التي كانت دولةً كبيرة المساحة جدًا، وله سبعة عشر ولدًا وبنتًا وزعها بين أولاده في حياته، وقد دَبَّت بينهم الخلافات والحروب والنزاعات، ثم استطاع أخوه الملك العادل توحيد الدولة الأيوبية مرةً اخرى تحت حكمه وارتكب الخطأ نفسه بتوزيع الأراضي بين أولاده مما ساهم في إضعاف الدولة بسبب التحاسد والتنافر بين الأخوة.
    • ظهور المماليك البحرية؛ إذ كان الصالح نجم الدين الأيوبي مغرمًا بشراء المماليك الأتراك لاعتماده عليهم في الحماية من مؤامرات الأسرة الأيوبية، وبعد أن ضج الناس من المماليك في القاهرة شيَّد الصالح نجم الدين قلعة الروضة التي أسكنهم فيها واطلق عليهم اسم المماليك البحرية.
    • عقلية تورانشاه؛ وصلت الحملة الصليبة السابعة إلى مدينة دمياط المصرية في العام 1249 للميلاد، وكان الصالح أيوب مريضًا وتوفي في نفس العام، وكان قد اوصى بالعرش لابنه المعظم تورانشاه، وهزم الصلبيين في المعركة وانتصر جنود المماليك البحرية، وقد كان ابنه غير مؤهل للحكم وكان ذلك سببًا لانقراض الدولة الأيوبية.
    • عقلانية شجر الدر؛ إذ قامت شجر الدر بالعديد من الأمور الحكيمة الدالة على حنكتها وذكائها وذلك تجلى من خلال إخفاء نبأ وفاة زوجها الصالح أيوب لرفع معنويات الجيش، وبعد مقتل ابنه تورانشاه بقي العرش فارغًا فاستلمته شجر الدر، وقسمت بلاد الشام ومصر لقوتين؛ قوة المماليك في مصر، وقوة الأيوبين في الشام.
  • العوامل الخارجية:
    • الحملة الصليبية السابعة؛ توجهت الحملة الصليبية السابعة لمصر من أجل استرجاع ممتلكاتهم التي فقدوا السيطرة عليها في سوريا بسبب القائد صلاح الدين الأيوبي، وتحركت الحملة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا في العام 1250 للميلاد وتصادمت مع قوات المماليك البحرية الذين انتصورا عليهم وصدوهم.
    • صد المغول؛ استولت القوات المغولية على مدينة بغداد في العام 1258 للميلاد، ثم توجه قائدهم هولاكوا إلى بلاد الشام فدخل مدينة حلب ودمرها، ثم دخل مدينة حماة ثم مدينة دمشق واستولى على كافة بلاد الشام، وبعد فترة رجع هولاكوا إلى وطنه لعدة خلافات قامت فيها، ولخوفة على أملاكه في إيران، وبذلك تصدى المماليك البحرية إلى العدو؛ إذ توجه قطز إلى عين جالوت الواقعة جغرافيًا في فلسطين واشتبك جيشه مع جيش المغول وانتصر عليهم، وسيطر على كافة أراضي بلاد الشام.
    • سوء أحوال العالم الإسلامي؛ ساءت أحوال العالم الإسلامي في منتصف القرن الثالث عشر للميلاد من مشرقه إلى مغربه بسبب الاجتياح المغولي، والمنازعات السياسية، والانقلابات، وتصدّع حكم الدولة الإسلامية في بلاد الأندلس.


عوامل سقوط دولة المماليك

من أبرز العوامل التي ساعدت على سقوط دولة المماليك[٣]:

  • الكراهية بين رعايا سلاطين المماليك، وكانوا يشكلون طبقةً أستقراطيةً منعزلةً عن الشعوب.
  • ظهور الكثير من الاضطرابات والقلاقل والفتن بين المماليك حول تولي الحكم وذلك سبب عدم الاستقرار بإدارة الحكم في الأوقات الحرجة.
  • عدم تطور الفنون القتالية عند المماليك وعدم تطور أسلحتهم؛ إذ كانوا يعتمدون على نظام الفروسية الذي كان منتشرًا في العصور الوسطى، والعثمانيون كانوا يعتمدون على الأسلحة النارية تحديدًا المدفعية.
  • بروز العديد من الانشقاقات بين صفوفهم مما ساعد في انهيار الدولة سريعًا.
  • اكتشاف رأس الرجاء الصالح الذي تسبب بتغير طرق التجارة من مصر، وسبَّب ذلك سوءًا في الأحوال الاقتصادية.
  • عدم التزام المماليك بمنة الله عز وجل مقابل تمسك العثمانيون فيه كثيرًا.


معلومات عامة عن دولة المماليك

من أبرز المعلومات العامة التي يجب معرفتها عن دولة المماليك ما يأتي[١]:

  • فترة حكم دولة المماليك كانت من فترات التاريخ الإسلامي المجهولة عند كثير من المسلمين؛ وذلك بسبب:
    • تفرق الأمة الإسلامية كثيرًا عن بعضها، وكثرة الدويلات والإمارات.
    • كثرة السلاطين والولاة في دولة المماليك، وكثرة الاضطرابات والانقلابات العسكرية.
    • تزوير التاريخ الإسلامي الذي تولى كتابته المستشرقون وأتباعهم.
  • قضي على دولة المماليك في العام 1517 للميلاد على يد السلطان العثماني سليم الأول، وضُمَّت أراضيهم للدولة العثمانية.
  • اللغة الرسمية في دولة المماليك هي اللغة العربية، وعملتها الرسمية هي الدينار المملوكي، ونظام الحكم فيها كان سلطانيًا.
  • مساحة أراضي دولة المماليك بلغت 5.000.000 مليون كيلومتر مربع، وبلغ عدد سكانها 40.000.000 مليون نسمة، وكان يطلق لقب السلطان على الشخص الذي يرأس الدولة.
  • انتشرت في دولة المماليك العديد من المصطلحات السياسية والألقاب مثل:
    • دار وهي كلمة فارسية اللغة معناها تماسك، وتدخل في أسماء الوظائف المملوكية مثل: الدوادار، والركاب دار، والخزندار.
    • شاد ومعناها متكلم في او متخصص في، وتضاف إلى العديد من المجالات مثل: شاد الدواوين، وشاد العمائر.
    • أمير وهو مقدم الفرسان، ولكل أمير طبقة تُحدد بعدد فرسانه.
    • أتابك ومعناها الأب الأمير، وهو القائد العام للجيش أو أمير الجيوش، ويُعد من أكبر الأمراء المتقدمين بعد نائب السلطنة.
    • إسكندر الزمان واحد من ألقاب السلطان.
    • سكرجة وهو صحنٍ حجمه صغير يوضع على مائدة الطعام.
    • الكافل وهو من ألقاب نائب السلطنة.
    • بابا وهو اسم أُطلق على غلمان الطشت خاناه.
    • بنكام الرمل وهي الساعة الرملية.
    • بيمارستان أو مارستان وهو مستشفى، بالإضافة إلى تدريس الطب فيه.


المراجع

  1. ^ أ ب "دولة المماليك"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 4.8.2019. بتصرّف.
  2. "الباب الأول الفصل الأول"، موقع القارئ يوسف بن نوح بن أحمد، اطّلع عليه بتاريخ 4.8.2019. بتصرّف.
  3. "دراسة تاريخية جديدة - عوامل سقوط الدول والحكومات (تاريخ دولة المماليك نموذجا)"، دنيا الوطن، اطّلع عليه بتاريخ 4.8.2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :