كيف يساعد الإرشاد المهني الطلبة في اختيار مهنتهم؟

كيف يساعد الإرشاد المهني الطلبة في اختيار مهنتهم؟

ما هو الإرشاد المهني؟

الإرشاد المهني هو تقديم استشارة لشخص ما لمساعدته في اختيار مهنة أو تغييرها أو تركها في أي مرحلة من مراحل حياته، فالمهنة جانب مهم جدًا من جوانب حياة الفرد، إذ يُخطّط لاختيار مهنته عند سن البلوغ، وقد تتعدّد محاولاته في اختيار المهنة تلو الأخرى، ويواجه خلال تنقله بين الوظائف صعوبات ماليّة بسبب البطالة، وركود سوق العمل، لذا يجب الاستعانة بالمرشد المهني لتحديد ومناقشة الخيارات المهنية المناسبة، وقد أظهرت دراسة أمريكية عام 2014 أن نسبة كبيرة من الأشخاص غير راضين عن وظائفهم، كما يؤدي الإجهاد الوظيفي إلى القلق أو الاكتئاب؛ لذا يعدُّ العثور على مهنة مرضية أمرًا مهمًا للصحة النفسيّة، فعند اختيار المهنة أو محاولة البحث عن وظيفة جديدة، لا بدّ من الاستعانة بالإرشاد المهنيّ، لأن المرشد المهني قد يكون مُعالجًا، أو مدربًا مختصًا في مهارات الحياة، أو متطوعًا يعمل في مجال إدارة الأعمال، وقد خضع للتدريب الذي يؤهله لمعرفة مصادر المعلومات المهنية، ومناقشة التطوير المهني، وإدارة وتفسير الكفاءة والقدرة، فالطلاب في المدراس يستعينون بمرشد مهني في المدرسة الثانوية قبل التقديم إلى الكلية، ثم يستعينون بمستشار آخر في الكلية قبل اختيار التخصصات أو تغييرها، وحتى الأشخاص الذين يعملون في مهن معينة يلجؤون أحيانًا للإرشاد المهني لتغيير المهنة، أو ترك العمل نهائيًّا، أو معرفة وسائل تطوير المهنة الحالية، وتوجيهها إلى مسارها الصحيح.

إنّ اختيار الطلبة لمهنة دائمة تناسبهم مهمّة ليست سهلة، فتحديد نوع العمل يجب أن يكون وفقًا لمهارات الطالب، واحتياجاته، ورغباته، وقد يُربك الطالب استعراضه لمجموعة واسعة من الوظائف، حتى لو تعرّف على المعلومات والمهارات والشهادات العلمية المطلوبة، فقد تكون متناقضة، أو يصعب الحصول عليها، بينما يسهل على المرشد المهني تلخيص تلك المعلومة وتقديم المعلومة المفيدة بحرفية واختصار، عبر طرح بعض الأسئلة حول هوايات الطالب، وأنشطته المفضلة، والمهارات التي يُتقنها، ومؤهلاته، ودرجاته العلمية، وخبراته المهنية، ومقدار الراتب الذي يرغب بالحصول عليه، ومدى توفّر الوظائف في مكان سكنه، ونسبة الأمان الوظيفي فيها[١].


دور الإرشاد المهني في اختيار الطلاب لمهنتهم

يقدم الإرشاد المهني للطلاب الكثير من الخدمات المفيدة، منها ما يلي[١][٢]:

  • يخطط المرشد المهني للطلاب الفرص المهنية المستقبلية في مرحلة مبكرة، إذ يحدد أولًا نقاط القوة والضعف، وطبيعة الاهتمامات والرغبات لدى الطلبة بسهولة، ثم يرشدهم لاختيار ما يناسبهم.
  • يوجّه المرشد المختص النصائح المهنية المنتظمة نحو التركيز على نوعية تعليمهم، كما يساعد معلميهم على منحهم متطلبات التعلم المناسبة لتوجههم المهني، فيستثمرون قدراتهم نحو الهدف المهني مباشرة، فإذا أظهر الطالب كفاءة عالية في الفن، فيوجهه المشرف لدراسة الفنون، وإن كان بارعًا في الجبر، يُوجهه لبرامج التصميم الجرافيكي.
  • يخبر المرشد الطالب في مرحلة ما قبل الكلية بالدورات اللازمة، والأنشطة الصفية المهمة، وغيرها من متطلبات القبول في الكلية المناسبة للمجال المهني الذي يرغب به الطالب.
  • يستخدم المرشد في جلسات الاستشارة أدوات متنوعة، مثل الاستبيانات والدراسات الاستقصائية لتحديد القدرات والمهارات الشخصية للطلاب، وميولاتهم النفسية، وطموحاتهم، ويعرّفون الطلاب وذويهم على اتجاهات سوق العمل، ويمنحونهم رأيًا محايدًا.
  • يتواصل المرشد مع أولياء الأمور، ويناقش معهم مجموعة من الخيارات المهنية المناسبة خلال الجلسات الإرشادية، وعليهم تقبّل اقتراحاته، لكن بعض الآباء قد يعارضون رغبات أبنائهم، ويضغطون عليهم لتغيير مساراتهم المهنية، ويختارون لهم مسارات أخرى.
  • يحدد المستشار المهني نوع شخصية الطالب، ونقاط القوة فيها، ويدرس مستواه الدراسي، ثم يقوم بإجراء اختبار الذكاء أو اختبار الكفاءة، ويحدد المسار الذي يناسبه حسب النتائج.
  • يناقش المستشار المهني الدخل والحوافز المالية المتوقعة للمهنة المستقبلية، ويشرح للطالب طبيعة بيئة العمل، فقد يرغب بعمل مكتبي، أو العمل في الهواء الطلق، أو العمل بوظيفة غير مجهدة بدنيًّا، أو العمل لساعات طويلة، ويبيّن احتمالية تغيير مسار المهنة مستقبلًا أو التقدم فيها.
  • يقارن المستشار المهني مرونة الوظائف، فبعض الوظائف لا يتغيّر مسارها، إذ يعمل المحامون والأطباء في مجال تخصصاتهم، ولو انتقلوا من مكان إلى آخر ستظل مهنتهم ثابتة، أمّا المهن ذات المسارات التعليمية الأخرى، فقد تتغيّر بتنقّل الفرد بين المناصب المختلفة في مجال معين.
  • يقدّم المرشد الطرق الممكنة لكسب ترقية، أو للتفاوض على تعديل الراتب، ووسائل تخفيف توتر العمل، أو الضغط النفسي الناتج عنه، ممّا يُكسب الطالب الثقة بقراراته واختياراته، ويدرك أنها مدروسة من قبل خبراء.


لماذا يجب أن يختار ابنكِ مهنةً بناءً على رغبته؟

عليكِ مساعدة ابنك لاختيار المهنة التي تناسبه، ليحظى بمستقبل جيد، فالاقتصاد متغيّر وحاجة سوق العمل غير ثابتة، بفضل تقدم التكنولوجيا السريعة والمتغيرة باستمرار، وعليكِ إعداد ابنك منذ مرحلة المدرسة لمواكبة هذا التغيّر، ومناقشة المسارات الوظيفية المطلوبة، وهذا لا يعني عدم الحاجة للمهن والوظائف التقليدية، فإذا لم يكن لدى ابنك الرغبة في مجال التكنولوجيا الذي قد تعتقدين أنه ذو حوافز مالية عالية، وعليكِ منحه فرصة اختيار المهنة التي يرغب ويستمتع بالعمل بها، وواجبكِ هو تعريفه بأنواع الوظائف، وتفاصيلها، ومساعدته في المقارنة بينها، ثم اتركي القرار النهائي له، ويمكنكِ تكوين صورة واضحة عن ميول ابنك بمراقبة سلوكه منذ طفولته، فقد يميل لقراءة الكتب لوقت طويل، أو يحب الاستكشاف وتسلق الأشجار، فالتنشئة لها أهمية كبيرة في معرفة الميول، لذا اتركي طفلكِ لميوله، وتلك خطوة صعبة عليكِ، فلا يمكنك التخلي عن التدخل في مستقبل طفلك الذي يهمك، لذا استعيني بمرشد مهني مختص، فهو يتّبع نهجًا شاملًا لإعداد ابنك للمهن المحتملة التي تناسبه، وفقًا لظروف البلاد المستقبلية المختلفة، فتشارك الوالدين وابنهما مع المرشد في صنع القرار سيمنح ابنكِ بداية موفقة للمرحلة التالية من حياته، فقد يرتبك ابنك لرغبته في إرضائك بدراسة المجال الذي تختارينه له، ويرغب في الوقت نفسه بإبراز موهبته التي تجدينها غير جديرة بالاهتمام، لذا شجعيه وادعميه ليحقق رغبته[٣].


المراجع

  1. ^ أ ب goodtherapy team, "Career Counseling"، goodtherapy, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  2. ascs staff, "Why career counselling is so important for your child’s future"، ascs, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  3. Karen Frampton (18-6-2015), "Don't push your children into careers they're not suited for – it can backfire"، thejournal, Retrieved 13-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :