كيف تساعدين طفلك المصاب بالتوحد على النوم؟

كيف تساعدين طفلك المصاب بالتوحد على النوم؟

أطفال التوحد والنوم

يعاني أطفال اضطراب طيف التوحد من مشكلاتٍ وصعوبةٍ في النوم؛ نظرًا للصعوبة المتصلة بكل المشكلات التي يعانون منها وهي صعوبة إيصال رغباتهم واحتياجاتهم إلى الآخرين، فقد يبقى طفل التوحد مستيقظًا طوال الليل لأنه يحتاج لشيء ولكن لا يستطيع طلبه، إضافةً إلى أن أطفال التوحد غير قادرين على إدراك الإشارات التي تنبه إلى دخول وقت النوم، وقد يرتبط أطفال التوحد بالروتين اليوميّ وطقوس قبل النوم فيستقر على اتباع روتينٍ لوقت النوم في كل يوم، كما أن العديد من هؤلاء الأطفال يمكنهم التأقلم والتعود على مكانٍ معين للنوم ولن يستطيعوا النوم في أي مكانٍ غيره ومثل هذه العادات من الصعب أن تُكسر مع الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد.


لا تعطي الراحة دائمًا النتائج الإيجابية وخصوصًا لأطفال التوحد فهم يعانون من صعوبة في النوم وحتى في السهر على الرغم من الراحة التي تكمن في أجسادهم، وهذا الأمر سيؤدي حتمًا إلى تطور بعض الصفات لحالاتهم مثل السلوكيات المتكررة التي يفعلونها والتي ستساهم بزيادة الصعوبة في النوم، إضافةً للنظام الغذائيّ الرديء الذي قد يتبعه أطفال التوحد، وتعد مشكلات النوم من أبرز المشكلات التي تشغل العائلات التي تضم أطفال التوحد.


يعاني أطفال التوحد من الصعوبة في النوم نظرًا لحالاتٍ ومشكلاتٍ أخرى مثل: مشكلاتٍ في الجهاز الهضمي، واضطراب قلة التركيز وتشتت الذهن وفرط النشاط أو القلق، فهذه الحالات بالتأكيد ستسبب مشكلات في النوم، فمثلًا التشنجات الناجمة عن الإمساك ستُبقِي طفل التوحد مستيقظًا طوال الليل، وقد تساهم الحساسية المفرطة اتجاه اللمس أو الصوت أو الضوء في صعوبة في النوم، وتوجد بعض حالات التوحد التي قد يتناول فيها الأطفال العقاقير والأدوية والتي يمكن أن تؤثر على عملية النوم، فبعض الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة والتشتت يتناولون المنشطات والتي تسبب مشكلة الأرق، وفي بعض الحالات قد يحمل أطفال التوحد طفراتٍ جينيةٍ أو هرمونات تحكم عملية النوم والاستيقاظ أو لربما تتصل بروابطٍ متعلقة ببعض الأمور الخاصة بمشكلات الأرق فتجعلهم أكثر عرضة لمواجهة الصعوبة في عملية النوم مقارنةً بالأشخاص العاديين[١][٢].


ساعدي طفلكِ المصاب بالتوحد على النوم بهذه الخطوات

قد تترتب آثارٌ عدة على المشكلات في نوم طفلكِ، فإذا كان غير قادر على النوم جيدًا في الليل، فهذا سيزيد من الخطر على جسده وعلى صحته عمومًا، فبعض الأبحاث أشارت إلى أن قلة النوم عند أطفال التوحد ستزيد من العدوانية عندهم والكآبة وفرط النشاط وزيادة السلوكيات المتكررة إضافةً لضعف الأداء في التعلم والمعرفة، فإليكِ بعض الخطوات التي قد تساعدكِ على إعانة طفلكِ على النوم[٣]:

  • احرصي على عدم تناول طفلكِ للمنشطات الطبيعية كالسكريات والكفايين قبل النوم.
  • اصنعي روتينًا ليليًّا لطفلكِ؛ كحمامٍ دافئٍ وقراءة قصة، والنوم في الوقت نفسه في كل ليلة.
  • امنحي طفلكِ الاسترخاء قبل النوم؛ شغلي موسيقى هادئة أو دلكي ظهره بلطف.
  • أبعدي طفلكِ عن أي أنشطةٍ ترفيهيةٍ وتحفيزيةٍ كالتلفاز وألعاب الفيديو قبل ساعة على الأقل من موعد النوم.
  • احرصي على تجنب أي ازعاج من صوت أو ضوء في غرفة طفلكِ فاختاري لمنافذها ستائر سميكة لحجب الضوء، وضعي سجادةََ غليظة كي لا يُسمع وقع الأقدام على سطح الأرض، وتأكدي من عدم إصدار فصالات الباب لأي صوت وتأكدي من درجة حرارة الغرفة والفراش المناسب لحالة طفلكِ.
  • اجعلي المنوم الخيار الأخير لحل هذه المشكلة وإن اضطررتِ استشيري الطبيب، وتحدثي مع طبيب في علم النفس حول كيفية علاج هذه المشكلة بالضوء الساطع، فقد يساعد تعريض الطفل لهذا الضوء على إفراز هرمون الميلاتونين إذ يساعد ارتفاعه في جسم طفلكِ على النوم.


لماذا يواجه أطفال التوحد مشكلاتٍ في النوم؟

يعاني أغلب الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد من أنماط وسلوكيات نوم مضطربة وغير منتظمة، ومن المرجح أن تكون هذه الحالة للأسباب الآتية[٤]:

  • أطفال التوحد غير قادرين على الهدوء والاستقرار وبالتالي لن يستطيعوا النوم دون هذين العاملين.
  • الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم أو معاودة النوم بعد الاستيقاظ لقضاء الحاجة وعدم تحكمهم بهذا الأمر.
  • مشكلة التواصل الاجتماعي عند الطفل أي إنه غير قادر على التواصل مع الآخرين وطلب ما يحتاجه.
  • عدم إفراز هرمون الميلاتونين بانتظام وهذا الهرمون كما ذكرنا هو المسؤول عن تنظيم مواعيد النوم في جسم الإنسان.
  • الفوضى الخاصة التي يشعر بها طفل التوحد والتي قد تبقيه مستيقظًا ومشتتًا كالضوء أو صوتِ شيء معين.
  • النظام الغذائيّ السيئ لطفل التوحد، وما يتسبب به من حساسيةٍ غذائيةٍ والتي تسبب مشكلاتٍ في الجهاز الهضميّ وبالتالي عدم الارتياح؛ مثل الزيادة في تناول الكافيين والمنشطات التي تكافح النوم.
  • الضغط الزائد على طفل التوحد من المواقف الاجتماعية المختلفة التي يواجهها فينشأ عن هذا الضغط إرهاق وقد يصبح عند الطفل فرط وكثرة بالنوم ويعد هذا أيضًا اضطرابًا ومشكلة.


نصائح لكِ للتعامل مع أطفال التوحد

بغض النظر عن العلاج الطبي الذي يساعد طفل التوحد، توجد بعض الأمور والنصائح البسيطة التي قد تُحدث فارقًا كبيرًا عند تعاملنا بها مع أطفال التوحد، وإليكِ بعضها[٥]:

  • عززي الإيجابيات التي يمتلكها طفلكِ، وسيستجيب بسرعة لأوامركِ، فعند مدح السلوكيات التي يمارسها جيدًا ومكافأته عليها سيشعر بالرضا عن نفسه وسينعكس هذا الأمر إيجابًا على نفسيته.
  • حافظي على إنشاء جداول زمنية وخلق روتين معين لطفل التوحد بالإضافة إلى إرشاده، فهذا الأمر سيساعده على تعلم مهاراتٍ وسلوكياتٍ جديدة وتطبيق المعرفة التي يمتلكها في أكثر من موقفٍ، وابحثي دائمًا عن الأساليب والتقنيات التي تزيد من تفاعل الطفل.
  • حاولي أن تتواصلي مع طفلكِ وتساعديه على الانفتاح في المجتمع عن طريق مشاركته ببعض الأنشطة الممتعة كاللعب ولا تتواصلي معه فقط في أوقات التعليم والعلاج.
  • امنحي طفلكِ الوقت للتعود على الأساليب والعلاجات المختلفة، وكوني إيجابية ولا تفقدي الأمل إذا لم يستجب جيدًا.
  • اصطحبي طفلكِ معكِ عند ممارسة أنشطتكِ اليومية كالذهاب إلى البقالة أو قضاء أي عمل سريع، فقد يساعده هذا الأمر على التعود والتأقلم مع العالم من حوله.


المراجع

  1. "Sleep problems: children with autism spectrum disorder", raisingchildren, Retrieved 18-7-2020. Edited.
  2. "Sleep problems in autism, explained", spectrumnews, Retrieved 18-7-2020. Edited.
  3. "Helping Your Child With Autism Get a Good Night's Sleep", webmd, Retrieved 18-7-2020. Edited.
  4. "Sleep and Autism", autism, Retrieved 18-7-2020. Edited.
  5. "Tips for Parenting a Child on the Autism Spectrum", webmd, Retrieved 18-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :