في ذكرى النكبة

النكبة

في 15 أيار عام 1948م وقع صراع معقّد لا يزال واحدًا من القضايا الأكثر إشكاليةً في العالم، والذي تولّدت عنه مشكلة اللاجئين الفلسطينيين؛ نتيجة محاولات إنشاء دولة اسرائيلية في فلسطين، إذ تهجّر 800 ألف فلسطيني وطردوا قسرًا من بيوتهم، حاملين معهم مفاتيحها على أمل العودة لاحقًا، وليكون الشعب الفلسطيني ضحية أكبر عملية تنظيف عرقي في التاريخ الحديث[١].


ما قبل نكبة 1948

في عام 1800 عندما نشطت الحركة القومية الجديدة في أوروبا دعت الصهيونية بسياستها لقيام دولة يهودية مستقلة والحد من قمع اليهود في أوروبا، ومنه انعقد المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897م اتفقوا من خلاله على إنشاء دولة اليهود في فلسطين، حيث كانت فلسطين حينها جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، وعلى الرغم من رفض السلطان عبد الحميد الثاني لاقتراح ثيودور هيرتزل البريطاني مؤسس الحركة الصهيونية لبيع فلسطين لهم مقابل 150 مليون جنيه، إلا أن الإمبراطورية العثمانية كانت قد ظهرت عليها علائم الموت فيما بعد، فاستغل اليهود ذلك الوضع بعد أن احتلت بريطانيا فلسطين عام 1917، واستصدرت وعدًا من بريطانيا، لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وهو ما عرف بـ "وعد بلفور"[٢].

في الخامس عشر من أيار عام 1948، أنهت بريطانيا انتدابها على فلسطين، بعد أن فعّلت بريطانيا الهجرات المتتالية ليهود أوروبا إلى الأراضي الفلسطينية، وأقامت عدد كبير من المستوطنات اليهودية[٢].


أسباب هجرة الفلسطينيين الجماعية عام 1948

غادر الكثير من الفلسطينيين الأراضي خوفًا من تكرار الهجمات والفظائع الإسرائيلية التي ارتكبتها في مجزرة دير ياسين قرب القدس، إذ إن 600 قرويًا قتلوا أثناء الدفاع عن المدينة ضد القوات الصهيونية، بينما قتل آخرون بالقنابل التي أُلقيت على منازلهم؛ لذا غادر الفلسطينيون البلاد خشية أن يحل بهم ما حل في مذبحة دير ياسين بل وخشية المعاملة الأسوأ من ذلك[٢].


موقف الدول العربية من النكبة

تعزيز عناصر القوة إن وجدت لدى أي من الدول العربية، أو أي محاولة لتوحيد العالم العربي والإسلامي أو حتى العالم الثالث، يشكّل خطرًا استراتيجيًا على مصالح إسرائيل، وللأسف عملت إسرائيل جاهدةً، على الحيلولة دون حدوث تقارب بين الدول العربية، عدا عن ارتكاب العديد من الحركات العربية أخطاءً قاتلةً ساعدت إسرائيل على تحقيق ما تصبو إليه[٣].

فشل العالم العربي في منع قيام دولة إسرائيل في فلسطين أدى إلى نكبة أصابت الشعب الفلسطينيّ منذ 71 عامًا، لكن هذا لا ينفي مقدرة الشعوب العربية على النهوض من جديد واستعادة الوعي المفقود.


أمثلة على المدن المهجّرة

من أبرز الأمثلة على هذه المدن؛ مدينتا اللّد والرملة، إذ طرد جنود الاحتلال جميع الفلسطينيين في المدينتين، و البالغ عددهم 70 ألف مواطن فلسطيني، وحثّهم الاحتلال على الزحف نحو خطوط الجبهة العربية، في حين اضطر آخرون للهروب مشيًا على الأقدام، مع السماح لهم بأخذ كل ما يستطيعون حمله، وشجعت العديد من الدول العربية الفلسطينيين على الإخلاء والهجرات؛ حرصًا على توفير ساحة معركة مفتوحة دون مدنيين لتبادل إطلاق النار[٢].

ومنذ ذلك الحين تعددت القرارات والتوصيات والحلول المقترحة من الأمم المتحدة، ووقّعت اتفاقيات بتسميات مختلفة من كامب ديفيد إلى أوسلو ووادي عربة، دون أن يتحقق تقدم يذكر[١].


المراجع

  1. ^ أ ب "ذكرى النكبة .. تاريخ مرير ومعاناة مستمرة"، قناة العالم، 2013-5-14، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-27. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "احداث نكبه فلسطين عام 1948"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-27. بتصرّف.
  3. "خواطر مواطن سبعيني في ذكرى النكبة"، القدس العربي، 2019-5-15، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-27. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :