محتويات
علاج سيلان الأنف الدائم
يشير مصطلح سيلان الأنف (بالإنجليزية: Runny nose) إلى الإفرازات الشديدة للسوائل الأنفية عند الإنسان، فقد يكون سيلان الأنف على شكل سائل شفاف أو مخاط سميك؛ إذ يخرج هذا السائل إما من الحلق، وإما ينتقل إلى الجزء السفلي من الحلق، ويشار إلى سيلان الأنف أيضًا بمصطلح التهاب الأنف؛ إذ يشير السيلان غالبًا إلى الإفرازات الشفافة واللزجة والرقيقة، في حين يشير التهاب الأنف إلى التهاب أنسجته المؤدي إلى سيلانه، وعمومًا يُعرَف سيلان الأنف بأنه من الحالات المزعجة والمحرجة للإنسان، بيد أنّه ثمة وسائل منزلية وعلاجية للتخلص منه وتخفيف أعراضه، وهي كما يأتي[١]:
العلاجات المنزلية
ثمة مجموعة من العلاجات المنزلية المفيدة في تخفيف أعراض سيلان الأنف، وهي تشمل بأبرزها ما يلي[٢]:
المشروبات الساخنة
تندرج المشروبات الساخنة ضمن العلاجات المنزلية التقليدية المفيدة في حالات نزلات البرد وسيلان الأنف، إذ في دراسة علمية نُشرت في مجلة (Rhinology) سنة 2009، شارك فيها 30 شخصًا مصابين بأعراض الإنفلونزا ونزلات البرد، وقد بيّنت النتائج أنّ المشروبات الساخنة خففت أعراض سيلان الأنف والسعال والعطس والتهاب الحلق والتعب عند المشاركين، في حين أن المشروبات التي كانت درجة حرارتها هي ذاتها درجة حرارة الغرفة لم تخفف إلّا أعراض السعال والعطس وسيلان الأنف[٣].
استنشاق البخار
توجد طرق عديدة لاستنشاق البخار الساخن، بيد أنّ الفكرة الأساسية هي ذاتها؛ إذ يضيف الشخص أعشابًا أو زيوتًا أساسيةً إلى وعاء صغير مملوء بالماء الساخن، ثم يميل رأسه فوقه ويستنشق البخار المنبعث منه؛ وفي دراسة علمية نُشرت في مجلة (Journal of Dental and Medical Sciences) سنة 2015، عكف الباحثون على دراسة فعالية طرق استنشاق البخار المنطوية على استعمال مواد مضافة متنوعة لعلاج أعراض نزلات البرد؛ إذ أعطوا 50 مشاركًا كبسولات استنشاق محتوية على أدوية، وأبقوا 50 مشاركًا آخرين ضمن مجموعة التحكم التي لم يعطوها أي كبوسلات استنشاق، وخلصت النتائج إلى تحسن الأعراض بسرعة وفعالية أكبر عند المشاركين الذين اتبعوا وسيلة الاستنشاق مقارنةً بمجموعة التحكم[٤].
الحمام الساخن
يحوز الإنسان أيضًا على فوائد استنشاق البخار ذاتها عندما يستحمّ بحوض مياه ساخنة؛ فالاستحمام بالماء الساخن يؤدي إلى استنشاق بعض البخار، جنبًا إلى جنب مع إرخاء عضلات الجسم.
العلاجات الطبية
تتضمن أبرز العلاجات الدوائية المستخدمة في تخفيف أعراض سيلان الأنف كلًا مما يلي، مع الإشارة إلى أنّ الطبيب قد يقترح علاجات أخرى بناءً على الحالة[٥][٦]:
بخاخات المحاليل الملحية للأنف
تُبَاع هذه البخاخات عادةً دون وصفة طبية، ويمكن للشخص أن يُعدّها منزليًا؛ فهي وسيلة فعالة لتنظيف الأنف من المهيجات المختلفة، وتخفيف سماكة المخاط وتهدئة الأغشية المخاطية في الأنف.
بخاخات الهيستامين والستيرويدات للأنف
تُبَاع هذه الأدوية دون وصفة طبية، وهي مفيدة في تخفيف أعراض سيلان الأنف؛ فمضادات الهيستامين تفيد في حالات سيلان الأنف الناجم عن الحساسية، فهي تُثبّط وظيفة مادة كيميائية معروفة بالهيستامين، ممّا يحول دون انتفاخ الغشاء المخاطي وتورّمه وإحساس الشخص بالحكة، أمّا بخاخات السيترويد فتُخفف أعراض التورّم والاحتقان والالتهاب في الممرات الأنفية، وبذلك تخفف أعراض سيلان الأنف عند الشخص، وتتضّمن أبرز التأثيرات الجانبية لبخاخات الهيستامين (من أشهرها دواء الأزيلاستين) ما يأتي[٧]:
- الشعور بالدوخة والنعاس.
- الشعور بطعم مرّ في الفم.
- جفاف الأنف والشعور بحرقة فيه.
- الصداع.
بينما تتضّمن أبرز التأثيرات الجانبية لبخاخات السيترويدات كلًا من جفاف الأنف ونزيفه، والصداع، وجفاف الحلق[٥].
بخاخات مضادات الكولينيات
يُستخدم دواء الإبراتروبيوم (بالإنجليزية: Ipratropium) بوصفة طبية كدواء استنشاق لمرض الربو، وهو متاح حاليًا على شكل بخاخ للأنف؛ إذ يكون مفيدًا أحيانًا إذا عانى الشخص من سيلان الأنف الناجم عن التهاب الأنف اللاأرجي، وتتضمن أبرز تأثيراته الجانبية كلًا من نزيف الأنف وجفافه.
أدوية مزيلات الاحتقان
تُبَاع هذه الأدوية دون وصفة طبية، منها دواء الفينيليفرين والسودوإفيدرين، وتُقلل هذه الأدوية من سيلان الأنف من خلال تضييق الأوعية الدموية في الأنف، وتتضمّن أبرز الآثار الجانبية لهذه الأدوية، خفقان القلب، وارتفاع ضغط الدم، والشعور بعدم الراحة.
الجراحة
قد يلجأ الطبيب إلى الخيار الجراحي عندما تفشل جميع العلاجات الأخرى في تخفيف أعراض سيلان الأنف؛ ففي حالات كهذه يعمد الطبيب إلى قطع الأعصاب المسؤولة عن إفراز كميات زائدة من المخاط، وينجح هذا الإجراء غاالبًا في علاج سيلان الأنف، بيد أنّه يستلزم مناقشة الطبيب أولًا بشأن جميع المخاطر المحتملة.
متى يُعدّ سيلان الأنف دائمًا؟
يحدث سيلان لأنف الدائم نتيجةً لمجموعةٍ من المشكلات والأمراض المتنوعة، والتي تتضمّن الحساسية والعدوى والأورام الحميدة في الأنف، وقد يحصل هذا الأمر أيضًا نتيجة الأدوية وبعض الأطعمة والتغيرات الهرمونية في الجسم، وهو يتسم غالبًا باستمرار الأعراض لمدة طويلة دون أن تخف أو تتراجع شدتها عند استخدام الوصفات المنزلية المتنوعة، مما يُضطر الشخص إلى حمل المناديل الورقية حيثما ذهب[٨][٦].
نصائح للأشخاص المصابين بسيلان الأنف
إذا أصيب الشخص بسيلان الأنف، فينبغي له أن يتبع النصائح التالية لتخفيف المعاناة والأعراض التي تصيبه، وهذا يشمل كلًا مما يلي[١][٢]:
- استخدام المناديل (المحارم) الناعمة والمليئة بالزيوت، فسيلان الأنف ينطوي على أعراض مُهيّجة نتيجةً لفرك الجلد باستمرار عند تنظيف الأنف، لذلك ينبغي للشخص أن يستخدم مناديلًا ناعمةً ومشبعةً بالزيوت لتهدئة الجلد، والحيلولة دون تفاقم أعراض التهيج.
- استخدام الوصفات المنزلية الفعالة قبل النوم مباشرةً؛ فالنوم ضروري جدًا لتحسين الصحة، خاصةً في حالات سيلان الأنف الناجم عن نزلات البرد، لذلك يضمن استعمال الوصفات المنزلية أن يحظى الشخص بنوم مريح وهادئ.
- التركيز على نيل الراحة في المنزل حتى تخفّ أعراض سيلان الأنف، خاصةً أنّ الكثير من الناس يشعرون بالخجل من هذه الحالة في المناسبات الاحتماعية، لذلك ينبغي لهم أن يبقوا في المنزل وأن يُركّزوا على عملية التعافي والشفاء.
- تجنب التعرض إلى مسببات الحساسية المعروفة، حتى لا تزداد الحالة سوءًا.
متى يجب الذهاب للطبيب؟
يكون سيلان الأنف في معظم الحالات أمرًا مزعجًا للإنسان، بيد أنّ أعراضه تختفي تلقائيًا في أحيان كثيرة، ومع ذلك يحتمل أن يكون مؤشرًا على وجود مشكلة صحية أخطر، خاصةً عند حدوثه لدى الرضع، لذلك ينبغي مراجعة الطبيب فورًا في الحالات التالية[١]:
- استمرار الأعراض لما يزيد عن 10 أيام.
- المعاناة من حُمّى شديدة.
- خروج إفرازات صفراء أو خضراء اللون من الأنف، وتترافق أحيانًا مع الإحساس بالألم في الجيوب الأنفية (يدل هذا الأمر غالبًا على وجود عدوى بكتيرية).
- خروج الدم مع إفرازات الأنف، أو خروج إفرازات شفافة مستمرة بعد التعرض لصدمة مباشرة في الرأس.
- معاناة الرضيع البالغ عمره أقل من شهرين من سيلان الأنف المترافق مع الحُمّى.
- معاناة الرضيع من مشكلات الرضاعة أو صعوبة التنفس بسبب سيلان الأنف.
المراجع
- ^ أ ب ت "Runny nose", mayoclinic, 21/1/2020, Retrieved 10/3/2021. Edited.
- ^ أ ب Dan Wessels (22/2/2018), "medicalnewstoday", medicalnewstoday, Retrieved 10/3/2021. Edited.
- ↑ A Sanu, Ronald Eccles (2009), "The effects of a hot drink on nasal airflow and symptoms of common cold and flu", Rhinology, Issue 4, Folder 46, Page 275-271. Edited.
- ↑ Manpreet Singh Nanda (2015), "Efficacy of Steam Inhalation with Inhalant Capsules in Patients with Common Cold in a Rural Set Up", Journal of Dental and Medical Sciences, Issue 1, Folder 14, Page 41-37. Edited.
- ^ أ ب "Nonallergic rhinitis", mayoclinic, Retrieved 10/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "6 Things You Should Know About Chronic Runny Nose", henryford, 3/5/2019, Retrieved 10/3/2021. Edited.
- ↑ "Azelastine (Nasal Route)", mayoclinic, 1/2/2021, Retrieved 15/3/2021. Edited.
- ↑ Jill Seladi-Schulman (23/11/2020), "What Can Cause a Constant, Clear-Fluid Runny Nose?", healthline, Retrieved 10/3/2021. Edited.