محتويات
توحد الأطفال
يُعرَف توحد الأطفال أو ما يُسمى باضطراب طيف التوحد بأنه حالة مرتبطة بوجود مشكلات في مناطق معينة من الدماغ، ويؤثر التوحد على كيفية إدراك الشخص للآخرين والتواصل معهم، وهذا يُصعّب عليه التعبير عن نفسه ويشمل الاضطراب أيضًا أنماطًا من السلوك محدودةً ومتكررةً، ويبدأ اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة وغالبًا ما تظهر على الأطفال أعراض التوحد خلال السنة الأولى من حياتهم، وبالرغم من عدم وجود علاج محدد لمرض التوحد، إلا أن التشخيص المبكر للمرض قد يساهم كثيرًا في الحد من الأعراض[١][٢].
تجدُر الإشارة إلى أنه على الرغم من أنّ أطفال التوحد قد يعانون من مشكلات في التعلّم، لكنّهم يبدعون في مجالات أخرى، مثل الرّياضيات، أو الفن، أو الموسيقى وغيرها من المجالات، فقد يكون هذا المرض مشكلةً بسيطةً يُمكن التّعامل معها بسهولة، أو قد تكون مُعقّدةً وتحتاج لرعاية بدوام كامل في مكانٍ خاصّ[١].
أسباب توحد الأطفال
يُعد مرض التوحد من الأمراض مجهولة الأسباب، وإلى الآن لا يوجد أي سبب واضح للإصابة به، لكن أعراض المرض وشدته تختلف من شخص لآخر لذا يُعتقد وجود العديد من العوامل التي تتحكم بالأعراض التي تظهر على الطفل وبشدة هذه الأعراض، كالعوامل الوراثية والعوامل البيئية، وفيما يأتي بيان لكل منها[٢]:
- العوامل الوراثية: يعتقد العلماء أن اضطراب طيف التوحد من الممكن أن يرتبط بالاضطرابات الوراثية الأخرى مثل متلازمة الكروموسوم إكس الهش ومتلازمة ريت، كما وُجِد أن الاختلالات الجينية قد تؤدي لزيادة خطر الإصابة بالتوحد، إذ إن العديد من الجينات من الممكن أن تؤثر على نمو الدماغ لدى الأطفال أو طرق الاتصال بين خلايا الدماغ، وبالتالي من الممكن أن تتحكم الطفرات الجينية بشدة أعراض مرض التوحد.
- العوامل البيئية: يعتقد الباحثون أن التعرض للعدوى الفيروسية أو تناول بعض الأدوية أو حدوث مضاعفات أثناء الحمل أو التعرض لملوثات الهواء قد تلعب دورًا مهمًّا في إثارة اضطراب طيف التوحد، ومن الجدير بالذكر أنه لم تظهر أي دراسة موثوقة على وجود صلة بين اضطراب طيف التوحد وأي لقاحات يأخدها الاطفال في الفترة الأولى من حياتهم، لكن عدم إعطاء اللقاحات للأطفال قد يؤدي لتعريض الطفل والآخرين لخطر الإصابة بالأمراض الخطيرة بما في ذلك السعال الديكي أو الحصبة أو النكاف.
- عوامل أخرى، منها ما يأتي[٣][١]:
أعراض توحد الأطفال
توجد أعراض مُتعدّدة لمرض التّوحّد، فقد نجد أنّ بعض الأطفال لديهم صعوبة في التّعلّم، ونجد في البعض الآخر علامات أقلّ من علامات الذّكاء الطّبيعي، وقد نجد أيضًَا من لديه ذكاء عادي إلى عالٍ، لكن على الرّغم من ذلك، فقد يواجهون صعوبةً في عمليّة التّواصل والتكيّف مع المواقف الاجتماعيّة، وبالتّالي فإنّ من المُحتمل أن يكون لكل طفل مُصاب باضطراب التّوحّد نمطًا فريدًا من السّلوك، ومستوًى يختلف من الأداء المُنخفض إلى الأداء العالي[٤].
يُمكن أن يتطوّر الطّفل طبيعيًّا خلال الأشهر أو السّنوات القليلة الأولى من حياته، لكن بعد ذلك قد يصبح الطفل عدوانيًّا أو قد يفقد المهارات اللّغويّة فجأةً، وفيما يأتي بعض العلامات الشّائعة التي تظهر على الأطفال أو الأشخاص الّذين يُعانون من اضطراب التّوحّد[٢]:
- التّفاعل والتّواصل الاجتماعي، قد يُعاني الطفل أو البالغ المصاب باضطراب التّوحّد من مشكلات في مهارات الاتّصال والتّفاعل الاجتماعي، إذ توجد علامات تدلّ على ذلك ومنها ما يأتي:
- لا يُمكن أن يبدأ بمحادثة أو يستمرّ في الحديث.
- يفقد القُدرة على قول الكلمات أو الجُمَل، أو لا يتكلّم، أو يتأخّر في الكلام.
- يُظهر أنّه غير مُدرِك لمشاعر الآخرين، ولا يستطيع أن يُعبّر عن مشاعره أيضًا.
- يُواجه صعوبةً في تفسير حركات الجسم، أو نبرة الصّوت، أو تعبيرات وجه الآخرين.
- يفتقر إلى التّعبير بالوجه، والتّواصل بالعين.
- يفشل في الرّد على اسمه، أو اسمها، أو يبدو أنه لا يسمع المتحدّث أحيانًا.
- يُفضّل اللّعب بمفرده.
- أنماط السّلوك، قد تكون لدى الطفل أو البالغ المُصاب باضطراب التّوحّد أنماط مُحدّدة من الأنشطة، أو الاهتمامات، أو السّلوك، إذ توجد بعض العلامات المتعلّقة بالنّمط السّلوكي للطفل، بما في ذلك ما يأتي:
- يؤدي بعض الحركات المُتكرّرة على سبيل المِثال رَفرَفة اليد.
- يُمارس الأنشطة الّتي يُمكن أن تُسبّب إيذاء النّفس، مثل ضرب الرّأس، أو العضّ.
- يُصبح مُنزعجًا عند أدنى تغيير لروتين أو طقوس محدّدة طوَّرها بنفسه.
- لديه لغة جسديّة غريبة، أو قاسية، أو مُبالغ بها، ولديه أيضًا حركات غريبة، مثل المشي على أصابع القَدَم.
- حسّاس حساسيةً مُفرّطة للصّوت أو اللّمس، أو الضّوء، لكن مع ذلك فقد يكون غير مبالٍ بدرجة الحرارة، أو الألم، أو الضوء.
- لديه تركيز عالٍ لكل فعل يؤديه.
- يتناول بعض الأطعمة المُحدّدة، ويرفض الأطعمة ذاتّ النمط الواحد، ولديه تفضيلات مُعيّنة من الطّعام.
يواجه بعض الأطفال صعوبةً في المهارات الاجتماعيّة أو اللّغة، إذ يُمكن أن يُسبّب مرض التّوحّد مشكلات سلوكيّةً وعاطفيّةً أسوأ في سنوات المُراهقة، لكن من المُمكن أيضًا لبعض الأشخاص المُصابين بذلك المرض منذ الطفولة أن يصابوا باضطرابات أقلّ في السّلوك خلال فترة المُراهقة، وقد يصبحون أكثر انخراطًا مع الآخرين[٢].
علاج توحد الأطفال
يهدف علاج توحد الأطفال للحد من أعراض التوحد ومحاولة تحسين نمو الطفل وتطوره، وتعتمد العلاجات التي يحتاجها الطفل المُصاب بالتوحد على وضع الطفل واحتياجاته، ويمكن أن تشمل العلاجات أنوعًا مختلفةً من الطرق لتحسين النطق والسلوك بالإضافة إلى الأدوية في بعض الحالات، وتتضمن علاجات الطفل المصاب بالتوحد ما يأتي[٢][١]:
- العلاجات العائلية: يجب على أفراد الأسرة تعلم كيفية اللعب والتفاعل مع أطفالهم بطرق تعزز مهارات التفاعل الاجتماعي وتعلمهم مهارات الحياة اليومية.
- الأدوية: لا يوجد دواء محدد من الممكن أن يكون فعالًا لعلاج مرض التوحد لكن توجد بعض الأدوية التي تساعد في السيطرة على الأعراض، ومن الأمثلة على هذه الأدوية العقاقير المضادة للذهان لعلاج المشكلات السلوكية الشديدة ومضادات الاكتئاب لعلاج القلق.
- العلاجات التعليمية: توجد العديد من البرامج التعليمية الخاصة بالأطفال المصابين بمرض التوحد، إذ تحتوي هذه البرامج على مجموعة متنوعة من الأنشطة لتحسين المهارات الاجتماعية والتواصل يشرف عليها فريق من المختصين.
- علاجات السلوك ومهارات الاتصال: توجد العديد من البرامج التي تعالج سلوك الأطفال وتنمي مهارات التواصل لديهم، تركز بعض البرامج على الحد من السلوكيات السيئة وتعليم الأطفال مهاراتٍ جديدةً، كما توجد برامج أخرى تركز على تعليم الأطفال التصرف في المواقف الأجتماعية المختلفة وغيرها من الأمور.
تشخيص توحد الأطفال
يُمكن أن يكون تشخيص مرض التوحد عند الأطفال صعبًا نوعًا ما، إذ لا يوجد اختبار معين للتأكد من إصابة الطفل أو عدم إصابته بالمرض، لذا فإن تشخيص الطفل المُصاب بالتوحد يعتمد على نمو الطفل وسلوكه، ومن الجدير بالذكر أنه في بعض الحالات قد يُشخَّص مرض التوحد عند الأطفال في سن 18 شهرًا أو حتى أصغر وفي حالات أخرى قد يتأخر تشخيص المرض تأخيرًا كبيرًا، ويعتمد ذلك على ملاحظة الأهل لسلوك طفلهم وكيفية تعامله من الآخرين، لذا يُنصَح الأهل بمراقبة أطفالهم لأن تأخير التشخيص قد يؤخر عملية بدء العلاج، مما قد يسمح للأعراض بالتطور، ويحدث تشخيص الطفل المصاب بالتوحد من خلال خطوتين هما[٥][٢]:
- الفحص التطوري: يُعد الفحص التطوري من الفحوصات التي تُساعد في معرفة ما إذا كان الأطفال يتعلمون المهارات الأساسية أو ما إذا كانوا قد يعانون من تأخير، ويفحص الطبيب الطفل من خلال أكثر من مراجعة للطفل على مدار أول 3 سنوات تقريبًا من حياته، ومن الجدير بالذكر أنه قد توجد حاجة لفحوصات إضافية، خصوصًا إذا كان الطفل معرضًا لخطر مشكلات النمو بسبب الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة، أو وجود أخ أو أخت مصابين بمرض التوحد.
- التقييم التشخيصي الشامل: يشمل التقييم التشخيصي الشامل مراجعةً كاملةً يُجريها الطبيب لجميع سلوكيات الطفل، بالإضافة إلى نموه وتطوره كما يُجري الطبيب بعض الفحوصات مثل الفحوصات الجينية والفحوصات العصبية بالإضافة إلى فحوصات السمع والرؤية، وفي بعض الحالات قد يضطر الطبيب لإحالة الطفل إلى طبيب اختصاصي لإجراء هذه الفحوصات.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Autism", webmd,22-10-2019، Retrieved 7-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Autism spectrum disorder", mayoclinic,6-1-2018، Retrieved 7-11-2019. Edited.
- ↑ "Everything You Need to Know About Autism", healthline, Retrieved 5-12-2019. Edited.
- ↑ "Autism spectrum disorder", mayoclinic, Retrieved 5-12-2019. Edited.
- ↑ "Autism Spectrum Disorder (ASD)", cdc, Retrieved 10-11-2019. Edited.