محتويات
مدينة براغ عاصمة التشيك
تُعدّ مدينة براغ عاصمة التشيك من أكثر المدن الأوروبية رقيًّا وتطورًّا، وتقع في قلب أوروبا، ولا تُعدّ مدينة براغ مجرّد عاصمة؛ بل تُعدّ مركزًا اقتصاديًا وثقافيًّا رئيسيًا للبلاد، كما أنّها مركز إداري لمنطقة بوهيميا الوسطى، وتنقسم المدينة لعدةِ مقاطعاتٍ تنفرد كل منها بلجنةٍ وطنيةٍ خاصةٍ بها تُفرض عليها الرقابة والسيطرة[١]، سُمّيت مدينة براغ باللغة التشيكيّة، وقد سُمّيت بالعديد من الألقاب والأسماء المستعارة بسبب جمالها، ومن هذه الألقاب؛ مدينة 100 برج، وسطح أوروبا، وقلب أوروبا، والمدينة الرّائعة، وأمّ المدن[٢].
موقع مدينة براغ واقتصادها
تقع العاصمة براغ في الشمال الغربي من دولة التشيك، إذ تمتدّ على نهر فلتافا، وتبلغ مساحة المدينة حوالي 5000 كيلومتر مربّع تقريبًا، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر بين 177-399 مترًا[٢]، وقد لاقت براغ العديد من مراحل النمو الاقتصادي والثقافي على مختلف الأصعدة، إذ يُعد اقتصاد مدينة براغ اقتصادًا متطورًا منذ القرن التاسع عشر، فقد أصبحت الأولى في صناعة المنسوجات والآلات، وقد تبعتها الاتصالات، والبناء، والتعليم، والتجارة، والنقل، وقد كانت براغ تسعى لتطوير إنتاج المواد الغذائية والإلكترونيات والمواد الكيميائية، ويُمكن ملاحظة أنّ الصناعات المحلية المصنعة في المدينة في معظمها سلع استهلاكيّة، إذ أُقيمت في العديد من المصانع منذ ذلك الوقت، ويشار إلى أن القطاع الصناعي هو المحرك الرئيسي للدخل القومي للمدينة، ويليه القطاع التجاري وقطاع البناء[١].
سكان مدينة براغ
بالإضافة لكون مدينة براغ هي العاصمة الإداريّة والسياسيّة لدولة التشيك، تُعدّ المدينة أيضًا أكبر مدينة في دولة التشيك، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1.2 مليون نسمة تقريبًا[٣]، وتُشير إحصائيات التعداد السُكاني لعام 2018 ميلاديًا إلى أنّ عدد سكان مدينة براغ عاصمة التشيك قد بلغ 1.294.513 نسمةً[٤]، تميل الأسرة إلى أن تكون صغيرةً بعدد الأفراد بسبب الصعوبات في تأمين المسكن، وتقيم في أراضي المدينة العديد من الجماعات العرقية والطوائف الدينية، إلا أنّ الغالبيّة العظمى هي من التشيكيين الأصل، كما تستوطن في ربوعها أيضًا أقليّات سلوفاكية، ويُشار إلى أنّ وجود هذه الجماعات ووفرة العديد من الخصائص الديموغرافية في مجتمع براغ جاء كأحد نتائج الحرب العالمية الثانية، ومن أهم هذه الخصائص؛ زيادة أعداد النساء على أعداد الرجال، وتباطؤ نمو السكان، وقد تزايدت نسبة الهجرة إلى المدينة في الأونة الأخيرة[١].
تاريخ مدينة براغ
تُشير المعلومات إلى أن مدينة براغ قد ظهرت قبل آلاف السنين، إذ احتوت المنطقة على العديد من الآثار من العصر الحجري القديم، وكان يسكنها المزارعون من العصر الحجري الحديث من حوالي 5000 إلى 2700 قبل الميلاد، وقد شهِدت المنطقة ازدهارًا في الفترة التي سبقت عصر النهضة، واتُّخذت كعاصمة للإمبراطورية الرومانية خلال فترة خضوع المنطقة لحكمها، انعكس التوسع الاقتصادي للمجتمع في تضاريس المدينة خاصةً في المدينة القديمة، بحلول عام 1230، خضعت المدينة القديمة في براغ للترميم والصيانة، وإنشاء جدران وحصن جديد حولها، وفي عهد تشارلز الرابع عام 1346، الملك البوهيمي والإمبراطور الروماني المقدس تطورت العاصمة براغ كثيرًا من مختلف الجوانب، فقد أنشأ جامعة تشارلز الأولى وسط أوروبا التي لطالما استَقطبت العُلماء والطلاب من جميع أنحاء العالم[١].
شهِدت فترة حكمه أيضًا نمو المدينة الجديدة المُخطط لها التي تُجاور البلدة القديمة، وقد بُنِي جسر تشارلز عام 1357، وأُعيد بناؤه وترميمه عام 1970، ويربط الجسر بين البلدة القديمة ومالا سترانا؛ بالإضافة إلى هذا الجسر بُنِيَت العديد من المباني الأخرى في المدينة الجديدة، مثل كارولينوم، وهي القاعة المركزية للجامعة، ومجلس المدينة، والعديد من الكنائس الجديدة، ومن الجديرِ بالذكر أن المنطقة شهدت تحولًا كبيرًا بعد استقرار الأوضاع في منطقة أواسط أوروبا؛ فازدهر الإقتصاد هناك وازدادت أعداد السكان ازديادًا ملحوظًا؛ فزادت أعداد السكان من 40 ألف نسمة إلى 80 ألف نسمة خلال الفترة الزمنية بين 1701-1771 م، كما ظهر الأثر على العمارة فانتشرت القصور والمباني والحدائق والكنائس ذات الطراز الباروكي، وساهمت الثورة الصناعية أيضًا في إحداث نقلة نوعية في حياة المدينة، إذ انتشرت المصانع والمناجم كثيرًا، وبالتزامنِ مع ذلك ازداد عدد السكان مجددًا ليرتفع إلى 100 ألف نسمة، وأقيمت السكك الحديدية فيها بعد مضي 8 سنوات من الثورة الصناعية[١].
السياحة في مدينة براغ
يعود تاريخ مدينة براغ لأكثر من ألف عام، وتتنافس المدينة مع أيّ دولة أخرى في أوروبا من حيث الجمال الخلاب والتضاريس المذهلة ، لكن يوجد ما هو أكثر من ذلك، إذ تحتوي على العديد من الأماكن التي تستحق الزيارة، مثل المتاحف ذات المستوى العالمي والكنائس والجسور منذ العهد الباروكي، نظرًا لأن مدينة براغ مقسومة على نهر فلتافا، ومن أهم المعالم السياحية في مدينة براغ ما يأتي[٥]:
- استكشاف ميدان المدينة القديمة: على الرغم من ماضي مدينة براغ الذي يعج بالغزوات والحروب، إلا أن ساحة المدينة القديمة قد بَقيت صامدةً أمام هذه الحروب تقريبًا منذ القرن العاشر، ويزورها السياح من كل مكان على الصعيد المحلي والعالمي، وتُعد المدينة القديمة من أجمل الأماكن التاريخية التي تعكس واقع جمال الهندسة المعمارية القديمة التي تقع في قلب المدينة القديمة، وشوارعها التي تزدحم بفناني الشوارع والموسيقيين في تلك المنطقة.
- ساعة براغ الفلكية: تُعدّ هذه الساعة الأثرية من أهم المعالم في المدينة القديمة الجاذبة للسياح، إذ يرجع تاريخها للقرن الخامس عشر؛ وقد تعرضت الساعة للتلف عدة مرات إلا أنّها كانت تخضع لإعادة الإصلاح، والصيانة، وقد حُفظت الساعة في أبهى صورة.
- جسر كارل: يتميز هذا الجسر بجماله الخلاب، فإن المشي البسيط والتنزه على الجسر يُعد متعةً وتسليةً لا بدّ من تجربتها في مدينة براغ، فهي تجربة لا تُنسَى.
- قلعة براغ: وهي أكثر الأماكن جذبًا للسياح، إذ يرجع تاريخها إلى أنها كانت مقرًا تقليديًا لحكام التشيك، وقد بقيت حتى يومنا هذا فهي مقر الرئيس حاليًا، ويُعدّ الدخول إلى القلعة وإلى المباني المحيطة بالقلعة مجانيًا، ومن الممكن شراء تذكرة تخص مبانٍ محددة يرافقها المرشد السياحي ليروي تاريخ القلعة وتاريخ مبانيها.
- كاتدرائية القديس فيتوس: تقع هذه الكاتدرائية في قلبِ قلعة براغ، وتتميز بأنه يمكن رؤيتها من كل مناطق مدينة براغ من جميع أنحاء المدينة، وتحتضن العديد من الأماكن المختلفة مثل؛ قبر القديس يوحنا النيبونك، وكنيسة سانت وينسيسلاس الرائعة، والزجاج الملون المذهل للفن الحديث.
- جولة في نهر فلتافا: تُعدّ رؤية مدينة براغ من قارب في نهر فلتافا تجربةً مميزةً وفريدةً من نوعها، وتُمكِّن من رؤية المباني والمعالم التاريخية المختلفة، وتتميّز الرحلات البحرية بالتنافسية في اختيار الرحلة الملائمة للابتعاد عن صخب المدينة.
- المشي في الشوارع الخلفية من مالا سترانا: من خلال النهر عبر البلدة القديمة توجد الشوارع الخلفية الباروكية لمالا سترانا، والتي بُنيت في القرن السابع عشر، وتقع في قلب الساحة الباروكية مجموعة متاجر، ومطاعم تقليدية ذات إطلالة خلّابة على النهر.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج Richard Horsley Osborne, Jan Kazimour, Francis William Carter (15-10-2018), "Prague"، Encyclopedia Britannica , Retrieved 25-10-2018. Edited.
- ^ أ ب MICHAL B (29-11-2015), "Prague, the Capital City of the Czech Republic: History, Maps, Currency & Food"، www.praguego.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ Amber Pariona (25-4-2017), "What Is The Capital Of The Czech Republic?"، World atlas, Retrieved 25-10-2018. Edited.
- ↑ "CZECH REPUBLIC: Prague City", city population,11-5-2018، Retrieved 25-10-2018. Edited.
- ↑ "25 Best Things to Do in Prague (Czech Republic)", www.thecrazytourist.com, Retrieved 16-11-2019. Edited.